الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومَن اتبع هداه.. وبعد:
فهذا بيان للناس لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ، بشأن الأوضاع العصيبة ، و الظروف الراهنة التي يشهدها الوطن الاسلامي في مصر - كما لا يخفى عليكم - منذ أياما قلائل من فتنة عمياء ، و كارثة صلعاء ، و مفاسد عظيمة من النهب و السلب و ترويع الآمنين و سفك الدماء و غلاء الأسعار و غيرها من المفاسد التي لا يعلم شرها الا الله تعالى .
أولا : التحذير من الفتن و شرها :
اعلموا أن الفتنة عار ونار، شديد ضرامها، جائرة أحكامها، مسمومة سهامها، داعية إلى الشرور أعلامها. تزيل النعم ، وتحل النقم، وتقطع حسن التواصل بين الأمم، وتصيِّر أهلها إلى التباغض، والتقاطع، والشحناء، والتطاحن والمحن، يطلع الشيطان فيها رأسه، ويثبت فيها..قال اللَّهِ تَعَالَى { وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً } فالسعيد من جنب الفتن ، و من ابتلى بها فصبر .
و لقد أطلع الله سبحانه وتعالى رسوله عليه الصلاة والسلام على الكثير من الفتن التيستواجه هذه الأمة الإسلامية ، ولهذا أطال الرسول بالحديث عن الفتن والتحذير منها ،وبيان المخرج منها ، ففي الحديث الذي رواه مسلم : ( حدثني أبو زيد يعني عمرو بنأحطب قال : صلى بنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الفجر . وصعد المنبر فخطبناحتى حضرت الظهر . فنزل فصلى . ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر . ثم نزل فصلى . ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غربت الشمس . فأخبرنا بما كان وبما هو كائن . فأعلمناأحفظنا) .
وهذه الفتن إما تكون شديدة مظلمة ، وإما أن تكون خفيفة ، حتى أنه يبلغ الأمر من شدة الفتن أن يخرج المسلم عن دينه ، فيبيع دينه بعرض من الدنيا ، بلوتصل بالمسلم بأن يتمنى الموت من شدة الفتن كي يتخلص من البلاء ، فعن أبي هريرة عنالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ( لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه ) [أخرجه البخاري]
و عن أبي وائل قال : كنت جالسا مع عبدالله وأبي موسى فقالا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن بين يدي الساعة أياما يرفع فيها العلم وينزل فيها الجهل ويكثر فيها الهرج والهرج القتل " [أخرجه مسلم]
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ وَ مَوَاقِعَ الْقَطْرِ يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنْ الْفِتَنِ" .
و قوله أيضاً في الصحيحين: «سَتَكُونُ فِتَنٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِم.ِ وَ الْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي. وَ الْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي" .
فاللهم سلم ......اللهم سلم
ثانيا : حكم المظاهرات :
المظاهرات ...إثمها أكبر من نفعها ، لما تشتمل عليه من مخالفات؛ ولما يترتب عليها من مفاسد فمن هذه المخالفات :
1- السب والشتم سواء للكفار أو لبعض عصاة المسلمين، وهو يخالف سلوك المسلم، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولاالبذيء) رواه الترمذي، وصححه الألباني.
ثم إنه غالباً ما يقابل بسبٍ مثلِه في مظاهرات مضادة أو في وسائل الإعلام، وقد قال -تعالى-: (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ)(الأنعام:108).
2- تضمنها شعارات مخالفة للإسلام من حيث الأصل، ولا يجوز إطلاقها؛ مثل الحرية التي تعني عند أصحابها حرية كل طرف منها أن يدافع عن عقيدته بما في ذلك الكفار الأصليين والمرتدين.
3- وتضمنها إتلاف بعض المال العام الذي هو ملك للمسلمين، وليس ملكاً لمن يتظاهر ضده.
4- خروج النساء على وجه يخالف القرار في البيت، ويزداد الأمر سوءاً باشتراكهن في ترديد الشعارات، وهن مأمورات بعدم الخضوع بالقول، ومنه رفع الصوت حتى منع العلماء من أذانها بصوت مرتفع في بيتها حتى لا يسمعها سامع، بالإضافة إلى ما في ذلك من تعرضهن للخطر كما سيأتي عند ذكر المفاسد.
5- تضييع الصلاة في جماعة في كثير من الأحيان.
