هذا السؤال من موقع الانبا تكلا (سنوات مع ايميلات الناس)
الأدلة على صحة الإيمان المسيحي | هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين

سؤال: ما هي الأدلة على صحة الإيمان المسيحي؟! هاتوا براهينكم إن كنتم صادقين، أو كما يقول القرآن في سورة البقرة 111: هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ!

إجابة القس:

أولاً: إعتراف القرآن!

في عرضنا هذا لما يقوله كتاب القرآن، فليس هذا عن إيمان بالطبع -وإلا فلماذا بقينا في المسيحية!- ولكن إن حاولت أن أثبت لك إيماني فقط من كتبي -التي تنادي بتحريفها- فما الفائدة.. ولكني فقط أحدثك بلغتك! فكتاب الله واحد، ولا يتناقض عبر العصور فيأتي بما هو ضد ما قاله الله سابقاً، فالله واحد، هو هو، أمساً، واليوم، وإلى الأبد.

1- لقد إعترف القرآن بكتابنا المقدس وأنه موحى به من الله وأنه هدى ونور للناس في قوله عن التوراة: "قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ..؟ قُلِ اللَّهُ" (سورة الأنعام 91). وفي قوله عن الإنجيل "وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ" (سورة الحديد 27). وفي قوله عن الإنجيل والتوراة معاً: "وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ" (سورة آل عمران 3، 4). وعن سلامة الكتاب المقدس من التحريف: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم" (سورة النساء 47). بل والإحالة إليه للتأييد والتدليل في قوله: "فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ" (سورة يونس 94)... إلخ.

2- ولقد إعترف القرآن كذلك بثالوثنا تفصيلاً؛ الله، وكلمته، وروح قدسه. وذلك في قوله: "إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ" (سوره آل عمران 45). وفي قوله: "تَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ" (سورة البقرة 87، 253). وهذا هو ثالوثنا؛ الله الذي نطلق عليه لفظ الآب أي المصدر أو العلة العاقلة للوجود، وكلمته التي نطلق عليها الإبن لأنه مولود من العقل الأزلي، وروحه القدوس روح الحياة في الله ولكل الوجود.

3- لقد إعترف بألوهية المسيح في قوله: "إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى" (سورة آل عمران 45). وفي قوله: "إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ" (سورة النساء). وهذا هو إيماننا الكامل بالمسيح أنه كلمة الله وجوهره روحي (روح منه) وأنه من السماء وليس من هذا العالم (كلمته ألقاها إلى مريم) وأنه مُرسَل من الله (ورسول منه).

4- لقد إعترف بسر تجسده: "فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا" (سورة مريم 17). وفي قوله: "إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا. قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا. قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ.. وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا" (سورة مريم 19-21). وهذا هو إيماننا أنا المسيح ولد بقدرة الله على خلاف الطبيعة بطريقة معجزية تفوق إدراك البشر. هذا المقال منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا.

5- لقد إعترف بموته وقيامته من الموت وصعوده إلى السماء "السَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا" (سورة مريم 33). وكذلك في قوله "إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ" (سورة آل عمران 55)..

6- لقد إعترف بأن العذراء مريم التي ولدت المسيح هي فوق كل نساء العالم "وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ" (سورة آل عمران 42). وهذا هو إيماننا في العذراء القديسة مريم أنها كأم المسيح فاقَت كل نساء العالم في الكرامة.

7- لقد إعترف بأعمال المسيح الإلهية والتي تخص الله وحده وذلك في قوله عن كخالِق من الطين "أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ" (سورة آل عمران 49). وفي قوله عنه كشافي للأمراض ومقيم للموتى: "وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ" (سورة آل عمران 49). وفي قوله عنه كعالِم للغيب "وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ" (سورة آل عمران 49). وفي قوله إنه لا سلطان لإبليس عليه في قوله: "وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ" (سورة آل عمران 36). ويؤكد معنى هذه الآية تفسير الرازي لوجاهة المسيح في الدنيا بقوله "سمعت رسول الله يقول ما من مولود من بني آدم إلا نخسه الشيطان حين يولد فيستهِل صارِخاً من نَخْسِهِ إياه، إلا مريم وإبنها".

