السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعجبنى جدا فنقلته لكم
أرجو قراءة الموضوع فهو مهم جدا لكل محاور ومُناظر مسلم

إليكم



أضع بين يديكم اليوم تلخيص كتاب من أهم الكتب في بابها والذين يميز هذا الكتاب عن غيره هو كاتبه المسلم وهو فخر لنا نحن معاشر المسلمين وجود مثل هذه الشخصيات في الساحة المليئة بالشخصيات المختلفة الاديان والفكر ، لا أريد الإطالة فلعلكم متلهفين لقراءة جديد هذا المنتدي الرائع الرائد قبل أن أضع لكم الملخص خطر في بال وبما أن التلخيص قد كتبته على ملف وورد وقد نسقته تنسيقا مريحا من ناحية الخط وما الى ذلك فقلت لعلي إن وضعت التخيص هنا مكتوبا لمن يريد أن يقرأ فقط ، ولمن يريد أن يحتفظ به فهناك في نهاية الموضع تجد رابط تحميل الملخص لكي أوفر على أخي الكريم وأختي الكريمة عناء النسخ واللصق ، فأبدأ مستعينا بالله :

بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، فهذا ملخص موجز لكتاب " النصائح الذكية لأفضل المحاورين فعالية " أرجو من الله التوفيق والإعانة على إكماله .
وأيضا أهدي هذا العمل المتواضع إلى المدرب/ أحمد صلاح ، الذي كان معنا يدا بيد ولم يقصر جزاه الله عنا خير الجزاء .

# لمحة سريعة على التلخيص :

1/ قمت بتلخيص المبادئ وسعيت جاهدا أن أصيغها بأسلوبي المناسب .
2/ اكتفيت بخمس عشر مبدأً من مبادئ الحوار الفعال .
3/ لا غنى عن المبادئ الأخرى وإنما اجتهدت لذكر المهم منها مخافة الزيادة على المسموح
.
نبدأ بسم الله مستعينين به مع المبدأ الأول :

المبدأ الأول : " كن عالما بموضوعك ومحددا له قبل حوارك مع الآخرين " :

