أمير: من قال ان المكتوب لا قيمة له؟.. ده قيمته عالية جدا ومما نفخر به ..

انما لا قيمة له في نقل النص عبر القرون .. العُمدة في النقل على التلقي والسماع والحفظ من الحُفاظ اللي يقرأوا القرآن بظهر غيب .. ويُمكِنك مراجعة موضوعي هذا ففيه شفاء للصدور.

لانتقال النص المُقدّس أو أي نص من صاحِبِه إلينا أو إلى أي شخص في الوجود - عبر القرون - طريقان لا ثالِث لهُما :1- بالتدوين والكِتابة
2- بالتلقين مُشافهة وحِفظاً في الصدور
.



و القرآن الكريم هو الكِتاب الأوحد في الدُنيا كُلِّها والذي انفرد بالإنتقال شِفاهاً من لِسان صاحِبِه إلى لِسان أصحابِهِ ومنه إلى يومِنا هذا، وهكذا يظل القرآن الكريم يتنقّل من صدر إلى صدر منذ أوحي بِه وإلى يوْمِنا هذا، أكثر من 1400 عام يؤخذ فيها القرآن من صدر إلى صدر ولا أهميّة للمكتوب حتى هذا اليوم في نقل النص القرآني او في تلقيه . فتسلّمناه تلقيناً ومشافهة وحِفظاً في الصدور، تسلّمناه بنفْس طريقة إلقائِه وقِرائتِه وتعدّد اوجُهه تماما كما قرأه جِبْريل على محمد صلى الله عليْهِ وسلّم.

لو ضاعت كل المصاحِفِ وفًُقِدت يظل القرآن الكريم باقٍ لا يضيع.
وهذه نقطة مهمة تفتقرها الأناجيل .. وكل الكتب القديمة .. وينفرد بها القرآن الكريم..! ..
تخيّل لما بشري اسمه محمد من عرب البادية يتوافر له ما لا يتوافر لإلهك ومعبودك الذي ألّهتُمُوهُ ما بعد مجمع نيقية !


لِماذا؟؟!

لأنه منقول شِفاهاً و حِفظاً في الصدور ، ولأن المُعوّل عليْه هو المنطوق و المحفوظ في الصدر، وليس المكتوب المحفوظ في الكُتُب . وهكذا ينتقِل القرآن من صدر الحافِظ المُتقِن لمن يخلُفُه من الحفظة المُتقِنين . يقول الإمام العلامة ابن الجزري[1] رحِمهُ الله:" إن الاعتماد في نقل القرآن على حفظ القلوب والصدور لا على حفظ المصاحف والكتب وهذه أشرف خصيصة منّ الله تعالى لهذه الأمة ففي الحديث الصحيح الذي رواه مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال"إن ربي قال لي قم من قريش فانذرهم فقلت له رب إذاً يثلغوا[2] رأسي حتى يدعوه خبزة فقال : إني مبتليك ومبتلٍ بك ومُنْزِلٌ عليك كِتاباً لا يغسله الماء تقْرؤه نائماً ويقظان فابعث جنداً أبعث مثلهم وقاتل بمن أطاعك من عصاك وأنفق ينفق عليك"[3].[4]

------------------------
[1] منجد المقرئين , توفي في شيراز من مدن إيران الحالية عام 833ه ، غاية النهاية : 2 / 247، الأعلام: 7 / 45.
[2] أي يشدخوه ويشجوه كما يشدخ الخبز أي يكسر، شرح النووي على مسلم 17 / 198، والنهاية في غريب الحديث 1 / 220 .
[3] صحيح مُسلِم , كتاب الجنة، باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة والنار ,4/1741.
[4] النشر في القراءات العشر , لابن الجزري 1/ 6.