هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب (7) ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمةً إنك أنت الوهاب (8)

بدأت كلامي بتلك الآيات لأن أساس المذهب الأشعري هو التأويل وقد أردت فقط أن الرد على أهل هذا المذهب يكون بذكر تلك الآيات فهي بها الرد الكافي والشافي عليهم ولنقل جميعاً نحن وهم آمنا به كل من عند ربنا ( آمنا بكتاب الله كله وكلماته كلها ) هذا إن كنا من ذوي العقول ولندع جميعا ربنا أن يثبتنا على الإيمان وأن لا يزغ قلوبنا بعد إ هدانا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ..
أما بعد ...
بالتأكيد نحن لسنا دعاة تكفير أو فتنة أو شق صف إنما أردنا أن نوضح بعض ما جاء عن مذهب الأشاعرة حتى تعم الفائدة ولنعلم أنه هناك العديد من العلماء الأجلاء قد كانوا من أتباع هذا المذهب ومنهم من عاد عن بعض أفكاره في نهاية حياته ومنهم من ظل على اعتقاده وفي النهاية جميعنا مسلمون موحدون بالله تجمعنا كلمة لا إله إلا الله . دين الإسلام هو دين الفطرة السليمة فلا نحن مغالون كما غالى النصارى ولسنا ماديون لا نؤمن إلا بما نراه ونلمسه بأنفسنا كما فعل اليهود .. لذلك نحن مؤمنون بالقرآن وانه كله من عند الله ونشهد أن محمد رسول الله ونؤمن بسنته الثابتة المتواترة وكفى ..

وبدون تطويل سأحاول أن أذكر لكم تعريف بهذا المذهب وعلماءه وأشهر التابعين ونوضح الالتباس الذي حدث عندهم .. مرة أخرى نؤكد على أننا لا نطعن على ايمان أحد ويكفي أن تعرفوا أن من اتباع هذا المذهب صلاح الدين الأيوبي ونور الدين زنكي والطبري والرازي وغيرهم وقيل الشيخ الشعراوي يميل للتصوف والأشاعرة والآن من نعرف أن مفتي مصر الشيخ علي جمعة والدكتور احمد الطيب رئيس الأزهر منهم أيضاً.. ونحسبهم ولا نزكي على الله أحدا رجالاً مؤمنين وقد اجتهدوا وقد يخطئ بعضهم وقد يصيب ولكن وجب علينا أن نوضح الأمر حتى لا يظن البعض أن هذا هو مبدأ وإيمان السلف الصالح


- من هم الأشاعرة ؟
هم أصحاب أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري، المنتسب إلى أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه-.
وأبي الحسن الأشعري هو: العلامة أبو الحسن علي بن إسماعيل بن أبي بشر إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن أمير البصرة بلال بن أبي برده بن صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبي موسى الأشعري.
ولد سنه 260هـ وكان عجباً في الذكاء وقوة الفهم.
كان في أول أمره معتزلياً ومنهجه هو منهج المعتزلة ( وهو تقديم العقل على النقل ) وظل فيه أربعون عاماً ثم بعد ذلك أخذ يعيد النظر في معتقدات المعتزلة ويخطط لنفسه منهجاً مستقلاً جديداً يلجأ فيه إلى تأويل النصوص. ومنهجه الفكري كان قريباً من منهج أهل السنة لكن يعيبه أنه يفضل التأويل في أغلب آرائه.
ومن أشهر علماء المذهب الأشعري هم الطبري والرازي والبغدادي ومن المتأخرين عضد الدين الإيجي ومن أشهر أتباعه نور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي والعز بن عبد السلام و البيضاوي والعديد من فقهاء الشافعية والمالكية ( مثل البيهقي والقشيري )


أبرز ما يؤمنون به
إن الأشاعرة أنفسهم ليسوا على مذهب موحد واحد الكل متفق عليه بل بينهم اختلاف، وأحيانا يكون الاختلاف كبيراً. فالمذهب الأشعري مر بعدة أطوار، لهذا يصعب تحديد العقيدة الأشعرية تماماً إلا من خلال استعراض تاريخها وما مرت بها حتى استقرت بالرغم من وجود بعض الخلافات . والسبب في إتباع العديد لمذهبهم هو إنهم يقولون بالكثير من أقوال أهل السنة ولكن يختلفون في عدة نقاط سوف نذكر أهمها
ثم إن الرجوع عن المذهب، وقع كثيراً لأعلام الأشاعرة فالأشعري نفسه ترك الأشعرية ورجع إلى عقيدة السلف، ثم إن الكتب التي انتشرت وتلقفها الناس وصارت من الأصول المعتمدة في المذهب ثم أصحابها تراجعوا عن المذهب؟.

ثم إن أئمة الأشاعرة بعد الأشعري ليسوا على قول واحد حتى في الأصول
1. فبعضهم يثبت سبع صفات فقط ويأول الباقي. وبعضهم يثبت سبع صفات أخرى غير السبع.
2. والبعض يأخذ بأحاديث الآحاد والبعض لا يأخذ.
3. صفة الاستواء بعض الأشاعرة أثبتها والبعض أولها بالاستيلاء.
4. والبعض قال بعرش الرحمن والبعض أول العرش بالملك وقال بأنه استوى على ملكه.
5. الوجه واليدين والعين - بعض كبار الأشاعرة أثبتها والبعض الآخر نفاها وأولها والبعض الثالث سلك مسلك التفويض.
6. بعض الأشاعرة معارض للمعتزلة تماماً وبينهم حروب طاحنة، والبعض يحاول التوفيق بين الأشاعرة والمعتزلة ويقرب بعض الأقوال من بعض.
7. بعض الأشاعرة يهتم بالحديث والأثر والسنة، والبعض له صلات بالفلسفة وعلم الكلام.