جاءني مساء الأمس حوالي الساعة 6 أحد الأخوة الأصدقاء الأفاضل الطيبين يزورني في مرضي ، حيث أعاني من التهاب حاد في الشعب الهوائية وضيق شديد في التنفس ..

المهم ..

أثناء حديثنا جاءه اتصال هاتفي من السعودية ، فوجدت من ضمن ردوده في الهاتف :

- الله يبارك فيك
- الأعمار بيد الله نعم .
- أحسن الله عزائكم .
- كان رجلا فاضلا .
- وكلنا قد حزن على فراقه .

وانتهت المكالمة في أقل من دقيقتين .

فسألته : إنت عندك حالة وفاة ؟ لأن كلامك في التليفون يوحي بذلك .

فقال لي : نعم ، شيخ الأزهر .

- وإنت إيه علاقتك بشيخ الأزهر ؟

- شيخ الأزهر جدي ، فأنا ابن بنت أخته .

- يا شيخ !! شوف أنا أعرفك بقالي كام سنة ، ولا عمرك قولتلي المعلومة دي .

- لأني عارف رأيك فيه ، ولهذا السبب ولكثرة الهجوم على الشيخ فأنا لا أخبر أحدا بذلك إلا فيما ندر جدا . وأكتفي بالاستماع إلى مايقوله الناس عنه أمامي دون أن أخبرهم بأنه جدي حتى لا أحرجهم .

- وإيه رأيك فيما يقوله الناس ؟

- سأخبرك أنا بعضا مما لا يعرفه الناس ، وقولي إنت رأيك يا أمير .

وبدأ يحكي لي عن الشيخ سيد طنطاوي ، وتطرق الحديث إلى موضوعات الخلاف مثل موقفه رحمه الله من الطفلة المنتقبة ، واشتد النقاش ، وكذلك فتاواه بشأن فوائد البنوك ، وحجاب المسلمات في فرنسا الخ الخ الخ ، ومواقفه الشخصية وعلاقاته بأهل بيته والمقربين . وبعض الأسرار والمواقف التي لا يعلمها أحد قط من الناس ، ومنها عفوه رحمه الله عن قاتل أبيه ، وعفوه عن قاتل إبنه .

وأنا منصت ومنبهر .

ثم قال : إيه رأيك إنت بأه ؟

فقلت له : ياريته كان لايزال على قيد الحياة ، علشان أطلب منك أقابله واُقبل رأسه .

رحم الله شيخ الأزهر .