إيهٍ يا أبا الحكم ..

بالله الذي جعل للحق نورًا لا يقف أمامه الباطل إني لأحب لك الخير كما تحبه لنفسك ..
و ربي أخشى عليك كما تخشى على نفسك ..
أدعو لك أكثر مما أدعو لنفسي ..

كيف لا ؟!
كيف لا أحرص عليك و أنا أعلم مغِبَّة الإعراض !!؟

نار حرها شديد و قعرها بعيد و مقامعها حديد ...
أتراه أمرًا هينًا ؟!

ألست أنت القائل ( وبنفس الوقت اخاف ان يفوتني قطار الحياة وأموت في اي لحظة وأكتشف انني كنت على خطأ واقابل ذلك الرب الذي قال عنها الانبياء.. ) ؟!

تبًّا لهذا الإلحاد !! تبًّا له يجعلك تصحو على خوف و تنام على قلق !!
تبّصا له من معتقد يجعل مضجعك الحيرة !! و سقفك التيه !!

ماذا لو ؟!!

سؤال يتردد في أرجاء نفسك .. يزلزل قلبك .. يخلع فؤادك .. ماذا لو كنتَ على خطأ ؟!!

آه .. ستندم الندم كله عندها يا أبا الحكم .. لكن لن ينفعك الندم .. فليس الحين حين ندم ..الحين - عندها - حين ألم ..

أخاف عليك أن تكون مع ركب النار حين يدخلون ..

( وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ )

آه ..

نسأل الله أن يكون خبر موت المقاتل الأحمر على الإسلام صحيحًا !!
نسأل الله ألا يموت أبو الحكم إلا على الإسلام !!

تدري ما يفعل من أراد الدخول في الإسلام !؟

يقول شهادة العرفان " أشهد ألا إله إلا الله و أن محمدًا رسول الله و أن عيسى عبد الله و رسوله " ، و يقيم الصلاة صلته مع ربه ، و يصوم رمضان و ذاك الصيام حديثه ذو شجون .. فلعلي أحدثك عنه حين تدخل الإسلام ..

نسيت أن أسألك كيف حالك ؟!

أمازالت نعم الله عليك تترى ؟!
أمازالت صمامات الأمان تعمل ؟! أمازال المرفق يعمل ؟! أمازالت عضلات يدك تعمل ؟! أمازلت تتحدث مع من حولك ؟! أمازلت تجاهر بكبرك على ربك ؟!!

سبحانك ربي ما أحلمك !!

خلق لك اللسان و الأسنان ، و الشفاه و الأحبال الصوتية ، و المخ و المراكز العصبية ..
تتحرك الأحبال بما لا تعرف أنت عنه شيئًا لتتكلم بالكلمة ..
و يمر الهواء من جوفك في مساره إلى الخارج ..
و يعدل اللسان و الأسنان و الشفاه من الوضع ..
حركات دقيقة متناسقة حتى يخرج الصوت بالكلمة !!
دع عنك الأفكار التي تحملها الكلمة !!
جهاز معقد التركيب لكي تتكلم فيفهم الناس عنك و تُفهمهم ما أردت !!

كل هذا لتنطق كلمة واحدة !!
كل هذا يجري بما يحار فيه عقلك ..
كل هذا أنعم به عليك ربك ..

لكنك ..

لكنك - و أنا أعلم أنك تكره الجحود - عندما نطقت قلت - بجحود!!- " أتكبر على خالقي " !!
فسبحان من حلُم عليك حين كفرت !!

تدري ؟!

تدري ألو شاء لمحا من جسدك العصب إلى أحبال صوتك .. فما عساك تفعل ؟ و لمن عساك تشكو ؟!!
تدري ألو شاء لأخرس لسانك حين استخدمت نعمه في الكبر عليه ؟!
تدري ألو شاء لذهب بأسنانك و شفتيك .. أترضيك عندها حالك ؟!
تدري ألو شاء لقبضك إليه و أماتك .. ثم عذبك فأبادك .. ثم قال للملائكة ( خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ * إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ ) ..

