صفحة 5 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 50 من 61
 

العرض المتطور

  1. #1

    عضو مجتهد

    الشهاب غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 5295
    تاريخ التسجيل : 30 - 9 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 132
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : الجزائر
    الاهتمام : الأدب ، الفلسفة ، و العلوم الإنسانية بشكل عام
    الوظيفة : أستاذ جامعي
    معدل تقييم المستوى : 14

    افتراضي




    أخي أبا جاسم

    السلام عليكم

    الحقيقة أني كنت أعتقد أنك قد أنهيت الإجابة ، فلا تؤاخذني على ذلك ، و سأتركك تكمل إجابتك على مشاركاتي السابقة إن كان بقي منها شيء ، و الله المستعان .






  2. #2
    الإدارة العامة
    الصورة الرمزية أبو جاسم
    أبو جاسم غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 634
    تاريخ التسجيل : 2 - 10 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 46
    المشاركات : 2,883
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : الأردن-بلاد الشام
    معدل تقييم المستوى : 19

    افتراضي


    طيب بارك الله فيك

    كل ما أريده منك هو القليل من الصبر فأنا مشغول بأكثر من أمر فإن أحببت أن تصبر فأهلاً بك و إن لم تقدر على الصبر و علّقت بما تريد فما مشكلة و لكن أنا ساعتها لا أكمل النقاش و أهلاً بك في كل الأحوال .




    قال الإمام الأوزاعي رحمه الله تعالى


    (( كان يقال : ما من مسلم إلا و هو قائم على ثغرة من ثغور الإسلام ، فمن استطاع ألاّ يؤتى الإسلام من ثغرته فليفعل ))


    السنة للمروزي
    ...............................

    قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى

    (( إن الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشبه بعدد أمواج البحر ما أزالت يقينه و لا قدحت فيه شكّاً ؛ لأنه قد رسخ في العلم فلا تستفزّه الشبهات ، بل إذا وردت عليه ردها حرسُ العلم و جيشُه مغلولةً مغلوبة))

    مفتاح دار السعادة 1 / 140




  3. #3

    عضو مجتهد

    الشهاب غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 5295
    تاريخ التسجيل : 30 - 9 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 132
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : الجزائر
    الاهتمام : الأدب ، الفلسفة ، و العلوم الإنسانية بشكل عام
    الوظيفة : أستاذ جامعي
    معدل تقييم المستوى : 14

    افتراضي


    على الرحب و السعة أخي أبا جاسم ، و ليتسع صدرك لي .





  4. #4
    سرايا الملتقى
    ابو علي الفلسطيني غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1274
    تاريخ التسجيل : 5 - 9 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 46
    المشاركات : 325
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : أكناف بيت المقدس
    معدل تقييم المستوى : 16

    افتراضي


    بسم الله الرحمن الرحيم

    عذراً للتدخل وإن أردتم أن تحذفوا المشاركة فهذا لكم .. لكن اريد سؤال الأخ الشهاب هل هو أشعري أم لا؟
    لأن كلامه صراحة اختلط علي بين نفيه للصفات وبين اثبات بعضها ؟؟

    بل يلزم في الصفات ، لأن الله عز و جل يقول " ليس كمثله شيء " و هي القاعدة المحكمة التي يردّ إليها كل ما تعلق بصفات الله ، و هي الإطار الذي ينبغي أن يحكمنا في إدراك معنى السمع و البصر ، فالسمع و البصر ههنا هما صفتا انكشاف ، لما هو معلوم لله ، و لا ينبغي تكييفهما و لا القول بمشابهتهما ، على نحو لا نعلمه، و لا بناء إدراكنا لهما على التوهم و التخيل ، فالله - تعالى - يقول : " فلا تضربوا لله الأمثال ".
    هل يمكن أن تشرح لي معنى قولك :"على الوجه اللائق بجلاله " ، دون أن تقع في التشبيه و التجسيم بالنسبة إلى السمع و البصر و اليد و العين و ما إلى ذلك من الصفات الجسمية ؟




    بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ

  5. #5
    الإدارة العامة
    الصورة الرمزية أبو جاسم
    أبو جاسم غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 634
    تاريخ التسجيل : 2 - 10 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 46
    المشاركات : 2,883
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : الأردن-بلاد الشام
    معدل تقييم المستوى : 19

    افتراضي


    أخي الفلسطيني لك كامل الحرية في النقاش ، بل إن أحببت أن تكمل النقاش مع الأخ الشهاب فما مشكلة أيضاً .

    الأخ الشهاب ما في مشكلة لو قمت بالرد على سؤال الأخ الفلسطيني فالمهم الفائدة تتحقق لجميع المتابعين




    قال الإمام الأوزاعي رحمه الله تعالى


    (( كان يقال : ما من مسلم إلا و هو قائم على ثغرة من ثغور الإسلام ، فمن استطاع ألاّ يؤتى الإسلام من ثغرته فليفعل ))


    السنة للمروزي
    ...............................

    قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى

    (( إن الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشبه بعدد أمواج البحر ما أزالت يقينه و لا قدحت فيه شكّاً ؛ لأنه قد رسخ في العلم فلا تستفزّه الشبهات ، بل إذا وردت عليه ردها حرسُ العلم و جيشُه مغلولةً مغلوبة))

    مفتاح دار السعادة 1 / 140




  6. #6

    عضو مجتهد

    الشهاب غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 5295
    تاريخ التسجيل : 30 - 9 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 132
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : الجزائر
    الاهتمام : الأدب ، الفلسفة ، و العلوم الإنسانية بشكل عام
    الوظيفة : أستاذ جامعي
    معدل تقييم المستوى : 14

    افتراضي


    بسم الله الرحمن الرحيم

    الأخ الشهاب ما في مشكلة لو قمت بالرد على سؤال الأخ الفلسطيني فالمهم الفائدة تتحقق لجميع المتابعين
    ليس لديّ مشكلة في أن ينوب عنك الأخ أبو علي الفلسطيني إذا كان يتبنى إجاباتك و ردودك ، و بعدها نكمل النقاش إن شاء الله .





  7. #7
    الإدارة العامة
    الصورة الرمزية أبو جاسم
    أبو جاسم غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 634
    تاريخ التسجيل : 2 - 10 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 46
    المشاركات : 2,883
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : الأردن-بلاد الشام
    معدل تقييم المستوى : 19

    افتراضي


    بالنسبة لدي فما عندي مشكلة إن أحب أن يرد عليك أخي الفلسطيني فهو فيما أعلم على معتقد السلف في الصفات ، و لكن أنا كنت أعني جواب سؤاله تحديداً و الذي يتعلق بتوضيح منهجك في هذه المسألة فهل أنت أشعري أم لا ؟؟؟ هذا هو السؤال و لا يحتاج منك هذا التكلف لتعلم أنه ينوب عني أو لا . .

    على أي حال غداً بإذن الله أضع بقية ردي عليك .





    قال الإمام الأوزاعي رحمه الله تعالى


    (( كان يقال : ما من مسلم إلا و هو قائم على ثغرة من ثغور الإسلام ، فمن استطاع ألاّ يؤتى الإسلام من ثغرته فليفعل ))


    السنة للمروزي
    ...............................

    قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى

    (( إن الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشبه بعدد أمواج البحر ما أزالت يقينه و لا قدحت فيه شكّاً ؛ لأنه قد رسخ في العلم فلا تستفزّه الشبهات ، بل إذا وردت عليه ردها حرسُ العلم و جيشُه مغلولةً مغلوبة))

    مفتاح دار السعادة 1 / 140




  8. #8
    الإدارة العامة
    الصورة الرمزية أبو جاسم
    أبو جاسم غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 634
    تاريخ التسجيل : 2 - 10 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 46
    المشاركات : 2,883
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : الأردن-بلاد الشام
    معدل تقييم المستوى : 19

    افتراضي


    لما ذكرت للأخ الشهاب هذا الحديث في اثبات الصوت

    ((
    و قد جاء في صحيح البخاري ما يثبت الصوت و ذلك من طريق أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال (( يقول الله يا آدم فيقول لبيك وسعديك فينادي بصوت إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار ) ))

    أجاب الأخ قائلاً

    (( هناك رواية من طريق أبي ذر بِفَتْحِهَا عَلَى الْبِنَاء لِلْمَجْهُولِ . وَلَا مَحْذُور فِي رِوَايَة الْجُمْهُور بكسر الدال , فَإِنَّ قَرِينَة قَوْله " إِنَّ اللَّه يَأْمُرك " تَدُلّ ظَاهِرًا عَلَى أَنَّ الْمُنَادِي مَلَك يَأْمُرهُ اللَّه بِأَنْ يُنَادِي بِذَلِكَ ))

    الأصل عند التحقيق أن نرجح ما يوافق القواعد الحديثية لا ما يوافق ما يخدمنا عند الاحتجاج فقولك هناك رواية من طريق أبي ذر بفتحها على البناء للمجهول لتصبح ( فينادى ) لا يخدمك في هذا المقام لأنك لم تقدم ما يدعم ترجيحها على رواية الكسر ( فينادي ) و قد رجّح الحافظ ابن حجر في الفتح الرواية بالكسر فقال رحمه الله تعالى (( يقول الله يا آدم في رواية التفسير يقول الله يوم القيامة يا آدم قوله فينادي بصوت ان الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار هذا آخر ما أورد منه من هذه الطريق وقد أخرجه بتمامه في تفسير سورة الحج بالسند المذكور هنا ووقع فينادي مضبوطا للأكثر بكسر الدال وفي رواية أبي ذر بفتحها على البناء للمجهول ولا محذور في رواية الجمهور فان قرينة قوله ان الله يأمرك تدل ظاهرا على ان المنادي ملك يأمره الله بان ينادي بذلك ))

    فتبّقى إذن الزعم بأن الملك هو من ينادي بصوت و هذا لا حجة فيه أيضاً لأنه لم يقم أي دليل يرجح قيام الملك بذلك و لا يوجد أي محذور في نسبة هذا لله سبحانه و تعالى بل إن السياق يقتضي هذا لأن المتكلم في بداية الحديث الله سبحانه و تعالى و الياء تعود عليه . هذا أولاً .

