" سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ : الإِمَامُ الْعَادِلُ ، وَشَابٌّ نَشَأ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ ، وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ "
الإِمَامُ الْعَادِلُ
وهو من أول السعداء يوم القيامة لما له من مكانة عند الله عز وجل ولكن من هو الإمام العادل ؟ لا يقتصر مفهوم الإمام العادل على ولي الأمر فهذه إمامة كبرى ولكن هناك إمامة صغرى وهي ولاية المرء على رعيته فلا ننسى قول النبي صلى الله عليه وسلم
(( الرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته))، ولكي يكون الإمام عادلاً فيجب أن يعرف ما هو الحكم الذي سيحكم به ليكون هذا الإمام العادل .. إن الحكم الذي يجب أن يحكم به هذا الإمام هو حكم الله وبشريعته فلا يحكم هذا الإمام بالعرف ويقول أنني إمام عادل , كلا... لا يكون الحكم إلا بشريعة الله الذي إرتضاها ، والعدلللمرء واجب والعدل في ولاة الأمر أوجب ، وهذه فرصة أحبتي أن نكون هذا الإمام العادل فنبدأ بالعدل في أنفسنا ثم رعايانا يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم
(( إن لنفسك عليك حقاً، ولربك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً، ولزورك- أي الزائر - عليك حقاً فأعط كل ذي حقّ حقه)).
ولقد ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة، فأرسل إلى الحسن البصري، أن يكتب إليه بصفة الإمام العادل، فكان مما كتب له الحسن:
(اعلم يا أمير المؤمنين أن الله جعل الإمام العادل، قوام كل مائل، وقصد كل جائر، وهو كالراعي الشفيق على إبله، الذي يرتاد لها أطيب المراعي، ويذودها عن مراتع الهلكة، ويُكِنّها من أذى الحر والقر، وهو كالأم الشفيقة، والبرة بولدها، حملته كرها، ووضعته كرها، تسهر بسهره، وتسكن بسكونه، والإمام العادل يا أمير المؤمنين، وصي اليتامى، وخازن المساكين، وهو كالقلب بين الجوارح، تصلح الجوارح بصلاحه وتفسد بفساده . اللهم أظلنا في ظلك يوم لا ظل إلا ظلك).
فهل بعد هذه صفات ؟!! وقد إختصر بعضهم الصفات على أربعة فقال أربع هي صفات الإمام العادل : تعظيم الشريعة ، العدل بين الناس ، تقريب البطانة الصالحة لاسيما العلماء ، الحزم في صولة السلطان بالحق .
قال النووي رحمه الله تعالى في كتاب رياض الصالحين في باب الوالي العادل
" (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإحْسَانِ) العدل واجب والإحسان فضل وزيادة فهو سنة, وحسبته أن يذكر قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ )(النساء: 59) وقوله :(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً) (النساء:58) .
فالعدل من الوالي ألا يفرق بين الناس، ولا يجور على أحد، ولا يحابي غنياً لغناه، ولا قريباً لقرابته، ولا فقيراً لفقره، ولكن يحكم بالعدل، حتى إن العلماء رحمهم الله قالوا: يجب على القاضي أن يستعمل العدل مع الخصمين، ولو كان أحدهما كافراً؛ يعني لو دخل كافر ومسلم على القاضي؛ فإن الواجب أن يعدل بينهما في الجلوس والكلام والملاحظة بالعين وغير ذلك؛ لأن المقام مقام حكم يجب فيه العدل، وإن كان بعض الجهال يقول: لا، قدّم المسلم. نقول : لا يجوز أن نقدم المسلم؛ لأن المقام مقام محاكمة ومعادلة، فلا بد من العدل في كل شيء. "
وينبغي للإمام العادل أن يحكم بالعدل بين الناس ولا يفرق بين قريب وبعيد ولا بغيض وحبيب بل ولا يفرق بين مسلم وكافر في الحكم بشريعة الله
فالإمام العادل هو يد الله التي تحكم بحكمه ، فهل يرضى حاكم أن يحكم بغير حكم الله الذي إرتضاه ويكون عادلاً ؟!!
وإليكم ما جاء في الإمام العادل
( 1 ) حدثنا وكيع قال ثنا سعدان الجهني عن سعد أبي مجاهد الطائي عن أبي مدلة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { الإمام العادل لا ترد دعوته } .
( 2 ) حدثنا أبو أسامة عن أشعث عن الحسن عن قيس بن عباد : لعمل إمام عادل يوما خير من عمل أحدكم ستين سنة .
( 3 ) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عبد الله بن مسلم عن ابن سابط عن عبد الله بن عمر قال : في الجنة قصر يدعى عدنا حوله المروج والعروج له خمسة آلاف باب لا يسكنه أو لا يدخله إلا نبي أو صديق أو شهيد أو إمام عادل .
( 4 ) حدثنا معاذ بن معاذ قال ثنا عوف عن زياد بن مخراق عن أبي كنانة عن أبي موسى قال : إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط .
( 5 ) حدثنا أبو خالد الأحمر عن ليث عن مجاهد قال : قال عمار : ثلاث لا يستخف بحقهن إلا منافق بين نفاقه : الإمام المقسط ومعلم الخير وذو الشيبة في الإسلام .
( 6 ) حدثنا وكيع قال ثنا أبو مكين قال : سمعت زيد بن أسلم يقول { إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل } قال : أنزلت في ولاة الأمر .
( 7 ) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن ابن أبي ليلى عن رجل عن ابن عباس { إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها } قال : هذه مبهمة للبر والفاجر
فيجب أن يكون الإمام من المقسطين تلبية لأمر الله تعالى
(وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) سورة المائدة الآية 42
أيضرك أخي الحبيب أن تكون إمام عادل وتفوز بالفوز العظيم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
:(( إن المقسطين عند الله على منابر من نور الذين يعدلون في حُكمهم وأهليهم وما ولُوا" رواه مسلم.
فاحكم بشرع الله وإبدأ بنفسك وبرعيتك تكن إماماً عادلاً فيحبك الله
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال"إذا أحب الله العبد نادى جبريل : إن الله يحب فلانا فأحببه ، فيحبه جبريل ، فينادي جبريل في أهل السماء : إن الله يحب فلانا فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض .
أخرجه البخاري فى الجامع الصحيح
يتبع في واحد آخر من السبعة بإذن الله ..
المفضلات