داعي البشارة
عضو مشارك


تاريخ التسجيل: Nov 2010

المشاركات: 104



المخالفات: 0/1 (2)



ElectericCurrent، تحية طيبة، وبعد:

قولك:" وكلنا شوق ان نجد تسأؤلا نزيها محايداً لا ملاوعا ولا مراوغا ولا متاثاقلا على ردودنا"، جوابه:

بإذن الله ستجد تساؤلاتي وردودي نزيهة محايدة، لا مراوغة فيها، ولا تثاقل.

قولك:" الكتاب المقدس ليس أجندة يوميات، ولا كراسة مذاكرات شخصية"، جوابه:

كلام رائع، فهذا هو المفترض بأي كتاب ينسب لله. لكن، يحق لنا تساؤل نزيه محايد عن رسائل بولس ويوحنا: لماذا يصدق عليها ما نفيته؟! وإليك البيان:

1. (إِذْ كَانَ لِي كَثِيرٌ لأَكْتُبَ إِلَيْكُمْ، لَمْ أُرِدْ أَنْ يَكُونَ بِوَرَق وَحِبْرٍ، لأَنِّي أَرْجُو أَنْ آتِيَ إِلَيْكُمْ وَأَتَكَلَّمَ فَمًا لِفَمٍ، لِكَيْ يَكُونَ فَرَحُنَا كَامِلاً. يُسَلِّمُ عَلَيْكِ أَوْلاَدُ أُخْتِكِ الْمُخْتَارَةِ).

2. (وَكَانَ لِي كَثِيرٌ لأَكْتُبَهُ، لكِنَّنِي لَسْتُ أُرِيدُ أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكَ بِحِبْرٍ وَقَلَمٍ، وَلكِنَّنِي أَرْجُو أَنْ أَرَاكَ عَنْ قَرِيبٍ فَنَتَكَلَّمَ فَمًا لِفَمٍ. سَلاَمٌ لَكَ، يُسَلِّمُ عَلَيْكَ الأَحِبَّاءُ، سَلِّمْ عَلَى الأَحِبَّاءِ بِأَسْمَائِهِمْ).

فها هو يتكلم بضمير المتكلم، ويبث أشواقه، ويبعث بسلامه.

3. (سَلِّمْ عَلَى فِرِسْكَا وَأَكِيلاَ وَبَيْتِ أُنِيسِيفُورُسَ. أَرَاسْتُسُ بَقِيَ فِي كُورِنْثُوسَ. وَأَمَّا تُرُوفِيمُسُ فَتَرَكْتُهُ فِي مِيلِيتُسَ مَرِيضًا. بَادِرْ أَنْ تَجِيءَ قَبْلَ الشِّتَاءِ. يُسَلِّمُ عَلَيْكَ أَفْبُولُسُ وَبُودِيسُ وَلِينُسُ وَكَلاَفَدِيَّةُ وَالإِخْوَةُ جَمِيعًا).

4. (كَمَا أَذْكُرُكَ بِلاَ انْقِطَاعٍ فِي طَلِبَاتِي لَيْلاً وَنَهَارًا، مُشْتَاقًا أَنْ أَرَاكَ، ذَاكِرًا دُمُوعَكَ لِكَيْ أَمْتَلِئَ فَرَحًا).

ها هي الأحداث اليومية بتفاصيلها، وبعث السلامات الحارة، وضمير المتكلم يتكلم. هذا غيض من فيض، ومن له أذنان للسمع فليسمع.

قولك:" تذوب فيه الاشخاص وتتوارى؛ لتقدم المسيح الملك وحده، وشعارها ينبغى: (ان هذا يزيد وانى انا انقص)"، جوابه:

بولس لم يعترف بهذا الشعار، ولم تتوارى شخصيته وتذوب: (فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا، لاَ الرَّبُّ)، فها هو يشرع من دون الله؛ لأنه ينسب الحكم لنفسه، وينفيه عن الرب. وكذلك:(وَأَمَّا الْعَذَارَى، فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ، وَلكِنَّنِي أُعْطِي رَايًا)، وكذلك: (لَسْتُ أَقُولُ عَلَى سَبِيلِ الأَمْرِ، بَلْ بِاجْتِهَادِ آخَرِينَ، ...أُعْطِي رَايًا فِي هذَا أَيْضًا).

وكلامك عن ضمير الغائب بخصوص موسى لا يتفق مع الأسفار؛ لأنه يوجد نصوص بضمير المتكلم؛ فكما يوجد: قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «مُدَّ يَدَكَ وَأَمْسِكْ بِذَنَبِهَا». يوجد: فَقَالَ الرَّبُّ لِي: «قُلْ لَهُمْ: لاَ تَصْعَدُوا وَلاَ تُحَارِبُوا». وغيره سافر شائع.

لقد قرأت ردك بعين النزاهة، وبميزان الكتاب المقدس؛ فرأيته ردا غير علمي، ويفنده الكتاب المقدس قبل أن أفنده أنا.

ومسك الختام، عندما تحدث بولس عن نفسه استخدم ضمير المتكلم، ولم يستخدم ضمير الغائب:

فَحَدَثَ لِي وَأَنَا ذَاهِبٌ وَمُتَقَرِّبٌ إِلَى دِمَشْقَ أَنَّهُ نَحْوَ نِصْفِ النَّهَارِ، بَغْتَةً أَبْرَقَ حَوْلِي مِنَ السَّمَاءِ نُورٌ عَظِيمٌ. فَسَقَطْتُ عَلَى الأَرْضِ، وَسَمِعْتُ صَوْتًا قَائِلاً لِي: شَاوُلُ، شَاوُلُ،! لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟ فَأَجَبْتُ: مَنْ أَنْتَ يَا سَيِّدُ؟ فَقَالَ لِي: أَنَا يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ الَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ. وَالَّذِينَ كَانُوا مَعِي نَظَرُوا النُّورَ وَارْتَعَبُوا، وَلكِنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا صَوْتَ الَّذِي كَلَّمَنِي. فَقُلْتُ: مَاذَا أَفْعَلُ يَارَبُّ؟ فَقَالَ لِي الرَّبُّ: قُمْ وَاذْهَبْ إِلَى دِمَشْقَ، وَهُنَاكَ يُقَالُ لَكَ عَنْ جَمِيعِ مَا تَرَتَّبَ لَكَ أَنْ تَفْعَلَ. وَإِذْ كُنْتُ لاَ أُبْصِرُ مِنْ أَجْلِ بَهَاءِ ذلِكَ النُّورِ، اقْتَادَنِي بِيَدِي الَّذِينَ كَانُوا مَعِي، فَجِئْتُ إِلَى دِمَشْقَ.

فكان السياق الطبيعي أن يتحدث متى بضمير المتكلم.

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه. آمين.