المثنى بن حارثة
إذا اتفقنا في أن من العدل الذي هو من صفات الله أن يُثاب الطائع ويُعاقب العاصي أما قولك بأن يعطيه فرصة فهذا أمر راجع إلى الله عز وجل وقولي هذا لا ينفيأن الله يعطي الفرصة للتوبة والاستغفار بل وباب التوبة مفتوح .إلى أن تظهر الشمس من مغربها أو عند الغرغرة والدليل على ذلك ..و ردا على ما قلته عزيزي
1- أنا معك بأنه من العدل أن يُثاب الطائع ويُعاقب العاصي ولكنه يعطي الفرصة للمذنب بأن يتوب حتى لا يبوء بعذاب الله الشديد...
2- لدي سؤال لك: متى هو انتقامُه وأخذُه ؟
(يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ ) [الأنعام:158].
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم" إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر" رواه أحمد وابن ماجه والترمذي
ولا زال الله يدعُ العبد إلى التوبة ولا يجعله ييأس من حصولها فيقول جل وعلا ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )[الزمر:53].
ويكفي قول الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ )[التحريم: 8].
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم وما ينطق عن الهوى "التائب من الذنب كمن لا ذنب له"رواه ابن ماجه.
والأحاديث في الباب كثيرة وتشترط لقبول التوبة شروط هي: الاقلاع عن المعصية فوراً، والندم على فعلها في الماضي، والعزم عزماً جازماً أن لا يعود إلى مثلها أبداً، وإن كانت المعصية تتعلق بحق آدمي فيشترط فيها رد المظالم إلى أهلها أو تحصيل البراءة منهم.
أبعد هذا عدل ورحمة !!
أما عن إقامة الحدود فأقول لك أن الإسلام نظام كامل ( سياسي واجتماعى واقتصادي ) ..وقد حذر الله تعالى من تعدي حدود الله (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (سورة البقرة 229)
إن اقامة الحدود في الشريعة الإسلامية جوابر وزواجر ، فهي زواجر تمنع من
الوقوع في مثل هذه الجريمة، وتمنع من انتشار الفساد وشيوع الجرائم، وتحقق الأمن في البلاد. وهي جوابر، لحديث عبادة بن الصامت وفيه: «وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيئاً فَعُوقِبَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَتُهُ» أخرجه البخاري (6784)، ومسلم (1709)
هذا هو الفرق بين النظرة المسيحية للعقاب والإسلامية للعقاب فالإسلام يعاقب في هذه الدنيا وينتقم من المخلين بشريعته فورا، أما المسيحية فلا عقاب لها على هذه الأرض
الرب هو الذي ينتقم لنفسه من الخطأة يوم الدينونة، أما إله الإسلام يبيح الإنتقام وتطبيق الحدود من القتل والجلد وقطع اليد للسارق والرجم ...
قد وضحت لك الحكمة من اقامة الحد في الإسلام أما قولك الأخير بنفي ذلك في ديانتكم فهذا قول خاطئ مردود عليك وقد وضعت لك أحد النصوص على سبيل المثال لا الحصر
وبداية من قولك
التثنية الإصحاح 13
" 6. واذا اغواك سرا اخوك ابن امك او ابنك او ابنتك او امرأة حضنك او صاحبك الذي مثل نفسك قائلا نذهب ونعبد آلهة اخرى لم تعرفها انت ولا آباؤك 7 من آلهة الشعوب الذين حولك القريبين منك او البعيدين عنك من اقصاء الارض الى اقصائها 8 فلا ترض منه ولا تسمع له ولا تشفق عينك عليه ولا ترقّ له ولا تستره 9 بل قتلا تقتله.يدك تكون عليه اولا لقتله ثم ايدي جميع الشعب اخيرا. 10 ترجمه بالحجارة حتى يموت.لانه التمس ان يطوّحك عن الرب الهك الذي اخرجك من ارض مصر من بيت العبودية. "
وأجدك تجيب علي قائلاً
وقبولك هذا اقرار بأن هذا الحد كان موجوداً في العهد القديموهنا أسألك عزيزي هل المسيح هو من أمر بذلك؟ وهل هذا الأمر هو على عهد النعمة عهد الرب المسيح؟
وأجدك تجيب نيابة عني !!! فتقول :
وأستغرب فعلاً من قولك أن المسيح لم يقل هذا .. أليس من إيمانكم بأن المسيح هو الإله ؟!!وسأجيب عنك: كــــــــــــــــــــلا !!!