وهذا هو إيماننا بالمسيح أنه به خُلِقَ كل شيء وأنه شفى المرضى وأقام الموتى وأنبأ بالغيب، وليس لإبليس سلطان عليه.


------------------------------------

الرد على اعتراف القرآن بالكتاب المقدس:

القرآن لم يذكر الكتاب المقدس في اي موضع منه البتة ، ولكنه ذكر التوراة والانجيل . وقصد القرآن منها التوراة والانجيل الاصليين في صورتهما الاولى
ومن المعروف انه حتى عند علماء النصارى ان الاصول مفقودة وليس لها وجود . والقرآن لا يعترف بما يسمى العهد القديم والعهد الجديد.
فالتوراة التي قصدها القرآن هي ما كتبه الله لموسى في الالواح وهي ليست الاسفار الخمسة المعروفة وكتب الانبياء التي تكونت عبر مئات السنين.
أما الانجيل فهو المنزل على عيسى عليه السلام ، وليس الاناجيل الاربعة واعمال الرسل والرسائل التي لم تكن موجودة اثناء دعوة السيد المسيح .
وعلى هذا فالانجيل الذي فيه هدى ونور المذكور في القرآن ليس هو العهد الجديد ، بدليل بسيط من الآية التي ذكرها القس وهي :

"وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ"

هل يستطيع القس القول بأن القرآن هنا يقصد بالانجيل العهد الجديد ؟ طبعا لا يمكنه الادعاء بهذا لآن كتاب العهد الجديد لم يأخذ صورته الحالية إلا بعد
المسيح بعشرات السنين فكيف يكون مقصود القرآن بالانجيل أنه هو العهد الجديد ؟

ولم يظهر اسم العهد الجديد للوجود إلا أواخر القرن الثاني حيث تقول مقدمة الترجمة الفرنسية المسكونية طبعة بيروت الثانية عشر :
"ولم تجر العادة أن يطلق على هذه المجموعة عبارة العهد الجديد إلا أواخر القرن الثاني،فقد نالت الكتابات التي تؤلفه رويدا رويدا منزلة رفيعة حتى أصبح لها من الشأن في استعمالها ما لنصوص العهد القديم التي عدها المسيحيون زمنا طويلا كتابهم المقدس الأوحد."
ومعلوم أن العهد الجديد مكون من سبعة وعشرين سفرا أخذ شكله الحالي من خلال تاريخ طويل ومعقد ولم تعتبر هذه الأسفار أي الكتب المكونة للعهد الجديد نصوصا مقدسة إلا بعد وقت طويل من صعود المسيح ، جاء في مقدمة الترجمة الفرنسية :
"فليس هناك قبل أول القرن الثاني أي شهادة تثبت أن هذه النصوص كانت تعد أسفارا مقدسة لها من الشأن ما للكتاب المقدس." وجاء في ص3:
"وابتدأ نحو السنة 150 عهد حاسم لتكوين قانون العهد الجديد. وكان الشهيد يوستينوس اول من ذكر أن المسيحيين يقرأون الأناجيل في اجتماعات الأحد وانهم يعدونها مؤلفات الرسل (أو أقله مؤلفات اشخاص يتصلون بالرسل صلة وثيقة) وانهم وهم يستعملونها يولونها منزلة كمنزلة الكتاب المقدس. راجع موقع

en.wikipedia.org/wiki/first_apology

حيث جاء على لسان القديس أوجاستين (لاهوتي من القرن الثاني) مايلي:

:" في اليوم المسمى بالأحد يجتمع كل من في المدن و القرى في مكان واحد حيث تتلى عليهم مذكرات الرسل"
اي ان هذه الكتابات كانت تسمى مذكرات الرسل يعني لم يكن هناك ما يسمى بالعهد الجديد.

