- هل عقاب ادم علي خطيته هو الموت بمفارقة الروح للجسد ؟

السؤال السادس :- ما هو عقاب خطية ادم وحواء ؟؟
هل عقاب ادم علي خطيته هو الموت بمفارقه الروح بالجسد ؟؟؟
هل عقاب ادم علي خطأه هو الموت بمفارقه الروح للجسد ؟؟؟
اخبر الرب الاله ادم بالوصيه وحذره وقال ان مخالفة الوصيه سيكون عقابها موتا تموت .
اوصي الرب الاله ادم قائلا :
الفانديك : ( Gn 2: 17 ) او ( تكوين 2: 17 ) :
" واما معرفة الخير والشر فلا تأكل منها لانك يوم تاكل منها موتا تموت"
هنا يأمر الله سبحانه وتعالي ادم بالا يأكل من شجرة معرفة الخير والشر وحذره انه يوم يأكل منها موتاً سوف يموت ولكن ادم أكل منها وخالف امر ربه
والسؤال هنا [ هل مات ادم بعد ان اكل من الشجره بمفارقه روحه لجسده ؟
الاجابة : لا لم يمت بمفارقة الروح للجسد بل عاش بعدها فتره وانجب قايين وهابيل وعمًر الارض وتسلط علي وحوش البر والبحر وزرع وحصد واكل
اذن ان كان عقاب الله لادم انه إن اكل من الشجره سوف يموت لماذا لم يمت ؟؟؟؟
هل يرجع الله في كلامه ؟؟ ام لا ينفذ الله وعيده ؟؟
كما ان استخدام المفعول المطلق في الجمله هو من الجماليات اللغويه التي تفيد التوكيد في حد ذاتها
هذا مع تقديم المفعول المطلق علي الفعل يفيد التوكيد علي العقاب والتنبيه له وايضا التحذير منه ايضا
والاسلوب المستخدم في الاخبار بالعقاب هو الاسلوب المؤكد بتقديم المفعول المطلق علي الفعل ( موتا تموت ) مما يزيد من التوكيد والحزم والشده والجديه في تنفيذ العقاب المحدد لهذه الخطيه
اذا كان لابد من الموت كعقاب صرح به الله علي مخالفه وصيته
ولكننا هنا نجد ان الحيه كانت اصدق من الرب في الكتاب المقدس حيث اخبرت الحيه ان اكلا من الشجره لم يموتا ( تك 3: 3-4 )
" 3 وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ اللهُ: لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَمَسَّاهُ لِئَلاَّ تَمُوتَا». 4فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا! 5بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ». "

وبالفعل لم يموتا وتفتحت اعينهما وعرفا بعضهما البعض وعاشا وانجبا قايين وهابيل ( تك 1 : 26 – 31 )
" 26وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ». 27فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ. 28وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ». 29وَقَالَ اللهُ: «إِنِّي قَدْ أَعْطَيْتُكُمْ كُلَّ بَقْل يُبْزِرُ بِزْرًا عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ، وَكُلَّ شَجَرٍ فِيهِ ثَمَرُ شَجَرٍ يُبْزِرُ بِزْرًا لَكُمْ يَكُونُ طَعَامًا. 30وَلِكُلِّ حَيَوَانِ الأَرْضِ وَكُلِّ طَيْرِ السَّمَاءِ وَكُلِّ دَبَّابَةٍ عَلَى الأَرْضِ فِيهَا نَفْسٌ حَيَّةٌ، أَعْطَيْتُ كُلَّ عُشْبٍ أَخْضَرَ طَعَامًا». وَكَانَ كَذلِكَ.
31وَرَأَى اللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًّا. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا سَادِسًا. "
ونحن متفقين إن الله لا يرجع في كلمته ولا وعده ولا تحذيره وانه عدل وانه لابد من أن يعاقب ادم بالموت كما صرح في وصيته

ولكن طالما انه لم يمت بمفارقة روحه لجسده كما أكدت له الحيه وعاش فتره بعدها اذن فما هو الموت المقصود وما العقاب الذي حلً عليه ؟؟؟
إن العقاب الذي عوقب به ادم وزوجه حواء هو الطرد من الجنه والانفصال عن الله والعيش بعيدا عنه

يقول القس انطونيوس فكري في تفسيره للتكوين ما يلي :-
"ان الموت المقصود ليست عقوبه بقدر ما هي نتيجه يحذر الله ادم منها . أي ان الانفصال عنه = موت .

اي ان العقاب كان الموت الادبي اي الانفصال عن الله والبعد عنه او ما يسمي بالطرد خارج رحمة الله بالمفهوم الإسلامي
اذن العقاب الذي عوقب به ادم واضح وصريح هو الموت الأدبي بالانفصال عن الله والطرد خارج رحمته وليس الموت بمفارقة الروح للجسد .

ما علاقة الموت بانفصال الروح عن الجسد في خطية ادم وعقابه عليها ؟
من أين أتت عقيدة أن العقاب كان الموت بانفصال الروح عن الجسد ؟؟؟؟
وان كان هذا هو العقاب فلماذا لم ينفذ الله وعيده الذي قرره من البدء ؟؟؟

من هنا فان اجابة السؤال الثاني هي
:-
لا لم يكن عقاب ادم علي خطأه الموت بمفارقه الروح للجسد وانما كان عقابه هو الموت الادبي بالطرد خارج رحمة الله والانفصال عنه والعيش بعيدا عنه
وهذا يذكرنا بما جاء في انجيل لوقا ( 15 : 24 ) والأفضل قراءه الإصحاح كله
" 24لأَنَّ ابْنِي هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ. فَابْتَدَأُوا يَفْرَحُونَ. "
" 31فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ أَنْتَ مَعِي فِي كُلِّ حِينٍ، وَكُلُّ مَا لِي فَهُوَ لَكَ. 32وَلكِنْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ وَنُسَرَّ، لأَنَّ أَخَاكَ هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالُا فَوُجِدَ». "
هذا دليل اخر علي وصف الابن الضال التائه عن ابيه انه كان ميتا وهو في البعد عن أبيه وعندما رجع إلي البيت صار حيا بالقرب من أبيه
وهذا اكبر دليل يؤكد معني كلمة موتا تموت في الوصيه وتبين مفهوم الموت الأدبي .
· ايضا من الادله التي يتؤكد نفس المعني ما يلي :-
الفاندايك ( حزقيال 18 : 21-23 )
" 21 فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقًّا وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. 23هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ؟ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟ "
وهذا النص يؤكد علي :-

1- من يصنع حق وعدل ويحفظ فرائض الله يحيا لا يموت
1- اليس بالرجوع عن الخطأ يحيا الانسان !
2- انما يحيا الانسان ببره الذي صنع
3- يتسال الرب هل هو حقا مسرور بسقوط وموت الشرير وهذا يؤكد ان الحياه التي سيحياها الطائع هي حياه بجانب الله والموت الذي سيموته الشرير الخاطئ هو موت عن طريق حياته بعيدا عن الله مطرودا من رحمته . أي ان الموت ادبي وليس موت بانفصال الروح عن الجسد