6- خروج المظاهرات المشتركة بين الإسلاميين وبعض التيارات السياسية المصادمة للمشروع الإسلامي، والذين قد يكونون في كثير من الأحيان أشد خطراً على الأمة من المنكرات التي يجري التظاهر بسببها مع وصف هؤلاء جميعاً بأوصاف المدح كالشرفاء والقوى الوطنية وغيرها.
وأما المفاسد المترتبة عليها فكثيرة، منها:
1- اندساس بعض المخربين الذين يتعمدون التخريب، وإن لم يكن داخلاً في حسبان منظمي المظاهرات.
2- المواجهات التي تتم بين المتظاهرين وقوات الأمن، والتي غالباً ما يجري فيها تبادل تهم بشأن من البادئ بها وبعض هذه المواجهات يصل إلى حد سفك الدماء، ويزداد الأمر سوءاً حال خروج النساء في هذه المظاهرات، وفي أحيان كثيرة يحدث أنواع من كشف العورات، وربما ما هو أكثر من ذلك.
3- وحتى في حال وجود آلية لقياس المصالح والمفاسد عند القائمين بالمظاهرة، فإنهم لا يستطيعون توجيه كل من استجاب لهم، وكم من مظاهرة انسحب منظموها وبقي المتعاطفون معها في مواجهات لم يوطنوا أنفسهم عليها، ولا يعرفون لها أولاً ولا آخراً؛ مما يبقي مرارة في حلوق هؤلاء من الصحوة الإسلامية ككل.
4- الثمن الذي يدفعه بعض منظمي هذه المظاهرات حتى ممن احتسب ذلك يمكن توجيهه إلى وجهة أخرى أكثر نفعاً للأمة على المدى القريب أو البعيد.
و غيرها من المفاسد العظيمة ، فالله المستعان .
ثالثا : حكم الخروج على الحاكم :
نبدأ أولا بذكر واجبات و حقوق الحاكم ، و ما يتعلق بذلك :
· واجبات الحاكم :
و تتلخص في :
- حفظ الدين من المبتدعة و الملحدين و غيرهم .
- تنفيذ الأحكام بين الرعية حتى يعم العدل فلا يتعدى ظالم و لا يضعف مظلوم .
- حفظ الأمن الداخلي .
- اقامة الحدود و سائر العقوبات لردع المجرمين و معاقبة الخاطئين .
- تحصين الثغور و حفظ البلاد من الأعداء الخارجين .
- مجاهدة أعداء الاسلام و تقوية الجيش و اعدادها .
- جباية الضرائب (صدقات – زكاة – جزية ...) لصرفها في المصالح العامة .
- تقدير العطايا و الاستحقاقات للناس من بيت المال في أوقاتها المحددة.
- تكليف الأمناء و تقليد الصلحاء فيما يفوض اليهم من أعمال حسب كفاءتهم .
- متابعة الأعمال بنفسه عن كثب بين حين و آخر ليقف على حقيقة الاحوال ، و وضوح الصورة بنفسه .
· واجبات الرعية تجاه الحاكم :
يجب على الرعية السمع و الطاعة في العسر و اليسر و المنشط و المكره ، ما دام في المعروف ، أما في معصية الله فلا .
فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني ) [أخرجه مسلم]
و عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وأثرة عليك ) [أخرجه مسلم]
و عن أبي ذر قال : ( إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع وإن كان عبدا مجدع الأطراف) [أخرجه مسلم]
و عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال ( على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة )[أخرجه مسلم]
و قال حذيفة بن اليمان قلت يا رسول الله إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه فهل من وراء هذا الخير شر ؟ قال ( نعم ) قلت هل من وراء ذلك الشر خير ؟ قال ( نعم ) قلت فهل من وراء ذلك الخير شر ؟ قال ( نعم ) قلت كيف ؟ قال ( يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس ) قال قلت كيف أصنع ؟ يا رسول الله إن أدركت ذلك ؟ قال ( تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع )
و عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال ( من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة فقتل فقتلة جاهلية ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاش من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه )
و عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات فميتة جاهلية )
· الواجب عند فساد الحاكم :
يجب عند فساد الحاكم أن يتحلى المسلمون بالصبر ...... فعن أنس بن مالك عن أسيد بن حضير أن رجلا من الأنصار خلا برسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ألا تستعملني كما استعملت فلانا ؟ فقال ( إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض )
عن علقمة بن وائل الحضرمي عن أبيه قال : سأل سلمة بن يزيد الجعفي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا نبي الله أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقهم ويمنعونا حقنا فما تأمرنا ؟ فأعرض عنه ثم سأله فأعرض عنه ثم سأله في اثانية أو في الثالثة فجذبه الأشعث بن قيس وقال ( اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم )
عباد الله ........
