مفهوم آل البيت


عند الشيعة الاثنى عشرية
جمهور الشيعة يرون أن المراد بأهل البيت هم أصحاب الكساء الخمسة،

وأنهم هم الذين نزلت فيهم آية التطهير:
}إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ

أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا{
[سورة الأحزاب: 33

وهم: محمد صلى الله عليه وسلم

وعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم،
وقد زادت الاثني عشرية على أصحاب الكساء

بقية الأئمة الاثنى عشر،
مع أنه لم يرد لهم في حديث الكساء أي ذكر!!

فقد جاء في صحيح مسلم ([1])عن عائشة رضي الله عنها قالت:

«خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرحّل من شعر أسود،
فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه،
ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله،ثم قال:
}إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا{».
وهم يرون عدم دخول أمهات المؤمنين في مسمى آل البيت
([2])

واستدلوا على ذلك الحصر بآية التطهير السابقة،

ونحن نقول:
أين الحصر في الآية الذي بموجبه زعموا
أن زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم لا يدخلن فيه؟!
فإن نص الآية وسياقها يدلان ولأول وهلة
على أن المراد بأهل البيت
أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين؛
لأن ما قبل آية التطهير وما بعدها خطاب لهن رضي الله عنهن،ولهذا قال بعد هذا كله:

}وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ {[الأحزاب: 34].
وكذلك تزعم الاثنا عشرية أن خطاب التذكير في قوله تعالى:
}عَنْكُمُ{ و}وَيُطَهِّرَكُمْ{
يمنع من دخول أمهات المؤمنين في جملة أهل البيت،

وهذا مردود؛
وذلك لأنه إذا اجتمع المذكر والمؤنث في جملة غلب المذكر
والآية عامة في جميع آل البيت كما سبق،
فناسب أن يعبر عنهم بصيغة المذكر ([3]) .





=================
([1]) صحيح مسلم (ح: 2424).
([2])انظر: شرح الزيارة الجامعة لعبد الله شبر (ص: 127-128)، الإمام جعفر الصادق (ع) لعبد الحليم الجندي (ص: 73)
مودة أهل البيت عليهم السلام. مركز الرسالة (ص: 23).
([3])وهذا كثير في لغة العرب، ومما ورد به في القرآن الكريم قوله تعالى في سورة هود:
}قَالَتْ يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا{
إلى قوله تعالى: }أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ رَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ{ [هود: 73]
فعدل عن خطاب المؤنث إلى خطاب المذكر لدخول إبراهيم عليه السلام في الخطاب،
وهذه الآية نص في دخول الزوجة في أهل البيت،
ويرد عليهم أيضًا إدخالهم لفاطمة رضي الله عنها وهي مؤنث،
فلم يصح دخول المؤنث في خطاب المذكر في حق فاطمة رضي الله عنها
ولا يصح في غيرها؟!