السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فعن جابر بن عبد الله قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن أفضل الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة.
السلف يشددون في إنكار البدع عامة والمسبحة خاصة:
1) قال عبد الله بن مسعود اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم كل ضلالة
2) قال حذيفة بن اليمان أتبعوا سبلنا ولئن اتبعتمونا لقد سبقتم سبقاً بعيدا ولئن خالفتمونا لقد ضللتم ضلالاً بعيدا
3) عن يسار أبي الحكم أن عبد الله بن مسعود حدث أن أناساً بالكوفة يسبحون بالحصى في المسجد فأتاهم وقد كوم كل رجل منهم بين يديه كومة حصى قال فلم يزل يحصبهم بالحصى حتى أخرجهم من المسجد ويقول لقد أحدثتم بدعة ظلماً أو قد فضلتم أصحاب محمد علماً صلى الله عليه وسلم
4) عن أبن سمعان. قال بلغنا عن عبد الله بن مسعود أنه رأى أناساً يسبحون بالحصى فقال على الله تحصون لقد سبقتم أصحاب محمد علماً أو لقد أحدثتم بدعة ظلماً
5) عن الأعمش. عن بعض أصحابه قال مر عبد الله برجل يقص في المسجد على أصحابه وهو يقول: سبحوا عشراً وهللوا عشراً. فقال عبد الله إنكم لأهدى من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أو أضل بل هذه بل هذه يعني أضل.
6) عن أبان بن أبي عياش قال: سألت الحسن (هو الحسن البصري) عن النظام من الحزز والنوى ونحو ذلك يسبح به. فقال لم يفعل ذلك أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ولا المهاجرات، وبلغني أن ابن مسعود مر على رجل وهو يقول لأصحابه سبحوا كذا وكبروا كذا وهللوا كذا قال أبن مسعود: على الله تعدون- أو- على الله تسمعون قد كفيتم الإحصاء والعدة قال أبان فقلت للحسن فإن سبح الرجل وعقد بيده قال لا أرى بذلك بأساً.
قال الإمام المحدث العلامة محمد ناصر الدين الألباني في السلسلةالضعيفة (1/110) عند تخريجه لحديث "نعم المذكّر السبحة" (حديث موضوع) : ثم إنالحديث من حيث معناه باطل عندي لأمور :
الأول: أن السبحة بدعة لم تكن على عهدالنبي صلى الله عليه وسلم إنما حدثت بعده صلى الله عليه وسلم فكيف يعقل أن يحض صلىالله عليه وسلم أصحابه على أمر لا يعرفونه ؟ والدليل على ما ذكرت ما روى ابن وضاحفي " البدع والنهي عنها عن الصلت بن بهرام قال : مر ابن مسعود بامرأة معها تسبيحتسبح به فقطعه وألقاه ، ثم مر برجل يسبح بحصا فضربه برجله ثم قال : لقد سَبقتم ،ركبتم بدعة ظلما ، ولقد غلبتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم علما ، وسنده صحيح إلىالصلت ، وهو ثقة من اتباع التابعين .
الثاني : أنه مخالف لهديه صلى الله عليهوسلم قال عبد الله بن عمرو: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيحبيمينه.
وقال الألباني أيضا (1/117) : ولو لم يكن في السبحة إلا سيئة واحدة وهيأنها قضت على سنة العد بالأصابع أو كادت مع اتفاقهم على أنها أفضل لكفى فإني قلماأرى شيخا يعقد التسبيح بالأنامل!
ثم إن الناس قد تفننوا في الابتداع بهذه البدعة، فترى بعض المنتمين لإحدى الطرق (الصوفية) يطوق عنقه بالسبحة ! وبعضهم يعدُّ بها وهو يحدثكأو يستمع لحديثك ! وآخِر ما وقعت عيني عليه من ذلك منذ أيام أنني رأيت رجلا علىدراجة عادية يسير بها في بعض الطرق المزدحمة بالناس وفي إحدى يديه سبحة ! يتظاهرونللناس بأنهم لا يغفلون عن ذكر الله طرفة عين وكثيرا ما تكون هذه البدعة سببا لإضاعةما هو واجب فقد اتفق لي مرارا - وكذا لغيري - أنني سلمت على أحدهم فرد عليّ السلامبالتلويح دون أن يتلفظ بالسلام!
ومفاسد هذه البدعة لا تحصى فما أحسن ما قالالشاعروكل خير في اتباع من سلف * * * *وكل شر في ابتداع من خلف.اهـ
شبه والردّ عليها:
1) قد يقول قائل: لا دليل على أنّ المسبحة بدعة ضلالة، والآثار التي سقتها للاستدلال بها إنّما جاءت فيمن يسبح بالحصى لا بالمسبحة.
الجواب: إنّ الأصل في العبادات التوقف على ما نص عليه الشارع الحكيم وأنّه لا يجوز الزيادة عليه بأي وجه من الوجوه. ولا نص على شرعية المسبحة بله استحبابها. وقد مرّ عليك من الآثار ما يدل على أنّ السلف ما كانوا يعرفون التسبيح إلا بالأنامل وهو فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولا فرق بين أن تسبح الله تعالى بحصى متفرقة وبين أن تجعل في وسط تلك الحصى ثقبا فتضمها إلى بعضها البعض بخيط أو ما شابه! ولا أظن عاقلا يخالفنا في هذا.
2) قد يقول قائل، بعد أن سلّم أنّ المسبحة بدعة: إنّ المسبحة بدعة حسنة وعليه فلا حرج من استعمالها.
الجواب: إنّ رسول الله تعالى حين قال: كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، قد استعمل أوكد صيغ العموم وهي قوله "كل" فالرسول صلى الله عليه وسلم حكم على سائر المحدثات بأنها بدعة وبيّن أن كل البدع ضلال، ولو كان في الشرع شيء اسمه بدعة حسنّة لبينه عليه الصلاة والسلام.
ثمّ اعلم أنّ تقسيم البدعة إلى حسنة وسيئة تقسيم مبتدع هو الآخر.
إذ لم يقل به أحد من السلف ومن أئمة الدين والعلم كالأئمة الأربعة ومن بعدهم إلى أن قال به العز بن عبد السلام رحمه الله.
فبالإضافة إلى كونه أشعرياً صوفياً خرافياً، فيبقى الأصل عدم التقسيم لأنّ العز غفر الله له لم يأتي بأدلة وحجج تبرهن وتعلل ما ذهب إليه.
والعلماء المحققون ردّوا عليه وبينوا خطأه.
ثم إنّ قائل هذا الكلام غير معصوم وكل يؤخذ من كلامه ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
السبحة تاريخها وحكمها للعلامة بكر بن عبدالله أبو زيد رحمه الله تعالى
http://saaid.net/book/open.php?cat=8&book=3431
منقول للفائدةp;l hgsfpm
المفضلات