اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماهر مشاهدة المشاركة

أخي الفـاضل

ألا ترى إنك بتعـريفـيك تخـالف الله ورسـوله والصحـابة والمؤمنـين الموحـدين ولا يجب علي بغضـك بل إنني أحــبك وأنصـح لك وهذه هي سـنة الله الذي أرسـل الرسـل هدى للناس ورحمـة وهم كافرين مشركين مبتـدعـين وفســاقا ،

ألا ترى إن الله عـز وجـل يقـول ( لا ينهـاكم الله عن الذين لم يقـاتلوكم في الدين ولم يخرجـوكم من دياركم أن تبروهم وتقسـطوا إليهم والله يحب المقسـطين ، إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجـوكم من دياركم وظـاهروا على إخـراجـكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظـالمون ) والبر عـرفه رســولنا الأكرم صلى الله عـليه وآله وسـلم بأنه حـسن الخـلق وليست البغضاء من حسن الخـلق

ألا ترى أن رسـولنا وأسـوتنا محمد بن عبدالله عليه الصـلاة والسـلام يقـول ( اللهم اهـد قومي فإنهم لا يعلمـون ) وهم من ضربوه وشـتموه وآذوه وطـردوه من ديارهم - التي هي الطائف - أوليسـوا كفـارا مشـركين فيتمنى رسـول الله أن يخـرج من أصـلابهم من يعـبد الله ،

ألا ترى أن الصحـابة رضوان الله عـليهم أحـسـنوا إلى أهــليهم وهم ما يزالـون على الكفـر فاله عز وجـل نهى عن طاعة الوالدين فقط عنـدما يجـاهدانك على أن تشـرك به ماليس لك به عـلم وإلا فالإحسان بهمـا واجب ،

فحــدد أخي ولا ترسـل فالكره الواجب للكفـر والشـرك والعمـل السـيء لا للأشـخاص ذاتهم ، أي تبغـض عمــلهم ولا تبغضـهم بل تتنمى لهم الهـداية والصــلاح وهـذا في حد ذاته حـب لهم ،


حياكم الله تعالي أستاذي الحبيب

أستاذي الكريم أدلة البراءة من الكفار وبغضهم وإظهار العداوة لهم في الكتاب والسنه كثيرة وحياة الصحابة رضوان الله عليهم مليئة بنماذج مشرفة ومشرقة في هذا الباب

ولعلني أضرب لك بعض الأمثلة

يقول الله تعالي { لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخر يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإيمان وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنهارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُون }َ

فتأمل استاذي الحبيب كيف نفي الله تعالي الإيمان علي من واد الكفار علي كفرهم ولو كانوا أقرب الناس إليه

وأقرأ قوله تعالي
{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}

يخاطب الله عز وجل أمة محمد صلي الله عليه وسلم ويقول لكم أسوة وقدوة في فعل ابو الأنبياء إبراهيم علية السلام والذين معه من البراءة مما كانوا يعبدون من دون الله ومن المشركين انفسهم وبغضهم وعدواتهم إلا فعل سيدنا إبراهيم علية السلام مع أبيه أي لا نتخذ هذا الفعل قدوة لنا لأن هذا وعد وعده أبو الأنبياء عليه السلام لأبيه قبل أن يعلم أنه عدو لله فلما علم أنه عدو لله تبرأ منه


وإليك قول الرسول صلي الله عليه وسلم"أوثق عري الإيمان الحب في الله والبغض في الله"

ولكن هذا لا يمنعنا من الإحسان إلي الكفار والبر بهم ما داموا غير محاربين لنا

ولتوضيح الأمر أذكر قصة الصحابي الجليل عبد الله بن رواحة رضي الله عنه حين بعثة النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل خيبر يخرص عليهم ثمارهم وزروعهم، فأرادوا أن يقدموا إليه رشوة ليرفق بهم، فقال لهم: والله لقد جئتكم من عند أحب الخلق إليَّ، ولأنتم أبغض إليَّ من أعدادكم من القردة والخنازير، وما يحملني حبي إياه، وبغضي لكم على ألا أعدل فيكم، فقالوا: بهذا قامت السماوات والأرض.

فهذا هو ديننا بغض للمشركين وكره لهم ولمعتقدهم مع الإحسان إليهم والبر بهم لأننا مأمرون بذلك

فلا تعارض بين هذا الأمر وذاك