أما عن قول القس ان القرآن يشهد بعدم التحريف للكتاب المقدس فنقول :

وماذا عن تلك الآيات التي تذكر صراحة التحريف ؟

مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ (النساء 46)

تفسير السعدي:
( يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ) إما بتغيير اللفظ أو المعنى، أو هما جميعا. فمن تحريفهم تنزيل الصفات التي ذكرت في كتبهم التي لا تنطبق ولا تصدق إلا على محمد صلى الله عليه وسلم على أنه غير مراد بها، ولا مقصود بها بل أريد بها غيره، وكتمانهم ذلك.

فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلا قَلِيلا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (المائدة 13)

تفسير السعدي:
( يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَوَاضِعِهِ ) أي: ابتلوا بالتغيير والتبديل، فيجعلون للكلم الذي أراد الله معنى غير ما أراده الله ولا رسوله.
( نَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ) فإنهم ذكروا بالتوراة، وبما أنزل الله على موسى، فنسوا حظا منه، وهذا شامل لنسيان علمه، وأنهم نسوه وضاع عنهم، ولم يوجد كثير مما أنساهم الله إياه عقوبة منه لهم.

وشامل لنسيان العمل الذي هو الترك، فلم يوفقوا للقيام بما أمروا به، ويستدل بهذا على أهل الكتاب بإنكارهم بعض الذي قد ذكر في كتابهم، أو وقع في زمانهم، أنه مما نسوه.

يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا (المائدة 41)

أما قول القس : ( وعن سلامة الكتاب المقدس من التحريف: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم" (سورة النساء 47)

القس هنا لم يذكر الآية كاملة لآن ما بعد ذلك لن يروق له :


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولا

تفسير السعدي:
يأمر تعالى أهل الكتاب من اليهود والنصارى أن يؤمنوا بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم وما أنزل الله عليه من القرآن العظيم، المهيمن على غيره من الكتب السابقة التي قد صدقها، فإنها أخبرت به فلما وقع المخبر به كان تصديقا لذلك الخبر.

الذي معهم إذاً هو البشارة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم والتي مازال لها أثر في ما معهم من الكتب على الرغم من التحريف والانكار ، وموضوع البشارات بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم في كتب اهل الكتاب الحالية موضوع حي ويتجادل الطرفان فيه يوميا وليس هنا موضع بيانه .

أما قول القس :
بل والإحالة إليه للتأييد والتدليل في قوله: "فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ" (سورة يونس 94)

ورد في تفسير السعدي:


أن الشهادة إذا أضيفت إلى طائفة، أو أهل مذهب، أو بلد ونحوهم، فإنها إنما تتناول العدول الصادقين منهم.
وأما من عداهم، فلو كانوا أكثر من غيرهم فلا عبرة فيهم، لأن الشهادة مبنية على العدالة والصدق، وقد حصل ذلك بإيمان كثير من أحبارهم الربانيين، كـ "عبد الله بن سلام"[وأصحابه وكثير ممن أسلم في وقت النبي صلى الله عليه وسلم، وخلفائه، ومن بعده] و "كعب الأحبار"وغيرهما.

إذاً ، المقصود هو سؤال العدول من اهل الكتاب الذين اسلموا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، فهم مع اسلامهم ايضا لازالوا ممن آمنوا بنبيهم ونبي آخر الزمان محمد صلى الله عليه وسلم ولازال الله عز وجل يذكرهم كأهل للكتاب . وجميع المواضع التي امتدح فيها الله اهل آمن منهم بالاسلام وليس من كفر ، وإلا فالله عز وجل لا يمتدح الكافرين بأي حال . ومثال ذلك :

وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الأَحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ (الرعد 36)

التفسير :
( وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ ) أي: مننَّا عليهم به وبمعرفته، ( يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزلَ إِلَيْكَ ) فيؤمنون به ويصدقونه، ويفرحون بموافقة الكتب بعضها لبعض، وتصديق بعضها بعضا وهذه حال من آمن من أهل الكتابين، ( وَمِنَ الأحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ ) أي: ومن طوائف الكفار المنحرفين عن الحق، من ينكر بعض هذا القرآن ولا يصدقه.

