&&&&


الاتباع أيضاً يأتي بمعنى الاتباع الذي هو منـزلة متوسطة بين الاجتهاد والتقليد

:
فالاتباع:أن تتبع العالم بدليله من الكتاب والسنة ، فهي منزلة متوسطة بين الاجتهاد والتقليد .
والاجتهاد:أن تحصل أدوات الاجتهاد ، تدرس القرآن ، وتعلم ما به من ناسخ ومنسوخ ، ومطلق ومُقيد ، وخاص ، وعام ، وكذلك تدرس أحاديث النبي r، أو على الأقل تعرف مواقعها في كتب السنة ، وتدرس اللغة العربية ، وتدرس الأصلين أصول الحديث ، وأصول الفقه ، ثم إذا حصّلت أدوات النظر المباشر والاجتهاد من حقك أن تجمع النصوص وأن تجتهد ، فهذه منزلة الاجتهاد ، وهي لخواص الأمة من العلماء الذين حصلوا أدوات الاجتهاد ، في مقابل هذه المنزلة هناك منزلة التقليد .
والتقليد:جائز للجاهل المحض ، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها .
فإن الجاهل المحض الذي لا يقرأ ولا يكتب إذا تلوت عليه الدليل ، أو إذا ذكرت له الآية والحديث لا يفهم المقصود ، فهو إذا أراد أن يطلّق زوجته يطلب منك أن يعرف كيف يطلق ، وإذا أراد أن يحج بيت الله فيريد منك أن يعرف كيف يحج ، وإذا فهم ذلك فهذا حسبه ولا يستطيع أكثر من ذلك ، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها .
فالتقليد جائز في مواطن منها الجاهل المحض الذي لا يفهم المقصود من الآية والحديث .
كذلك المسائل التي ليست فيها نص من الكتاب أو السنة صحيح صريح يدل على المعنى بوضوح ، ولكن قد يكون هناك نص غير ظاهر الدلالة ، فتختلف أنظار العلماء وأفهام العلماء للنص ، وبعضهم يستدل به على قضية ، والآخر يستدل به على عكس القضية .
فمثل هذه المسائل أيضاً تكون من مسائل الاجتهاد ، وهي التي فيها نص غير واضح الدلالة ، أو غير صريح الدلالة ، فتكون أيضاً من مسائل الاجتهاد .
فمسائل الاجتهاد:المسائل التي ليس فيها نص بالمرة ، ويكون مستند العلماء فيها أن يقيسوا مسألة غير منصوصة على منصوصة للتشابه بينهما .
والقياس:كما يقولون كأكل الميتة للمضطر ، فهو لم يجد نصاً في المسألة فلجأ للقياس ، والذين يقيسون هم العلماء كما بينا .
فالحاصل:أن القياس يلجأ إليه عند عدم وجود النص ، أو عند وجود نص غير واضح الدلالة أو غير صريح في القضية ، فهذه المسألة تعتبر من مسائل الاجتهاد ، فيجوز لك أن تقلد في مثل هذه المسائل الاجتهادية عالماً من علماء الأمة ، وأن تأخذ بفهمه لهذه القضية ، ولا يعترض مجتهد على مجتهد ، ولا مَنْ قلد ، يعني لا يعترض مَنْ قلد مجتهداً على من قلد مجتهداً آخر ، طالما أن المسألة ليس فيها نص صريح من الكتاب أو السنة .
أيضاً من المواطن التي يصلح فيها التقليد ، المواطن التي تنزل بالمسلمين فيها نازلة ، وليس هناك وقت لمعرفة أقوال العلماء ، ومعرفة اختلافهم ، وأيهم وِفْق الكتاب والسنة ، فمثل هذه النوازل عند ضيق الوقت لا يسع الوقت لتدبر أقوال العلماء فيجوز لنا أن نقلد عالماً من علماء الأمة .
فالاتباع هنا يعني الاتباع الذي هو منزلة متوسطة بين الاجتهاد ، والتقليد ، فنحن لسنا بعلماء مجتهدين ، فنحن طلاب علم ، كذلك لسنا من الصنف الآخر الجاهل المحض ، ولكن نحن طلاب علم ، فالذي يتعين عليه الاتباع ، والمسائل المختلف فيها ينبغي علينا أن نعرف أقوال العلماء فيها ، وأن نعلم أيهم أقرب للكتاب والسنة ، لأن الله عزَّ وجلَّ تعبدنا باتباع رسوله rوقال: {وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (158) سورة الأعراف ، وقال: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي} (108) سورة يوسف ، فلابد أن يكون الاتباع للنبي rووسيلة الاتباع هي أن تعرف من يوصلك إلى النبي r، لأن المقلد ليس من أهل العلم .
العلم قال الله ، قال رســوله قال الصحـابة ، ليس بالتمويه



