بارك الله فيك أستاذي الفاضل ذو الفقار تلاميذك نحن

sam-siam بوركت على المتابعة

..

ونكتفي بهذه الأقوال التي صرحت بعبادة العذراء
و نأتي الآن لذكر الصفات الإلهية التي اتصفت بها العذراء و اتصف بها المسيح
* ما سيأتي أدناه ليس له علاقة بالإيمان الإسلامي أبداً فهو يخص الإيمان المسيحي فقط

أولاً : العصمة

يعتقد النصارى أن الله هو الوحيد المعصوم عن الخطيئة الأصلية فهم لا يؤمنوا حتى بعصمة الأنبياء فالجميع كان خاطئاً سوى المسيح الذي في اعتقادهم لم يخطأ و لم يذكر الإنجيل له خطيئة و يستدلون بعصمته هذه على إلوهيته

فهو إله لأنه معصوم عن الخطيئة

و نستعرض قول البابا شنوده الثالث في كتاب (سنوات مع أسئلة الناس أسئلة لاهوتية وعقائدية " ب " صفحة 104 ) :

( تؤمن المسيحية واليهودية أن العصمة من الخطيئة هي لله وحده الله وحده هوالقدوس الذي لا تتفق الخطية مع طبيعته الإلهية ولذلك في سفر الرؤيا تلك الترنيمة التي غناها الغالبون قائلين وهم يرتلون ترنيمة موسى عبد الله وترنيمة الخروف قائلين عظيمة وعجيبة هي أعمالك أيها الرب الإله القادر على كل شيء عادلة وحق هي طرقك يا ملك القديسين. لا يخافك يا رب ويمجد اسمك لأنك وحدك قدوس رؤيا 15/3- 4)






وأيضاً قول الدكتور عادل وهبة في كتابه( المسيح .. من هو ؟ صفحة 5 ):

( إن صار الله إنساناً فلابد أن يكون خالياً من الأخطاء والعيوب فإذا جاء الله في صورة إنسان فلا يمكن أن يكون فيه عيب أو خطأ لأنه الله وهذا ما كان واضحاً في حياته وكلامه حتى في موته )


أيضاً يؤكد لنا هذه العقيدة كاهن الكنيسة المعلقة القمص مرقس عزيز في كتابه (هل أتخذ الله جسداً؟ لماذا وكيف وما موقف الأديان من ذلك صفحة رقم 182)
قال تحت عنوان:

القادر على كل شئ والمعصوم من الخطيئة هو الله وحده :

( وبما أن القادر على كل شئ والمعصوم من الخطيئة هو الله وحده إذن فهذا الشخص هو الله. . )


و من هذه الأقوال نستنتج أن المعصوم فقط هو الله
و أن عصمة المسيح من الخطيئة الأصلية دليل على ألوهيته

وسنرى الآن ما إذا كانت العذراء معصومة في الإنجيل و لم يذكر لها خطيئة ما هي أقوال الآباء في عصمتها :

الإنجيل لم يذكر خطيئة للعذراء و لم يصفها بصفات تدل على الخطيئة أبداً بل على العكس فقد وصفها بالممتلئة نعمة كما في ( لو 1/28 ) و غير ذلك أنه قد تم تعميد المسيح كما في ( مت 3/16 ) ولم نسمع أنه قد تم تعميد العذراء بداخل الإنجيل , مما يدل على أن السيدة مريم لم تفعل خطأواحد وأنها معصومة من أي خطأ أو خطيئة وهذا الكلام ليس مجرد كلام وإنما هو إيمان آباء الكنيسة الأولى ومن استلموا منهم التقليد بحسب الإيمان المسيحي ..


إن أهمية التقليد الكنسي وكتابات الآباء ترجع لقول القديس أثناسيوس الرسولي في كتاب (كتاب رسائل الروح القدس للقديس أثناسيوس إلى الأسقف سرابيون ص 82 ):

( دعونا ننظر إلى تقليد الكنيسة وتعليمها وإيمانها ,الذي هو من البداية والذي أعطاه الرب وكرز به الرسل وحفظه الآباء لاحظ انه يعتبر التقليد والتعليم والإيمان واحداً وأن الآباء هم الذين حفظوا الإيمان )

وأكد أيضاً أهمية الإيمان بأقوال الآباء القمص تادرس يعقوب ملطي في كتابه (المدخل في علم الباترولوجي – 1- بدء الأدب المسيحيالآبائي – الآباء الرسوليين -الجزء الأول -للقمص تادرس يعقوب ملطي صفحة17) وتحت عنوان اهتمام الأقباط بكتابات الآباء فيقول :

( كان الأقباط منذ نشأة الكنيسة في مصر على صلة وثيقة بالفكر الآبائي للكنيسة الجامعة فقد قاموا بترجمة إلى لغة الشعب حتى في صعيد مصر والدليل على ذلك وجود مخطوطات قبطية قديمة لكتابات الآباء الرسولين )


وقبل أن نبدأ في سرد الأقوال الآبائية لابد أن نعرف أهمية هذا التقليد وأنه يعتبر بعد الكتاب المقدس في التشريع


وهذا ما أكده الدكتور موريس تاوضروس في كتابه ( كتاب اللوغوس ( مفهوم الكلمة في كتاب العهد الجديد . الجزء الأول . صفحة 161 . ) فيقول :

( المصدر الأساسي للإيمان الصحيح هو الكتاب المقدس والتقليد, وكل ما يخرج عنهما من تعاليم يضاد الإيمان المستقيم , ومن هنا تنشأ البدع والهرطقات )

بل وقد قال محرري موسوعة الخادم القبطي ( الجزء الاول (أ) –لاهوت مقارن . صفحة 101) :

( تعليم الحبل بلا دنس يهدم أعظم التعاليم المسيحية التي بني عليها سر التجسد الإلهي ... )


يتبع