إذاً ، هنا ليس المقصود بأهل الكتاب الذين كفروا منهم بل الذين آمنوا ، وإلا هل يفرح البابا شنودة والانبا بيشوي بالقرآن مثلا ؟


دليل على التحريف من عندهم
والادلة علة تحريف الكتاب المقدس كثيرة وليس هنا مجال ذكرها ولكن نحيلك على علماء نصارى يعترفوا بقيام النساخ بتغيير نصوص المخطوطات عبر تاريخها الطويل :



الرد الزعم بموافقة القرآن لدين

في قول القس :

( ولقد إعترف القرآن كذلك بثالوثنا تفصيلاً؛ الله، وكلمته، وروح قدسه)
واستدل بالآية التالية :

"إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ" (سوره آل عمران 45)

حضرة القس يفسر القرآن على هواه ، فيحول كلمة الله لكائن إلهي

تفسير ابن كثير للآية

هَذِهِ بِشَارَة مِنْ الْمَلَائِكَة لِمَرْيَمَ عَلَيْهَا السَّلَام بِأَنْ سَيُوجَدُ مِنْهَا وَلَد عَظِيم لَهُ شَأْن كَبِير قَالَ اللَّه تَعَالَى " إِذْ قَالَتْ الْمَلَائِكَة يَا مَرْيَم إِنَّ اللَّه يُبَشِّرك بِكَلِمَةٍ مِنْهُ " أَيْ بِوَلَدٍ يَكُون وُجُوده بِكَلِمَةٍ مِنْ اللَّه أَيْ يَقُول لَهُ كُنْ فَيَكُون وَهَذَا تَفْسِير قَوْله " مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنْ اللَّه " كَمَا ذَكَرَهُ الْجُمْهُور عَلَى مَا سَبَقَ بَيَانه " اِسْمه الْمَسِيح عِيسَى اِبْن مَرْيَم " أَيْ يَكُون هَذَا مَشْهُورًا فِي الدُّنْيَا يَعْرِفهُ الْمُؤْمِنُونَ بِذَلِكَ وَسُمِّيَ الْمَسِيح قَالَ بَعْض السَّلَف : لِكَثْرَةِ سِيَاحَته وَقِيلَ : لِأَنَّهُ كَانَ مَسِيح الْقَدَمَيْنِ لَا أَخْمَص لَهُمَا وَقِيلَ : لِأَنَّهُ كَانَ إِذَا مَسَحَ أَحَدًا مِنْ ذَوِي الْعَاهَات بَرِئَ بِإِذْنِ اللَّه تَعَالَى وَقَوْله تَعَالَى " عِيسَى اِبْن مَرْيَم " نِسْبَة إِلَى أُمّه حَيْثُ لَا أَب لَهُ " وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ " أَيْ لَهُ وَجَاهَة وَمَكَانَة عِنْد اللَّه فِي الدُّنْيَا بِمَا يُوحِيه اللَّه إِلَيْهِ مِنْ الشَّرِيعَة وَيُنْزِلهُ عَلَيْهِ مِنْ الْكِتَاب وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا مَنَحَهُ اللَّه بِهِ وَفِي الدَّار الْآخِرَة يَشْفَع عِنْد اللَّه فِيمَنْ يَأْذَن لَهُ فِيهِ فَيَقْبَل مِنْهُ أُسْوَة بِإِخْوَانِهِ مِنْ أُولِي الْعَزْم صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ .

ويؤيد ذلك آية أخرى:

إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (أل عمران 59)

القرآن يقول ان المسيح مخلوق والنصارى يقولون انه إله أزلي غير مخلوق ، فكيف يدعون ان القرآن يوافقهم في هذا ؟

بل يمكننا بعون الله اثبات ان المسيح مخلوق من كتابهم :

راجع الرابط التالي :

http://www.kalemasawaa.com/vb/t15090.html

إذاً ، كلمة الله هي "ان يقول له كن فيكون" ، وليست الكلمة كائن إلهي متميز. فمشكلتهم تحويل الصفات الإلهية لذوات إلهية متميزة .
والدليل على ذلك نأتي به من موقع الانبا تكلا الذي يعترف بأن الكلمة هي كن فكان ولكن يضيف لذلك عملية تحويلها لكائن متميز بواسطة ما يعرف بالتجسد :

