لا يعلم الإنسان ما يقضى غـدا إذ كـل يـوم ربنـا فـي شـأن

والله يمطرنـا الغيـوث بفضلـه لا نـوء عــواء ولا دبــران



من قال إن الغيث جـاء بهنعـة أو صرفـة أو كوكـب الميـزان

فقد افترا إثما وبهتانـا ولـم ينـزل بـه الرحمـن مـن سلطـان



وكذا الطبيعـة للشريعـة ضدهـا ولقـل مـا يتجمـع الضـدان

وإذا طلبت طبائعا مستسلما فاطلب شـواظ النـار فـي الغـدران



علـم الفلاسفـة الغـواة طبيعـة ومعـاد أرواح بــلا أبــدان

لولا الطبيعة عندهم وفعالها لم يمش فـوق الأرض مـن حيـوان



والبحر عنصر كل ماء عندهـم والشمـس أول عنصـر النيـران

والغيث أبخـرة تصاعـد كلمـا دامـت بهطـل الوابـل الهتـان



والرعد عند الفيلسوف بزعمه صوت اصطكاك السحب في الأعنان

والبرق عندهم شواظ خارج بين السحاب يضـيء فـي الأحيـان



كـذب أرسطاليسهـم فـي قولـه هـذا وأسـرف أيمـا هذيـان

الغيث يفرغ في السحاب مـن السمـا ويكيلـه ميكـال بالميـزان



لا قطـرة إلا وينـزل نحوهـا ملـك إلـى الآكـام والفيضـان

والرعد صيحة مالك وهو اسمه يزجي السحاب كسائق الأظعـان



والبرق شوظ النار يزجرها به زجر الحـداة العيـس بالقضبـان

أفكان يعلم ذا أرسطاليسهـم تدبيـر مـا انفـردت بـه الجهتـان



أم غاب تحت الأرض أم صعد السما فرأى بها الملكوت رأي عيان

أم كـان دبـر ليلهـا ونهارهـا أم كـان يعلـم كيـف يختلفـان



أم سار بطلموس بيـن نجومهـا حتـى رأى السيـار والمتوانـي

أم كان أطلع شمسهـا وهلالهـا أم هـل تبصـر كيـف يعتقبـان



أم كان أرسل ريحهـا وسحابهـا بالغيـث يهمـل أيمـا همـلان

بل كان ذلـك حكمـة الله الـذي بقضائـه متصـرف الأزمـان



لا تستمع قول الضوارب بالحصا والزاجريـن الطيـر بالطيـران

فالفرقتـان كذوبتـان علـى القضـا وبعلـم غيـب الله جاهلتـان



كـذب المهنـدس والمنجـم مثلـه فهمـا لعـلـم الله مدعـيـان

الأرض عنـد كليهمـا كرويـة وهمـا بهـذا القـول مقتـرنـان



والأرض عند أولي النهى لسطيحة بدليل صدق واضـح القـرآن

والله صيرها فراشـا للـورى وبنـى السمـاء بأحسـن البنيـان



والله أخبـر أنهـا مسطوحـة وأبــان ذلــك أيـمـا تبـيـان

أأحاط بالأرض المحيطـة علمهـم أم بالجبـال الشمـخ الأكنـان



أم يخبرون بطولها وبعرضها أم هل همـا فـي القـدر مستويـان

أم فجروا أنهارها وعيونها مـاء بـه يـروى صـدى العطشـان



أم أخرجـوا أثمارهـا ونباتهـا والنخـل ذات الطلـع والقنـوان

أم هل لهم علـم بعـد ثمارهـا أم باختـلاف الطعـم والألـوان



الله أحكـم خلـق ذلـك كلـه صنعـا وأتـقـن أيـمـا إتـقـان

قـل للطبيـب الفيلسـوف بزعمـه إن الطبيعـة علمهـا برهـان



أين الطبيعة عند كونك نطفة في البطـن إذ مشجـت بـه المـاآن

أين الطبيعة حين عـدت عليقـة فـي أربعيـن وأربعيـن توانـي



أين الطبيعة عند كونك مضغة في أربعين وقـد مضـى العـددان

أترى الطبيعـة صورتـك مصـورا بمسامـع ونواظـر وبنـان



أترى الطبيعة أخرجتك منكسا من بطـن أمـك واهـي الأركـان

أم فجرت لك باللبان ثديهـا فرضعتهـا حتـى مضـى الحـولان



أم صيرت في والديـك محبـة فهمـا بمـا يرضيـك مغتبطـان

يا فيلسوف لقد شغلت عن الهدى بالمنطـق الرومـي واليونانـي



وشريعة الإسلام أفضل شرعـة ديـن النبـي الصـادق العدنـان

هو دين رب العالميـن وشرعـه وهـو القديـم وسيـد الأديـان



هو دين آدم والملائك قبله هـو ديـن نـوح صاحـب الطوفـان

ولـه دعـا هـود النبـي وصالـح وهمـا لديـن الله معتقـدان



وبه أتى لوط وصاحب مديـن فكلاهمـا فـي الديـن مجتهـدان

هو دين إبراهيم وابنيـه معـا وبـه نجـا مـن نفحـة النيـران



وبه حمى الله الذبيـح مـن البـلا لمـا فـداه بأعظـم القربـان

هو ديـن يعقـوب النبـي ويونـس وكلاهمـا فـي الله مبتليـان



هـو ديـن داود الخليفـة وابنـه وبـه أذل لـه ملـوك الجـان

هو دين يحيى مع أبيـه وأمـه نعـم الصبـي وحبـذا الشيخـان



وله دعا عيسى بن مريـم قومـه لـم يدعهـم لعبـادة الصلبـان

والله أنطقه صبيا بالهدى فـي المهـد ثـم سمـا علـى الصبيـان



وكمال ديـن الله شـرع محمـد صلـى عليـه منـزل القـرآن

الطيب الزاكي الذي لم يجتمـع يومـا علـى زلـل لـه ابـوان



الطاهر النسوان والولد الذي مـن ظهـره الزهـراء والحسنـان

وأولو النبوة والهـدى مـا منهـم أحـد يهـودي ولا نصرانـي



بل مسلمون ومؤمنون بربهـم حنفـاء فـي الإسـرار والإعـلان

ولملـة الإسـلام خمـس عقائـد والله أنطقنـي بهـا وهـدانـي



لا تعص ربك قائلا أو فاعلا فكلاهمـا فـي الصحـف مكتوبـان

جمل زمانك بالسكـوت فإنـه زيـن الحليـم وستـرة الحيـران



كن حلس بيتـك إن سمعـت بفتنـة وتـوق كـل منافـق فتـان

أد الفرائـض لا تكـن متوانيـا فتكـون عنـد الله شـر مـهـان




يتبع