بسم الله الرحمن الرحيم


دخولك بالدعاء اليهود بالهزيمة ولأهل { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) } [ البقرة ]


دخولك بالدعاء اليهود بالهزيمة ولأهل



في مثل هذه الأيام الباردة الشاتية .. تخيّل نفسك مع أمك وأبيك .. وزوجتك و أولادك .. في ليلة مطيرة .. و أنتم جميعا في منزل تهدّمت أبوابه .. وتكسّرت نوافذه .. و انقطع عنكم الماء والكهرباء ..

أطفالك يصرخون من الجوع والبرد .. و زوجتك الحُبلى يُقطّعها الألم .. و لا تستطيع شراء الدواء لها ..

و والداك .. شيخان كبيران .. قد شحبت و جوههما .. و رق عظمهما .. و زاد مرضهما وعناؤهما ..

تخيّل نفسك في هذه الحال .. ولا مال لديك لشراء الغذاء والدواء ..

و إذا ضاقت بك الحيلة لطلب العلاج .. خرجت بوالديك و أطفالك .. مشيا على الأقدام في هذا البرد القارص .. مشيت إلى المستشفى .. فإذا به خواء .. ليس فيه إلا الأنين والصراخ .. فعشرات المرضى قد سبقوك .. بأطفالهم .. و نسائهم .. وشيوخهم .. وهم ينتظرون .. ولكن لا دواء .. و لا أجهزة لأن الكهرباء مقطوعة ..

إخواني – إن هذه المأساة التي أعرضها لكم ليست من نسج الخيال .. إنما هي حقيقة .. يعانيها إخواننا المحاصرون في غزة .


دخولك بالدعاء اليهود بالهزيمة ولأهل


بلغ عدد الموتى بسبب هذا الحصار .. أكثر من المائة .. و جُلهم من المرضى والأطفال !!

إن إسرائيل تتحكّم بـ 80 % من كهرباء غزة ..
و 100 % من المياه.
و70 % من الوقود .

إن الذي يجري في غزة ليس حصارا .. إنما هو حرب إبادة لشعب اختار العيش بكرامة .. إنه عقاب جماعي لشعب اختار الإسلام حلا .. وحاكما ..

في غزة أكثر من مليون وخمسمائة ألف مسلم .. يواجهون الإبادة الجماعية !!

لماذا ؟

لأنهم أرادوا الإسلام نظاما يحكمهم .. لأنهم لم ينتخبوا نظاما علمانيا .. لأنهم أرادوا أن يعيشوا أحرارا كرماء .. لأنهم وقفوا في وجه المحتل .


أُصرخ ْ يا غُصن الزيتونِ
ولْتبك ِ بدمـع ٍ محـزون


رفقاءَ الـدربِ وسيرتَهـم
وسنينَ العهـد ِ الميمـون


من كانوا يوما قد شربـوا
من ذات ِ الكأس ِ المسجونِ


والآن غـدونـا أعــداءً
وضحايا اليوم ِ المشحون


صرنـا كهبـاء ٍ منثـور
كفُتاتِ القمـح المطحـون


إخوان ٌ تقتـل ُ إخوانـا ً
وتركنا ظلـم الصهيونـي


أطرافُ الأزمة ِ في بلـدي
سمـا ً وحميمـاً أسقونـي


لا تبكـي يـا أم الثكلـى
شهـداء الحُلْـمِ المبطـون


يا أم الأسرى والجرحـى
خانوا الابطال َ وباعونـي


نيـران ُ الفتنـةِ تحرقنـا
يكفيها زيـت ُ المجنـون


تاهت في البحر مراكبنـا
غُصنا بالوحل الملعـون ِ


أيـن العقـلاء وحكمتهـم
في جبِّ الفوضى ألقونـي


يا قادة شعبي في وطنـي
ما زلتـم همـا ً تُهدونـي


أفٍ للجـهـل وللسـفـه ِ
ولطيشٍ أعمـى مغبـون


ويلٌ للغـدر بـلا خجـل ٍ
وخيانة شعـبٍ مطعـون


يا كـلَّ العالـم ِ أسألكـمْْ
أقسمت ُ عليكـمْ أفتونـي


أعطوني حـلا ً سحريـا ً
أو حتى صبراً أعطونـي


يُنهي الأحقاد َ بلا شـرط ٍ
ويبدد ُ خوفـي واحمونـي


{ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214) } [ البقرة ]


فصبراً يا أحبّتنا وصبراً يا إخواننا، إنّ الله معكم .. وإنّ قلوبنا معكم ..


فوالله .. أنّنا نحبّكم .



وأخيراً .. إخواننا في الله، إخواننا في الإنسانية، لاتنسوا أهلنا في غزّة من صالح دعائكم .. وإن يسّر الله قيام الليل فلا تنسوهم من الدّعاء في جوف الليل .


فاللهمّ احفظهم وبارك فيهم واحميهم وأعنهم ولا تُعن عليهم ويسّر لهم ما تحبّه وترضاه من الأمن والأمان والإيمان..

s[g ]o,g; fhg]uhx ugn hgdi,] fhgi.dlm ,gHig y.m fhgkwv