وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وفيك بارك الله أخي ومرحباً بك في المنتدى وأسأل الله أن يزيل ما علق لديك من شبهات وأن نكون سبباً في ذلك

السؤال هل فعلا ان النقاب فقط للمراه الحره ؟
بداية اخي علينا أن نضع في الحسبان أن الإماء قديماً لم تكن إماء مؤمنات فقط
كانت هناك إماء مشركات وكافرات ونصرانيات ويهود ومسلمات متبرجات أيضاً بل ونساء العرب قبل نزول آيات الحجاب كانت تظهر زينتها وتكشف وجهها متبرجة مثل الإماء المملوكات وكانت تتعرض للأذى عندما يتعرض لهن الفساق لأنهم يعتقدون أنها مشركة أو من أهل الفواحش .. فلم يكن هناك فرق بين المؤمنة المحافظة على عرضها وبين المشركة التي تفعل الفاحشة مما جعل الأذى يقع على جميع النساء المؤمنات والمشركات .. الحرائر والإماء
وهل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ضرب المراه الحره لانها كانت منقبه واا ينبغي هذا الا للحرائر ؟ ان صح ذلك
فاليس "قل للمؤمنات يدنين عليهن من جلابيبهن" لكل المؤمنات حره وغير حره؟
أخي الفاضل .. ما فعله عمر رضي الله عنه مع الأمة يخص نقاب الوجه ولكنه لا يخص الحجاب عموما
لأن المؤمنة مأمورة بالخمار سواء كانت حرة أو أمة
والدليل : وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ .... [النور : 31]

لذلك فتغطية الوجه للمؤمنة الحرة لا الأمة ... ولهذا اسباب ... لقد كانت بعض الإماء تفعل المعاصي والفواحش وتبيح نفسها وعرضها لمن يدفع .. فكانت تُعرَف بهيأتها فيتعرض لها الفساق
فماذا لو أن هذه الأمة فعلت هذه الأفعال وارتدت نقاب للوجه كالحرائر ؟ سيُقال أن الحرائر المسلمات يفعلن الفواحش .. ويكون هذا ذنباً تتحمله كل النساء الحرائر ويمس سمعتهن
وستجد أن هذا يحدث الآن ..فلو أن منتقبة ارتدت النقاب وقالت أبشع الألفاظ في الطريق .. لن يعيب الناس عليها بل سيعيبون على كل المسلمات المنتقبات وكلما رأوا منتقبة ألصقوا بها أفعال الأخرى التي ارتكبت الفاحشة وهي ترتدي زي المؤمنات
لهذا منع عمر بن الخطاب الأمة من ارتداء النقاب حتى لا ينتشر بين الإماء فتسئ الأمة إلى أهله بأفعالها .. ولكي تُعرَف الحرة المؤمنة بأنها لا يوجد عندها استعداد لمراوغات الفساق

أما الأمة المؤمنة فلم يأمرها الإسلام بالتعري وقد ذكرت لك آية الحجاب أعلى وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ هذه لكل النساء مؤمنات إماء وحرائر

قال الله تعالى : وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ [البقرة : 221]
إذاً عندما يقول الله تعالى : وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ
ويقول أيضاً : وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ .....الآية .... وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ .... [النور : 31]

فالخمار لازم للمؤمنة حرة أو أمة

اليس في ذلك طبقيه - حاشا لله - ؟
لا يوجد في كشف الوجه للأمة أي طبقية أخي
فالأمة المؤمنة عليها أن تتحجب بالخمار أما الأمة المشركة أو الكافرة أو النصرانية أو اليهودية فلم يأمرها الإسلام أو يتحكم في ردائها ولم يفرض عليها شيئا لا خمار ولا نقاب ولا جلباب

بل بالعكس .. إباحة كشف الوجه للأمة المؤمنة هو من رحمة الله بها
فإن نظرنا مثلاً إلى الصائم .. فرض الله تعالى الصيام ومع ذلك رخص للمريض أن يفطر
فهل في هذا طبقية بين المريض والصحيح ؟

