[frame="7 10"]
السلام عليكم
131 " هذه بتلك السبقة " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 204 :
أخرجه الحميدي في مسنده ( ق 42 / 2 ) و أبو داود ( 2578 ) و النسائي في
" عشرة النساء " ( ق 74 / 1 ) و السياق له و ابن ماجه ( 1979 ) مختصرا
و أحمد ( 6 / 39 / 264 ) مختصرا و مطولا من طريق جماعة عن هشام بن عروة
عن أبيه عن # عائشة # رضي الله عنها :
" أنها كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم , في سفر , و هي جارية ( قالت :
لم أحمل اللحم و لم أبدن ) , فقال لأصاحبه : تقدموا , ( فتقدموا ) ثم قال :
تعالي أسابقك , فسابقته , فسبقته على رجلي , فلما كان بعد ( و في رواية : فسكت
عني حتى إذا حملت اللحم و بدنت و نسيت ) خرجت معه في سفر , فقال لأصحابه :
تقدموا , ( فتقدموا ) , ثم قال : تعالي أسابقك .
و نسيت الذي كان , و قد حملت اللحم , فقلت كيف أسابقك يا رسول الله و أنا
على هذا الحال ? فقال لتفعلن , فسابقته فسبقني , فـ ( جعل يضحك , و ) قال :
" فذكره .
قلت : و هذا سند صحيح على شرط الشيخين و قد صححه العراقي في " تخريج الأحياء "
( 2 / 40 ) .
و خالف الجماعة حماد بن سلمة فقال :
" عن هشام بن عروة عن أبي سلمة عنها مختصرا بلفظ :
" قالت : سابقت النبي صلى الله عليه وسلم فسبقته " .
أخرجه أحمد ( 6 / 261 ) و حماد ثقة حافظ فيحتمل أن يكون قد حفظ ما لم يحفظ
الجماعة و أن هشاما يرويه عن أبيه و عن أبي سلمة . و يؤيده أن حمادا رواه أيضا
عن علي بن زيد عن أبي سلمة به .
أخرجه أحمد ( 6 / 129 , 182 , 280 ) .
132 " اكتني بابنك عبد الله ـ يعني ابن الزبير ـ أنت أم عبد الله " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 205 :
أخرجه الإمام أحمد ( 6 / 151 ) : حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن هشام عن أبيه
أن # عائشة # قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله كل نسائك لها كنية
غيري , فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فذكره بدون الزيادة ) .
قال : فكان يقال لها أم عبد الله حتى ماتت و لم تلد قط .
قلت : و هذا سند صحيح , و إن كان ظاهره الإرسال , فإن عروة هو ابن الزبير و هو
ابن أخت عائشة أسماء , فعائشة خالته , فهو محمول على الاتصال , و قد جاء كذلك
فقال أحمد ( 6 / 186 ) و عنه الدولابي في " الكنى و الأسماء " ( 1 / 152 ) :
" حدثنا عمر بن حفص أبو حفص المعيطي قال : حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
به نحوه و فيه الزيادة .
و هذا إسناد صحيح أيضا , فإن عمر هذا قال فيه أبو حاتم : لا بأس به , و ذكره
ابن حبان في " الثقات " .
و قد تابعه حماد بن زيد قال : حدثنا هشام بن عروة به .
أخرجه أبو داود ( 490 ) و أحمد ( 6 / 107 , 260 ) و أبو يعلى ( ق 214 / 2 ) .
و رواه وكيع فقال : عن هشام عن رجل من ولد الزبير عنها .
أخرجه أحمد ( 6 / 186 , 213 ) .
و هذا الرجل هو عروة بن الزبير كما في رواية حماد بن زيد و عمر بن حفص و معمر
كما تقدم . و كذلك رواه قران بن تمام كما قال أبو داود .
و رواه أبو أسامة و حماد بن سلمة و مسلمة بن قعنب عن هشام فسموا الرجل :
" عباد بن حمزة " و هو ابن عبد الله بن الزبير . و هو ثقة , فهو من ولد الزبير
فيحتمل أن يكون هو الذي عناه هشام في رواية وكيع , و سواء كان هذا أو ذاك
فالحديث صحيح لأنه إما عن عروة أو عن عباد و كلاهما ثقة , و الأقرب أنه عنهما
معا , كما يقتضيه صحة الروايتين عن كل منهما .