.
ما العلم نصبَكَ للخلافِ سفـاهة بين الرسـول وبين قول فقيه



.
كل العلوم سوى القرآن مشغـلة إلا الحديثَ وإلا الفقهَ في الدينِ



.
العلـم ما كان فيه قال حدثنا وما سوى ذاك فوسواس الشياطين



.
فالمقلد ليس عنده خبر عن الله عز وجل ، أو عن رسوله r، ليس عنده إلا قال الشافعي ، قال أحمد ، قال فلان ، ليس عنده خبر عن الله عز وجل ، أو عن رسوله r، وقالوا: لا فرق بين المقلد وبين بهيمة تقاد ، وللأسف بعض الجماعات في الساحة الإسلامية تربى أبناءها على التقليد ، فلا تعودهم على السؤال عن الدليل ، وإذا سأل أحد عن الدليل ربما يضرب في وجهه ، لأنه ليس من حقه أن يعرف الدليل .
فينبغي أن تتعرف على الدليل ، وأن يكون الاتباع للنبي r، وبعض الناس يعتبرون السؤال عن الدليل سوء أدب مع المفتي ، والواقع أن هذا ليس بسوء أدب ، ولكنه تحري وتقوى لله عز وجل ، وأنك تريد أن تتأكد أنك خلف النبي r.

&



&&&

القضية الثالثة أو الأصل الثالث من الأصول العلمية للدعوة السلفية وهو التزكية



:
والتزكية:يقصد بها التنمية والتطهر ، يقولون زكا الزرع ، أي نما ، وصلح وبلغ كماله .
فالتزكية من المهمات التي بعث بها نبينا الكريم rكما : {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} (2) سورة الجمعة .
وكان النبي rيطلب التزكية لنفسه ويقول: " اللهم آت نفسي تقواها ، وزكها أنت خير من زكها ، أنت وليها ومولاها " () .
وتمنن الله عزَّ وجلَّ على المسلمين بمثل هذه الزكاة وقال عز وجل: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاء} (21) سورة النــور .
وأقسم الله عز وجل في كتابه أحد عشر قسماً متوالياً ، وليس في القرآن كله من أوله إلى آخره أقسام متوالية بمثل هذا العدد ، وهذه الكثرة على أن صلاح العباد منوط بتزكية نفوسهم ، وعلى أن خيبتهم منوطة بتدسية نفوسهم : {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} (1-10) الشمس .
والله عز وجل لا يحتاج إلى قَسَمٍ ، ومن أصدق من الله قيلاً ، ولكنه عزَّ وجلَّ يريد أن يلفت أنظارنا إلى عظمة هذه الحقيقة وشرف هذه القضية فيقسم عليها هذه الأقسام المتوالية بهذه الكثرة وعلى هذا النسق يقول: قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ، وكيف يفلح من زكاها ، وهو يسعد في الدنيا والآخرة .
يعني من زكى نفسه يعيش في روضة من رياض الجنة يأنس بالله ، ويسعد بالله ويستغنى بالله عز وجل ، كما قال النبي r: " وجعلت قرة عيني في الصلاة " () .
وكان يواصل وينهى عن الوصال ، فيقولون: إنك تواصل ، فيقول: " إني لست كهيئتكم ، إني أبيت لي مطعمٌ يطعمني ، وساق يسقيني " () ، فكان يفيض على قلبه من المعاني ، والأحوال الإيمانية ، ومن حلاوة الإيمان ما يغنيه عن الطعام ، والشراب كما قال بعضهم:
لها أحاديث من ذكراك تشغلها عن الطعام وتلهيها عن الزاد



.
فالإنسان:إذا كان في حالة إيمانية مرتفعة يأنس بالله عز وجل ويسعد بالله عز وجل ، فإنه لا يحتاج مع ذلك إلى كثير من الطعام والشراب ، بل يستغنى بما يَرِدُ على قلبه ، لذلك المؤمن يأكل في مَعِىٍّ واحد ، والكافر يأكل في سبعة أمعاء .
فالمؤمن عنده من الإيمان ، ومن الأحوال الإيمانية ما يغنيه عن كثير من الطعام والشراب .
فالحاصل:أن صلاح العباد في تزكية نفوسهم ، وخيبتهم وخسارتهم في تدسية نفوسهم ، وأول التزكية عند أهل المنهج الصحيح ، أي: عند السلفيين أو أهل السنة والجماعة هو التزكية بالتوحيد ، لأن أعظم النجاسات هي نجاسة الشرك قال عز وجل: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} (28) سورة التوبة .
قال ابن عباس في قول الله عز وجل: {وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِين(6) الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ(7)} سورة فصلت ، قال: الذين لايشهدون أن لا إله إلا الله .
فالزكاة هنا بالتوحيد ، وأرسل الله عز وجل موسى إلى فرعون يقول: {فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى(18) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى(19)} سورة النازعات ، أي تتزكى بالتوحيد ، وترك الشرك .

