اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة daliahoury مشاهدة المشاركة
اعتذر على تأخري في الرد، فنادراً ما يتاح لي الرد لكني سأتابع الموضوع يا أخي حتى أزيل الغشاوة عن عيني، لكني أتمنى منكم الرفق ثم الرفق بي، فأنا أريد الحقيقة لاقتنع نهائياً، ولا يعود الشك إلى قلبي من أي باب، بصراحة ردود الأخوة لم تقنعني، فتعداد أمور واقعة لا يثبت أن هناك تدبراً، وإلا لكان قام الله العلي العظيم بخلقنا على صورة أحسن مما نحن عليه، وخلق حيّز مساحي محدود في الكون، أو أجمل، وكلها أسئلة واردة، وكما قلت أنت في ردّك الجامع المانع الجميل فكل الموجودات كانت ممكنة الوجود قبل أن تصبح واجبة بغيرها، فلماذا لم تصبح واجبة على نحوٍ أحسن؟ إنني على ثقة بأن لله غاية في خلقه، لكن الله أمرنا بالتفكر والتفكر يتيح طرح الأسئلة، إذاً فتعداد الموجودات والقول بأنها دليل هي دليل باطل.
بخصوص ردك أخي الصارم الصقيل فإني أراه غاية في الروعة، وهذه الطريقة تعجبني في الإجابة على كل مسألة، لكن الملحدين يطلبون أدلة عقلية وليس أدلة نقلية، ويقولون بأنه لماذا علينا أن نفترض وجود الله إذا كان هناك أدلة نقلية عن القرآن الكريم أو الحديث النبوي الشريف (وهم لا يعترفون بأن القرآن من عند الله عزّ وجلّ) المهم الحوار الذي وضعه ذلك الشخص الملحد فصّل المسألة بطريقة جديدة، أي أن حجّته هي أن العلم يثبت وجود المادة والمادة تتغير لكنها لا تزيد ولا تنقص، ولذلك خلص إلى أن المادة قد تكون موجودة منذ الأزل، وأخي الصارم الصقيل إنهم لا يعترفون بتقييمنا المنطقي لسلم الموجودات: الموجود بذاته (واجب الوجود) الموجود بغيره (الموجودات) ممكن الوجود (كل شيء يمكن أن يخرج إلى الوجود من العدم) يعتبرونها منطقية لكنها غير واقعية أي أن تسلسلها كتسلسل الأرقام لكن الأرقام هي أشياء وهمية للتعبير عن عدد وكل الحقائق تقريبية لها وليست مطلقة، أخي الصارم الصقيل أنا سعيدة بالإستفادة من علمك، والله أريد لهذا الحوار أن يصل بي إلى التصديق المطلق الذي يلغي أي سؤالٍ من عقلي، وأنا التي كنت قبل مشاركتي بالحوارات أكثر ميلاً للتصديق المباشر، لكن تبيّن أن هناك رؤى أخرى، وأناس لديهم مناهج تفكير لكنهم كفار؟!! مع أني اعتدت على الأحاديث مع بعض الزميلات في الكلية اللاتي كنّ ضالات، فكنت أهديهن بعون الله ومساعدته ولكن هؤلاء يعلمون بما يجادلون، وأنا اميل إلى المقاربة العلمية، وهي واجبة علينا نحن المسلمين، لأن الإسلام دين تطور وليس دين تأخر.
اشكر الأخ الصارم الصقيل على سعة صدره، واتمنى أن يفيدني بكل نقطة على حدى حتى يظهر الحق جلياً واضحاً.
الحمد لله، وأنا سأزور المنتدى الجميل عندما استطيع للإطلاع على الرد، وسأنقل الردود ليراها الملحدين وليس المراد الإفحام إنما الله أراد لنا العلم، فالمراد هو الوصول إلى الحقيقة، فيهتدي الملحدين الذين أرى أن بعضهم طيّب القلب لكنه فقد الإيمان، وواجبنا نحن المسلمين أن نحاور الناس لنصل وإياهم إلى شاطئ الحقيقة والنور.
سلام من القلب
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

أختي في الله.

ما كتبت لك فيه نوعان من الدليل :

النقلي

العقلي

لكن لا بأس أن أكتب لك بطريقة أخرى:

الرد على سؤال : من أوجد الله؟

قلت لك هذا سؤال مرفوض شرعا و عقلا فأما شرعا فقد بينت لك مكمن ذلك و انطلقت من حديث صحيح رواه مسلم أما عقلا فلما يلي:

* _ فهذا السائل جاهل لأنه يقول إن الله مخلوق حاشا لله لأن الإيجاد معناه الخلق و إذا قلنا جدلا إن الله أوجده موجد فإن السؤال يصبح : من أوجد ذلك الموجد ؟ و لن نعثر للسؤال على الجواب لأنن في دور و تسلسل.
فأما الدور فكقولنا إن زيدا أوجد عمرا وعمروأوجد زيدا و بهذا يكون زيد متوقف على عمرو و عمرو متوقف على زيد و بهذا أيضا يكون عمرو سابق على زيد لعلة الفاعلية و زيد سابق على عمرو فيكون السابق موجدا و الموجَد مسبوقا و هذا مستحيل .

أما التسلسل فبطلانه أشد من بطلان الدور أن المسألة تقتضي أن يكون هناك موجد خالق و الذي يليه كالأعداد فنقول مثلا صفر أوجد و خلق 1 و واحد خلقه اثنان و اثنان خلقه 3 و ثلاثة خلقه أربعة إلى ما لا نهاية و هذا لا يقبله العقل.

و هناك مثال جميل جاء به الشيخ عبد الله ناصح علوان رحمه الله قال في مسألة التسلسل نفترض جدلا أنك تعلمت النحو من شيخك أو استاذك و استاذك تعلم من استاذه و هكذا حتى نصل إلى أبي الاسود الدؤلي واضع النحو و هنا نقول : إما أن يكون النحو موجودا و انتهى الأمر إلى أبي الاسود الدؤلي و هذا الذي يشهد به التاريخ و العلماء أو ينكر النحو و هذا لا يقول به أحد .
و هذا و لله المثل الأعلى في المسألة التي نناقشها.