و في الحديث مشروعية التكني و لو لم يكن له ولد . و هذا أدب إسلامي ليس له نظير
عند الأمم الأخرى فيما أعلم فعلى المسلمين أن يتمسكوا به رجالا و نساء و يدعوا
ما تسرب إليهم من عادات الأعاجم كـ ( البيك ) و ( الأفندي ) و ( الباشا ) و نحو
ذلك كـ ( المسيو ) أو ( السيد ) و ( السيدة ) و ( الآنسة ) إذ كل ذلك دخيل في
الإسلام , و قد نص فقهاء الحنفية على كراهة ( الأفندي ) لما فيه من التزكية كما
في حاشية ابن عابدين . و السيد إنما يطلق على من كان له نوع ولاية و رياسة و في
ذلك جاء حديث " قوموا إلى سيدكم " و قد تقدم برقم ( 66 ) , و لا يطلق على كل
أحد , لأنه من باب التزكية أيضا .
133 " إن أول شيء خلقه الله تعالى القلم و أمره أن يكتب كل شيء يكون " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 207 :
رواه أبو يعلى ( 126 / 1 ) و البيهقي في " الأسماء و الصفات " ( ص 271 )
من طريق أحمد : حدثنا عبد الله بن المبارك قال : حدثنا رباح ابن زيد عن عمر
بن حبيب عن القاسم بن أبي بزة عن سعيد بن جبير عن # ابن عباس # مرفوعا .
من فوائد الحديث
-----------------
و في الحديث إشارة إلى ما يتناقله الناس حتى صار ذلك عقيدة راسخة في قلوب كثيرة
منهم و هو أن النور المحمدي هو أول ما خلق الله تبارك و تعالى . و ليس لذلك
أساس من الصحة , و حديث عبد الرزاق غير معروف إسناده . و لعلنا نفرده بالكلام
في " الأحاديث الضعيفة " إن شاء الله تعالى .
و فيه رد على من يقول بأن العرش هو أول مخلوق , و لا نص في ذلك عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم , و إنما يقول به من قاله كابن تيمية و غيره - استنباطا
و اجتهادا فالأخذ بهذا الحديث - و في معناه أحاديث أخرى - أولى لأنه نص في
المسألة , و لا اجتهاد في مورد النص كما هو معلوم .
و تأويله بأن القلم مخلوق بعد العرش باطل , لأنه يصح مثل هذا التأويل لو كان
هناك نص قاطع على أن العرش أول المخلوقات كلها و منها القلم , أما و مثل هذا
النص مفقود , فلا يجوز هذا التأويل .
و فيه رد أيضا على من يقول بحوادث لا أول لها , و أنه ما من مخلوق , إلا
و مسبوق بمخلوق قبله , و هكذا إلى مالا بداية له , بحيث لا يمكن أن يقال :
هذا أول مخلوق .
فالحديث يبطل هذا القول و يعين أن القلم هو أول مخلوق , فليس قبله قطعا أي
مخلوق . و لقد أطال ابن تيمية رحمه الله الكلام في رده على الفلاسفة محاولا
إثبات حوادث لا أول لها , و جاء في أثناء ذلك بما تحار فيه العقول ,
و لا تقبله أكثر القلوب , حتى اتهمه خصومه بأنه يقول بأن المخلوقات قديمة لا
أول لها , مع أنه يقول و يصرح بأن ما من مخلوق إلا و هو مسبوق بالعدم , و لكنه
مع ذلك يقول بتسلسل الحوادث إلى ما لا بداية له . كما يقول هو و غيره بتسلسل
الحوادث إلى ما لا نهاية , فذلك القول منه غير مقبول , بل هو مرفوض بهذا الحديث
و كم كنا نود أن لا يلج ابن تيمية رحمه الله هذا المولج , لأن الكلام فيه شبيه
بالفلسفة و علم الكلام الذي تعلمنا منه التحذير و التنفير منه , و لكن صدق
الإمام مالك رحمه الله حين قال : " ما منا من أحد إلا رد و رد عليه إلا صاحب
هذا القبر صلى الله عليه وسلم " .
