نلاحظ ان الجاهل قال في بداية كلامه بأن الحديث صحيح ..
ثم جاء بالحديث ..
وذكر بعده أن الحديث : إسناده صحيح .
وأي مبتدئ في دراسة علم الحديث حين يقرأ هذا الكلام يعرف أن صاحبه شخص غبي .
فللحديث الصحيح خمسة شروط أساسية .. لا تتوافر كلها في الحديث الذي (إسناده صحيح) ..
إيه هي الشروط الخمسة يا مسكين ؟
1- أن يكون كل راوٍ من رواته عدلا .
2- أن يكون كل راوٍ من رواته ضابطا ( تمام الضبط أو قاصرا عنه )
3- اتصال السند من أوله إلى منتهاه .
4- سلامة الحديث من الشذوذ في سنده ومتنه .
5- سلامة الحديث من العلة في سنده ومتنه .
ولما كان الشرطان الرابع والخامس من أدق الشروط وأصعبها على الناقد ، لأن تحقيقها يحتاج إلى بحث شديد ، وتدقيق ، وجمع لطرق الحديث ورواياته ، كما يحتاج إلى خبرة واسعة في علوم الحديث وتخصص في النقد – لذلك احتاط كثير من المحدثين المتأخرين في أحكامهم ، فاكتفوا بدراسة ظاهر الإسناد للتحقق من توافر الشروط الثلاثة الأولى ، فإذا قامت هذه الشروط بإسناد معين قالوا : إسناد صحيح . ليشعروا القارئ أنهم ضمنوا له الشروط الثلاثة الأولى لصحة الحديث دون الشرطين الرابع والخامس ، كي يكون القارئ على بصيرة بما يريده هذا المحدث .
يقول الحافظ ابن الصلاح رحمه الله :
" قولهم : ( هذا حديث صحيح الإسناد أو حسن الإسناد ) دون قولهم : ( هذا حديث صحيح أو حديث حسن ) لأنه قد يقال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولا يصح لكونه شاذا أو معللا " انتهى. " مقدمة في علوم الحديث " (ص/23)
ويقول ابن كثير :
" الحكم بالصحة أو الحسن على الإسناد لا يلزم منه الحكم بذلك على المتن ، إذ قد يكون شاذاً أو معللاً " انتهى. " اختصار علوم الحديث " (ص/43)
عرفت يا مشرف العوام الفرق بين الحديث الصحيح والحديث اللي إسناده صحيح ؟
وقصة الغرانيق باطل متنها وشاذ ومعلول بإجماع أهل العلم والمسلمين قاطبة ..
كما أن تصحيح الإمام السيوطي لسندها تبعا لابن حجر قد ردّه العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني في كتاب : "نصب المنجانيق لنسف قصة الغرانيق" .
المفضلات