مقتبس من: dzizorasca في 21/11/2009, 20:59:39
إذا كان القرآن محكما لما إختلف عليه إثنان؟


سؤالك يدل على أنَّك لم تفطن إلى معنى الإحكام, ألم تقرأ قولي:
الله_ جل جلاله _وصف آياته بالإحكام وصفين متباينين؛ فتارةً أراد الصوابَ والحقَّ والإتقانَ, وتارةً أرادَ قطعي الدلالة. فلما أراد المعنى الأول قال_ عز وجل _في كتابه المحكم:" كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ", (هود: 1). وهذه تشمل القرآن كافة. ولما أراد المعنى الثاني قال_ عز وجل _في كتابه المحكم:" هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ", (آل عمران: 7). وهذه تشمل معظم آيات القرآن. ونحن نبتغي بوصفنا للآيات بالإحكام المعنى الأول, أي الصواب والحق والإتقان, ويعضد هذا قول الله_ جل جلاله _:" وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ", (فصلت: 42).
إذن, الآيات المحكمات هن الآيات التي خلت من الباطل واتسمت بالإتقان, وآيات القرآن المنسوخة, أي التي نسخت أحكامها ليست باطلة, بل هي أحكام خير وبركة, وقد حلَّ محلها أحكام؛ إمَّا مثلها, وإمَّا خير منها. والخيرية فيها نوعان: خيرية أجر, وخير تخفيف. فتأمَّلي.
زميلي, سؤالك يدل على أنك تقصد المعنى الثاني, أي قطعي الدلالة, والله لم يجعل كتابه جميعا قطعي الدلالة, بل فيه ظني, وذلك قوله:" هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ", (آل عمران: 7). فعندما تسأل سؤالا, دقق به!!
وعليه, فالله قد أخبر أن ثمة آيات محكمات, وأيات متشابهات, أي ظنية الدلالة, فما الجديد الذي أتيت به؟!