أين أنتم فيمن كان قبلكم ؟!!!!!!
أخرج البخاري في "صحيحه" (ح3852) من حديث خباب بن الأرت قال: "أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة وهو في ظل الكعبة- وقد لقينا من المشركين شدة- فقلت: يارسول الله، ألا تدعو الله لنا؟ فقعد وهو محمر وجهه، فقال: لقد كان من قبلكم ليمشط بأمشاط الحديد ما دون عظمه من لحم أو عصب، ما يصرفه ذلك عن دينه، ويوضع المنشار على مفرق رأسه فيشق باثنين، ما يصرفه ذلك عن دينه، وليتمن الله هذا الأمر حتى يسيرالراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله".
قلت: وأخرج هذا الحديث أيضًاالإمام البخاري (ح3612) من حديث خباب وفيه قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "والله ليَتِمَّن هذا الأمُر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون". وفي الحديث (6943) "و" بدلاً من "أو".
فالصبر الصبر .........
· متى يخرج على الحاكم و يقاتل ؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه في كتاب منهاج السنة : ولهذا كان المشهور من مذهب أهل السنة أنهم لايرون الخروج على الأئمة وقتالهم بالسيف وإن كان فيهم ظلم ، كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم لأن الفساد في القتال والفتنة أعظم من الفساد الحاصل بظلمهم بدون قتال ولا فتنة ، فلا يدفع أعظم الفسادين بالتزام أدناهما ولعله لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا وكان في خروجها من الفساد ما هو أعظم من الفساد الذي إزالته .
وهذا مُشاهدٌ مشهور في الواقع ..
وقد نقل ابن حجررحمه الله الإجماع على عدم جواز الخروج على السلطان الظالم: فقال: قال ابن بطال: وفى الحديث حجة على ترك الخروج على السلطان ولو جار وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه وأن طاعته خير من الخروج عليه لما فىذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء فتح الباري 13/7.
ونقل الإمام النووي-رحمه الله - الإجماع على ذلك أيضا فقال: وأما الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين وإن كانوا فسقة ظالمين وقد تظاهرت الأحاديث على ماذكرته وأجمع أهل السنة أنه لا ينعزل السلطان بالفسق.... شرح النووي 12/229
1- أن نرى منه كفرا بواحا عندنا من الله فيه برهان : فعَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ دَخَلْنَا عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَهُوَ مَرِيضٌ قُلْنَا أَصْلَحَكَ اللَّهُ حَدِّثْ بِحَدِيثٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِ سَمِعْتَهُ مِنْالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،قَالَ: دَعَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعْنَاهُ فَقَالَ : "فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا أَنْبَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَأَثَرَةً عَلَيْنَا وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَأَهْلَهُ إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنْ اللَّهِ فِي هِبُرْهَانٌ" [متفق عليه]
قال الشيخ بن باز رحمه الله تعالى : (لا يجوز منازعة ولاة الأمور والخروج عليهم لأنه يسبب مفاسداً كبيرةً وشراً عظيماً وإذا رأى المسلمون كفراً بواحاً عندهم منالله فيه برهان فلا بأس أن يخرجوا أو كان الخروج يسبب شراً أكثر فليس لهم الخروجرعاية للمصالح العامة والقاعدة الشرعية المجمع عليها : ( أنه لا يجوز إزالة الشر بما هو أشر منه ، بل ويجب درء الشر بما يزيله أو يخففه) .
قال ابن عثيمين رحمه الله تعالى : ( إذا كان الحاكم كافراً وكان المسلمون جماعة ولا يستطيعون إزالته فلا يجوز والحال هذه أن يتحرشوا به لأنه يعود عليهم بالضرروالإبادة وهو منهج النبي صلى الله عليه و سلم في مكة) .
2- منع اقامة الصلاة : فعَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ ، وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ ، قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَفَلَا نُنَابِذُهُمْ بِالسَّيْفِ ، فَقَالَ : لَا ، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلَاةَ وَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ وُلَاتِكُمْ شَيْئًا تَكْرَهُونَهُ ، فَاكْرَهُوا عَمَلَهُ وَلَا تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ " [أخرجه مسلم] .i`h fdhk ggkhs >>>>>> vcdm avudm jHwdgdm ggH,qhu td lwv
المفضلات