أليس رب العهد القديم هو رب العهد الجديد ؟
وهل موسى رباً ليكون له عهد كعهد المسيح ؟هذه الأوامر هي على عهد موسى أي قبل المسيح بما يزيد على ألف سنة وأكثر !!!
هذا يجعل القارئ لحوارنا هذا يسألك .. من هو رب العهد القديم ؟
شريعة موسى !!!!فقولك أن هذا أمر من شريعة الرب المسيح مغلوط ، فالأمر هنا هو من شريعة موسى وقد أبطلت المسيحية شريعة موسى
من الذي أقر هذه الشريعة ؟ أليس الرب ؟ ومن هو رب العهد القديم أليس يسوع ؟
وحتى أخرجك من هذه المتاهة أٌقول لك أن الشريعة التي جاء بها المسيح "على حد قولك" لم تكن لتبطل شريعة موسى -التي هي من عند الرب - قلم يأتي المسيح في عقيدتكم كي يبطل الشريعة الموساوية أو الناموس بل جاء ليكملها وهذا ما دل عليه انجيل متى
(Mt-5-17)(لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء .ما جئت لانقض بل لاكمّل . فاني الحق اقول لكم الى ان تزول السماء والارض لا يزول حرف واحد او نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل .)
فكيف تدعي أنت أن يسوع قد أبطل شريعة موسى وأكرر قولي "التي هي من عند الرب "
ألم يقل يسوع في إنجيل متى
(Mt-23-1)(حينئذ خاطب يسوع الجموع وتلاميذه فكل ما قالوا لكم ان تحفظوه فاحفظوه وافعلوه.ولكن حسب اعمالهم لا تعملوا لانهم يقولون ولا يفعلون.)
فماذا بعد ذلك إلا الإعتراف منكم بناموس العهد القديم وتطبيق شرعيته ؟
وأجدك تبرر لأقامة الحد في سفر التثنية بل وتقول بأن موت هذا الرجل رحمة
ويقول أنطونيوس فكري في هذا الخصوص "عقوبة مثل هذا الموت بشهادة الشهود."
وطبعا معنى وجود الشهود هو الزجر حتى لا يفعلها غيره وبهذا نصل إلى حكمة الحد
(هوشع)(Hos-13-16)( أذنبت السامرة وتمردت على الله، فبالسيف يسقط شعبها. أطفالها ينسحقون وتنشق بطون الحوامل. )
وهذا نص أخر صريح لإقامة الحد وفيه من الرحمة ما يكفينا
أطفال ينسحقون
وحوامل تُشق بطونهن
وهذا العهد الجديد الذي جاء ليكمل الناموس
انجيل لوقا (Lk-19-27)(اما اعدائي اولئك الذين لم يريدوا ان املك عليهم فأتوا بهم الى هنا واذبحوهم قدامي)
وهذا نص للقصاص
التثنية الإصحاح 25
"1. اذا كانت خصومة بين اناس وتقدموا الى القضاء ليقضي القضاة بينهم فليبرروا البار ويحكموا على المذنب. 2 فان كان المذنب مستوجب الضرب يطرحه القاضي ويجلدونه امامه على قدر ذنبه بالعدد. 3 اربعين يجلده لا يزد لئلا اذا زاد في جلده على هذه ضربات كثيرة يحتقر اخوك في عينيك."
هذا غيض من فيض ...
أنتظر ردكم وأدعوا الله لي ولكم الهداية ..
المفضلات