الغزوة التالية هي غزوة
بني سليم
قامت غزوة بني سلــيم في منطقة
قرقرة الكدر و هو موضع بالجنوب الشرقي للمدينة و يبعد عنها حوالي 100 كــم .
قامت هذه الغزوة في يوم 17 من شوال 2 هــ , و هو
نفس اليوم الذي قامت فيه غزوة بني قينقاع.
انتهزت بعض القبائل حول المدينة الفرصة بسبب انشغال المسلمين في حربهم مع المشركين واليهود ، فأرادت أن تشن الحرب على المسلمين في ديارهم ، إلا أنه وبعد وصول الأنباء إلى النبي صلى الله عليه وسلم , بأن "
بني سليم" من قبائل غطفان حشدت قواتها لغزو المدينة ، سار إليهم في مائتي راكب وذلك في شوال سنة 2هـ بعد بدر بسبعة أيام .
وقد استخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة
سِبَاعَ بن عَرْفَطَةَ.
وعندما وصل المسلمون منازل بني سليم في موضع يقال له "
الكُدْر" وهو موضع في بلاد
بني عامر بن صعصعة ، فرّ بنو سليم ، وتركوا في الوادي خمسمائة بعير أخذها المسلمون غنيمةً ، وقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المجاهدين بعد إخراج الخُمس ، فكان نصيب كل رجل بعيرين .
ولم يكن هناك أسرى سوى غلاماً يقال له : "يسار" أعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ثم رجع المسلمون إلى المدينة منتصرين غانمين بعد بقائهم في ديار القوم ثلاثة أيام .
فكانت هذه الغزوة درساً قوياً ، ورسالةً واضحةً لكل من تسول له نفسه من القبائل الحاقدة والمريضة النيل من الإسلام ودولته الفتية .
ويستفاد من هذه الغزوة ضرورة التحري لمعرفة أخبار العدو ومخططاته قبل تنفيذها ، فذلك يخدم المسلمين ويُمهد لهم السبيل لإحباط مخططات أعدائهم ، ومما يستفاد أيضاً أهمية وضع الخطط العسكرية لمباغتة العدو في عُقر داره قبل تحركه ، ونقل المعركة إليه .
ولا ننسى-علاوة على ما سبق- خلق النبي الكريم ، وسماحته وكرمه ؛ حيث أطلق سراح الغلام وأعتقه .
قال
ابن إسحاق : فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقم بها إلا سبع ليال ( حتى ) غزا بنفسه يريد بني سليم .
قال
ابن هشام : واستعمل على المدينة سباع بن عرفطة الغفاري أو ابن أم مكتوم .
قال
ابن إسحاق : فبلغ ماء من مياههم يقال له الكدر ، فأقام عليه ثلاث ليال , ثم رجع إلى المدينة ، ولم يلق كيدا ، فأقام بها بقية شوال وذا القعدة وأفدى في إقامته تلك جل الأسارى من قريش .
و للحديث بقية ...............
المفضلات