    أما ثانياً فبداية الحديث تدل على أن المتكلم هو الله عز و جل فآدم لما أجاب قال لبيك و سعديك فهل يقول عليه السلام لبيك و سعديك للملك ؟؟؟

    ثالثاً : لنفرض أن المنادي في هذا الحديث الملك فهل تظن أن هذا ينفي وجود أحاديث غيره تدل على الصوت ؟؟؟ فقد روى البخاري حديثاً معلقاً في الصحيح و وصله في خلق أفعال العباد فقال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم

    (( يحشر الله العباد فيناديهم بصوت يسمعه من بعُد كما يسمعه من قرُب أنا الملك الديّان ))

    فهل يقول المَلَك أنا المَلِك الديّان ؟؟؟؟

    علاوةً على هذا فقد جاءت آيات كثيرة تدل على أن الله ينادي عباده كما نادى آدم و حواء في الجنة و النداء كما هو معلوم ببداهة العقول لا يكون إلا بصوت و لكن من ينكره وقع في المحذور فقام بتشبيه الله بمخلوقاته فحاول الفرار من هذا إلى التنزيه بظنه و الذي هو في حقيقته تعطيل محض.

    تبقى الرد على أخر جزء من كلامك الذي سأكمله غداً إن شاء الله






    قال الإمام الأوزاعي رحمه الله تعالى


    (( كان يقال : ما من مسلم إلا و هو قائم على ثغرة من ثغور الإسلام ، فمن استطاع ألاّ يؤتى الإسلام من ثغرته فليفعل ))


    السنة للمروزي
    ...............................

    قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى

    (( إن الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشبه بعدد أمواج البحر ما أزالت يقينه و لا قدحت فيه شكّاً ؛ لأنه قد رسخ في العلم فلا تستفزّه الشبهات ، بل إذا وردت عليه ردها حرسُ العلم و جيشُه مغلولةً مغلوبة))

    مفتاح دار السعادة 1 / 140




  9. #9
    الإدارة العامة
    الصورة الرمزية أبو جاسم
    أبو جاسم غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 634
    تاريخ التسجيل : 2 - 10 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 46
    المشاركات : 2,883
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : الأردن-بلاد الشام
    معدل تقييم المستوى : 19

    افتراضي


    يقول الأخ الشهاب ((وأنكر الإمام أحمد بن حنبل على من يقول: لفظي بالقرءان مخلوق يريد به أن القرءان مخلوق. (انظر شرح الإرشاد لأبي القاسم الأنصاري (ق/161-163).
    وأنكر على من يقول: لفظي بالقرءان غير مخلوق. (صحح ذلك عنه ابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة ج3/309، وابن أبي بكر السعدي الحنبلي في كتابه الجوهر المحصل في مناقب الإمام أحمد بن حنبل ص/59، وابن الجوزي في مناقب أحمد ص/155، ونقل ذلك أيضا عنه البيهقي في الأسماء والصفات ))

    هذا الكلام أيضاً خارج محل النزاع فنحن في هذا المقام لا نتكلم عن ألفاظنا نحن حتى تنقل لنا هذه النقولات . فأنت على ما يبدو لا تفرق بين القراءة و المقروء فنحن نتكلم عن المقروء لا عن القراءة فتنبّه .

    نأتي الآن إلى كلام الإمام الرازي رحمه الله تعالى

    ((
    سبق أن أجبنا عن ذلك بقولنا إن مرد تعدد الكتب المنزلة إلى كونها جاءت بحرف و صوت مخلوقين ، أما الكلام الإلهي فواحد بوحدة الخبر ،و في ردود الإمام الرازي - رحمه الله - ما يدفع اعتراضك السابق إذ يقول :

    " اعلم أن الإنسان إذا أراد أن يقول : اسقني الماء ، فإنه قبل أن يتلفظ بهذا اللفظ يجد في نفسه طلبا و اقتضاء لذلك الفعل . و ماهية ذلك الطلب مغايرة لذلك اللفظ .
    و الذي يدل عليه وجوه :
    الأول : أن ماهية ذلك الطلب لا تتبدل باختلاف الأزمنة و الأمكنة . و الألفاظ الدالة على هذا المعنى تختلف باختلاف الأزمنة و الأمكنة .
    الثاني : أن جميع العقلاء يعلمون بالضرورة أن قول القائل " افعل " : دليل على ذلك الطلب القائم بالقلب . و لا شك أن الدليل مغاير للمدلول .
    الثالث : أن جميع العقلاء يعلمون بالضرورة أن قول القائل " افعل " : لا يكون طلبا و أمرا إلا عند اصطلاح الناس على هذا الموضوع . و أما كون ذلك المعنى القائم بالقلب طلبا ، فإنه أمر ذاتي حقيقي لا يحتاج فيه إلى الوضع و الاصطلاح .
    الرابع : و هو أنهم قالوا : إن قولنا : ضرب يضرب ، إخبار . و قولنا : اضرب ، لا تضرب ، أمر و نهي . و لو أن الواضعين قلبوا الأمر ، و قالوا : إن قولنا ضرب يضرب أمر و نهي ، و قولنا اضرب لا تضرب ، إخبار ، لكان ذلك ممكنا جائزا . أما لو قالوا : حقيقة الطلب يمكن أن تنقلب خبرا ، و حقيقة الخبر يمكن أن تنقلب طلبا ، لكان ذلك محالا .

    فهذه الوجوه الظاهرة دالة على أن حقيقة الطلب و حقيقة الخبر أمر مغاير لهذه الالفاظ و هذه العبارات ، بل هذه الألفاظ و هذه العبارات دالة عليها معرفة لها ."

    ينظر كتابه : خلق القرآن بين المعتزلة و السنة ، تحقيق أحمد حجازي السقا ، دار الجبل ، بيروت ، ص .52 ، 53 .


