الداعي
عضو جميل

سجاح, تحية طيبة, وبعد:

الذي تجلَّى لي من ردَّك أنَّك لا تحسنين أكل الكتف, فيا سعد, ما هكذا تورد الإبل!!
سجاح, نحن لسنا بصدد_ وإن كان لا مانع لدي _من مناقشة بضع وعشرين آية نسخت_ وليس ثلث القرآن أو يزيد حسب توهمك _هنا, بل نحن في صدد مناقشة إحكام آيات الله ونسخها, فهل ثمَّة تناقض بين آيات قد أحكمت ونسخت؟
نعم, هذا هو البحث, وليس ذات النسخ. ثمَّ إنَّ إنكارك عليَّ إنكاري للقسمين الأولين من النسخ إنكار باطل عاطل, ولا تنتقلي إلى نقطة من دون قتل سابقتها بحثًا. فتأمَّلي.
سجاح, قد أجمع الصحابة الكرام على أنَّ القرآن لا يثبت بغير التواتر, فحتى تثبتي جواز وقوع نسخ التلاوة (الرسم) بنوعيها عليك أن تثبتي تواتر الآيات المزعوم نسخها, ولا يصلح في هذا أحاديث ظنية (أخبار آحاد), بل لا بدَّ من تواتر تلك الأحاديث. فتدبَّري.
أصل المسألة هو: هل يوجد تناقض بين كون الآية محكمة ومنسوخة؟
الله_ جل جلاله _وصف آياته بالإحكام وصفين متباينين؛ فتارةً أراد الصوابَ والحقَّ والإتقانَ, وتارةً أرادَ قطعي الدلالة. فلما أراد المعنى الأول قال_ عز وجل _في كتابه المحكم:" كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ", (هود: 1). وهذه تشمل القرآن كافة. ولما أراد المعنى الثاني قال_ عز وجل _في كتابه المحكم:" هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ", (آل عمران: 7). وهذه تشمل معظم آيات القرآن. ونحن نبتغي بوصفنا للآيات بالإحكام المعنى الأول, أي الصواب والحق والإتقان, ويعضد هذا قول الله_ جل جلاله _:" وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ", (فصلت: 42).
إذن, الآيات المحكمات هن الآيات التي خلت من الباطل واتسمت بالإتقان, وآيات القرآن المنسوخة, أي التي نسخت أحكامها ليست باطلة, بل هي أحكام خير وبركة, وقد حلَّ محلها أحكام؛ إمَّا مثلها, وإمَّا خير منها. والخيرية فيها نوعان: خيرية أجر, وخير تخفيف. فتأمَّلي.
وعليه, فليس ثمَّة تناقض بين كون الآية محكمة ومنسوخة؛ لأنَّ نسخها لم يكن لأنها قد حازت باطلا, بل نسخها لحكمة أرادها الله عزَّ وجلَّ. ومما يدل على صدق هذا أن الله يقول: (نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا), فلو كان الحكم المنسوخ قد حاز باطلا, فلماذا يأتي الله بمثله؟!

الآن نأتي لمناقشة مداخلتك:

قولك: (باعتمادك على قاعدة قطعية الثبوت والدلالة للآية لاننى غير مقتنعة بهذه القاعدة), جوابه:
القرآن لا يثبت إلا بالتواتر, أي لا بدَّ من أن تكون قطعية الثبوت؛ لأنَّ الاعتقاد بالظني حرام, وكون القرآن كلام الله يقضي أن يكون متواترًا حتى يتأتى لنا أن نعتقد به, فلماذا أنت غير مقتنعة مع الدليل؟
قولك: (وعلى الرغم من انك تجاهلت الرد على سؤالى بخصوص نسيان الرسول لايات فى الليل بعد ان كان قد اخذها من الوحى فى النهار) جوابه:
ضعي الروايات التي تتحدث عن هذا, مبينةً قصدك من النسيان؛ أهو ترك حكمها أم ضد التذكر؟
قولك: (يجعلنى اتجاوز ذلك وافتح معك نقاشا يدور حصرا حول الايات التى رفع حكمها وبقيت تلاوتها) جوابه:
أصل النقاش هو: أيوجد تناقض بين كون الآية محكمة ومنسوخة أم لا؟ وقد وضعنا لك جواب ذلك. بيد أنَّه لا مانع لدي من إجابتك على استفساراتك.
قولك: (لمعلوماتكم بان الايات التى سنتحدث عنها ليست ايات قليلة اضافة الى انها حللت ماكان محرما وحرمت ماكان محللا فى اركان اساسية فى العقيدة مثل الصوم والحج والزكاة وحتى فى التوجه للكعبة اضافة لعلاقة المسلمين مع الغيروفى الطلاق والزواج والوصية واموراساسية اخرى فى الاسلام) جوابه:
1_هل بضع وعشرون آية منسوخة عدد ليس قليلا؟!
2_ما المانع كون الحكم الناسخ أتى نقيضًا للحكم المنسوخ, أي كان حلالا ثم أصبح حرامًا أو العكس؟!
3_الصوم والحج والزكاة وغير ذلك مما ذكرت ليس من أركان العقيدة (الإيمان), بل هذه مسائل فقهية عملية لا دخل لها بالعقيدة؛ فتأمَّلي. على أنَّ الأمور العقدية لا تنسخ. فتدبَّري.

قولك: (وسوف تدهشون كيف اختلف المفسرون واالشارحون القدماء حول تفسير هذه الايات اختلافا شديدا ,وهذا الاختلاف الشديد والتباين بالتفاسير لعلماء الاسلام لايات القران سوف يسقط حتما شعار القرآن كتاب احكمت آيته) جوابه:
سجاح, يبدو أنَّك واهمة, فهلا راجعت حساباتك؟!
قولك: (واترك للزميل الداعى باعتباره ضيف عزيز علينا البدء فى مناقشة الاية رقم 15 من سورة النساء (واللاتى ياتين الفاحشة من نسائكم.................فامسكوهن فى البيوت.....)والتى نسخت بالاية رقم2 من سورة النور(الزانى والزانيةفاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة.............)) جوابه:
ماذا تبتغين من هاتين الآيتين؟

ملحظ: أنت لا تراعين نحوا أو إملاءً أو ترقيمًا أو ترتيبًا, فما هذا؟! حاولي أن تنسقي ردك مثل ردي.