قِ قيا قوا قي قيا قين

قرأت لكم في مروج الذهب للمسعودي 4/239 [ط: عبد الحميد] ما يلي :

وكان أبو خليفة ـ الفضل بن الحباب الجمحي ـ لا يتكلف الإعراب بل قد صار له كالطبع لدوام استعماله إياه من عنفوان حداثته ، وكان ذا محل من الإسناد ، وله أخبار ونوادر حسان قد دونت منها :

أن بعض عمال الخراج بالبصرة كان مصروفاً عن عمله ، وأبو خليفة مصروفاً عن قضائه فبعث العامل إلى أبي خليفة أن مبرمان النحوي صاحب أبي العباس المبرد قد زارني في هذا اليوم إلى بعض النهار ، والبساتين ، فأتوه مبكرين مع من حضرنا من أصحابنا ، وسألوه الحضور معهم .

فجلسوا في سمارية متفكهين قد غير ظواهر زيهم حتى أتوا نهراً من أنهار البصرة ، واستحسنوا بعض البساتين فقدموا إليه ، وخرجوا إلى الشط ، وجلسوا تحت النخل على شط النهر ، وقدم إليهم ما حمل معهم من الطعام ، وكان أيام المبادي ، وهي الأيام التي يثمر فيها الرطب فيكبسونه في القواصر تمراً ، وتكون حينئذ البساتين مشحونة بالرجال ممن يعمل في التمر من الأَكَرَة ، وهم الزراع وغيرهم .

فلما أكلوا ، قال بعضهم لأبي خليفة ـ غير مكن له خوفاً أن يعرفه من حضر ممن ذكرنا من الأَكَرَة ، والعمال في النخل ـ:

أخبرني أطال الله بقاءك عن قول الله عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا } هذه الواو ما موقعها من الإعراب ؟

قال أبو خليفة : موقعها رفع ، وقوله: قوا هو أمر للجماعة من الرجال .

قال له: كيف تقول للواحد من الرجال ، وللاثنين ؟

قال يقول للواحد من الرجال: قِ ، وللاثنين : قيا ، وللجماعة قوا .

قال كيف تقول للواحدة من النساء ، وللاثنتين منهن وللجماعة منهن ؟

قال أبو خليفة : يقال للواحدة : قي ، وللاثنتين : قيا ، وللجماعة : قين .

قال : فأسألك أن تعجل بالعجلة ، كيف يقال للواحد من الرجال ، والاثنين والجماعة ، والواحد من النساء ، والاثنتين منهن ، والجماعة منهن ؟

قال أبو خليفة عجلان [بسرعة]: قِ قيا قوا قي قيا قين ، وكان بالقرب منهم جماعة من الأكرة فلما سمعوا ذلك استعظموه ، وقالوا :

يا زنادقة ! أنتم تقرءون القرآن بحروف [بقراءة] الدجاج ! ،
وعدوا عليهم ، فصفعوهم فما تخلص أبو خليفة ، والقوم الذين كانوا معه من أيديهم إلا بعد كدٍ طويل . اهـ.

rA rdh r,h rd rdh rdk