السلام عليكم

السؤال هو

هل نبدا باصلاح الظروف او اصلاح نفسية المواطن.


كنت قد قلت وساواصل على نفس القول.

لا يمكن ان نصلح الانسان ونقطع بينه وبين ظروفه.

فان نحن اصلحنا النفوس وبقيت الظروف سيئة كنا كمن غرس زهرة في مزبلة وتركناها فلا تلبث ان تتسخ من جديد او تموت او ان تجمع حولها من تأبش من الحشرات وغيرها.

وان نحن اصلحنا الظروف قبل النفوس لن نعدم ان نجد جماعة اراها كبيرة تستغل ما تحسن من ظروف وتقول بانها معنا ولكنها في الحقيقة تنافقنا. وانما تفعل ذلك لتفوز بالمكاسب.

ولا تكون اجابتي السابقة في اطارها الا لاني اتحدث عن عملية اصلاح وعملية الاصلاح لا تكون لما هو صالح. فالنفوس سيئة اذا. نبغي اصلاحها.

وأضرب مثالا استانس به. في بلدان كثيرة تجد ظروف طبقة ما جيدة جدا جدا ولكن مع ذلك تجد منها اعدادا كبيرة غير ملتزمة. وقد تكون الطبقة المتوسطة هي السائدة كالمجتمع الذي اعيش فيه ومع ذلك فالالتزام بالشرع نادر. فتحسين الظروف لن يقود الى الحل.

وفي نفس الوقت في كل مجتمع نجد اعدادا اراها قيلة من الناس يعيشون تحت خط الفقر لكنهم ملتزمون التزاما جيدا بالشرع.

الظروف لا دخل لها وحدها. مهما كانت سيئة او جيدة.

اما النفوس. فكيف نصلحها بالعلم والواحد لا يجد ما يقتات به. ولا يجد مستشفى ومدرسة سيلجأ اغلب الناس للسرقة والكذب والتحايل كما يحدث الان.

ومنه هذا السؤال الذي طرحته اخي لا يعطي الا احتمالين يقضيان بتقديم اصلاح النفس على اصلاح الظرف او العكس.

ولكن حسب رايي يجب ان يكون العمل معهما بالتوازي. يتم اصلاح النفوس مع اصلاح الظروف. ويكون اصلاح الظروف نتيجة لاصلاح النفوس. (نتيجة متلاصقة وليس تقديم وتاخير في الزمن)

عوضا ان نقول بان الانتاج هو الذي سيصلح ظروفنا (كما فعلها احدهم وطلب فتوى للافطار في رمضان لانه يحد من الانتاج ارجو الا يتم ذكر اسمه) نعلم الناس بان اخلاص النية لله في الانتاج هو الذي سيزيد الانتاج. وان الصلاة هي التي ستزيد البركة. وان الزكاة على الطريقة الاسلامية هي الحل الوحيد لتحسين الظروف بل وتأخذ الزكاة بالقوة من الاغنياء وتوزع بعدل على الفقراء عندها سيعرف الفقراء بان احوالهم تحسنت بفضل تطبيق المنهج الاسلامي. وفي نفس الوقت بالطبع اجزال العطاء لطلبة العلم واصحاب العلم وخاصة منه الشرعي في المرحلة الاولى لان ذلك سيشجع الاباء على ادخال ابنائهم مدارس دينية فان مات الاباء والابناء وجدنا جيلا عالما بحق خاشعا يعيد لنا العصور الذهبية لحضارتنا الاسلامية.

ولكن اصر على امر. يجب ان يتم الامر بخطوات بطيئة جدا جدا جدا

قبل ان يدخل موسى بن نصير الى افريقية واليا عليها بقي البربر بها اكثر من 70 سنة يرتدون ويحاربون المسلمين والولاة فيقوم الولاة بتجهيز الجيش وقتل المتمردين واخذ نسائهم الى الشام ومطالبتهم باموال لا يقدرون عليها. بقوا هكذا كل تلك السنوات لانهم لم يشعروا بان الاسلام سيحسن ظروفهم.

عندما جاء موسى بن نصير ماذا فعل.

قام بارسال الدعاة الى الاسلام في قبائل البربر (العمل على النفوس)
وفي نفس الوقت لم يهاجمهم ولم ياخذ اموالهم ووزع زكاتهم فيما بينهم وعدل في حكمه (العمل على الظروف)


النتيجة. اسلمت القبائل وكانت سواد الجيش الذي فتح الاندلس.

اصلاح النفوس و اصلاح الظروف (في نفس الوقت. علاقة جدلية)= حب الحل الاسلامي. من قبل المواطن.


ببطء كبيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييير.