السلام عليكم.
قال أبو دُلامة في بغلته. والمثل في البغال بغلة أبي دُلامة. وفي الحمير حمار العباديّ، وفي الغنم شاة منيع، وفي الكلاب كلبة حومل: فقال أبو دُلامة يصف بغلته:
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أبعْد الخيْل أركبُها وراداً=وشُقْراً في الرَّعيل إلى القتالِ
رُزقْتُ بُغيْلة فيها وكالٌ=وخيْرُ خصالها فرْط الوكالِ
رأيت عُيُبها كثُرت وعالتْ=ولو أفْنيْت مُجتهداً مقالي
تقوم فما تريمُ إذا اسْتحثَّتْ=وترمحُ باليمين وبالشِّمالِ
رياضة جاهلٍ وعليج سوْءٍ=من الأكراد أحْبن ذي سُعالِ
شتيم الوجْهِ هلْباجٍ هدانٍ=نعوسٍ يوْم حلٍّ وارْتحالِ
فأدَّبها بأخلاقٍ سماجٍ=جزاهُ الله شرّاً عنْ عيالي
فلمَّا هدَّني ونفى رُقادي=وطال لذاك همِّي واشْتغالي
أتيْت بها الكُناسة مُستبيعاً=أُفكِّرُ دائباً كيف احْتيالي
لعُهْدة سلعةٍ رُدَّتْ قديماً= أطُمُّ بها على الدَّاء العُضالِ
فبيْنا فكْرتي في القوْم تسْري=إذا ما سْمتُ أُرْخصُ أمْ أُغالي
أتاني خائبٌ حمقٌ شقيٌّ=قديمٌ في الخسارة والضَّلالِ
وراوغني ليخْلو بي خداعاً=ولا يدْري الشَّقيُّ بمنْ يُخالي
فقلتُ: بأربعين، فقال: أحْسنْ=فإنّ البيع مرتخصٌ وغالِ
فلما ابتاعها منِّي وبُتَّتْ=له في البيع غيْر المُسْتقالِ
أخذْت بثوبه وبرئْتُ ممَّا=أعدُّ عليْك منْ شنعِ الخصالِ
برئْتُ إليك من مششٍ قديمٍ=ومنْ جرذٍ وتخريقِ الجلالِ
ومنْ فرْطِ الحانِ ومنْ جماعٍ=ومنْ ضعفِ الأسافلِ والأعالي
ومن عقد اللِّسانِ ومنْ بياضٍ=بناظرها ومنْ حلِّ الحبالِ
وعُقَّالٍ يُلازمها شديدٍ= ومنْ هدْمِ المعالفِ والرِّكالِ
ومنْ شدِّ العضاضِ ومنْ شبابٍ=إذا ما همَّ صحْبُكَ بالزِّيالِ
تقطِّعُ جلْدها جرباً وحكّاً= إذا هُزلتْ وفي غير الهُزالِ
وأقطفُ من دبيب الذَّرِّمشياً=وتنْحط من مُتابعة السُّعالِ
وتكسر سرجها أبداً شماساً=وتسْقُطُ في الوُحولِ وفي الرِّمالِ
ويُهزِلُها الجمامُ إذا خصبنا =ويُدْيرُ ظهرها مسُّ الجلالِ
تظلُّ لركْبةٍ منها وقيذاً=يُخافُ عليك منْ ورم الطِّحالِ
وتضْرطُ أرْبعين إذا وقفْنا=على أهلِ المجالسِ للسُّؤال
فتُخْرسُ منطقي وتحولُ بيني=وبين كلامهمْ ممَّا تُوالي
وقد أعيتْ سياستها المُكاري=وبيطاراً يُعقِّلُ بالشِّكالِ
حرُونٌ حين ترْكبها لُحضْرٍ=جمُوحٌ حين تعْزمُ للنِّزالِ
وذئْبٌ حين تُدنيها لسرْجٍ=وليْثٌ عنْد خشْخشة المخالي
وفسْلٌ إنْ أردْت بها بُكوراً=خذُولٌ عنْد حاجات الرِّحالِ
وألْفُ عصاً وسوْطٍ أصبحيٍّ=ألذُّ لها من الشُّربِ الزُّلالِ
وتُصْعقُ منْ صُقاع الدِّيكِ شهْراً=وتُذْعر للصَّفير وللْخيالِ
إذا اسْتعْجلْتها عثرتْ وبالتْ=وقامتْ ساعةً عنْد المبالِ
ومثْفارٌ تُقدِّمُ كُلَّ سرْجٍ=تُصيِّرُ دفَّتيْه على القذالِ
وتحفى في الوقوف إذا أقمْنا=كما تحْفى البغالُ من الكلالِ
ولو جمَّعْت منْ هنَّا وهنَّا=من الأتْبانِ أمْثالَ الجبالِ
فإنَّك لسْت عالفها ثلاثاً=وعنْدك منْه عُودٌ للْخلالِ
وكانتْ قارحاً أيَّام كسرى=وتذْكرُ تُبَّعاً قبل الفصالِ
وقدْ قرحتْ ولُقْمانٌ فطيمٌ=وذو الأكتافِ في الحجج الخوالي
وقدْ أُبْلى بها قرْنٌ وقرْنٌ=وأُخِّر يوْمُها لهلاك مالي
فأبِدلِني بها يا ربِّ بغلاً=يزينُ جمالُ مرْكبه جمالي
كريماً حين يُنْسبُ والدهُ=إلى كرمِ المناسبِ في البغالِ[/poem]
من الرسائل للجاحظ. ههههههههههههfygm hfd ]ghlm
المفضلات