فمن يحجز عنك عذابه إن هو أرادك على ذلك .. من يرد عنك قضاؤه ؟! أتظن أني في حاجة أن أقول لك إنك أضعف من ذلك فارأف بنفسك ؟! أتظن أني في حاجة إلى أن أقول إنك تؤذيك شرقة و تقض مضجعك بقة فارأف بنفسك فمن كان الله خَصْمَه خَصَمَه ؟!
لكنه - ما أرحمه - ما فعل بك ذلك .. ما قطع أوصالك .. ما جزاك على كبرك عليه ..
بل حلم عليك .. و دلك على مواضع الهداية ..
و ها أنت الآن تعرف عنه و عن رسوله ..

و نداؤه يعلوك ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) ..
نداؤه يعلوك ( أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) ..
نداؤه يعلوك ( وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ وَكَانَ اللَّهُ بِهِمْ عَلِيمًا ) ..
أرأيت كيف يتودد إليك ربك ؟!
أرأيت كيف يعلمك كيف تشكره على نعمه و هو الغني عنك ؟!

فما لك تنأى ؟!

و ما عليك أن تقول " آمنت بالله " ؟!
أين أنت من فضيلة البر و الشكر ؟!
أين أنت من ثناء علك تؤدي بعض ما عليك من حق الشكر ؟!
أين أنت من وقفة بجوف ليلة في إناء ركعة ملؤه الدموع تناجي فيه ربك - و الناس قد رقدوا - و تقول ( اللهم لك الحمد أنت قيم السماوات والارض ومن فيهن ) ..
إي والله قيم السماوات و الأرض ..
أين أنت من نحيب العصاة أمام مولاهم و أنت تقول ( اللهم لك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن
ولك الحمد لك ملك السماوات والارض ومن فيهن
)
إي والله ملك السماوات و الأرض ..

أين أنت من التململ بين يدي ربك عله يعفو عنك و أنت تقول ( اللهم لك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد لك ملك السماوات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد أنت الحق ، و وعدك حق ، ولقاؤك حق ، وقولك حق ، والجنة حق ، والنار حق ، ومحمد حق ، والساعة حق ، اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ماقدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت )؟!

أليس هو ملك السماوات و الأرض و قيم السماوات و الأرض ..

أم تراك أنت القيم ؟ أم ترى الصدفة هي القيمة ؟! أم ترى الطبيعة هي القيمة ؟! أم ترى العدم هو القيم ؟!!

( أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ )

تدري يا أبا الحكم عندي لك صفقة جديدة ..

خامسًا : و صفقة أخرى ...


لو أنت القيم على الكون ؟!!

صفقة سهلة يسيرة في المنطق الإلحادي ..
صفقة أقاموا على شأنها صدفة مهتبلة .. أو طبيعة مختلقة ..
صفقة يسيرة أرى أن أحولها من تلك الصدفة إليك ..

أريدك أن تحمل الأمر بدلًا من الصدفة ..
ألست أعلم من صدفة عابرة حائرة تائهة لا تتكرر ؟!!
ألست كذلك ؟!
قالوا : بلى ..

الآن لنبدأ ..

أريدك أن تقوم على المجرات و الكواكب و المذنبات و الشهب ..
فلا ينجذب شيء إلا بنظام .. و لا يطرد شيء إلا بنظام ..
و لا يتحرك شيء إلا بنظام .. و لا ينفجر شيء إلا بنظام ..
فالفلكيون سيبحثون من ورائك هذا النظام .. و سيجرون الحسابات من خلال هذا النظام ..
فإياك أن يظهر الأمر و كأنه خبط عشواء أو ضربة لازب !!
فقد حققت الصدفة نظامًا دقيقًا أنشأ علمًا يأكل من وراء العمل فيه رجال سموا أنفسهم الفلكيين ..

فذلك نظام حققته الصدفة ، ألا تستطيع تحقيقه ؟!
قال المنطق الإلحادي بلى !!