حديث العالم بالأمور حديث قوى المنطق والحجة ، ومن ثمَّ ينبغي للمحاور أن يتعرف على مدى ما يقوله وما مدى إدراكه بالموضوع المطروح للحوار ، لأن المحاور إذا دخل في الحوار بدون إدراك لما هية الموضوع فإنه سوف يتعثر في الكلمات وكما قيل " المعلومة قوة " .
لم ينكر القرآن الكريم على المجادلين جدالهم ونقاشهم وإنما أنكر عليهم خوضهم لما لا يعلمون قال تعالى : { هَاأَنتُمْ هَؤُلاء حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }
تذكر : "لا تسمح لنفسك بأن تستدرج لمناقشة موضوعات لا تعلمها فهذا سيقودك إلى الجدل ومحاولة إثبات أن آرائك هي صحيحة " .
كم أن كثير من الحوارات الغير منتجة مردَّها إلى عدم التكافؤ بين المتحاورين ولقد قال الإمام الشافعيّ " ما جادلت عالما إلا وغلبته ، وما جادلني جاهل إلا غلبني ".
تذكر : "من قال لا أعرف فقد أراح واستراح فلا تخجل من أن تقول لا أعلم فهذا أفضل من أن تتحدث في نقطة لا تعلمها أصلا " .
المبدأ الثاني : " لا تتعال على محدثك " :
إن الدخول في الحوار ونحن نظن أن الحق على لساننا قد يبعد الحوار عن مقصوده ، ويبعده عن أهدافه ، لأن الصواب معنا جميعا كأطراف في الحوار ، أما إذا كنت تدرك أنك على جادة الحق فإنك ستدخل إلى الحوار بقناعات مسبقة لن تتغير ، وإن كان الخطأ معك وعلى لسانك ، وهذا ليس من أدب الحوار .
احذر أن تتحدث بلسانك عن الآخرين وتتقمص أدوارهم ظنًّا منك أنك أجدر الناس باستنباط ما يقصدون كما أنك تحاور رجلا فتقول له : هذا الفعل والتصرف لا يليق أن يصدر منك فأنت إنسان عاقل ،
فيقول لك : لو كنت في هذا الموقف لفعلت كذا وكذا وقد يحلف عليك بأنك لن تفعل سوى كذا ، بالطبع يكون رد الطرف الآخر "وهل ستتكلم باسمي " وهذا لا يليق في الحوار .
المبدأ الثالث : " صوتك يُنْبِئُ عن شخصيتك " :
اعلم أخي الكريم أن صوتك الهادئ في الحوار يعبر عن شخصية لديها الثقة فيما تقول والصدق في الحديث ، أما الصوت المتلعثم والذي يطرح وجهة نظره بصورة غير واثقة ينمُّ عن معلومات ضحلة بعيدة عن الثراء ،
وأمر آخر وهو أن تنتبه لعدم علو صوتك فوق حاجة المستمع ، فلا ترفع صوتك أكثر مما يحتاجه السامع ، فإن رفع الصوت رعونة وإيذاء .
تذكر : " حافظ على نغمة صوتك وقدرتك التعبيرية ، فلا ترفع صوتك أكثر مما يتطلبه الموقف ، ولا يكن صوتك منخفضا أيضا فيكثر طلب محاورك لك برفع الصوت وتوضيح ما تقول " .
المبدأ الرابع : " أنصت إلى محاورك " :
الإنصات الواعي و الاستماع الفعال للآخرين أثناء الحوار هو الذي يتيح لنا فهم وجهات نظرهم لذلك الذين يحسنون الاستماع يجيدون حسن الاختيار ودقة العمل وصوابه ، والإنصات الفعال توفيق من الله وهداية لأصحاب العقول الراشدة .
تذكر : "كلما أنصت أكثر كلما استطعت أن ترد على حجج الطرف الآخر وأصبحت أكثر قدرة على الحديث ، فالمستمع الجيد متحدث لبق " .
المبدأ الخامس : " ليكن الحق والحكمة هما ضالتك أثناء الحوار " :
الحق هو مناط البحث وغاية الحوار وهدفه ، وهذا هو جوهر القضية التي ينبغي أن تكون مرجعية الطرفين عندها ، وعندما يصلان إلى هذا الحق فإنهما يكونان فائزين .
تذكر : " حكمك المسبق على الآخرين ينسيك ما لديهم من وجهات نظر ينطقون بها ، وتذكر أن كل امرئ لديه ما يستفاد منه فحاول أن تركز عليه " .

المبدأ السادس : " ترفق بمحدثك وكن لينا معه " :

اعلم أخي الكريم أن القول اللين يفتح مغاليق القلوب ويعطي الذي أمامك الفرصة كاملة للتعبير عن رأيه دون أن يستبد به الشيطان ، وقد قال الإمام القرطبي في تفسيره عند قول الله تعالى :{فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} " فإذا كان موسى أمر بأن يقول لفرعون قولا لينا فمن دونه أحرى بأن يقتدي بذلك في خطابه ، وأمره بالمعروف في كلامه " كما أن القول اللين يتيح لك الإنسحاب بهدوء إذا لم يستجب لك محاورك " .
تذكر : " من لانت كلمته وجبت محبته "
ومن اللين أن تهزَّ مشاعر محدثك وأن تغزو قلبه ، بأن تناديه بأحب أسمائه إليه ، وأيضا من اللين البعد عن الغلظة في القول والتوجيه حتى وإن كان محاورك يفتقد الصلاح .

