بريطانيا العظمى والغاء الرق

[سوفانا]

بريطانيا العظمى والغاء الرق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انه من العجيب حقا ان نرى او نسمع ان هناك من يقول بأن بريطانيا قد حررت العبيد!!!
قرأت مقالة عجيبة من اولها لاخرها ولكن اكثر ما لفت انتباهي فى هذه المقالة
هذه الجملة(( بريطانيا العظمى القائدة والرائدة للحرية والديمقراطية التى حررت العبيد فى جميع انحاء العالم))
هل حقا ما زال هناك من يعتقد بأن بريطانيا _ العظمى _ قد حررت العبيد؟؟
انه من السخافة والجهل فعلا ان نرى ان هناك من يعتقد بمثل هذه الهراءات
هذه بريطانيا العظمى التى قامت بابشع صور الرق والعبودية فى حق الافارقة نرى ان هناك من يدعي بأنها حررت العبيد
ولكي نفهم الموضوع اكثر علينا ان نعود الى بداية القصة
فالجميع يعرف ان اوروبا بشكل عام قد شاركت فى تجارة الرقيق لاسباب اقتصادية

وقد كانت البداية فى خلال القرن الخامس عشرحيث اقتنص الامير هنري الملاح فى اولى رحلاته _الى الساحل الغربي لافريقيا الى الجنوب من مراكش عام 1441_ عشرة عبيد اهداها للبابا فى روما مع كمية من الذهب ليحصل على تأييد ومباركة الكنيسة الكاثوليكية لمشروعاته الاستعمارية فى افريقيا (لاحظوا جيدا يا اخوة هذه الجملة : حيث نجد ان الامير هنرى الملاح اهدى البابا عشرة عبيد ليحصل على مباركة الكنيسة لمشروعاته الاستعمارية : ثم نجد بعض النصارى يتخرصون بشبهات واهية عن الرق فى الاسلام!!!)

ومع حلول القرن السادس عشر توسعت اوروبا فى تجارة الرقيق واستمرت هذه التجارة لمدة ثلاثة قرون عانت فيها الشعوب الافريقية اشد المعاناة من جراء ما احدثته هذه التجارة اللاانسانية من عنف وقتل وتشريد واختطاف وفوضى وزرع للبغضاء والكراهية بين القبائل الافريقية
الى جانب هذا فقد عانى هؤلاء العبيد خلال رحلتهم فى السفن التى تم بناؤها خصيصا لهذا الغرض بحيث تتمكن من نقل اكبر كمية من العبيد فى اقل مساحة ممكنة وفى ظل ظروف بيئية شديدة الصلاحية لانتشار الامراض وقد جهزت السفن بأرفف يصل عرض كل منها الى ثلاثة اقدام تقريبا ويوضع عليها الرقيق متجاورين وقد صعب عليهم التجول داخل السفينة او حتى مجرد الحركة فى اطار المكان الذي يشغله الفرد وذلك بسبب كثرة اعداد العبيد وضيق المكان الذي يشغلونه على سطح السفينة وتقيدهم بالسلاسل وربطها بحافة السفينة مما ادى الى ارتفاع نسبة الوفيات وفى هذه الحالة كانت الجثث تلقى فى مياه المحيط حيث تكون طعاما للاسماك والكائنات البحرية . ولم يكن ذلك يمثل اى ايذاء للشعور الانسانى لدى هؤلاء التجار ؟!
وقد قدر عدد المفقودين فى كل رحلة بنحو سدس الحمولة ...

وما يهمنا الان هو تسليط الضوء على الدور البريطاني فى تجارة الرقيق

يتبع ان شاء الله

---

fvd'hkdh hgu/ln ,hgyhx hgvr

[كوبرلّي]

تسجيل متابعة

[كوبرلّي]

يكفي استخدام ملايين الهنود جلهم من المسلمين كخطوط دفاع في الحرب العالمية الاولى

[سوفانا]

يمكن تحديد الاسباب التى دفعت انجلترا الى المشاركة فى تجارة الرقيق الافريقية ما يلي :-

• تزويد المستعمرات الانجليزية فى العالم الجديد بما تحتاجه من الايدي العاملة الافريقية
• الاستفادة من الارباح الهائلة التى تدرها تجارة الرقيق على كل من يعمل فيها
• تطور البحرية البريطانية بحيث تكون قدرة على التصدي لاى تحديات قد تظهر فى المستقبل
• السيطرة على طرق الملاحة البحرية الدولية