134 " إن نبي الله نوحا صلى الله عليه وسلم لما حضرته الوفاة قال لابنه : إني قاص
عليك الوصية آمرك باثنتين و أنهاك عن اثنتين آمرك بـ ( لا إله إلا الله ) فإن
السموات السبع و الأرضين السبع لو وضعت في كفة و وضعت لا إله إلا الله في كفة
رجحت بهن لا إله إلا الله و لو أن السموات السبع و الأرضين السبع كن حلقة مبهمة
قصمتهن لا إله إلا الله . و سبحان الله و بحمده فإنها صلاة كل شيء و بها يرزق
الخلق . و أنهاك عن الشرك و الكبر . قال : قلت : أو قيل : يا رسول الله هذا
الشرك قد عرفناه فما الكبر ? - قال - : أن يكون لأحدنا نعلان حسنتان لهما
شراكان حسنان ? قال : لا . قال : هو أن يكون لأحدنا أصحاب يجلسون إليه ? قال :
لا . قيل : يا رسول الله فما الكبر ? قال : سفه الحق و غمص الناس " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 209 :
رواه البخاري في " الأدب المفرد " ( 548 ) و أحمد ( 2 / 169 - 170 , 225 )
و البيهقي في " الأسماء " ( 79 هندية ) من طريق الصقعب ابن زهير عن زيد بن أسلم
قال : حماد أظنه عن عطاء بن يسار عن # عبد الله بن عمرو # قال :
كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رجل من أهل البادية عليه جبة سيجان
مزرورة بالديباج فقال : ألا إن صاحبكم هذا قد وضع كل فارس ابن فارس قال يريد أن
يضع كل فارس ابن فارس و يرفع كل راع ابن راع . قال : فأخذ رسول الله صلى الله
عليه وسلم بمجامع جبته و قال : ألا أرى عليك لباس من لا يعقل , ثم قال :
فذكره .
و قلت : و هذا سند صحيح . و قال الهيثمي ( 4 / 220 ) :
" رواه أحمد و الطبراني بنحوه , و زاد في رواية : و أوصيك بالتسبيح فإنها عبادة
الخلق , و بالتكبير . و رواه البزار من حديث ابن عمر , و رجال أحمد ثقات " .
غريب الحديث :
------------
( مبهمة ) أي محرمة مغلقة كما يدل عليه السياق . و لم يورد هذه اللفظة من
الحديث ابن الأثير في " النهاية " و لا الشيخ محمد طاهر الهندي في " مجمع بحار
الأنوار " و هي من شرطهما .
( قصمتهن ) . و في رواية ( فصمتهن ) بالفاء . قال ابن الأثير :
" القصم : كسر الشيء و إبانته , و بالفاء كسره من غير إبانة " .
قلت : فهو بالفاء أليق بالمعنى . و الله أعلم .
( سفه الحق ) أي جهله , و الاستحفاف به , و أن لا يراه على ما هو عليه من
الرجحان و الرزانة . و في حديث لمسلم : " بطر الحق " . و المعنى واحد .
( غمص الناس ) أي احتقارهم و الطعن فيهم و الاستخفاف بهم .
و في الحديث الآخر : " غمط الناس " و المعنى واحد أيضا .
فوائد الحديث :
-------------
قلت : و فيه فوائد كثيرة , اكتفي بالإشارة إلى بعضها :
1 - مشروعية الوصية عند الوفاة .
2 - فضيلة التهليل و التسبيح , و أنها سبب رزق الخلق .
3 - و أن الميزان يوم القيامة حق ثابت و له كفتان , و هو من عقائد أهل السنة
خلافا للمعتزلة و أتباعهم في العصر الحاضر ممن لا يعتقد ما ثبت من العقائد في
الأحاديث الصحيحة , بزعم أنها أخبار آحاد لا تفيد اليقين , و قد بينت بطلان هذا
الزعم في كتابي " مع الأستاذ الطنطاوي " يسر الله إتمامه .
