أختاااااااااااه
أنظري ماذا بكِ يفعلون؟
ولأي هدف ينشدون؟
وكيف بكِ يمكرون؟
إن الحمد لله,نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا,إنه من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
إن التنوع والتلون من أهم سمات الباطل في مواجهة الحق، ولكن يبقى أن هناك – دائمًا - طرقًا ووسائل ثابتة للباطل في هذه المواجهة، اعتمدها زعيم أهل الباطل إبليس منذ خروجه عن طاعة الله عز وجل، واتخاذه عداوة بني آدم دِينًا.
وقضية إنكار الحجاب واعتباره ردة ثقافية، والتي أثارها أحد الوزراء المصريين تبين أن من وسائل الباطل الثابتة على مدار الأزمان إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا بكل الوسائل الممكنة، المعروفة والمستحدثة.
إن مواجهة الباطل للحق عسكريًا ليست مضمونة النتائج في كثير من الأحوال، ففي وقت قوة الحق يكون النصر حليفه، وفي وقت ضعفه ربما تشحذ الحروب همم أبنائه لمواجهة عدوهم؛ لذا لا بد من وسيلة لتخدير أعصاب جنود الحق، وإلهائهم عن المواجهة الحقيقية والاستعداد لها.
وهذا السلاح الذي يستخدمه أعداء الحق ـ إشاعة الفاحشة ـ من الخطورة بمكانٍ حتى أنه استدعى تحذيرًا إلهيًّا خالدًا على مَرِّ الأزمان يحذر وينبه: [يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا] {الأعراف:27}.
إنها وسيلة ثابتة في المنهج الإبليسي إذن، يستعملها الشيطان وأولياؤه من الكفار والمنافقين، فقوم لوطٍ جاءوا بفاحشةٍ ما سبقهم بها من أحدٍ من العالمين، وكانت هي الطامة التي سبَّبَت هلاكهم، وقد شغلت عليهم تلك الفاحشة تفكيرهم، لدرجة أنهم كانوا يفعلونها جهارًا، وفي أماكن تجمعهم ولا يختفون بها، بل ويعتدون على الرجال في الطريق بالفاحشة عنوة.
وعلى مدار التاريخ كان ذلك السلاح الفاتك - إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا - كان حاضرًا في مواجهات الباطل مع الحق بقوة، مع اختلاف القائمين به وتنوعهم، ففي العهد النبوي على صاحبه أفضل الصلاة والسلام كان أحد يهود بني النضير يقود حربًا ضروسًا ضد المسلمين، ليست قبيلة بني النضير بكاملها لكن واحدًا منها، وكان اسمه كعب بن الأشرف وهو من قادة وزعماء بني النضير، وكان يصرّح بسب الله عز وجل وسب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وينشد الأشعار في هجاء الصحابة رضي الله عنهم، ولم يكتف بهذا الأمر بل إنه ذهب ليؤلب القبائل على الدولة الإسلامية، وذهب أيضًا إلى مكة المكرمة وألّب قريشًا على المسلمين، وبدأ يذكِّرهم ويتذاكر معهم قتلاهم في بدر، بل فعل ما هو أشد من ذلك وأنكى - وهو كما نعرف من اليهود، ويعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم مرسل من رب العالمين - فعندما سأله القرشيون وهم يعبدون الأصنام قالوا له: أديننا أحب إليك أم دين محمد وأصحابه وأي الفريقين أهدى سبيلا؟
فقال الكافر: أنتم أهدى منهم سبيلًا.
وفي ذلك أنزل الله عز وجل: [أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا سَبِيلًا] {النساء:51}.
وهذا الكلام الذي قاله كعب لقريش شجعهم على حرب المسلمين.
بل فعل هذا الكافر أمورا تخرج عن أدب العرب وعن فطرتهم سواء في إسلامهم أو في جاهليتهم، فقد بدأ يتحدث بالفاحشة في أشعاره عن نساء الصحابة رضي الله عنهن وعن أزواجهن جميعًا.
ويظهر من خلال موقف كعب بن الأشرف مدى الانحراف الجنسي ومحاولة إثارة الغرائز واستخدام ذلك في إفساد الأرض، فنحن نجده يتحدث عن نساء الصحابة رضي الله عنهن؛ يتحدث بالفاحشة وبما لا يستقيم مع صاحب فطرة سليمة، فكانت هذه إحدى طرق اليهود التي استخدموها قبل النبي صلى الله عليه وسلم وفي عصره وبعده، كما فشا فيهم الزنا.
قال صلى الله عليه وسلم: "أَوَّلُ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ".
وكان هذا شيئًا عامًّا في تاريخهم وإلى الآن، فمعظم وسائل الإعلام من سينما وغيرها من برامج وأفلام إباحية تمت بصلة قوية إلى اليهود؛ فأكثر من 50 % من وسائل الإعلام في العالم مملوكة لليهود، وما بين 80 إلى 90 % من الإعلانات التي تقدم في هذه الوسائل من البرامج أو الأفلام تقوم أساسًا على إثارة الغرائز والجنس والنساء، ولا بد أن ينتبه المسلمون إلى هذا الأمر جيدًا.
كما شهد العهد النبوي موقفًا آخر حيث قام رأس النفاق عبد الله بن أُبي بن سلول بمحاولته الدنئية الشهيرة لإشاعة الفاحشة في الذين آمنوا من خلال حادث الإفك، إذ اتهم أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها بارتكاب الفاحشة مع الصحابي الجليل صفوان بن المعطل في غزوة بني المصطلق، ونشر ذلك الإفك ليطعن شرف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، وليثلم جدار الشرف في الجماعة المسلمة كلها، فإذا كانت أم المؤمنين ذاتها وقعت في ذلك الذنب فما بالك بمن دونها؟!!
ومن هنا استحق ابن سلول وأمثاله من المنافقين ذلك التهديد العنيف بالعقاب في الدنيا والآخرة [إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ] {النور: 19}.
فمجرد حب إشاعة الفاحشة يستحق صاحبه ذلك العذاب، فما بالك بمن يقوم بنشر الفاحشة فعلاً ؟!!
واستمر ذلك التوجه عند أهل الباطل على مدار التاريخ، ومن ذلك ما حدث في بدايات القرن العشرين من موجة الدعوة إلى خلع الحجاب التي تبنتها بعض المنظمات النسائية في أوروبا التي راعها كونُ الحجاب هو الزي الرسمي والشعبي لكل فئات نساء المجتمع المسلم، فاستقطبت بعض الشخصيات من النساء والرجال فيما يشبه غسيل المخ، ليصيروا دعاةً ضد العفة والفضيلة عن قصدٍ منهم أو عن جهل.
ومع تقدم التقنيات في النصف الثاني من القرن العشرين صارت الحرب في سبيل إشاعة الفاحشة أشد كثافة، وأكثر تطورًا، فمع ظهور وانتشار التلفاز والسينما دأب المنافقون وسادتهم على نشر الرذيلة، وتجميلها من خلال الإعلام، وما يقدمونه من أفلام تُهَوِّن من شأن التبرج والزنا وشرب الخمور، وتجعل كل هذه الفواحش من الأمور المعتادة التي يلجأ إليها أغلب أبطال العمل الفني، ومع ذلك يظهرونهم بالمظهر الطيب السعيد الناجح في كل مجالات حياته، من أجل أن يقوم المشاهدون بتقليدهم.
ومع انتشار الفضائيات صارت الكليبات العارية هي عنوان العديد من القنوات التي صارت تدغدغ مشاعر الشباب والفتيات والرجال والنساء على حَدًّ سواء، مما نرى صداه وتأثيره على زي الفتيات في الطرقات.
وفي مجال الانترنت أظهرت دراسة حديثة أن العالم العربي هو الأول في العالم من حيث البحث عن كلمة (جنس) على شبكة الإنترنت، كما بلغ عدد المواقع الجنسية على الشبكة في أواخر عام 2003م 2.4 مليون موقع، كما أن مستخدمي الشبكة حول العالم يتبادلون 2.5 مليار رسالة جنسية يوميًا.
لا حول ولا قوة إلا باللهsss5
كل ما مضى يبين لنا سِرَّ الحرب الضروس على الحجاب الذي فرضه اللهُ عزَّ وجل على الفتيات والنساء المسلمات.
إن هذه الحرب هدفها الأول هو إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا، حتى تخمد قوة الحق في نفوس المؤمنين، وتثور قوى الغريزة، فيسوقهم أعداؤهم كما يسوقون ذوات الأربع.
وقد اتخذت هذه الحرب ميادين عدة، ففي أوربا بدأت فرنسا داعية الحرية في فرنسا بمنع المسلمات ارتداء الحجاب في المدارس، لأن فيها ما يقرب من ثمانية ملايين مسلم يمثلون أكبر جالية إسلامية في أوربا، وفرنسا تريد إذابة كل ما يتعلق بالإسلام من قلوبهم، وتريد أن تدمر الأخلاق الإسلامية في نفوسهم، ثم حذت عدة مقاطعات ألمانية حذوها رغم أن ألمانيا تتظاهر بأنها لا تريد العداء مع المسلمين!
أما في العالم الإسلامي فالمنافقون يقومون بهذا الدور على أكمل ما يريده أعداء الله؛ لأن لهم عقليةً واحدة، وهدفًا واحدًا هو إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا، وتحت هذا الهدف يندرج القانون التونسي الذي يمنع الحجاب من عشرات السنين، ويعتبره زيًّا طائفيًّا حتى اليوم.
وفي مصر يندرج تحته منع الحجاب في المدارس بقرار أحد وزراء التعليم المشهود لهم بكراهية الإسلام نظامًا وأحكامًا.
ثم ما حدث أخيرًا من تصريح لأحد الوزراء بأن الحجاب ردة للوراء، وتصريح آخر لأحد الممثلين بأن المرأة المحجبة معاقة ذهنيًا.
ولا تزال البرامج التليفزيونية تستضيف أهل النفاق الجدد الذين يستعرضون جهلهم في إنكار فرضية الحجاب، ويكذبون ما جاء من عند الله عز وجلَّ، ويستشهدون بآراء إخوانهم من مكذبي القرآن ليبطلوا كلام الله سبحانه وتعالى، والله غالب على أمره ولكن أكثرهم لا يعلمون.
إنهم يريدون العُري، يريدوننا قومَ لوطٍ آخرين نأتي المنكر علانية، يشعرون بالضيق إذا رأوا مظاهر العفة سائدة في المجتمع، إنهم - لا شك - يستمتعون – بل ويستفيدون - من إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا، وهدفهم الأسمى أن يهدموا بنيان المجتمع المسلم، فقد فهموا جيدًا أنَّ مَن يريد تقويض أركان مجتمع ما استعصى على الهزيمة والتغيير؛ فعليه أن يهدم حصن الأخلاق والعفة فيه.
بتصرف من مقال د:راغب السرجاني;hvem:Hk/vd lh`h dvd],k Hk dtug,h f;A
المفضلات