فالنفس تزكو بالتوحيد ، وتزكو أي وتعلوا ، وتصلح وتكمل كذلك بأداء الواجبات ، والإكثار من نوافل الطاعات ، كما أن النفس تصير دنيئة حقيرة لا تكاد ترى من حقارتها ، ودنائتها بالشرك بالله عز وجل ، وبمعصية الله عز وجل: {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا} (9) سورة الشمس ، يعني علاها ، وطهرها ، ونمها ، وكملها بالتوحيد والطاعة ، وقد خاب من دساها .
فالتدسية: عكس التزكية ، وهي التحقير والتصغير ، كما : {أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ} (59) سورة النحل ، أي يخفيه في التراب ، فالنفس تصير حقيرة دنيئة لا تكاد ترى من حقارتها ، ومن دنائتها بالشرك والمعصية لله تعالى .
فبداية التزكية عند السلفيين أهل السنة والجماعة هي توحيد ، يعني أن تعرف الله عز وجل معرفة صحيحة ، كما عرفنا الله عز وجل بنفسه ، وكما عرفنا به رسول الله r، ثم لازم هذه المعرفة أن تفرد الله عز وجل وحده بتوحيد القصد والطلب ، فلا تزكوا النفس بشيء قبل أن تزكوا بالتوحيد أولاً ، فأول واجب على المكلف هو معرفة الله عز وجل ، كما عرّفنا بنفسه ، وكما عرّفنا به رسول الله r، وإفراد الله وحده بالعبادات .
ثم بعد ذلك التزكية بأداء الواجبات ، وهذه أيضاً تزكية واجبة ، فأفضل الأعمال أداء ما افترض الله ، والورع عما حرم الله وحسن النية فيما عند الله عز وجل ، كما في حديث أبي هريرة الحديث القدسي الذي هو أشرف حديث بشأن الولي: " وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه " () .

فالإنسان:لا يكون ممن لا يُخْرِج زكاة ماله ، ويعتمر كل عام ، أو يبني المساجد ، وكما يقولون: من شغله الفرض عن النفل فهـو معذور ، لأنه مشغول بما هو أحب إلى الله عز وجل وأكثر تقريباً إلى الله عز وجل وهو الفرض ، فمن شغله الفرض عن النفل فهـو معذور ، ومن شغله النفل عن الفرض فهـو مغرور .
فالإنسان:ينبغي عليه أن يجتهد في الفرائض ، يتدبر في حاله هل يؤدي الصلوات في الوقت الذي ينبغي وعلى الوجه الذي ينبغي ، أي في أول الوقت ، وفي الجماعة ، ويستكمل الركوع والسجود والخشوع ، أو يصلي في آخر الوقت منفرداً ؟ ، هل عنده مال تجب فيه الزكاة فيبادر بأداء زكاة ماله ؟ هل عنده استطاعة لحج بيت الله الحرام ، ولم يحج ؟ هل يصوم الشهر كما ينبغي إيماناً واحتساباً ؟
كذلك يدخل في الفرائض: الفرائض التركية ، ترك الزنا ، والسرقة ، وشرب الخمر ، وأكل الربا ، وأكل أموال الناس بالباطل ، والغيبة والنميمة ، وغير ذلك من الأمور التي تعبدنا الله عز وجل بتركها ، كما قال النبي r: " إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم ، وإذا نهيتكم عن شيء فانتهوا " () .
فهذه هي التزكية الواجبة بعد التزكية بالتوحيد ، ثم بعد ذلك هناك التزكية بالنوافل التي يبينها لنا رسول الله r.
والشرع غنى بوسائل التزكية فلا نحتاج أن نبتدع طرقاً ووسائل لتزكية النفس ، كالتطويح والرقص عند الصوفية ، أو الذكر بالاسم المفرد ، أو تحريم ما أحل الله عز وجل من الأطعمة والأشربة ، وغير ذلك .
بل ينبغي أن نتحبب ونتقرب إلى الله عز وجل بما ثبت عن النبي r، وأن نعتقد أن خير الهدى هدى رسول الله r.