المبدأ السابع : " اعرف متى تصمت ومتى تتكلم " :

وهذه من النقاط المهمة ، ومما لا شك فيه أن تحديد هذه النقاط يصب في فاعلية حوارنا وقيمته وجدواه ، وقد جعل الخليفة عمر بن عبد العزيز الكلام ثلاثة أقسام قال : " قسم استبان الرشد في تناوله فوجب الكلام فيه ، وقسم استبان الخطأ في الحديث فيه فوجب الصمت ، وثالث تساوى فيه الأمران فحسن السكوت ، خوفا من أن يجرَّ الكلام في المباح إلى الحديث في غير المباح "
وهنا تذكرت مقولة نبي الله عيسى عليه السلام حين قال : " إنما الأمور ثلاثة : أمر تبين لك رشده فاتبعه ، وأمر تبين لك غيَّه فاجتنبه ، وأمر اختلف فيه فردّه إلى عالم " رواه الطبراني في الكبير بإسناد لا بأس به .
ومما يؤنس أن نذكر تعريف العبقرية ، وأمهد القول فيها فأقول " قد يكون منتهى الذكاء " " أن تبدو في بعض المواقف في منتهى الغباء " " وقد يكون منتهى الحكمة " " أن تبدو في بعض الأحيان في منتهى البلاهة " والعبقرية : هي أن تعرف ما هو الأنسب للزمان والمكان والشخص الذي تتعامل معه
تذكر : " المحاور الناجح هو الذي لا يستأثر بالكلام لنفسه ، لأن الاستئثار بالحديث كالاستئثار بالطعام كلاهما منقصة لصاحبه لذا عليك أن تكثر من الصمت حتى تتيح لنفسك التفكير في العبارات التي ستقولها ردا على ما سمعت " .
المبدأ الثامن : " لتكن كلماتك طيبة وألفاظك حسنة " :
الكلمة الطيبة التي لا تجريح معها ويحملها منطق متزن وصوت مناسب ، لها تأثير في النفوس ، إنها تطمئن وتتسرب إلى عقل محاورك ولا يملك العقل والقلب أمام دفئها إلا أن يفتح لها مغاليقه ، وإن لم يقتنع صاحبها بها في وقتها فهي لن تغادر خياله ، فالكلمة الطيبة لها تأثير بالغ على الشخص المُحاور .
تذكر : " سيكون أفضل لو تحسست عباراتك وطلبت من محاورك ما تريد برفق ، بدلا من أن تقدم له أوامر وتعليمات " .
وبالعكس فالكلمة الخبيثة ردود قاطعة وألفاظ لا يحترم بها المحَاور محدثه ، وفيها إيذاء لمشاعره وتهييج لكيانه .
تذكر : " خاطب مشاعر من أمامك ، وتذكر دائما أن عقل محدثك لن يفتح لك إلا إذا انتهى قلبه من الاستماع ".
وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - مرشدا لنا إلى ما ينبغي أن يكون عليه المؤمن : " ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء " ، هذا ما يجب أن يكون عليه المؤمن فإن كلامه حلو جميل ، يبني ولا يهدم ، يجمع ولا يفرق ، يصلح ولا يفسد .
وأخيراً تذكر : " أن الكلمة مسئولية وأمانة تُسأل عنها يوم القيامة ، فتحر الصدق في أقولك وكن صادقا مع نفسك قبل أن تكون صادقا مع الآخرين " .
المبدأ التاسع : " كن موضوعيا ومنصفا وتجنب الانحياز بما تؤمن به " :
الموضوعية : " هي عدم تغليب دوافع الذات وعواطفها ومصالحها و انحيازاتها الفكرية أو الاجتماعية على العناصر الحقيقية أو الطبيعية أو الواقعية للموضوع " .