الرد الزعم بموافقة القرآن لدين
الرد الزعم بموافقة القرآن لدين

اعترف الكاتب هنا ان الكلمة صفة ذاتية لله ، ثم استنتج من ذلك ان الابن إذاً ، هو صفة ذاتية لله وهو فيه وغير خارج عنه . ولكنه عاد في اخر المقال فقال ان الكلمة تجسد بغير تغيير وسار إنسانا كاملا . وهنا مكمن الخطأ ، لماذا ؟ :
* فقد حول الكاتب صفة من صفات الله التي هي فيه وغير خارجة عنه الي انسان كامل بواسطة التجسد ، فكيف لصفة لله ان تحل في جسد انساني كامل ؟ لقد اتفقنا على ان الصفة لا تنفصل عن الله ، وكونها تجسدت في جسد انساني فهذا عين الانفصال .
* يقول الكاتب ان هذا التجسد حدث (بغير تغيير) . يريد ان يقول ان الكلمة وهي عنده اقنوم إلهي لم يقع عليه تغيير بعد التجسد ، ونرد عليه بأنه قطعا تغيير لآن حلول اللاهوت في جسد انساني مادي حدث عارض على اللاهوت الازلي ، إذ ان اللاهوت لم يكن منذ الازل متجسدا في جسد مادي انساني ، وكونه قد حل في جسد مادي وهو لاهوت غير مادي ، فليس هذا بالامر الهين الذي يحدث يوميا بل المفترض أنه أمر فريد للغاية ولا تملك ان تقول أنه حدث مرة أخرى ، فكيف تقول أنه لم يحدث تغيير ؟ بل حدث تغيير بدليل ان المسيح بعد القيامة ظل محتفظا بالجسد المادي حيث قال لهم :

لو-24-36: وفيما هم يتكلمون بهذا وقف يسوع نفسه في وسطهم ، وقال لهم: ((سلام لكم!))
لو-24-37: فجزعوا وخافوا ، وظنوا أنهم نظروا روحا.
لو-24-38: فقال لهم: ((ما بالكم مضطربين ، ولماذا تخطر أفكار في قلوبكم؟
لو-24-39: انظروا يدي ورجلي: إني أنا هو! جسوني وانظروا ، فإن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي)).

وهنا نتأكد ان القيامة حدثت بالجسد المادي وليست روحية باعتراف المسيح شخصيا بل لقد طلب الطعام واكل أمامهم ، وبذلك أزال كل شك في كونه روحا :

لو-24-42: فناولوه جزءا من سمك مشوي ، وشيئا من شهد عسل.
لو-24-43: فأخذ وأكل قدامهم.

وكان من المفترض ان يعود لاهوت الابن للآب بنفس الحالة التي كان عليها قبل التجسد بعد ان أدي مهمته ، ولكن هيهات ، لقد صعد المسيح أمامهم
الى السماء على الحالة التي كان عليها وهم ينظرون :


لو-24-50: وأخرجهم خارجا إلى بيت عنيا ، ورفع يديه وباركهم.
لو-24-51: وفيما هو يباركهم ، انفرد عنهم وأصعد إلى السماء.

إذاً ليس هناك اي دليل على كون المسيح صعد للسماء بجسد روحي ، يعني نزل من السماء وهو لاهوت خالص ، ثم صعد الى السماء وهو إله متأنس
فكيف تقول أنه لم يحدث له تغيير ؟

* إذا كان الكلمة هي عندكم فعلا مجرد صفة لله ، فلماذا تعيبون على سابيليوس الذي يقول ان الآب هو الابن ؟ لو كان الكلمة مجرد صفة لله لما كانت هناك مشكلة مع سابيليوس ولما كان كلامه هرطقة :


