المساواة ليست قيمة مطلقة كالعدل والصدق والإحسان مثلا فالعدل والصدق والإحسان قيم مطلقة بحيث يصلح العمل بها في كل الأحوال .اما المساواة والحرية مثلا فلستا بقيم مطلقة بحيث يكون المساواة بين المختلفين عبث كما ان استعمال الحرية بغير قيود طيش وتعدي وفلتان وهذا ثابت عند كل العقلاء . وبما انه لا يختلف عاقلان في اختلاف طبيعة المرأة عن الرجل جسديا وسلوكا وفكرا وقد اثبت الله ذالك بقوله (ليس الذكر كالأنثى ) تبين استحالت مساواتهما . وقد يقال كيف يخلق الله الانسان كاملا مكرما فيفضل بين نوع الرجال عن نوع النساء . بجوابه كما خلق الله الاماكن وفضل منها مكة والمدينة والاقصى وخلق الأزمان وفضل منها شهر رمضان فكذالك خلق الانسان وفضل منه نوعا على نوع (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض ) فذكر التفضيل هنا له دلالته وقوله تعالى (وللرجال عليهن درجة) فهذا ما ندين الله به اما من يجد الغرابة في هذا فالقدح في عقله لا في شرع ربنا فكما لا يمكن لعاقل من اهل الكتاب كان او مسلما ان ينكر على الله تفضيل النبي على سائر البشر وهو خالق النبي وسائر البشر فلا يمكن الانكار هاموا أيضاً الا من باب العناد والجحد والترف الفكري . مع العلم انه لا يلزم من هذا التفضيل تحقيرا المفضول أبدا فمكانت المرأة في الاسلام عالية علو منزلة الام عند المسلم وكفى بذالك تشريفا . كما انه لا يلزم من تفضيل النوع تفضيل العين ، فقد تكون امرأة لا يساويها الف رجل عند الله #(اللا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) هذا والله اعلم