إرسال المساعدات إلى المعتدلين
يتزايد القلق سريعاً في أي وقت تثار فيه قضية مساعدة المسلمين المعتدلين، مثل القلق حول ما إذا كان الدعم الغربي / أو المساعدات القادمة من الغرب سوف تساعد على تكذيبهم أم لا. وتعكس هذه التساؤلات نوعاً ما وجهة النظر الغير واقعية للصراع السياسي. و في هذا الصراع فإنه لا تجدي أي أسلحة أو استراتيجية , و هذا بالتحديد ما يجعل منه صراعاً – فالأعداء يواجهون كلاً منهم الآخر على أن كل طرف منهم يحاول أن يكتشف و يستثمر حدود وعيوب هذه الأسلحة والاستراتيجيات الخاصة بالآخر. فالمتطرفون يواجهون المخاطر ويعملون في مواجهة العقبات الخطيرة. و نفس الشيء يطبق على المعتدلين.
فهل أنه سيتم عمل محاولات لتشويه سمعتهم كأدوات مساعدة أو أدوات يستخدمها الغرب ؟ بالطبع أن مثل هؤلاء المتطرفين يكونوا مفسدين بالنظر إلى العديد من الاتجاهات السائدة للمسلمين , خلال استخدامهم للمخططات الإرهابية و تفسيراتهم الأصولية , والاستثنائية الخاصة بالإسلام.
كما يوجد أيضاً إشارات إلى أن المشكلة ربما يكون مبالغ فيها. فالعديد من المعتدلين البارزين قد أصدروا بياناً عاماً كدعم مرحب للولايات المتحدة. فعلى سبيل المثال , فإن سعد الدين إبراهيم , الناشط المصري السياسي الذي أُعتقل و قد تم إطلاق صراحة في النهاية من خلال تدخل الولايات المتحدة قد لاحظ أنه , معقباً بكلماته " أنى لأقُدِر كل دعم و مساعدة قد تم تقديمها إلي ". وبالمثل فالكاتب الشهير ( نجيب محفوظ ) قد أستفسر بسؤال بلاغياً , " ما المشكلة لو أن الأمريكيين كانوا يريدونا أن نحصل على قسطاً من الديموقراطية ؟ فإن إهتماماتنا أحياناً يمكن أن تتقابل أو تتفق23.
ويكون من السهل حل هذه الأسئلة عند وضعها ضمن السياق التاريخي الأشمل (على نطاق واسع). وباسترجاع الحرب الباردة على سبيل المثال , فإن المنشقين قد تم اعتقالهم , و تعذيبهم , و أحياناً ما كان يتم قتلهم. و اليساريين المواليينوالشيوعيون قد رأوا أن المنشقين يمكن تمثيلهم بالعرائس أو الدوميا التى يمكن تحريكها – أو بلغة العصر ( كخدام تابعين وعملاء سريين ) للإمبرياليين. وهذه هي طبيعة الصراع الأيديو لوجي. و بالنسبة للعديد من الشيوعيين , فإن أفكارهم و اتجاهاتهم لم تكن بمثابة شيئاً ما يتم فرضه من أعلى , و لكنه يمثل لنظام من المعتقدات تحتوي على أفكار و اتجاهات مثل العدالة و المساواة و الإخاء. فالمسافة بين الاشتراكية العلمانية إلى الدين لم تكن كبيرة.
و السؤال الرئيسي بالطبع لم يكن أيهما نختار و لكن كيفية وصول مساعدتنا و إشراك مساهمين مأمولين بفاعلية أكبر. و بعيداً عن مسألة الدعم الخاصة بالمعتدلين فيوجد هناك ثمة مشكلة أكثر حساسية في كثير من البلدان الإسلامية. فالدعم القادم من مصادر عالمية يجب أن يتم توجيهه بالطرق التي تتناسب و الظروف المحلية و في نطاق الحدود المسموح بها , كما يجب أن تعتمد على المؤسسات الغير حكومية التي تكون على ارتباط وثيق و فعلي بالدول المتلقية لهذا الدعم. فالمؤسسة الآسيوية التي عملت بنجاح مع المساهمين تعد أكثر حرصاً على دعم مبادرة الشعوب الأصلية كما أنها تعد اختيارية بالنسبة للمؤسسات و المنظمات التي تعمل معها. و النجاح الفعلي يتمثل في مشاركة المساهمين من أهل الثقة مع الأخذ في الاعتبار الحفاظ على الأبعاد الأجنبية بدرجة كبيرة24.
وتركز تلك المجهودات على ثلاث طرق خاصة بالأولوية: متمثلة في نوع الشركاء و البرامج و الاهتمامات الدولية / الإقليمية.