والموضوعية خلق جميل يهتدي إليه صاحبه فليس من السهل أن تجرد نفسك عن حدودك وذاتك إلى الاعتراف بالفضل للآخرين ، وكما هو معلوم أن الإنصاف هي لغة الأقوياء ، أيضا فالانحياز والانتصار للنفس هي لغة أهل الأهواء ، وقد اهتم القرآن الكريم بالموضوعية أيضا في حواراته ونقده للآخرين ، فقد ذكر الله قصة إبليس كاملة في عدة مواضع ، وكذلك مع الكفار والواقفين في وجه دعوات الأنبياء عليهم السلام وغيرها من الآيات التي تكلمت بموضوعية عن قناعات الكفار اتجاه هذا الدين ...
الموضوعية تعني أيضا عدم الخروج من الموضوع الأصل إلى الثانويات التي لا تخدم الموضوع واستخدام ما يسمي بـ " خلط الأوراق " وهذه آفة كثير من الناس أنهم إذا نُقِشوا في موضوع اعتمدوا هذه السياسة سواء كن بقصد أو بغير قصد ، فيخرج المتحاوران الى نتيجة غير مرضية وذلك بسبب عدم الموضوعية ، لكن إذا تعاملنا مع الموضوع نفسه وأُخذت معطياته ، فإنه سوف يُتوصل إلى رؤى وأحكام يفرضها الموضوع .
والآن سوف نشير إلى بعض الظواهر التي تؤدي إلى انعدام الموضوعية في حوارنا :
1/ استخدام الكذب والبهتان والتزوير ومجانبة الصدق والتدليس سواء مع المحاور أو مادة الحوار أو في أهداف الحوار فالتزوير كذب كثيف الظلمات ، وذلك لأنه لا يكتم الحق والحقيقة فحسب بل إنه يعمل على محقهما واثبات الباطل بدلهما .
تذكر : " لا تحجب شيئا من الحقيقة عن محاورك ، وكن منصفا في عرض أدلتك وبراهينك وتمتع بالأمانة العلمية "
2/ استخدام لغة التضليل مثل : " حجب الحقائق و التضخيم والتصغير والتعتيم ونحو ذلك " .
3/ التسرع في إصدار الأحكام المسبقة على الآخرين دون الوقوف العلمي الحثيث على الأدلة وقد قال الله تعالى : } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }
4/ عدم إنصاف الطرف الآخر ، وقد قال عليه أفضل الصلاة والسلام : " طوبى لمن طاب خلقه وطهرت سجيته وصلحت سريرته وحسنت علانيته وأنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله وأنصف الناس من نفسه " .
تذكر : " قد تخسر كثيرا في حوارك مع الآخرين إذا كنت تدخل إلى الحوار وأنت تريد أن تسمع لوجهة نظر معينة فإذا قال محاورك بعكس ما تراه أوصدت قلبك وسمعك عن حديثه " .
وأخيرا أقول : تحتاج الموضوعية إلى تربية وتدريب واسعين ، فإعداد المحاور تربويا على مبادئ الأمانة وعدم الافتراء والتزييف ، شرط لتحقيق الأرضية السليمة للحوار النظيف ، وأيضا لا بد للمحاور أن يكشف ما تحت الألفاظ من حق وباطل ولا تغتر باللفظ وما يعتريه الحق من سوء تعبير ، فإن الناس تسعى بقدر ما تستطيع إلى تزيين الألفاظ ، فلا تغتر بحسن تزيين الباطل ، فالإعداد التربوي يجعل من الحق والحقيقة قيمتين علويتين كفيلة بأن تجعل المحاور المسلم حريصا على أخذ الأدلة وأسانيد الطرف الآخر بنظرة الاعتبار .
المبدأ العاشر : " اضرب المثل " :
تذكر : " عليك بالأمثلة ، فقد تختصر الأمثلة وقتا كبيرا وكلمات كثيرة في التعبير عن الموضوع المطروح أو وجهة النظر التي تحملها كما يسهل فهمها بواسطة الآخرين " .
وفي ذلك يقول إبراهيم النظام : " يجتمع في المثل أربعة لا تجتمع في غيره من الكلام ، إيجاز اللفظ وإصابة المعنى وحسن التشبيه وجودة الكناية " .
وقال ابن المقفع : " إذا جعل الكلام مثلا كان أوضح للمنطق وأرق للسمع وأوسع لشعب الحديث "

