اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الصارم الصقيل مشاهدة المشاركة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

أختي في الله.

ما كتبت لك فيه نوعان من الدليل :

النقلي

العقلي

لكن لا بأس أن أكتب لك بطريقة أخرى:

الرد على سؤال : من أوجد الله؟

قلت لك هذا سؤال مرفوض شرعا و عقلا فأما شرعا فقد بينت لك مكمن ذلك و انطلقت من حديث صحيح رواه مسلم أما عقلا فلما يلي:

* _ فهذا السائل جاهل لأنه يقول إن الله مخلوق حاشا لله لأن الإيجاد معناه الخلق و إذا قلنا جدلا إن الله أوجده موجد فإن السؤال يصبح : من أوجد ذلك الموجد ؟ و لن نعثر للسؤال على الجواب لأنن في دور و تسلسل.
فأما الدور فكقولنا إن زيدا أوجد عمرا وعمروأوجد زيدا و بهذا يكون زيد متوقف على عمرو و عمرو متوقف على زيد و بهذا أيضا يكون عمرو سابق على زيد لعلة الفاعلية و زيد سابق على عمرو فيكون السابق موجدا و الموجَد مسبوقا و هذا مستحيل .

أما التسلسل فبطلانه أشد من بطلان الدور أن المسألة تقتضي أن يكون هناك موجد خالق و الذي يليه كالأعداد فنقول مثلا صفر أوجد و خلق 1 و واحد خلقه اثنان و اثنان خلقه 3 و ثلاثة خلقه أربعة إلى ما لا نهاية و هذا لا يقبله العقل.

و هناك مثال جميل جاء به الشيخ عبد الله ناصح علوان رحمه الله قال في مسألة التسلسل نفترض جدلا أنك تعلمت النحو من شيخك أو استاذك و استاذك تعلم من استاذه و هكذا حتى نصل إلى أبي الاسود الدؤلي واضع النحو و هنا نقول : إما أن يكون النحو موجودا و انتهى الأمر إلى أبي الاسود الدؤلي و هذا الذي يشهد به التاريخ و العلماء أو ينكر النحو و هذا لا يقول به أحد .
و هذا و لله المثل الأعلى في المسألة التي نناقشها.
إنهم يا أخي الصارم الصقيل يرفضون فكرة وجوده، فبدلاً من القول أنه أساس كل شيء يفترضون أن المادة كانت موجودة أساساً بدليل أنها لا تزيد ولا تنقص فقط تتغير.
هذا المقطع من قوله:
_ لماذا نفترض أن هناك شيئا لا نستطيع إثبات وجوده خلق المادة وهذا الشيء لا نعرف عنه شيئاً بطريقة علمية، بينما نستطيع أن نعرف أن المادة موجودة لا تزيد ولا تنقص فقط تتغير، وبالتالي فهي موجودة بهذه الكمية منذ الأزل، لماذا علينا أن ندخل عناصر خرافية في قصة الوجود؟
_ من أوجد المادة إذا؟
_ نفس السؤال إذا: من أوجد الله؟ المادة موجودة ولها مقاديرها، بينما فكرتك غير مثبته وغير مؤكدة

فكيف يكون الرد على أشخاص يبحثون عن أدلة علمية؟ فنحن المسلمين يجب أن لا نتبع هوانا فيما نفكر وفيما نريد، فإرادتنا يجب أن تكون للحق، والحق يجب أن يكون مطلق فلا نتحيز لما نهوى وما نحب، ونقبل الفكرة ونناقشها بأحسن منها، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعلى نبيّه محمد خير المرسلين