    فأنا أعتقد أن ما احتج به الإمام الرازي كاف في رد الشبهة التي ذكرتها عن تداخل الطلبي و الخبري في الكلام ، و أن جميع الأساليب إذا رددناها إلى حديث النفس هي بمنزلة الخبر ، و بالتالي فالخبر بوصفه معلومات واحد في ذات الله ، و عليه فالكلام واحد أزلي في الذات الإلهية . أما حروف المصحف فهي المخلوقة المحدثة ، مثلها مثل خلق السموات و الأرضين .

    و لا يمكن تصور مفارقة أصوات الله لذاته خارج ذاته ، إذ معنى ذلك تبعيض ذات الله و تركبها و افتقارها إلى بعضها البعض ، و هذا محال في حق الذات الإلهية ، فضلا عما يوحيه ذلك من حلولية لذات الله في المخاطب بالوحي ، فلا حلولية في الإسلام إذ يعدّ هذا كفرا اتفق حوله جميع أهل العلم
    ))

    طبعاً هذا الكلام لا يسلم للرازي لأنه مخالف لما أجمع عليه العقلاء و أهل الاختصاص بأن الكلام يتناول اللفظ و المعنى لا المعنى فقط فكل كلامه قائم على أن الكلام هو المعنى القائم بالنفس دون اللفظ .

    الصحيح أن الكلام يتناول اللفظ و المعنى عند الاطلاق و عند التقييد قد يراد به اللفظ تارة و قد يراد به المعنى تارةً أخرى .

    جعل الرازي الدليل مغاير للمدلول لا يعني أن اللفظ ليس من الكلام فهذه المغايرة لا تعني بأي حال خروجه عن مسمّى الكلام فاللفظ دال على المعنى ، فالصحيحين عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال (( إن الله تجاوز لأمتي عمّا حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به )) فدل الحديث على أن الكلام هو ما نطق به اللسان و أن حديث النفس لا يؤاخذ عليه الإنسان إلا إذا تكلم به فتبين إذاً أن الكلام في اللغة المعهودة عند العرب يتناول اللفظ و المعنى و حديث النفس ليس هو الكلام و الأدلة على هذا كثيرة من السنة كالتكلم في الصلاة فقد قال صلى الله عليه و سلم (( أن لا تتكلموا في الصلاة )) فتبين أن الذي يبطل الصلاة هو الكلام الذي باللسان أما حديث النفس فلا يبطلها فدل هذا أيضاً على أن اللفظ من الكلام .

    الخلاصة أن الرازي يريد أن يقول أن المعنى ( المدلول ) واحد و هو الكلام النفسي و هذا غير مخلوق بينما اللفظ ( الدليل ) متعدد مخلوق لأن التعدد و التكثر و التبعض لا يقوم إلا بما هو مخلوق فتسمى هذه الألفاظ المخلوقة من باب المجاز كلام الله و إلا فإن كلام الله حقيقةً هو المعنى الواحد القائم بالنفس فالكلام شئ واحد و العبارات و الدلالات مختلفة . و قد بينت أن هذا لا يُسلم للرازي لأن مسمّى الكلام يتناول اللفظ و المعنى .

    و عليه يبقى الالزام الذي ألزمهم إياها أهل السنة أتباع السلف الصالح قائماً و لا يرد و هو أن قوله تبارك و تعالى (( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ )) معناه نفس معنى قوله تبارك و تعالى (( تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ )) لأن المعنى عند الأشاعرة واحد و مجرد تأمل هذا القول منهم يعلم بطلانه و فساده و مخالفته كل صحيح منقول و صريح معقول فالآيتان كما لا يخفى مختلفتان في اللفظ و المعنى .