الرد الزعم بموافقة القرآن لدين

إذاً ، القول بأن الآب هو الابن هو محض هرطقة وعلى ذلك ، انفصلت الكلمة (الصفة) عن الأصل (الموصوف) وصارت اقنوما متميزا عن الاصل (الآب) بل تجسدت (حلت في جسد مادي انساني يأكل ويشرب ويبول ويتغوط ويحمل بداخله النجاسات !!) .
فهل بعد ذلك تريد ان تقول ان الكلمة غير منفصل عن الآب وهو فيه ؟ ثم بعد ذلك يقول أنه أرسله ؟ وهو علمه ؟ وهو أعطاه المجد ؟؟


لاحظ في الصورة السابقة ان سابيليوس هذا كان يدعو للوحدانية المطلقة ، وهذا اعتراف ضمني بأن الكنيسة ليست على الوحدانية المطلقة .

العجيب ان المسيح الكلمة قد كان هو صفة لله كما علمنا اولا ، قد اصبح ايضا قوة الله وحكمة الله (صفات اخرى) ، لآن الله لم يكن ابدا بدون قوة وحكمة على حد تعبيره ، فلماذا لا يكون ايضا هو مجد الله ؟ وهو عظمة الله ؟ وهو علم الله ؟ وهو عدل الله ؟ وهو رحمة الله ؟ وهو عزة الله ؟

* ثم ان الكاتب اعترف ان كلمة اللوجوس هذه كانت موجودة عند الفلاسفة الوثنيين واليهود وأن اول من استعملها هو يوحنا اللاهوتي ، يعني المسيح لم يستعملها ابدا ، وان فيلو الفيلسوف السكندري كان عنده نظرية ان الكلمة (اللوجوس) هو العقل الإلهي الذي يحكم العالم وهو الوسيط بين الإله والكون المادي.
يعني الموضوع له خلفيات فلسفية كانت شائعة عصر المسيح وتم ادخالها على العقيدة لاحقا .

في قول القس :

(الله الذي نطلق عليه لفظ الآب أي المصدر أو العلة العاقلة للوجود، وكلمته التي نطلق عليها الإبن لأنه مولود من العقل الأزلي، وروحه القدوس روح الحياة في الله ولكل الوجود.)

حسنا ، هو يعترف ان الآب هو الله (الله الذي نطلق عليه لفظ الآب ) ،
فمن هو الابن ؟
يقول أنه (وكلمته التي نطلق عليها الإبن لأنه مولود من العقل الأزلي) ،
كيف تكون كلمة الله والكلام مجرد صفة لله أقنوما إلهيا أزليا ، بل ومولودا من الآب ؟ لماذا تجعلون الصفة إلها متميزا؟
أين قال الله عز وجل أنه يوصف بالعقل الأزلي ؟ هل في كتب النصارى ان الله وصف نفسه بأنه العقل الازلي ؟
ومع ان القس أعلمنا من قبل ان الله هو العقل الازلي ، نجد ان كاتب المقال الموجود في الصورة المرفقة يقول ان الابن هو العقل الازلي ، وهذا تخبط واضح

وفي قول القس :

وفي قوله: " وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ" (سورة البقرة 87)

القس يريد ان يقول ان روح القدس هنا هو الاقنوم الثالث في ثالوثهم ، وليس من حقه التفسير على هواه .
عن ابن عباس:وتأييده بروح القدس، وهو جبريل عليه السلام

يقول ابن كثير :
والدليل على أن روح القدس هو جبريل، كما نص عليه ابن مسعود في تفسير هذه الآية، وتابعه على ذلك [ابن عباس و] محمد بن كعب القرظي، وإسماعيل بن أبي خالد، والسدي، والربيع بن أنس، وعطية العوفي، وقتادة مع قوله تعالى: نَـزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ[الشعراء: 193-195]

إذاً ، في الاسلام ، الروح القدس هو جبريل عليه السلام وليس الاقنوم الثالث .


ثم استدل القس بالآية التالية :

"إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ" (سورة النساء).