المبدأ الحادي عشر : " كن مخلصا واستعن بالله أثناء حوارك " :
الحوار مهارة عقلية وتوفيق من الله عز وجل لذلك ينبغي للمحاور أن يتجرد في طلب الحق ، وأن يوطن نفسه ويروضها على الإخلاص لله في كل ما يأتي وما يذر في ميدان الحوار وحلبته .
تذكر : " إذا وفقت في الحوار فاعلم أن توفيقك من الله فتقرب إليه واسأله الزيادة ، وإن أسأت أو أخطأت في حوارك فاستغفر الله واطلب منه العون والسداد في المرات القادمة " .
ومن الخطأ أن تظن أن الوصول إلى الحق لا يعرف طريقه إلا أنت ، ولا يحبه سواك ، بل لابد بأن تتقبل الحق من أي وعاء وعلى أي فم ، ومن الجميل وغاية النبل وعمق الإخلاص ، أن توقف الحوار إذا وجدت من نفسك قد تغير مسارها ودخلت في مسارب الجج والخصام .
المبدأ الثاني عشر : " لتكن موعظتك حسنة " :
حتى تكون حكيما في دعوتك أو حوارك مع الآخرين ، لابد بأن تنظر في أحوال من تحاور و اختيار الوقت المناسب للحوار وأن تحدد طريقة الحوار ، فلكل حادث حديث ، ولكل إنسان تحاوره طريقة للحوار ، وهذه هي الحكمة .
تذكر : " قدم نصحك إلى الآخرين في ثوب الكلمات الرقيقة غير المباشرة حتى يتقبل إدراك هذه الأخطاء في ذاته ويتفاعل معك في ضرورة تغييرها " .
تذكر : " لا تحرج الطرف الآخر ودعه يحتفظ بماء وجهه ، وتذكر جيدا أنه إذا أراد محاورك أن يتراجع ، فابنِ له جسرا من ذهب " .
المبدأ الثالث عشر : " التثبت والتبيين " :
ماذا يحدث عندما نحاور الآخرين ونحن لم نتثبت من المعلومات التي لدينا لا سيما إذا كانت هذه المعلومات تثير نفوسنا ؟
إن ردود أفعالنا سيجانبها الصواب لأنها لن تطرح حججا ولكنها ستبادر إلى توجيه الاتهامات ، وعندما نكتشف أن ما وصل إلينا من معلومات ، كنا نبني عليها أمور في حوارنا ، أنها ليست صحيحة سنعض أصابع الندم وقت لا ينفع الندم ، فقد تقطع أواصل الصداقة بيننا وبين من نحاور وكل هذا بسبب المعلومات التي لم تتثبت في صحتها فصرنا نوجه اتهامات ضد محاورنا دون أدنى برهان ، لذلك كان التريث والتحقق واجبا قبل إصدار أي حكم على الآخرين ، وقد وضح لنا القران هذا المبدأ جليا في قصة سليمان عليه السلام ، عندما قص له الهدهد ما رائه في سبأ ، من أن قوما يسجدون للشمس من دون الله ، فلم يتعجل سليمان عليه السلام وإنما { قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ } ، والحكمة تدعونا أيضا لذلك فقد قيل في الحكمة " إياك وما يعتذر منه "
يقول إبراهيم بن ادهم : "ومن حسن السمت وكمال الأدب والحزم في المجالسة ، أن يكون كلامك عند الأمر ، والسؤال بالمسألة في موضع الكلام على قدر الضرورة والحاجة ، مخافة الزلل ، فإذا أمرت فاحكم ، وإذا سئلت فأوضح ، وإذا طلبت فأحسن ، وإذا أخبرت فحقق ، واحذر الإكثار والتخليط فإن من كثر كلامه كثر سقطه " .
فالتريث والتحقق يكسبك الوقار والموضوعية لما تقول ، " وقد يدرك المتأني بعض حاجته ، وقد يكون مع المستعجل الزلل " .
تذكر : " لا تدخل في الحوار بقناعات مسبقة ليس لديك القابلية لتغييرها ، فعندئذ يتوقف إعمال عقلك فيما تسمع وتنتهيان إلى حوار الطرشان " .
المبدأ الرابع عشر : " أعط الآخر الفرصة كاملة للتعبير عن رأيه " :
تأمل معي يا أخي القارئ إلى هذه الآية الكريمة : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }
ففي حوار إبراهيم عليه السلام مع النمرود ، يوجد أمران لا بد أن نتأملها ونفرق بينهما :

