ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ



الســؤال : مـا معنى قوله تعالى في الحديث القدسي

" فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع بــه ، وبصره

الذي يُبصر به ويده التـي يبطش بهـا ورجله التي

يمشي بها " رواه البخاري ؟




الجــواب : إذا أدى المسـلم ما فرض عليه ثـم اجتهد

في التقرب إلى الله تعالى بنوافل الطاعات واستمـــر

على ذلك وسعه أحبه الله تعالى ، وكان عوناً له في


كل ما يأتي ويذر ، فإذا سمع كان مســددا مـــن الله

فـي سمعه ، فلا يستمع إلا الخير ولا يقبل إلا الحق

وينزاح عنه الباطل ، وإذا أبصـر بعينـــه أو قلبــه


أبصر بنور مـن الله ، فكان فـي ذلك عـلى هدى من

الله وبصيرة نافذة بتأييد الله وتوفيقه . فيرى الحق

حـقّا والباطل باطلاً وإذا بطش بشيء بطش بقـوة


مــن الله فكان بطشه من بطش الله نصرة للحق ،

وإذا مشى كـــان مشيه فـي طاعـة الله طلباً للعلم

وجهاداً فـي سبيل الله وبالجمـلـة كـــان عملــــه


بجوارحه الظاهـــرة والباطنـــة بهداية من الله

وقوة منه سبحانه .



وبهـذا يتبين أنـه ليس في الحديث دليل عــلى حلول

الله فـــي خلقه أو اتحاده بأحد منهـــم ، ويُرشد إلـى


ذلك ما جاء في آخر الحديث من قوله تعالى "ولئن

سألني لأعطينه ولئن استعاذ بي لأعيذنه"وما جاء

في بعـض الروايات من قولـــه ( فبي يسمع وبي


يبصر ) الخ ، فـإن ذلك إرشــاد إلى المراد في أول

الحديث وتصريح بسائل ومسؤول ومستعيذ ومُعيذ

ومستعين ومعين ، وهــذا الحـديـث نظير الحديث


القدسي الآخر يقــول الله تعالى ( عبدي مــرضـت

فلم تعدني ) الخ .. ، فكل منهما يشرح آخره أوله

لكن أرباب الهوى يتبعون ماتشابه من النصوص


ويعرضون عن المُحْكَـم منهــا ، فضلوا ســـواء

السبيل .وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على

نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .



اللـجــنـة الـدائمــة للبحـــــوث العــلـمــيــة والإفــتــاء

الشيخ عبد الله بن قعود ، الشيـخ عبد الله بن غديان ،

الشيخ عبد الرزاق عفيفي ،الشيخ عبدالعزيز بن باز


موقع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء

lukn r,gi " ;kj slui hg`d dslu fi ,fwvi hg`d dEfwv fi"