أريدك أن تقوم على أمر البحار و المحيطات فلا يطغى الماء على الأرض فيغرق من عليها ..
أريدك أن تقوم على أمر الأسماك صغيرها و كبيرها داخل البحار و المحيطات و الأنهار و القنوات و الترع و البحيرات ..
أريدك أن تجعل كل سمكة لها غذوها فلا تموت جوعًا لنقص التغذية ..
أريدك أن تجعل بعض الأسماك طعامًا لبعض بحيث لا تفيض البحار على الأرض بالأسماك ..
أريدك أن تجعل بعض الأسماك قادرة على الدفاع عن نفسها كل على حسب طريقته حتى لا تنتهي من فور وجودها ..
أريدك أن تحقق التوازن بين تلك المملكة من الأسماك ..
و أريدك ان تجعل بعض هذه الأسماك عددها بألوف الألوف من الأنواع ..
و أن تجعل كل نوع له شكله المميز ..
و أن تجعل لكل نوع وسيلة تكاثر ينتج بها مثل نوعه ..
إياك أن تغلط مرة فيتزاوج اثنان من نفس النوع فينتج نوع آخر !! فتلك في حقك ستكون فضيحة !!
و عن النباتات في البحار فكيِّف لها وضعها .. و وفر لها حاجاتها ..
و عن الصيد في البحار فاضبط الأمر بحيث لا يطغى حق البحر على رزق الصياد و لا يطغى حق الصياد على مملكة الأسماك ...
و أريدك أن تجعل في الماء التوتر السطحي الكافي لحمل السفن ، ثم أريدك أن ترزق البشر العقول و تنيلهم الأفكار التي بها يبنون السفن !!

فذلك توازن حققته الصدفة ألا تستطيع تحقيقه ؟!
قال المنطق الإلحادي : بلى ..



ثم أريدك أن تقوم على شأن هذه الكواكب .. و خصوصًا المأهولة بالسكان ..
فاجعل لكوكبهم قمرًا يمشي بنظام .. و اجعل لقمرهم طورًا بعد طور ..
و اجعل لكوكبهم شمسًا لا يذهب حرها بجلودهم و لا يأتي بُعدها ببرد يوقف نشاط يومهم ..
و اجعل للقمر شأنًا عجيبًا مع المد و الجزر .. و اجعل لشمسهم شأنا عجيبًا مع الظل ..
و إياك أن يختل النظام ..
فقد حققت الصدفة نظامًا يدرس نتائجه الطلبة في المدارس فهذا قمر في أطواره محاق و تربيع و بدر ..
و تلك شمس بعدها عن الأرض كيت و كيت .. و قمر بعده عن الأرض كيت و كيت ...
إياك أن يختل هذا النظام ..

فذلك نظام حققته الصدفة ، ألا تستطيع تحقيقه ؟!
قال المنطق الإلحادي بلى !!


ثم أريدك أن تيسر لسكان الأرض هذا الكوكب و تذلل صعابه لهم ..
الأكسجين في الهواء يكفيهم و لا يطغى .. و الهيدروجين يكفيهم و لا يبغي .. و لا ينقصهم نيتروجين و لا غيره ..
و المياه موجودة لكل من أصابه العطش فأراد بلال صداه ..
و الغذاء موجود لكل من يفغر فاه ..
و الجاذبية تجذبهم فلا يطيرون في الهواء ..
و الطف بهم بطبقة من الأوزون تحميهم مما يضر من آشعة الشمس ..
إياك أن يختل هذا النظام ..

فذلك نظام حققته الصدفة ، ألا تستطيع تحقيقه ؟!
قال المنطق الإلحادي بلى !!


ثم أريدك أن تقوم على شأن السباع في الغابات ..
الهوام و الديدان و الحشرات ..
و القطط و الكلاب و الفئران و الحيات ..
و البعوض و الأسود و النمور و الفهود ...
وفر لكل غذاءه ..
ثم انتبه فهناك توازن في البيئة ..
إياك أن تخل بهذا التوازن ..