    إلزام أخر ألزمهم إياه شيخ الإسلام في التسعينية فقال

    ((الْوَجْهُ الثَّالِثُ وَالثَّلَاثُونَ: أَنْ يُقَالَ لَهُمْ إذَا جَاءَ أَنْ تَجْعَلُوا هَذِهِ الْحَقَائِقَ الْمُخْتَلِفَةَ حَقِيقَةً وَاحِدَةً سَوَاءٌ قُلْتُمْ بِثُبُوتِ الْحَالِ أَوْ نَفْيِهِ وَأَنَّ كَوْنَهَا أَمْرًا وَنَهْيًا وَخَبَرًا وَأَمْرًا بِكَذَا وَنَهْيًا عَنْ كَذَا إنَّمَا هِيَ أُمُورٌ نِسْبِيَّةٌ لَهَا كَتَسْمِيَةِ الْمَعْنَى الَّذِي فِي النَّفْسِ عَرَبِيًّا وَعَجَمِيًّا ، وَلِهَذَا تَنَازَعَ ابْنُ كِلَابٍ وَالْأَشْعَرِيُّ فِي هَذِهِ التَّسْمِيَةِ بِالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ وَالْخِطَابِ، هَلْ هِيَ حَادِثَةٌ عِنْدَ حُدُوثِ الْمُخَاطَبِ كَمَا يَقُولُهُ ابْنُ كِلَابٍ، أَوْ قَدِيمَةٌ كَمَا يَقُولُهُ الْأَشْعَرِيُّ فَيُقَالُ لَكُمْ هَذَا بِعَيْنِهِ يُقَالُ لَهُمْ فِي الصِّفَاتِ مِنْ الْعِلْمِ وَالْقُدْرَةِ وَالْكَلَامِ وَالسَّمْعِ وَالْبَصَرِ، فَهَلَّا جَعَلْتُمْ هَذِهِ الصِّفَاتِ حَقِيقَةً وَاحِدَةً، وَهَذِهِ الْخَصَائِصُ عَوَارِضَ نِسْبِيَّةً لَهَا، بَلْ جَعْلُ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ بِمَعْنَى عِلْمٍ خَاصٍّ أَقْرَبُ إلَى الْمَعْقُولِ مِنْ جَعْلِ حَقِيقَةِ مَعْنَى كُلِّ خَبَرٍ حَقِيقَةَ مَعْنَى كُلِّ أَمْرٍ، وَحَقَائِقُ مَعَانِي الْأَخْبَارِ شَيْءٌ وَاحِدٌ، وَهُمْ قَدْ ذَكَرُوا هَذِهِ الْمَسْأَلَةَ فَقَالَ الرَّازِيّ: الْفَصْلُ الثَّانِي: فِي أَنَّهُ لَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ مَوْصُوفًا بِصِفَةٍ وَاحِدَةٍ تُفِيدُ فَائِدَة الصِّفَاتِ الْمُخْتَلِفَةِ السَّبْعَةِ، قَالَ: اعْلَمْ أَنَّ فَسَادَ ذَلِكَ عَلَى الْقَوْلِ بِنَفْيِ الْحَالِ مَعْلُومٌ بِالضَّرُورَةِ عَلَى مَا قَرَّرْنَاهُ يَعْنِي عَلَى مَا قَرَّرَهُ فِي مَسْأَلَةِ الْكَلَامِ أَنَّهُ يَمْتَنِعُ أَنْ يَكُونَ الطَّلَبُ هُوَ الْخَبَرُ قَالَ وَأَمَّا عَلَى الْقَوْلِ بِالْحَالِ، فَالْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ عَوَّلَ فِي إبْطَالِ هَذَا الِاجْتِمَاعِ عَلَى الْإِجْمَاعِ وَهُوَ أَنَّ الْقَائِلَ قَائِلَانِ مِنْهُمْ مَنْ أَثْبَتَهَا وَمِنْهُمْ مَنْ نَفَاهَا وَكُلُّ مَنْ أَثْبَتَهَا قَالَ إنَّهَا صِفَاتٌ مُتَعَدِّدَةٌ، فَالْقَوْلُ بِأَنَّهَا صِفَةٌ وَاحِدَةٌ يَكُونُ خَرْقًا لِلْإِجْمَاعِ، قُلْت وَهَذِهِ الْحُجَّةُ إنْ كَانَتْ صَحِيحَةً فَلَا يُمْكِنُ طَرْدُهَا فِي الْكَلَامِ فَإِنَّهُ لَا إجْمَاعَ عَلَى أَنَّهُ مَعْنًى وَاحِدٌ ))

    فعلى هذا الالزام يجوز أن تكون الصفات صفة واحدة ما دام جاز أن تكون الحقائق المتنوعة شيئاً واحداً ليصبح السمع نفس البصر نفس الإرادة نفس العلم و هذا مما يعلم بطلانه أيضاً و لا حجة لمن فرق بين هذه الحالة و تلك الحالة .

    أخي الشهاب أنا أنتهيت من ردي و أشكر لك صبرك و مراعاتك لظروفي و تأخري في الرد






    قال الإمام الأوزاعي رحمه الله تعالى


    (( كان يقال : ما من مسلم إلا و هو قائم على ثغرة من ثغور الإسلام ، فمن استطاع ألاّ يؤتى الإسلام من ثغرته فليفعل ))


    السنة للمروزي
    ...............................

    قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى

    (( إن الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشبه بعدد أمواج البحر ما أزالت يقينه و لا قدحت فيه شكّاً ؛ لأنه قد رسخ في العلم فلا تستفزّه الشبهات ، بل إذا وردت عليه ردها حرسُ العلم و جيشُه مغلولةً مغلوبة))

    مفتاح دار السعادة 1 / 140




  10. #10

    عضو مجتهد

    الشهاب غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 5295
    تاريخ التسجيل : 30 - 9 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 132
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : الجزائر
    الاهتمام : الأدب ، الفلسفة ، و العلوم الإنسانية بشكل عام
    الوظيفة : أستاذ جامعي
    معدل تقييم المستوى : 14

    افتراضي


    بسم الله الرحمن الرحيم

    أخي الفاضل أبا جاسم ، السلام عليكم

    تقول :


    بالنسبة لدي فما عندي مشكلة إن أحب أن يرد عليك أخي الفلسطيني فهو فيما أعلم على معتقد السلف في الصفات ، و لكن أنا كنت أعني جواب سؤاله تحديداً و الذي يتعلق بتوضيح منهجك في هذه المسألة فهل أنت أشعري أم لا ؟؟؟ هذا هو السؤال و لا يحتاج منك هذا التكلف لتعلم أنه ينوب عني أو لا .

    أنت لم تعترض على أن يكمل الأخ الفلسطيني النقاش معي ، و لذلك قلت لك ما قلت تلقائيا ، لا تكلفا كما تظن ، لأن ما اشترطته أنا يبدو معقولا ، و حينها أستطيع أن أجيبه عن سؤاله ، و إذا كان مذهبي في مسألة الصفات يهمك ، فأنا على مذهب أهل السنة و الجماعة في هذا الأمر من أشعرية و ماتريدية ، و هو ما عليه السواد الأعظم من الأمة الإسلامية سلفها و خلفها .