وقد بلغ عدد الرقيق الذي ارسل الى الممتلكات البريطانية وحدها فيما بين عامي 1860 - 1786 مليونين ومائة وثلاثين الفا
وذلك العدد الذي تم نقله بواسطة دولة واحدة فقط يزيد عن نصف ما وصل الى المستعمرات الاوروبية كلها خلال القرن الثامن عشر وحده والذي قدر بنحو اربعة ملايين عبد وهو عدد ضخم يدل على فظلعة الدمار البشري الذي تعرضت له القارة الافريقية خلال القرن الثامن عشر وحده
وبلغت هذه التجارة ذروتها قبل حرب الاستقلال الامريكية 1774
ووصلت عدد مراكز نقل الرقيق فى 14 مركزا نقلت هذه المراكز ما يقرب من نصف رقيق غرب افريقيا وبلغ عدد السفن البريطانية العاملة فى هذه التجارة 192 سفينة تبلغ حمولتها مجتمعة 47147 عبدا !!!
وبعد ان رأينا كل هذه الهمجية من جانب اوربا بشكل عام وانجلترا بشكل خاص
نجد ان انجلترا تطالب فجأة بألغاء تجارة الرقيق
ابعد كل هذا الاجرام تطالب انجلترا بألغاء الرق!!؟
بالطبع فأن هذا القرار الذي اتخذته انجلترا ليس من باب الانسانية او الرحمة
بل كان لها اهداف معينة تسعى لتحقيقها
تُرى ما الدافع وراء مطالبة انجلترا بألغاء الرق

[سوفانا]

من الثابت ان بريطانيا عند منتصف القرن الثامن عشر كانت ابعد ما تكون عن قيادة حركة لالغاء الرق تقوم على اعتبارات انسانية محضة وذلك لعدة اسباب هى :-

• اتصفت المستعمرات البريطانية دون غيرها بأنها كانت الاسوء فى معاملة العبيد
• لم تبذل الكنيسة الانجليزية جهودا لتحسين احوال العبيد وذلك بسبب قصور نسبي فى المذهب البروتستانتي فى كثير من الجوانب التى كانت تلزم لتقوية الدعوة الانسانية سواء بتحسين احوال العبيد او الغاء الرق
• تصاعد اهمية الاتجار بالعبيد فى نظر البريطانيين حيث وجدوها دعامة كبرى لقوة بريطانيا

وهناك اسباب واضحة جعلت بريطانيا تتخذ خطوات نحو الغاء الرق:

1-اضعاف النمو الاقتصادي للولايات المتحدة الامريكية
وذلك بعد ان حصلت المستعمرات البريطانية فى امريكا الشمالية على استقلالها ولم يعد بأستطاعة بريطانيا توريد الرقيق الى الدولة الجديدة فلجأت الى عملية الغاء الرق كوسيلة لتعطيل النمو الاقتصادي للولايات المتحدة الامريكية المستقلة حديثا ومصادرة ما عليها من شحنات بشرية يعنى حرمان حقول القطن وقصب السكر الامريكية من الايدي العاملة القوية اللازمة للانتاج الزراعى وخصوصا وان هذا الانتاج اصبح ينافس انتاج المستعمرات البريطانية فى البحر الكاريبى

2-خلق مصاعب اقتصادية امام الدول الاوروبية الاخرى :

وذلك بأضعاف اقتصاد هذه الدول عن طريق حرمانها من تجارة الرقيق التى تعتمد عليها هذه الدول فى الانتاج الزراعى

3-دعم سيادة بريطانيا البحرية على طرق الملاحة الدولية
وذلك لتحكم سيطرتها على البحار العالمية فقد اعطت لنفسها الحق فى تفتيش السفن والرقابة على السواحل الافريقية لوقف عمليات تهريب العبيد وقد اعطاها هذا الهيمنة على هذه السواحل وفرض النفوذ السياسي على كثير من المناطق وهو ماظهر جليا فى منطقة شرق افريقيا


ومن هنا نرى ان هذه ادلة كافية على ان بريطانيا لم تسعى ابدا لتحرير العبيد لاسباب انسانية اواعتبارات اخلاقية
بل كان هدفها الاساسي هو مصالحها الاقتصادية والدليل على ذلك انها قامت بأبشبع انواع الاستعمار فى الفترة اللاحقة وعاملت الشعوب المستعمرة كالعبيد وأكثر .

[سوفانا]

تسجيل متابعة

بارك الله فيك على المرور والمتابعة

[دانة]

موضوع مفيد وقيم أختي سوفانا
يا ريت ترفدينا بمثل هذه المواضيع في قسم التاريخ
جزاك الله خيرا

[سوفانا]

موضوع مفيد وقيم أختي سوفانا
يا ريت ترفدينا بمثل هذه المواضيع في قسم التاريخ
جزاك الله خيرا

بارك الله فيك اختى دانة على هذه الكلمات الرقيقة
ان شاء الله بس تيجي الاجازة حتى استطيع التواجد معكم فى منتدانا الغالي البشارة

[المغربي مهدي]

بارك الله فيك اختي الكريمة
هنلك وثائقي رائع من قناة ال BBC يتكلم عن هذه المسألة اسمه *تاريخ العنصرية history of racism* موجود على اليوتيوب لمن يريد مشاهدته . مكون من ثلاث حلقات كل حلقة مدتها 50 دقيقة .
هذا الجزء الاول منه

[الهزبر]

السلام عليكم

مفيد باذن الله. ويجيب على كثير من الاسئلة التي تطرأ على الذهن احيانا.