فذلك توازن حققته الصدفة ، ألا تستطيع تحقيقه ؟!
قال المنطق الإلحادي بلى !!


ثم أريدك أن تقوم على شأن سكان هذه الأرض ..
تلك تضع حملها و تلك ترضع ولدها و ذاك يعمل ليله و ذاك يكد نهاره ..
ذاك يذاكر دروسه فينجح و ذاك يلعب طول العام فيرسب ..
ذاك يعمل بكد فيعلو و ذاك كثر أعداؤه فيخبو ..
ذاك ذكي ماهر فينبل ذكره و ذاك خامل فاشل فتمحو أثره ..
تلك طيبة الخلق فيوضع لها القبول في الأرض .. و ذاك سيء الخُلق فينفر منه الخَلق ..
ذاك يعمل فيصير من النبلاء و ذاك لا يعمل فيظل من البطالين ..
ذاك أراد النوم فيأتيه النوم ، و أراد الاستيقاظ فيأتيه الاستيقاظ ..
ذاك يرفع يده للسماء يطلب طلبًا فيأتيه طلبه .. و ذاك في الهند سيدعو و ذاك في الصين يدعو و في مصر و في ليبيا و في سوريا و في القدس و في رفح و في غزة و في نابلس و في مكة و في نيويورك و في شارع الجلاء و في شارع القصر العيني و في ذاك البيت الصغير و في هذا الكوخ الحقير ..
و ذاك يدعو في الليل و ذاك يدعو في النهار و ذاك يسأل بغلس و ذاك يسأل عند الشفق ..
إياك أن تختلط عليك الأصوات ..
إياك أن تخل بسنن الأكوان ..
إياك فتضيع الأرض ..
إياك فينتشر الفساد ..
إياك فهذا نظام دقيق ..

فذلك نظام حققته الصدفة ، ألا تستطيع تحقيقه ؟!
قال المنطق الإلحادي بلى !!


و انتبه لكل شيء ..
انتبه لكل شيء حتى الزائدة الدودية في جسد الإنسان ..
نعم .. للزائدة الدودية ..
اجعلها في بعض البشر أمام الأعور و في بعضهم خلفه و في بعضهم تحته و في بعضهم جنبه و في بعضهم ملتفة و في بعضهم غير ملتفة ..
فإن طغى أحدهم في الطعام و أساء القوامة على نفسه فعجِّل بالتهاب تلك الزائدة ..
و لكل نوع كيفية في التعبير عن هذا الالتهاب ..
و لكل نوع ألمه .. فتلك ألمها عند السرة و تلك ألمها عند الجنب و تلك ألمها يملأ البطن و تلك ألمها في الظهر ..
ثم اجعل هذه الأعراض المرضية مفيدة ..
فتصير بطنه صلبة كالحطب فتخفف الألم عليه ..
و إياك أن تزيل الألم !!
و إلا فكيف سيعلم أن زائدته قد التهبت ؟!!
و وفر له الطبيب المعالج ...
و وفر للطبيب الدواء .. فقد علمنا أن لكل داء دواء إلا الموت و الهرم ..
و وفر للطبيب العقل الذي به يعرف الدواء ..
هناك الكثير الكثير الكثير الكثير الكثير الكثير .................. مما يلزمك الانتباه إليه و القيام على شأنه ..
إياك أن تطغى ..
إياك أن تسهو ..
إياك أن تنسى ..
إياك أن تغفل ..
سيضيع الناس ..
حاذر ستسري الفوضى في أرجاء البسيطة .. و تلك مصيبة غير بسيطة ..
ستكون فضيحتك فضيحة شديدة ..

ذلك أنك عجزت عن تلك الصفقة البسيطة ..
عجزت أن تسوي ما نسبه المنطق الإلحادي إلى صدفة عابرة !!


لذا ..
فلن أستغرب أبدًا ..