    تقول نقلا عن الإمام أبي نصر السجزي :

    ال رحمه الله تعالى (( اعلموا ـ أرشدنا الله وإياكم ـ أنه لم يكن خلاف بين الخلق على اختلاف نحلهم من أول الزمان إلى الوقت الذي ظهر فيه ابن كلاب والقلانسي والصالحي والأشعري وأقرانهم الذين يتظاهرون بالرد على المعتزلة وهم معهم بل أخس حالاً منهم في الباطن في أن الكلام لا يكون إلا حرفاً وصوتاً ذا تأليف واتساق وإن اختلفت به اللغات .
    وعبر عن هذا المعنى الأوائل الذين تكلموا في العقليات وقالوا : الكلام حروف متسقة وأصوات مقطعة .
    وقالت العرب : الكلام اسم وفعل وحرف جاء لمعنى فالاسم مثل : زيد وعمرو وحامد والفعل مثل : جاء وذهب وقام وقعد والحرف الذي يجئ لمعنى مثل : هل وبل وما شاكل ذلك .
    فالإجماع منعقد بين العقلاء على كون الكلام حرفاً وصوتاً فلما نبغ ابن كلاب وأضرابه وحاولوا الرد على المعتزلة من طريق مجرد العقل وهم لا يخبرون أصول السنة ولا ما كان السلف عليه ، ولا يحتجون بالأخبار الوارد في ذلك زعماً منهم أنها أخبار آحاد وهي لا توجب علما وألزمتهم المعتزلة أن الاتفاق حاصل على أن الكلام حرف وصوت ويدخله التعاقب والتأليف وذلك لا يوجد في الشاهد إلا بحركة وسكون ولا بد له من أن يكون ذا أجزاء وأبعاض وما كان بهذه المثابة لا يجوز أن يكون من صفات ذات الله لأن ذات الله سبحانه لا توصف بالاجتماع والافتراق والكل والبعض والحركة والسكون وحكمة الصفة الذاتية حكم الذات .
    قالوا : فعلم بهذه الجملة أن الكلام المضاف إلى الله سبحانه خلق له أحدثه وأضافه إلى نفسه كما تقول :عبد الله ، وخلق الله وفعل الله .
    فضاق بابن كلاب وأضرابه النفس عند هذا الإلزام لقلة معرفتهم بالسنن وتركهم قبولها وتسليمهم العنان إلى مجرد العقل فالتزموا ما قالته المعتزلة وركبوا مكابرة العيان وخرقوا الإجماع المنعقد بين الكافة المسلم والكافر وقالوا للمعتزلة : الذي ذكرتموه ليس بحقيقة الكلام وإنما يسمى ذلك كلاماً على المجاز لكونه حكاية أوعبارة عنه وحقيقة الكلام : معنى قائم بذات المتكلم .
    فمنهم من اقتصر على هذا القدر ، ومنهم من احترز عما علم دخوله على هذا الحد فزاد فيه ما ينافي السكوت والخرس والآفات المانعة من الكلام ثم خرجوا من هذا إلى أن إثبات الحرف والصوت في كلام الله سبحانه تجسيم وإثبات اللغة فيه تشبيه .
    وتعلقوا بشبه منها قول الأخطل :
    إن البيان من الفؤاد وإنما ,,, جعل اللسان على الفؤاد دليلا
    فغيروه وقالوا :إن الكلام من الفؤاد وإنما ،،، جعل اللسان على الكلام دليلا
    وزعموا أن لهم حجة على مقالتهم في قول الله سبحانه وتعالى {ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول } وفي قوله عز وجل { فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم قال : أنتم شر مكانا } .
    واحتجوا بقول العرب : " أرى في نفسك كلاما ، وفي وجهك كلاما " فألجأهم الضيق مما يدخل عليهم في مقالتهم إلى أن قالوا : الأخرس متكلم وكذلك الساكت والنائم ولهم في حال الخرس والسكوت والنوم كلام هم متكلمون به ثم أفصحوا بأن الخرس والسكوت والآفات المانعة من النطق ليس بأضداد الكلام وهذه مقالة تبين فضيحة قائلها في ظاهرها من غير رد عليه .


    إن طرح مثل هذه الأمور المشكلة المتعلقة بالصفات في أيام المعتزلة له أسبابه و دوافعه التاريخية للرد على خصومهم من الجهمية و المرجئة و من أصحاب الملل الأخرى الذين اختلطوا بالمسلمين و سعوا إلى التغرير بغلمانهم و بسطائهم ، لذلك انبرى المعتزلة للرد عليهم بأسلحتهم العقلية ، ثم جاء الأشاعرة و الماتريدية من بعدهم ، فأسقطوا بالدليل ما كان يروّج له المعتزلة من قول بخلق القرآن الذي جعلوه مذهب الدولة ، ، فكان مذهبهم وسطيا بين النقل و العقل ، بين كون كلام الله معنى قائما بذاته أزليا و كون اللفظ المعبر عنه مخلوقا .
    هذا في مسألة إثارة هذه المشكلة على أيدي الفرق الإسلامية ، أما ما أورده الإمام السجزي في عبارته الأخيرة عن الأشاعرة من أنهم لا يعتبرون السكوت و الخرس مناقضا للكلام ، و أن مقالتهم تلك تعد فضيحة ، فلا أعده فهما دقيقا لمسألة صفة الكلام عندهم ، ذلك أن الأشاعرة يستدلون بذلك على أن الكلام يمكن أن يكون نفسيا ، داخليا في البشر ، أي عبارة عن مدلولات ، فلما ينطقون يستخدمون الألفاظ المعبرة عن تلك المدلولات . و استدلوا على ذلك بأقوال العرب ، فالكلام أول أمره يكون فكرة في النفس ثم يتشكل عند النطق بالألفاظ . و استدلالهم بالأمثلة السابقة إنما هو لتقريب فكرة الكلام الذاتي إلى الفهم ، لا على أن ذلك هو صفة الكلام الإلهي ، لأن حقيقة الكلام الإلهي لا نعلمها ، و إنما ندرك لوازمها و أحكامها .