4 - و أن الأرضين سبع كالسماوات . و فيه أحاديث كثيرة في الصحيحين و غيرهما ,
و لعلنا نتفرغ لنتبعها و تخريجها . و يشهد لها قول الله تبارك و تعالى :
( خلق سبع سماوات و من الأرض مثلهن ) أي في الخلق و العدد . فلا تلتفت إلى من
يفسرها بما يؤول إلى نفي المثلية في العدد أيضا اغترارا بما وصل إليه علم
الأوربيين من الرقي و أنهم لا يعلمون سبع أرضين ! مع أنهم لا يعلمون سبع سماوات
أيضا ! أفننكر كلام الله و كلام رسوله بجهل الأوربيين و غيرهم مع اعترافهم
أنهم كلما ازدادوا علما بالكون ازدادوا علما بجهلهم به , و صدق الله العظيم
إذ يقول : ( و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) .
5 - أن التجمل باللباس الحسن ليس من الكبر في شيء . بل هو أمر مشروع , لأن الله
جميل يحب الجمال كما قال عليه السلام بمثل هذه المناسبة , على ما رواه مسلم في
" صحيحه " .
6 - أن الكبر الذي قرن مع الشرك و الذي لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال
ذرة منه إنما هو الكبر على الحق و رفضه بعد تبينه , و الطعن في الناس الأبرياء
بغير حق .
فليحذر المسلم أن يتصف بشيء من مثل هذا الكبر كما يحذر أن يتصف بشيء من الشرك
الذي يخلد صاحبه في النار .
135 " إن الله سيخلص رجلا من أمتي على رءوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعة
و تسعين سجلا , كل سجل مثل مد البصر ثم يقول : أتنكر من هذا شيئا ? أظلمك كتبتي
الحافظون ? فيقول : لا يا رب , فيقول أفلك عذر ? فيقول : لا يا رب . فيقول :
بلى إن لك عندنا حسنة فإنه لا ظلم عليك اليوم . فتخرج بطاقة فيها : أشهد أن لا
إله إلا الله و أشهد أن محمدا عبده و رسوله . فيقول :هاحضر وزنك , فيقول : ما
هذه البطاقة مع هذه السجلات ?! فقال : إنك لا تظلم , قال : فتوضع السجلات في
كفة و البطاقة في كفة , فطاشت السجلات و ثقلت البطاقة , فلا يثقل مع اسم الله
شيء " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1/ 212 :
أخرجه الترمذي ( 2 / 106 - 107 ) و حسنه و ابن ماجه ( 4300 ) و الحاكم
( 1 / 6 و 529 ) و أحمد ( 2 / 213 ) من طريق الليث بن سعد عن عامر بن يحيى
عن أبي عبد الرحمن الحبلي قال : سمعت # عبد الله ابن عمرو # قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
و قال الحاكم : " صحيح الإسناد على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي .
قلت : و هو كما قالا و أبو عبد الرحمن الحبلي - بضم المهملة و الموحدة - اسمه
عبد الله بن يزيد .
ثم رواه أحمد ( 2 / 221 - 222 ) من طريق ابن لهيعة عن عمرو ابن يحيى عن أبي
عبد الرحمن الحبلي به .
قلت : و ابن لهيعة سيىء الحفظ , فأخشى أن يكون قوله " عمرو ابن يحيى " و هما
منه , أراد أن يقول " عامر " فقال " عمرو " و يحتمل أن يكون الوهم من بعض
النساخ أو الطابع . و الله أعلم .
و في الحديث دليل على أن ميزان الأعمال له كفتان مشاهدتان و أن الأعمال و إن
كانت أعراضا فإنها توزن , و الله على كل شيء قدير , و ذلك من عقائد أهل السنة ,
و الأحاديث في ذلك متضافرة إن لم تكن متواترة انظر "شرح العقيدة الطحاوية "
( 351 - 352 طبع المكتب الإسلامي ) .
[/frame]
المفضلات