1/ أن يعطي كل طرف الفرصة الكافية لإيضاح رأيه ودليله . 2/ أن يقوم كل طرف بشرح حجة الآخر ودليله .

تذكر : " لا تنظر إلى محاورك بنظرة ضيقة متعسفة فهذا يمثل نوعا من الإعاقة الذاتية لحوارك معه " .
المبدأ الخامس عشر : " اجعل حوارك منتجا " :
إن أعمارنا وأوقاتنا محدودة وقصيرة ، لذا ينبغي ألا ينصرف الوقت في الحديث فيما ليس له طائل ، فالحوار ليس لمجرد الحوار وإنما للوصول إلى الحق ، وإدراك الحكمة ، وتحويل الأفكار إلى عمل دؤوب على أرض الواقع .
وقد علمنا عليه الصلاة والسلام ، ذلك عندما سأله رجل فقال له : " متى الساعة " ليس من المهم أن يعلم الرجل متى الساعة لأن العبرة هنا ليس في معرفة متى هي ، وإنما العبرة في العمل الذي قدمته لذلك صرفه النبي عليه الصلاة والسلام عن هذا السؤال إلى سؤال مهم جدا وهو "وماذا أعددت لها؟" سؤال في الصميم ، قال : " ما أعددت لها كثير صيام ولا صلاة ولكني أحب الله ورسوله " وهذا من أعظم الأعمال ، فبحبه لله وحبه للرسول سوف يلتزم بالأوامر وينتهي عن النواهي ، فقال له النبي عليه الصلاة والسلام " أنت مع من أحببت " .
تذكر : " لا تحاور أو تناقش إلا في شيء ينبني على عمل وتجنب إهدار الوقت والعمر في الحديث الذي ليس له طائل " .
وفي الختام أرجو من الله توفيقي للصالح من القول وأن يجعلنا من المحاورين ، وطالبي الحق والحقيقية بصدق ، وأريد أن أقول بأن الكتاب ملئ بالدرر والجواهر ، اقتنيت لكم منه هذا العقد الفريد ، ليس بخلا بإعطاء المزيد ، وإنما أعطيت بما يسع المقام ، وحسبي أن أقول في الختام :
* وما أبرئ نفسي إنني بشــر أسهو وأخطئ ما لم يحمني قدر .
* ولا ترى عذرا أولى بذي زلل مــن أن يقول مقرُّ إنني بشر .
وأخيرا أقول ، تذكر دائما أن الحوار الفعال يتطلب إعدادا جيدا ، " فالحوارات الفعالة لا تحدث مصادفة " .

وهذا الرابط يا إخوان إن كان هناك من ملاحظة فلا بأس من تنبيهي ولا تنسوني من صالح دعائكم .

تلخيص كتاب النصائح الذكية لأفضل المحاورين فعالية


وبالله التوفيق

الناقل من الكتاب (نادر باوزير)
إسم الكاتب الرائع
د- محمــد عبدالجواد

hgkwhzp hg`;dm gHtqg hglph,vdk tuhgdm >jgodw g;jhf vhzu