إنها رخصة من الله تعالى رحمة ورأفة بنا
ولا يجب أن ننظر للأمر على أنه طبقية أو ننساق وراء وسوسة شياطين الإنس والجن الذين يريدون إمالة قلب المؤمن عن الدين الحق
فإن فرض الله الأمر على الجميع قالوا كبت وتحكمات .. وإن أباح الرخصة للبعض .. قالوا طبقية ؟

لذلك فإذا راودتك الشبهة وحدثتك نفسك بأن الأمر فيه طبقية " تذكر رخصة الإفطار للصائم ورخصة الصلاة جالساً أو نائماً للمريض ورخصة سقوط فريضة الزكاة عن كل فقير لا يمتلك نصاب الزكاة ورخصة سقوط فريضة الحج عن أي مسلم لم يستطع تحمل تكاليف أو مشقة الحج
كذلك رخصة كشف الوجه عن الأمة المؤمنة لعدم المشقة عليها في الخدمة والتي حفظها الله بأن أمرها وأمر الرجال بغض البصر وأمرها الله تعالى بارتداء الخمار
إنها رحمة أخي وليست طبقية
أما لو قارنا الحرة المؤمنة بالأمة المشركة أو العاصية .. فعلى الأمة العاصية أن تتحمل هي وزر فواحشها لا أن تطالب الحرائر أن ينالهم أذى مثلها كي لا تشعر حضرتها بالطبقية
فأهل الفاحش يريدون جر الحرائر لطبقتهم لأنهم يكرهون العفة والفضيلة .. فيتمسحون في مصطلحات الطبقية والعنصرية وهم الطبقيون وهم العنصريون

وبالنسبة لإباحة كشف الوجه للأمة . . وما يتضمنه من رحمة .. فهذا اسأل فيه النساء كي تتأكد بنفسك
اسأل زوجتك أو أختك أو والدتك .. هل يمكنك البقاء بالنقاب في المنزل طوال اليوم تقومين بأعمال المنزل الشاقة وأنت ترتديه ؟
لاحظ أنها في منزلها ولا يوجد معها أي رجل غريب
فمابالك لو كان هناك رجل غريب ؟

إن الأمة تعيش وتمكث في منزل سيدها كأنها أحد أفراد أسرتهم .. فكيف ستقوم بأعمال الخدمة وهي مقنعة ليل نهار ؟ وكيف ستلبي طلبات سيدها إذا طلب خدمتها كل لحظة ؟ إنه من الشاق أخي أن تذهب مع كل طلب وتختبئ لترتدي النقاب ثم تخرج له وتظل على هذا الحال طوال اليوم وطوال حياتها

أخي أعمال الخدمة في الماضي وفي الصحراء لم تكن أعمال منزل فقط كتلك المرفهة التي نعيشها الآن
أعمال الخدمة كانت في صحراء شديدة الحرارة .. لا مكيفات ولا مراوح ولا ثلاجات ولا مياه باردة
كل قطرة مياه يحتاجها المنزل كانت تأتي بها الأمة من قلب الصحراء تحملها على رأسها إلى المنزل
هذا فقط جانب من جوانب الخدمة الشاقة .. فكيف يفرض الله تعالى على هذه الأمة المسكينة ما لا تطيقه ؟ وكيف إذا رحمها الله نقول طبقية ولا ننظر لباطن الأمر ؟

هل نزل الحجاب لان عمر اراد ذلك ؟
الإرادة من الله أخي الفاضل . ولكن عمر بن الخطاب طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يحجب نساءه لأن بيت النبي صلى الله عليه وسلم يدخله البر والفاجر ..فنزلت آية 59 من سورة الأحزاب
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً [الأحزاب : 59]

. أما إن وافق ما أنزله القرآن الكريم رغبة من رغبات المؤمنين فلا شئ في هذا
فكم من آيات قرآنية أنزلها الله تعالى بعد سؤال المسلمين النبي صلى الله عليه وسلم أو طلبهم شئ أو حكم أو استفسار فيها بل وسأله المشركون واليهود أيضاً فأنزل الله تعالى قرآناً يجيب على ما سألوا


مثال :
قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ [المجادلة : 1]


والله تعالى أعلم أسأل الله تعالى أن أكون أصبت فيما كتبت وأن يغفر لي إن أخطأت أو نسيت