    تقول :
    الأصل عند التحقيق أن نرجح ما يوافق القواعد الحديثية لا ما يوافق ما يخدمنا عند الاحتجاج فقولك هناك رواية من طريق أبي ذر بفتحها على البناء للمجهول لتصبح ( فينادى ) لا يخدمك في هذا المقام لأنك لم تقدم ما يدعم ترجيحها على رواية الكسر ( فينادي ) و قد رجّح الحافظ ابن حجر في الفتح الرواية بالكسر فقال رحمه الله تعالى (( يقول الله يا آدم في رواية التفسير يقول الله يوم القيامة يا آدم قوله فينادي بصوت ان الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار هذا آخر ما أورد منه من هذه الطريق وقد أخرجه بتمامه في تفسير سورة الحج بالسند المذكور هنا ووقع فينادي مضبوطا للأكثر بكسر الدال وفي رواية أبي ذر بفتحها على البناء للمجهول ولا محذور في رواية الجمهور فان قرينة قوله ان الله يأمرك تدل ظاهرا على ان المنادي ملك يأمره الله بان ينادي بذلك ))

    فتبّقى إذن الزعم بأن الملك هو من ينادي بصوت و هذا لا حجة فيه أيضاً لأنه لم يقم أي دليل يرجح قيام الملك بذلك و لا يوجد أي محذور في نسبة هذا لله سبحانه و تعالى بل إن السياق يقتضي هذا لأن المتكلم في بداية الحديث الله سبحانه و تعالى و الياء تعود عليه . هذا أولاً .

    أما ثانياً فبداية الحديث تدل على أن المتكلم هو الله عز و جل فآدم لما أجاب قال لبيك و سعديك فهل يقول عليه السلام لبيك و سعديك للملك ؟؟؟

    ثالثاً : لنفرض أن المنادي في هذا الحديث الملك فهل تظن أن هذا ينفي وجود أحاديث غيره تدل على الصوت ؟؟؟ فقد روى البخاري حديثاً معلقاً في الصحيح و وصله في خلق أفعال العباد فقال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم

    (( يحشر الله العباد فيناديهم بصوت يسمعه من بعُد كما يسمعه من قرُب أنا الملك الديّان ))

    فهل يقول المَلَك أنا المَلِك الديّان ؟؟؟؟

    علاوةً على هذا فقد جاءت آيات كثيرة تدل على أن الله ينادي عباده كما نادى آدم و حواء في الجنة و النداء كما هو معلوم ببداهة العقول لا يكون إلا بصوت و لكن من ينكره وقع في المحذور فقام بتشبيه الله بمخلوقاته فحاول الفرار من هذا إلى التنزيه بظنه و الذي هو في حقيقته تعطيل محض.

    قال المفسر الإمام أبوعبدالله القرطبي المتوفى سنة671هـ صاحب «جامع أحكام القرآن» و«شرح الأسماء الحسنى» في « التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة » (ص239) طبعة دار الكتاب العربي ما نصّه :
    ((
    فصل:
    قوله في الحديث -أي حديث عبد الله بن أنيس سمعت رسول الله يقول « يحشر الله العباد .... فيناديهم بصوت يسمعه من بعُد ومن قرُب، أنا الملك، أنا الديان، ....» الخ الحديث-: فيناديهم بصوت .

    استدل به من قال بالحرف والصوت ، وأن الله يتكلم بذلك ، تعالى الله عما يقوله المجسمون والجاحدون علوًا كبيرًا. وإنما يحمل النداء المضاف إلى الله تعالى على نداء بعض الملائكة المقربين بإذن الله تعالى وأمره، ومثل ذلك سائغ في الكلام غير مستنكر أن يقول القائل : نادى الأمير وبلغني نداء الأمير. كما : {ونادى فرعون في قومه} وإنما المراد نادى المنادي عن أمره وأصدر نداءه عن إذنه. وهو كقولهم أيضًا: قتل الأمير فلانًا، وضرب فلانا. وليس المراد توليه لهذه الأفعال وتصديه لهذه الأعمال ، ولكن المقصود صدورها عن أمره، وقد ورد في صحيح الأحاديث أن الملائكة ينادون على رؤوس الأشهاد فيخاطبون أهل التقى والرشاد : ألا إن فلان ... ابن فلان كما تقدم.

    ومثله ما جاء في حديث التنزيل مفسّرًا فيما أخرجه النسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه وأبي سعيد قالا : قال رسول الله إن الله عز وجل يمهل حتى يمضي شطر الليل الأول ثم يأمر مناديًا يقول : هل من داعٍ يستجاب له ؟ هل من مستغفر يغفر له ؟ هل من سائل يعطى ؟ . صححه أبومحمد عبد الحق.