ناقشنا من قبل موضوع (وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ ) ، والآن نناقش موضوه (وَرُوحٌ مِّنْهُ)

في القرآن الكريم ليس معنى روح منه أنه جزء من الله ابدا ، سأعطيك مثالا من القرآن وآخر من سفر التكوين :

الدليل الاول:

الرد الزعم بموافقة القرآن لدين في صورة الحجر:

وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28)
فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29)

نفخ الله عز وجل في آدم من روحه ، فهل معنى هذا ان آدم كان فيه جزء من روح الله ؟ وهل روح الله هنا تعني الله نفسه؟
لو كان هذا صحيحا لصار كل البشر آلهة متأنسة أيضا . والروح هنا هي الروح التي خلقها الله (ارواح البشر) لذلك نسبها لنفسه ، كما تألف انت كتابا ويقول عنه (كتابي) ، ليس معنى هذا أنه جزء منك .

الدليل الثاني:

الرد الزعم بموافقة القرآن لدين في صورة الشورى:

وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52)

هل تعني الروح هنا جزء من الله ؟


تفسير السعدي :

( وَكَذَلِكَ ) حين أوحينا إلى الرسل قبلك ( أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا ) وهو هذا القرآن الكريم، سماه روحا، لأن الروح يحيا به الجسد، والقرآن تحيا به القلوب والأرواح، وتحيا به مصالح الدنيا والدين، لما فيه من الخير الكثير والعلم الغزير.

وهو محض منة الله على رسوله وعباده المؤمنين، من غير سبب منهم، ولهذا قال: ( مَا كُنْتَ تَدْرِي ) أي: قبل نزوله عليك ( مَا الْكِتَابُ وَلا الإيمَانُ ) أي: ليس عندك علم بأخبار الكتب السابقة، ولا إيمان وعمل بالشرائع الإلهية، بل كنت أميا لا تخط ولا تقرأ، فجاءك هذا الكتاب الذي ( جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ) يستضيئون به في ظلمات الكفر والبدع، والأهواء المردية، ويعرفون به الحقائق، ويهتدون به إلى الصراط المستقيم. (انتهى) .

الدليل الثالث :

ورد في سفر التكوين :

تك-6-3: فقال الرب: ((لا يدين روحي في الإنسان إلى الأبد. لزيغانه هو بشر وتكون أيامه مئة وعشرين سنة)).

هل نفهم من هذا ان الانسان به جزء من الله ؟ ام ان الروح هنا هي الروح التي خلقها الله ونسبها لنفسه ؟

تفسير القس انطونيوس فكري :

وقد تعني كلمة روحي نفس الإنسان التي هي نفخة نسمة حياة من الله ويكون معني حكم الله أن يقصر عمر الإنسان فالروح يعمل في الإنسان لفترة معينة يحددها الله (انتهى)

هذا ولو اخذنا بتفسير القس للقرآن ان كلمة وروح منه تعني أنه جزء من الله فنقول له :
لو كان هذا صحيحا لكان لاهوت المسيح الكلمة منبثق عن الروح القدس (روح منه) وليس منبثق من الآب ، وهذه طبعا عندك هرطقة جديدة .
لذلك تفسيرك للآية فاسد فاسد فاسد .

في قول القس :

لقد إعترف بسر تجسده: "فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا" (سورة مريم 17)

من المعروف في عقيدة النصارى ان الذي تجسد هو اقنوم الابن ، فهل الاية تتكلم عن تجسد اقنوم الابن ؟ الذي يكلم مريم هنا هو الروح القدس وهو الذي تمثل لها في صورة بشر ، فهل القس يؤمن بتجسد الابن ام الروح القدس ؟
وكما قلنا من قبل ان كل هذا باطل في الاسلام إذ ان الروح القدس عندنا هو جبريل عليه السلام وهو من الملائكة القادرين على التمثل في صور البشر
وبهذا يسقط استدلال القس بهذه الآية .


في قول القس :

لقد إعترف بموته وقيامته من الموت وصعوده إلى السماء "السَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا" (سورة مريم 33). وكذلك في قوله "إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ" (سورة آل عمران 55)..

