السلام عليكم.

أنت تعلم أخي أن من تقاليد مدح الملوك أن يركع المادح أمام الممدوح أو الملك ثم يمدحه ويخصص في آخر قصيدة المدح أبيات يستجدي بها عطاء الممدوح
اجل وهذا ان حكمنا عليه بقيمنا الان يمكن ان نقول عنه عارا ويمكن ان نقابله بتزلف الشيوخ واغلب الناس فلا نلوم شاعرا يجعل من شعره مطية للكسب. واذا حكمنا عليه بقيم الجاهلية فيمكن ان نعتبره تناقضا لاننا نجد نفس الشاعر يفتخر ويغرق في قيم الانفة وما اليها كالكبرياء والعزة... ولكن في نفس الوقت نجده يتزلف من اجل دراهم واعطيات تجعله يمرغ نفسه في التراب من اجل رضا الممدوح ولكن انحكم على الاعشى بهذا وغيره غارق فيه ايضا؟ وخير مثال على هذا الفحل النابغة هو ايضا كان يتنقل بين الغساسنة والمناذرة ويمدحهم ولكنه لم يمدح كسرى ولا وفد عليه على حد علمي اما امرؤ القيس فلم يكن في حاجة الى التكسب بشعره فهو امير ويكفيه ما اصابه في طلب ثاره.

يقول الاصمعي عن فحولة الشعراء.

حكى الاصمعي عن أبي طرفة: " كفاك من الشعراء أربعة: زهير إذا رغب والنابغة إذا رهب والأعشى إذا طرب وعنترة إذا كَلِب وزاد قوم: وجرير إذا غضب" وقيل لكثير ـ أو لنُصَيب ـ من أشعر العرب؟ فقال:" امرؤ القيس إذا ركب وزهير إذا رغب والنابغة إذا رهب والأعشى إذا طرب"
(بدايات في النقد الأدبي) للدكتور هاشم صالح منّاع

اعود بعد قليل باذن الله لاواصل.