    وكل حديث اشتمل على ذكر الصوت أو النداء فهذا التأويل فيه وأن ذلك من باب حذف المضاف . والدليل على ذلك ما ثبت من قدم كلام الله تعالى على ما هو مذكور في كتاب الديانات.) انتهى كلام الإمام القرطبي .
    و قال الإمام الكوثري -رحمه الله- في تعليقه على السيف الصقيل:

    ((إن كان يريد حديث جابر عن عبد الله بن أنيس: "يحشر الله العباد فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب..." الحديث، فهو حديث ضعيف علقه البخاري بقول: ويذكر عن جابر، دلالة على أنه ليس من شرطه، ومداره على عبد الله بن محمد بن عقيل وهو ضعيف باتفـــــــــــاق، وقد انفرد عنه القاسم بن عبد الواحد، وعنه قالوا إنه ممن لا يحتج به.

    وللحافظ أبي الحسن المقدسي جزء فيه تبيين وجوه الضعف في الحديث المذكور.

    وأما إن كان يريد حديث أبي سعيد الخدري: "يقول الله: يا آدم، يقول: لبيك وسعديك، فيُنادى بصوت: إن الله يأمرك.." الحديث، فلفظ ينادى فيه على صيغة المفعول جـــــــــــــــزمًا، بدليل: "إن الله يأمرك"، ولو كان على صيغة الفاعل لكان: "إني آمرك" كما لا يخفى.

    على أن لفظ (صوت) انفرد به حفص بن غياث وخالفه وكيع وجرير وغيرهما فلم يذكروا الصوت، وسئل أحمد عن حفص هذا فقال: كان يخلط في حديثه، كما ذكره ابن الجوزي؛ فأين الحجة للناظم في مثله؟!

    على أن الناظم نفسه خرج في حادي الأرواح -وفي هامشه إعلام الموقعين- (2-97) عن الدارقطني من حديث أبي موسى: "يبعث الله يوم القيامة مناديا بصوت يسمعه أولهم وآخرهم إن الله وعدهم..." الحديث، وهذا يعين أن الإسناد مجازي على تقدير ثبوت الحديثين.

    فظهر بذلك أن الناظم متمسك في ذلك بالسراب، والمؤلف تساهل في الرد عليه، وفي (القواصم والعواصم) لابن العربي ما يقصم ظهر الناظم في (2 - 29) منه
    )). انظر مجموعة كتب العقيدة وعلم الكلام، للشيخ محمد زاهد الكوثري -رحمه الله-، ص462.

    و زيادة على ذلك نقول :

    لو افترضنا أنَّ المنادي هو الله تعالى، فإنَّ نداءه تعالى بصوت، والباء هنا للآليَّة، وآلة الشَّيء غير الشَّيء...


    فعليه يقال إنَّه يجوز أن يكون هذا الصَّوت مخلوقاً، وهو ما به صارت الدَّلالة التي هي الكلام.

    إذن: لا يفيد هذا الحديث كون كلامه تعالى هو عين الصَّوت.

    وهنا أسألك: لو كان كلام الله تعالى هو عين الصَّوت فما معنى سماع النَّاس له؟
    فإنَّ الصوت يحلُّ في آذان النَّاس، فهل يجوز حلول صفة الله تعالى في النَّاس؟

    وإن لم يكن الصَّوت يحلُّ في آذان النَّاس فما الذي يحلُّ في آذانهم؟

    أتمنى أن تجيبني عن هذا التساؤل .

    وهذا كلُّه على تسليم الرِّواية بأنَّها "ينادي" بالكسر ، فلا يصحُّ لك الاستدلال بهذا الحديث الشَّريف على هذا المطلوب، لأنَّ فيه احتمالية ، فيسقط به الاستدلال رأساً، وقولك إنَّ الأكثر رووه بـ "ينادي" على الكسر ، فهذا لا يعني تضعيف "ينادى" بالفتح ، كيف وهي واردة ثابتة!

    أما إيرادك :
    يحشر الله العباد فيناديهم بصوت يسمعه من بعُد كما يسمعه من قرُب أنا الملك الديّان ))

    فهل يقول المَلَك أنا المَلِك الديّان ؟؟؟؟

    و أنا بدوري أسألك :

    في الحديث القدسي الصحيح يقول المولى عز وجل مخاطباً أحد عباده (مرضتُ فلم تعدني و ......) ويسأل العبد (وكيف أعودك وأنت رب العالمين؟) هل تعلم ماذا يجيب الله سبحانه وتعالى عبده؟
    إذا عرفت الإجابة ستعرف أن التأويل منهج إسلامي وقرآني ونبوي، و أن ما ينطبق على هذا الحديث ، ينطبق على الحديث السابق الذي ذكرته و أن لا مفر من المجاز في القرآن و في الحديث .

    يتبع ....











 

صفحة 5 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مقامات القرآن الكريم بصوت ملائكي مسابقه القرآن بتركيا
    بواسطة قلب ينبض بحب الله في المنتدى القسم الإسلامي العام
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 2011-05-01, 05:21 PM
  2. القول بأن القرآن " أصبح يتناقض مع العلم " لغو لا أصل له .
    بواسطة لبيّك إسلامي في المنتدى الرد على الإفتراءات حول السنة النبوية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 2010-06-12, 12:40 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML