طرائف أشعب

أخبرنا أبو الحسن المدائني، قال: وقف أشعب على امرأة تعمل طبق خوص فقال: لتكبريه فقالت: لم؟ أتريد أن تشتريه؟ قال: لا، ولكن عسى أن يشتريه إنسان فيهدي إلي فيه ، فيكون كبيراً خير من أن يكون صغيراً.


وخرج سالم بن عبد الله إلى ناحية من نواحي المدينة متنزهاً ومعه حرم. فبلغ اشعب خبره فوافى الموضع الذي هم فيه فصادف الباب مغلقاً فتسور الحائط فقال له سالم: ويحك بناتي وحرمي، فقال: )لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد(، فوجه إليه بطعام أكل منه وحمل إلى منزله.

وقدم على يزيد بن حاتم مصر فجلس في مجلسه من الناس، فدعا يزيد بعض غلمانه وأسر له بشيء، فقام أشعب فقبل يده، فقال له: ولم فعلت هذا؟ قال: رأيتك أسررت إلى غلامك بشيء فعلمت أنك قد أمرت لي بصلة، فضحك منه وقال: ما فعلت ولكني أفعل، وأمر له بصلة.


قال أشعب جاءتني جارتي بدينار أودعتنيه فجعلته تحت المصلى فجاءت تطلبه قلت ارفعي عنه فإنه قد ولد فخذي ولده ودعيه وكنت وضعت معه درهماً فأخذته ثم عادت بعد جمعة فلم تره فصاحت فقلت مات في النفاس .
وعن عمرو بن أبي عاصم عن أبيه قال مررت يوما فالتفت فإذا أشعب ورائي فقلت مالك فقال رأيت قلنسوتك قد مالت فقلت لعلها تسقط فآخذها قال فدفعتها إليه

وعن محمد بن المقري عن أبيه قال أشعب ما خرجت في جنازة فرأيت اثنين يتساران إلا ظننت أن الميت أوصى لي بشيء .