الشركاء خلال سياق العالم الإسلامي في وقتنا الحاضر , فإن الجماعات المستهدفة و المحتملة تندرج تحت تصنيفات محددة.
الليبراليين و العلمانيين و الأكاديميين المسلمين
فاللبراليون يميلون إلى الانجذاب نحو الجامعات و المراكز البحثية والأكاديمية التي من خلالها يمكنهم التأثير فكرياً. و حيث أن هناك شبكة قائمة من المثقفين الليبراليين و المعتدلين داخل العالم الإسلامي , فإن هذا القطاع يمثل تكتلاً بناءياً ورئيسياً لشبكة المسلمين المعتدلين على المستوى العالمي.
رجال الدين المعتدلين من الشباب:-
أحد الأسباب الخاصة بنجاح الراديكاليين في نشر أفكارهم هو استخدام المساجد كوسيلة لنشر أفكارهم واتجاهاتهم الخاصة بالهداية و جذب عدد من المناصرين إليهم. ومن ناحية أخرى فإن الديمقراطيين الليبراليين لم يشعروا بالارتياح نحو انجذاب الأفراد إلى المساجد.
حيث يرون أنه من الصعب ترجمة لغة أصحاب المنح الدراسية حيث أنهم قد اعتادوا على لغة المواطن المتوسط بالشارع. وعليه فإن الحركة الإسلامية لكلاً من المعتدلين و الليبراليين شاملة على قاعدة كبيرة ستعتمد في تحقيق أهدافها على تجنيد حشود المشاركين الفاعلين من رجال الدين المعتدلين , خاصةً رجال الدين من الشباب الذين سيصبحوا في المستقبل قادة و رواد دينيين.
ناشطى المجتمع ينشر ناشطى المجتمع، الذين يعتبرواحجر أساس هذه المبادرة، أفكاراً ناشئة عن كلاً من المثقفين المعتدلين و الليبراليين. حيث أنهم يواجهون مخاطر شخصية و مؤكدة من خلال مواجهتهم للمتطرفين اللذين فى الغالب ما يتسمون بالعنف خلال المعركة الفكرية و يكونوا ضحايا للفتوى وهجمات العنف. وعليه فإن هذه الجماعات تكون في حاجة كبيرة إلى الحماية والدعم والذي يمكن أن تقدمه لهم الشبكات العالمية. فعلى سبيل المثال فإن ناشطى الشبكة الإسلامية الليبرالية باندونيسيا قد اتخذوا موقفاً على أعلى مستوى من المشاركة في مواجهة المتطرفين الإسلاميين و قد تعرضوا لحملات من التهديد و الترهيب.
الجماعات النسائية يتعرض النساء والأقليات الدينية لاحتمالات ضياع كبيرة من جراء نشر المذاهب الأصولية والتفسيرات الجامدة للشريعة الإسلامية. ففي بعض الدول بدء النساء في العمل المنظم لحماية حقوقهم من الانتشار الواسع ( لمذهب الأصولية) حيث أصبحوا و بدرجة كبيرة من الأهمية من الجمهور الداعم و المساند لحركات الإصلاحيين بالدول الإسلامية. حيث أن الجماعات و المنظمات قد نشأت كي تدافع عن حقوق المرأة و فرصها السانحة فيما يختص بحقوقها القضائية و حقها في الحصول على قسط وافر من الرعاية الصحية والتعليم والوظيفة الملائمة25. حيث أن هذه الطفرة بالمجتمع المدني الخاص بجماعات النساء في المقابل تقدم مزيداً من الفرص السانحة بغية بناء شبكة إسلامية من المعتدلين.
الصحفيين و الكتاب و المتواصلين فكرياً من خلال استخدام شبكة المعلومات (الانترنت) ووسائل الإعلام الجديدة الأخرى بعيداً عن سيطرة وتحكم الحكومات, قد تخللت الرسائل الراديكالية بعمق إلى جميع المجتمعات الإسلامية بكافة أنحاء العالم.
كما أن الولايات المتحدة قد نقلت مجهودات الإذاعات, على سبيل المثال راديو(سوا). و قناة الحرة, كما أن الافتقار إلى السرعة في الإمعان لنقل و نشرالاهتمامات و الموضوعات المحلية لم تُفعل من تبنى إنشاء و تطوير منافذ إعلامية محلية خاصة بالمعتدلين. وللحفاظ على الإتجاهات الفعلية خلال وسائل الإعلام الإسلامية, فإنه من المهم دعم الإذاعة المحلية والبرامج التلفزيونية الخاصة بالمعتدلين، وأيضاً مواقع الإنترنت و وسائل الإعلام الأخرى الغير تقليدية.