ولايمكن للعبد أن يكون على هدي خير من هدي محمد r، لذلك لما سمع النبي rعن الثلاثة النفر من الصحابة الكرام الذين ذهبوا إلى بيوت أزواج النبي r، وسألوا عن عبادته وكأنهم تقالوها ، وقالوا أين نحن من النبي r، وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر .
فظنوا أن النبي rلا يحتاج إلى كثير من العبادة ، ولذلك كان يصوم ويفطر ، ويقوم وينام ، ويتزوج النساء ، ولكنهم ينبغي عليهم أن يكونوا أشد اجتهاداً ، فقال أحدهم: أما أنا فأقوم ولا أنام ، وقال الثاني: أما أنا فأصوم ولا أفطر ، وقال الثالث: وأنا لا أتزوج النساء ، فلما بلغ ذلك النبي rقال: " أما إني أعلمهم بالله ، وأشدهم له خشية ، ولكني أقوم وأنام ، وأصوم وأفطر ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني " () .
فلا يمكن للعبد أن يصل إلى هدى هو خير من هدى محمد r.
فالحاصل:أن الشرع أغنانا بوسائل كثيرة في التزكية ، نوافل الصلاة ، كصلاة السنن الرواتب اثنى عشر ركعة كما قال ابن عمر: حفظت عن رسول الله r: " أربعاً قبل الظهر ، واثنان بعد الظهر ، واثنان بعد المغرب ، واثنان بعد العشاء ، واثنان قبل الصبح " () .
بَيَّنَ فضل هذه الركعات حديث أم حبيـبة -رضي الله عنها- تقول: قال رسول الله r: " من صلى في يوم وليلة اثنى عشر سجدة سوى المكتوبة ، بني له بيت في الجنة " () . فالإنسان:إذا كان يحافظ على السنن الرواتب ، فإنه يحافظ على اثنى عشر ركعة كل يوم ، يدوام عليها ، فكل يوم يدوام على هذه الركعات ، يبنى له بيتٌ في الجنة ، ولا تعجب فإن أدنى أهل الجنة منزلة ، له مثل الدنيا وعشرة أمثالها .

هناك قيام الليل ، وأفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليل ومن نوافل الصلاة أيضاً سنة الضحى وتحية المسجد ، ومطلق التنفل في غير أوقات الكراهة .
هناك سنن الصيام كصيام الاثنين والخميس ، وثلاثة أيام من كل شهر ( الأيام البيض ) ، وست من شوال ، ويوم عرفة ، ويوم عاشوراء ، وصيام يوم وإفطار يوم ، وهو أحب الصيام إلى الله ، وهو صيام داود عليه السـلام .
يقول النبي r: " من صام يوماً في سبيل الله ، جعل بينه وبين النار خندقاً كما بين السماء والأرض " () .
هناك سنن في الإنفاق والصدقات: {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء} (261) سورة البقرة .
هناك نوافل الحج والعمرة " العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة " () .
نوافل الصلاة على النبي r: " من صلى عليّ واحدة صلى الله عليه بها عشراً " () .
فأنت تصلي صلاة واحدة على النبي r، والله عز وجل يصلي عليك عشر صلوات .
كذلك الدعاء ، الدعاء هو العبادة ، قال الله عز وجل: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} (60) سورة غافر .
من نوافل الذكر أذكار الصباح والمساء ، والطعام ، والنوم ، وغير ذلك ، والأذكار الموظفة ، والغير موظفة " مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر كمثل الحي والميت " () .

فأبواب الخير كثيرة جداً ، ووسائل الشرع كثيرة جداً للتزكية ، فلا نحتاج أن نبتدع طرقاً للتزكية .
فالإنسان:لو فتح له باب من هذه الأبواب العظيمة ، واجتهد في هذا الباب لابد أن يدخل من هذا الباب لابد أن يدخل من هذا الباب على الغني الوهاب ، ومن وجد ربه عز وجل فقد وجد كل شيء ، ومن فاته ربه عز وجل فقد فاته كل شيء .
فهذه وسائل التزكية عند أهل السنة والجماعة ، وأهل السنة والجماعة يزكون أنفسهم من أجل تحقيق كمال العبودية لله عز وجل .
هذه باختصار (( الأصول العلمية للدعوة السلفية )) وهذا كلام مختصر عن السلفية فنسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لفهمه ، والعمل به ، ونسأله تعالى كما جمعنا في هذا المكان أن يجمعنا على الحق ، وأن يجمعنا على حوض نبيه محمد rكما آمنا به ولم نره ، وألا يفرق بيننا وبينه حتى يدخلنا مدخله ، ونسأله أن يجمعنا على حوضه ، وأن يسقينا من يده الشريفة شربة هنيئة لا نظماً بعدها أبداً .

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم



.
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك



.
وصلى الله وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه



.

منقول من كتابعندى
السَّلفِيَةُ
قَوَاعِدٌ وَأُصُوْلٌ
للشيخ الدكتور احمد فريد
&



&&&