المسيح لم يمت بعد عند المسلمين ، والقرآن لا يعني بآية " يوم أموت " قتله على الصليب ، بدليل قول الله تعالى :

وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ
مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا
(النساء 157)
بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (النساء 158)

فإذا كان القرآن يقرربأن المسيح لم يقتل ولم يصلب ، بل رفعه الله إليه حيا ، بما يعني ان القرآن لم يعترف لا بموته ولا بقيامته من الموت ـإذا هو في القرآن لم يمت أصلا ، أما استدلال القس بقوله عز وجل (إني متوفيك ) فنورد اقوال المفسرين :

قال السعدي:

( إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا ) فرفع الله عبده ورسوله عيسى إليه، وألقي شبهه على غيره، فأخذوا من ألقي شبهه عليه فقتلوه وصلبوه، وباءوا بالإثم العظيم بنيتهم أنه رسول الله.

قال ابن كثير بعدما اورد العديد من الاقوال المختلفة :

قال الأكثرون: المراد بالوفاة هاهنا: النوم، كما الرد الزعم بموافقة القرآن لدين: وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ [ الأنعام : 60 ] والرد الزعم بموافقة القرآن لدين: اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [ الزمر : 42 ] وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول -إذا قام من النوم-: "الْحَمْدُ لله الَّذِي أحْيَانَا بَعْدَمَا أمَاتَنَا وإلَيْهِ النُّشُورُ"

إذاً ، الوفاة هنا بمعنى النوم ، يعني رفعه للسماء بعد ان أنامه عليه السلام

أما كلام القس عن رفعه مكانة مريم بالنسبة لعامة النساء فلا نختلف عليه معه .


أما قول القس :

لقد إعترف بأعمال المسيح الإلهية والتي تخص الله وحده وذلك في قوله عن كخالِق من الطين "أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ" (سورة آل عمران 49). وفي قوله عنه كشافي للأمراض ومقيم للموتى: "وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ" (سورة آل عمران 49). وفي قوله عنه كعالِم للغيب "وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ" (سورة آل عمران 49)

نقول له أنه بالنسبة لشفاء المرضى واحياء الموتى فهي معجزات مؤيدة من الله للرسل ، وقد ادعى النصارى ان المسيح اعطى للتلاميذ القدرة على شفاء المرضى واحياء الموتى :

مت-10-1ثم دعا تلاميذه الاثني عشر وأعطاهم سلطانا على أرواح نجسة حتى يخرجوها ، ويشفوا كل مرض وكل ضعف
مت-10-8: اشفوا مرضى. طهروا برصا. أقيموا موتى. أخرجوا شياطين. مجانا أخذتم ، مجانا أعطوا.

إذاً ، عملية شفاء المرضى واقامة الموتى ليست خاصة بالمسيح وحده حسب كتابكم ، بل تلاميذه يعملون نفس الاعمال !!

أما موضوع خلق طير من الطين وفهو ليس عندكم ولا في كتابكم ، ومع ذلك القرآن يقول ان ذلك بإذن الله . ولكن لو اردتم دليلا من كتابكم ، هاهو:

يو-14-12: الحق الحق أقول لكم: من يؤمن بي فالأعمال التي أنا أعملها يعملها هو أيضا، ويعمل أعظم منها ، لأني ماض إلى أبي.

إذاً ، يمكن للمؤمن ان يعمل نفس اعمال المسيح حسب كتابهم (ومنها الخلق) بل ويعمل اعظم منها ، وبذلك يسقط الاستدلال بهذه الآية القرآنية على ألوهية السيد المسيح . أما معتقد القرآن الصحيح فهو كما يلي :

إِنْ هُوَ إِلا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ (59الزخرف)

وأخيرا قول القس :
إنه لا سلطان لإبليس عليه في قوله: "وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ" (سورة آل عمران 36).

لا نخالفك في هذا ايها القس لآن هذا ليس خاصا بالمسيح فقط بل بكل الصالحين :

فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98)
إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99)
إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ (100)

وإذا لم توافقنا على هذا نسألك سؤال:

هل لأبليس سلطان على البابا شنودة ؟

منتظرين اجابتك ، والحمد لله رب العالمين.

hgv] ugn hg.ul fl,htrm hgrvNk g]dk hgkwhvn