[justify]
الحمد لله الذي سهل لعباده المتقين إلى مرضاته سبيلا, وأوضح لهم طرق الهداية وجعل اتباع الرسول عليها دليلا, واتخذهم عبيدا له فأقروا له بالعبودية ولم يتخذوا من دونه وكيلا, وكتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه لما رضوا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا. والحمد لله الذي أقام في أزمنة الفترات من يكون ببيان سنن المرسلين كفيلا, يدعون من ضل إلى الهدى, ويصبرون منهم على الأذى, ويبصرون بنور الله أهل العمى, ويحيون بكتابه الموتى, فهم أحسن الناس هديا وأقومهم قيلا, فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه؟ ومن ضال جاهل لا يعلم طريق رشده قد هدوه؟ ومن مبتدع في دين الله بشهب الحق قد رموه؟
الزميلة الفاضلة, (أيام), جعل الله أيامك مليئة بالخيرات, وختم ما بقي منها بالمسرات. وقبل الولوج في حاجة الناس إلى الرسل, لا بدَّ لك من إعمال العقل, ونزاهة النفس, ونقاوة القلب؛ لئلا تعلق بك عالقة تؤدِّي بك إلى المهالك!! وكما قال الله I: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾, (الحج: 46). وقال U: ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ﴾, (الأنعام: 125).
الأعضاء الكرام, زميلتنا الفاضلة (أيام) قليل أمثالها؛ وقد بدا لي هذا وتجلى من خلال طرحها الذي يدل على حسن طويتها, ولطف خبيئتها, وصدق نيتها, وعزم نفسها على معرفة الحقِّ. وممَّا تعتقده زميلتنا أنَّ جميع الأديان باطلة لا طائل من تحتها, بل هي أبعد ما تكون عن وحي السماء, وقد منَّ الله U علينا بدعوتها لمناقشة هذا الأمر, ألا وهو: (حاجة الناس للرسل), أي لا بدَّ من رسل يبعثهم الله لعباده, أي لا بدَّ من الدين.
وزميلتنا نفسها شغوفة بمعرفة الحق, ومشرئبة إلى التعرف عليه, وهائمة في أصله وفصله, فَحُقَّ لها ذلك, ألا إنَّ الله يقول: ﴿أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾, (الملك: 22). وأدعو الزميلة الفاضلة إلى اللجوء إلى الله, والفرار إليه, قائلةً ما قاله إبراهيم الخليل u عندما رأى نفسه تائهًا ضالاً: ﴿لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ﴾, (الأنعام: 77). ونضرع إلى الله U أن يكون ختام هذه المحاورة_ وليس المناظرة _خيرًا, وأن تكون كلمات زميلتنا الفاضلة كلمات إبراهيم الخليل u: ﴿إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾, (الأنعام: 79). اللهم آمين.
نرجو من الإدارة الكريمة أن تتكرم علينا بقبول المحاورة تحت عنوان: (حاجة الناس إلى الرسل), راجين من الله Y أن تقبل برعاية هذه المحاورة.
الزميلة الفاضلة, أيام. نزلت أهلا, ووطئت سهلا في منتدىً أذن الله أن يرفع ويذكر فيه اسمه, منتدى (ملتقى البشارة الدعوي). ولك الدور في إعلان ولوجك هذه المحاورة. تفضلي.
[/justify]

p,hv lu hgthqgm Hdhl