لن أستغرب أن تقول " لن أقبل هذه الصفقة " ..
لن أستغرب أن تستقيل من تلك المهمة ..

لكني سأسألك " فما يعوزك حتى تقوم بتلك الصفقة ؟ "
و لن أستغرب أن تقول " أحتاج إلى علم واسع ، و كرم لا ينفد ، و إرادة نافذة ، و قدرة تامة ، و حكمة بالغة ، و تملك لا ينقضه عليّ أحد ، و هيمنة لا يقف أمامها أحد ، و جبروت مع رحمة ، و ود مع انتقام ، و قوة مع حكم ............................ "

و لن أستغرب كذلك ...

لكني يا صاحبي يصير وزني عجبًا و تغدو كتلتي استغربًا و تملؤني الدهشة القاتلة حين تشترط هذه الصفات لتقوم على الكون بهذا الشكل الذي هو عليه الآن ..

تشترط هذه الشروط - و هي شروط لازمة - لا غرو أن اشترطتها ..

تشترط هذه الشروط كلها للقيام بشأن الكون .. ثم توافق أن يكون القيام على الكون مرده إلى صدفة أو مرده إلى لا شيء !!!!!

ألا يملؤك العجب مثلي !!؟

إي والله إن لعجب محزن ....
لذا يعز على نفسي أن أرى هذا حالك ...
عزيز على نفسي أن يكون سبب دخولك النار هو تمسكك بهذا الخبل المخزي ....
عزيز على نفسي أن أراك تركن إلى هذا الهراء و أنت الرجل الرشيد ..
عزيز على نفسي أن تتقحم إلى النار تقحمًا لا عقل فيه ...
عزيز على نفسي أن ترضى بالمنطق الإلحادي و هو منطق عاجز العجز كله ..
عزيز على نفسي أن أراك تبحث عن مصرعك ..

يا صاحبي دع عنك هذا المنطق الإلحادي و قل " آمنت بالله و برسوله " ..

يا صاحبي اقرأ معي كيف تسير الأكوان ..


قال الله الحليم عليك ( إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ * فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ * وَهُوَ الَّذِي أَنْـزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )

قال الله الغفور الرحيم ( أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنْـزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ * أَمَّنْ جَعَلَ الأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ * أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ * أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ * أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ )

قال الله الرحمن الرحيم ( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ )

قال ربي و أحق القول قول ربي ( إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا )

قال الله ( قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنْفَاقِ وَكَانَ الإِنْسَانُ قَتُورًا )

قال الله الرحمن الرحيم ( أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلا )

قال الله ( يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ )

قال الله ( خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْـزَلَ لَكُمْ مِنَ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ )

قال الله ( اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ )

قال الله ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ * وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَـزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )

قال الله ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ )

قال الله ( وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ )

اقرأ في كلام الله بقلب خاشع و ستعرف أن الأمر أكبر من صدفة تافهة لا يقول بها إلا مسلوب العقل أو مخدوع عن عقله .. و أن الطبيعة الصماء المنفعلة الغير عاقلة لا يكون منها ما عجز عن تخيل القيام به ذوو العقل الرشيد من أمثالك .. و أن العدم أحقر بكثير من القيام على شأن الوجود !!

اقرأ ..

و سل نفسك ..

( يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ )

ما غرك ؟!!

أما آن لك أن يخشع قلبك لربك ؟!! أما كفاك كبرًا على ملك السماوات و الأرض ؟!!
أما آن لك أن تقول لا إله إلا الله ..
أما آن لك و قد عرفت ..
ألا تنادي " اللهم قد آن ، اللهم قد آن " ؟!

هذا أوان العودة .. فاغتنمه .. فلا أدري أموت قبلك أم تموت قبلي ..

أبا الحكم ..
أزيدك أم تجيبني ؟؟!
نعمة عيني أن أزيدك بالكلام عن ربي ..
و نعمة عيني أن تجيبني بأنك أسلمت لله ربك ..

فما تفعل يا صاحبي ؟!!