الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

أتشرف بالمشاركة في هذا الحوار والترحيب بالضيفة الكريمة (وإن كان ترحيبي بها متأخرا قليلا)

الأخت الفاضلة ... إن الله عز وجل في معتقدنا صفاته مطلقة ... له صفات الكمال وكمال الصفات

فالله عز وجل له الإرادة المطلقة ... ولكن له أيضا العلم المطلق

فالله قبل أن يخلق الإنسان يعلم ما توسوس به نفسه ... يعلم عدد أنفاسه ... يعلم عدد خلايا جسمه ... يعلم عدد خطواته ... وكذلك يعلم أي طريق سيختاره هذا الإنسان لما يوضع في مفترق الطرق ... يعلم هل سيختار هذا الإنسان أن يسلم لربه ويطيعه أم يكفر به وينكره

وبناء على علم الله عز وجل بإختيار الإنسان - كل إنسان - أراد الله عز وجل لكل من سيختار الهدى الهداية .. وأراد لكل من سيختار الضلال الضلالة

أي أن إضلال البشر أو هدايتهم هي محض إختيارهم ... علم الله بهذا الإختيار - علما قديما أزليا - قبل أن يخلقهم فكانت إرادته أن يهدي أويضل طبقا لهذا العلم القديم ... فكل ما يحدث في الكون ... كل حركة وكل سكون ... كل خاضع لإرادة الله عز وجل

يقول الله تعالى في صدر سورة الإنسان

بسم الله الرحمن الرحيم

هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا
إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا
إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا
إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَا وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا
إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا
عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا