الفاطميون
الفاطميون، العبيديون: سلالة شيعية حكمت في تونس، مصر، الشام وعلى فترات في الجزائر، المغرب و الجزيرة العربية، سنوات 909-1171 م.
المقر: القيروان: 909-920 م، المهدية: 820-973 م، القاهرة: منذ 973 م.
يستمد الفاطميون لقبهم من فاطمة بنت الرسول (صلى الله عليه و سلم)، كما يدعون انتسابهم لأهل البيت عن طريق الإمام السابع إسماعيل بن جعفر الصادق، ومنه جاءت الطائفة الإسماعيلية. يرى أغلب المؤرخين اليوم أن نسبهم كان منحولاً. يفضل أغلب علماء السنة أن يطلقَ عليهم لقب "العبيديون" نسبة إلى جدهم عبيد الله.
مؤسس السلالة عبيد الله المهدي (909-934 م) اعتمد في دعوته الجديدة على أبو عبد الله الشيعي، كان يدعي أنه المهدي المنتظر. نجح صاحب دعوته في القضاء على دولة الأغالبة و حمله إلى السلطة. استولى الفاطميون على تونس، ليبيا و شرق الجزائر ثم صقلية والتي بقيت في حكمهم حتى 1061 م. سنة 969 م يستولى المعز (953-975 م) على مصر ويقرر بناء عاصمة جديدة لدولته: القاهرة. دخل الفاطميون في صراع مع العباسيين للسيطرة على الشام. كما تنازعوا السيطرة على شمال إفريقية مع الأمويين حكام الأندلس. تمكنوا من إخضاع الحجاز و الحرمين مابين سنوات 965-1070 م.
ازدهرت التجارة و نما اقتصاد البلاد و نشطت حركة العمران أثناء عهد العزيز (965-996 م) ثم الحاكم (996-1021 م) والذي كان متهورا و متطرفا في أفكاره إلى أقصى حد، عرفت البلاد في عهده اضطرابات كثيرة. بعد مماته انشقت عن الإسماعيلية طائفة من الشيعة عرفت باسم الدروز. بعد حكم المستنصر (1036-1094 م) الطويل انشق الإسماعيليون مرة أخرى إلى طائفتين النزارية و المستعلية. تولى الحكم من بعده خلفاء أطفال. مع حكم الحافظ (1131-1149 م) تقلصت حدود الدولة إلى مصر فقط.
آخر الخلفاء وقع تحت سيطرة القادة العسكريين الأيوبيين. قام صلاح الدين الأيوبي و الذي تولى الوزارة منذ 1169 م، بالقضاء على الدولة الفاطمية نهائيا سنة 1171 م. تحولت مصر بعدها إلى المذهب السني.
بنو أمية في الأندلس
أميو الأندلس، الأمويون، بنو أمية: سلالة من الأمراء ثم الخلفاء حكمت في الأندلس 756-1031 م.
المقر: قرطبة.
أسس السلالة عبد الرحمن الداخل (756-708 م) من أحفاد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، وأحد القلائل الناجين من المذابح التي أقامها العباسيين للأمويين (750 م). فر إلي الأندلس ثم استولى على الحكم. عمل عبد الرحمن ثم ابنه هشام (788-796 م) ثم حفيده الحكم (796-822 م) على إرساء و تقوية دعائم الدولة الجديدة، قاموا بتوحيد أراضي الأندلس الإسلامية و حاربوا المملك النصرانية في الشمال. عاشت الدولة مجدها الأول في عهد عبد الرحمن الأوسط (822-852 م)، عرفت البلاد ازدهار حركتي الآداب والعلوم وبلغت حالة متقدمة من التمدن، كما عرف عن الأندلسيين أثناء ذلك العهد تمتعهم بثقافة وطبائع راقية. أصبحت دولة الأندلس مركزا حضاريا كبيرا في غرب العالم الإسلامي.
تلت هذه المرحلة مرحلة انقسمت فيها دولة الأمويين إلى أجزاء تولى كل منها حاكم مستقل. شجع حال الدولة حينذاك الممالك النصرانية في الشمال على القيام ومحاولة استعادة الأراضي التي دخلت تحت حكم الإسلام (بداية حركة الاسترداد). مع تولى عبد الرحمن الثالث (912-916 م) استعادت البلاد وحدتها السياسية وقوتها العسكرية. منذ 929 م ومع بلوغ الدولة أوج قوتها وضعف الخلافة العباسية في المشرق اختار عبد الرحمن أن يتلقب بالخلافة، كما قام بشن حملات عسكرية على أطراف مملكته ليؤمن حدودها ويضعف الممالك النصرانية. واجه الفاطميين في شمال إفريقية واستطاع عن طريق أعوانه أن يضم المغرب (فاس: 923 م) وبلاد موريتانيا إلى دولته. كما قضى على دولة الأدارسة. عرفت البلاد أوجها الثقافي في عهد ابنه الحكم (961-976 م) الذي استطاع أن يواصل سياسات أبيه.
بعد وفاته تولى الحكم ابنه هشام (976-1013 م) والذي كان دون السن التي تؤهله القيام بأمور الحكم. وضع الأخير تحت وصاية الحاجب المنصور (978-1002 م). بعد سنة 1009 م دخلت الأندلس مرحلة الحروب الأهلية، كثر أدعياء السلطة مع دخول بني حمود العلويين السباق. سقط آخر الخلفاء الأمويين هشام (1027-1031م ) سنة 1031 م. دخلت الأندلس بعدها عهد ملوك الطوائف
المرابطون، اللمتونيون، الملثمون: سلالة بربرية حكمت في المغرب، موريتانيا، غرب الجزائر و الأندلس مابين أعوام 1056-1060 و حتى 1147 م.
المقر: فاس: 1056-1086 م، مراكش منذ 1086 م.
يرجع أصل المرابطين إلى قبيلة لمتونة البربرية كما أن أصل التسمية يرجع إلى أتباع الحركة الإصلاحية التي أسسها عبد الله بن ياسين و الذي قاد حركة جهادية لنشر الدين و كان رجالها يلزمون الرباط بعد كل حملة من حملاتهم الجهادية، بدأت الحركة بنشر الدعوة في الجنوب -انطلاقا من موريتانيا- و أفلحوا في حمل بلاد غانه على الإسلام و من ثمة باقي مناطق الصحراء الغربية، في عهد يوسف بن تاشفين (1060-1106 م) تم غزو المغرب و غرب الجزائر ثم بناء مدينة مراكش 1062 م.
قاد عام 1086 م أولى حملاته في الأندلس و انتصر على النصارى في معركة الزلاقة الشهيرة. بين أعوام 1089-1094 م عاد ابن تاشفين مرة أخرى إلى الأندلس و لكن هذه المرة للقضاء على ملوك الطوائف. في عهد علي بن يوسف (1106-1143) تعرض إلى هزائم على أيدي النصارى في الأندلس ثم استولى الموحدون على مملكته في غرب إفريقية -منذ 1030 م- . إلى أن قضى هؤلاء على آخر الأمراء بعد استيلائهم على مراكش عام 1147 م.
الزيريون والحماديون
الزيريون
الزيريون، بنو زيري، الصنهاجيون (في شمال إفريقية): سلالة بربرية حكمت في تونس و شمال الجزائر مابين 971-1152 م.
المقر: المنصورية منذ 971 م ثم القيروان منذ 1048 م ثم المهدية منذ 1057 م.
ينتسب الزيريون إلى قبيلة صنهاجة البربر. استقروا في منطقة المغرب الأوسط (الجزائر). مع ظهور الفاطميين في إفريقية، اعتنق بنو زيري الدعوة الجديدة. كان قائدهم "زيري بن مناد" من كبار رجالات الفاطميين (التحق بهم سنة 935 م). قام الأخير بإنقاذ عاصمة الخلافة الفاطمية (المهدية) بعد أن حاصرها الخوارج. ولاه الفاطميون سنة 971 م إمارة في قلعة آشير (في الجزائر).، فكان ذلك أول عهد بنو زيري بالحكم. بعد رحيل المعز لدين الله إلى القاهرة أصبح بلكين بن زيري أميرا على إفريقية (حوالي 973 م).
تمتع بلكين بن زيري (971-984 م) باستقلالية أكبر عندما حكم بلاد تونس والشمال الجزائري (شرق البلاد ابتداء من قسنطينة)، تمكن من أن يمد في دولته غربا حتى سبتة. دخل الزيريون بعدها في صراع مع أبناء عمومتهم. منذ 995 م بدأت تتفرع عنهم سلالات أخرى، كفرع الزيريين الذي حكم في غرناطة، ثم الحماديين سنوات 1007-1015 م.
قام المعز بن باديس (1016-1062 م) سنة 1045 م بالدعوة للخليفة العباسي في بغداد. كرد فعل، قام الفاطميون و منذ 57/1058 م بتشجيع قبائل بني هلال العربية على غزو إفريقية. انحصرت رقعة الدولة أثناء عهد تميم (1062-1108 م) في المناطق الساحلية حول تونس. منذ 1148 م و مع غزوات روجر الثاني (النورمندي، ملك صقلية) فر آخر الملوك الحسن (1121-1148/52 م) عند أقربائه من حكام الجزائر. ثم قام بتسليم المدينة عند مقدم الموحدين سنة 1152 م.
الحماديون
الحماديون، الصنهاجيون: سلالة بربرية حكمت في الجزائر، مابين 1007/15-1152 م.
المقر: القلعة: 1015-1090 م، بجاية: منذ 1090 م.
الحماديون فرع من الزيريين حكام إفريقية. أسس دولتهم حماد بن بلكين (1007-1028 م) تولى عمل آشير (في الجزائر) من قبل بنو أعمامه الزيريين حكام تونس. بنى مقره القلعة عام 1007 م ثم أعلن الدعوة العباسية سنة 1015 م و استقل بالحكم. إلا أنه لم يتم الاعتراف بدولته إلا بعد حروب كثيرة خاضع ابنه القايد (1028-1054 م) مع الزيريين. اعترف هؤلاء في النهاية باستقلال دولة الحماديين.
في عهد بلكين (1055-1062 م) توسعت الدولة إلى حدود المغرب (مع دخول فاس)، ثم في عهد الناصر (1062-1088 م) بلغت تونس و القيروان، كما امتدت أطراف الدولة جنوبا في الصحراء. قاد هؤلاء الأمراء حركة عمرانية كبيرة كما بلغت الدولة في عهدهما منذ سنة أوجها الثقافي. منذ 1104 م و مع دخول أعراب بنو هلال (مع سليم و رباح) المنطقة، وتزايد ضغطهم على الدولة الحمادية، انحسرت رقعة الدولة إلى المنطق الساحلية. سقط آخر الحماديين يحي (1121-1151 م) بعد دخول الموحدين بجاية سنة 1152 م.
الموحدون وبنو غانية
الموحدون
الموحدون: سلالة بربرية حكمت في شمال إفريقية (المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا) و الأندلس سنوات 1130-1269 م.
المقر: مراكش، إشبيلية (فترات متقطعة).
أطلق عليهم تسمية "الموحدون" لكون أتباع هذه الطريقة كانوا يدعوا إلى توحيد الله. قاد ابن تومرت (1080-1130 م)، والذي ينحدر من صلبه أمراء الموحدين، أتباع حركة دينية متشددة، وكان يدعوا إلى تنقية العقيدة من الشوائب. أطلق بن تومرت عام 1118 م الدعوة لمحاربة المرابطين واتخذ من قلعة تنملل -على جبال الأطلس - مقراً له. استطاع خليفته عبد المؤمن (30/1133-1163 م) أن يستحوذ على السلطة في المغرب (سقوط مراكش عام 1147 م) و من ثم على كامل إفريقية (حتى تونس و ليبيا عام 1160 م) و الأندلس (1146-1154 م).
بلغت الدولة أوجها في عهد أبو يعقوب يوسف (1163-1184 م) ثم أبو يوسف يعقوب المنصور (1184-1199 م) مع بناء العديد من المدن الجديدة و تشجيع الثقافة والحياة الفكرية (ابن رشد، ابن طفيل). وقعت بعد ذلك معركة الأرك عام 1195 م و التي انتصر فيها الموحدون على الملوك النصرانيين. في عهد الناصر (1199-1213 م) تم القضاء على العديد من الثورات في إفريقية، إلا أن الموحدين تلقوا هزيمة قاسية على يد النصرانيين في معركة حصن العقاب (1212 م) - لم تقم للمسلمين بعد هذه المعركة قائمة-. بعد سنة 1213 م بدأت الدولة تتهاوى بسرعة مع سقوط الأندلس في أيدي ثم النصرانيين (بعد 1228 م)، و تونس في أيدي الحفصيين و الجزائر في أيدي بنو عبد الواد -الزيانيون- (1229-1236 م). حكم بين سنوات 1224-1236 م فرعين أحدهما في المغرب و الثاني في الأندلس. منذ 1244 م تعرضوا لحملات المرينيين، ثم فقدوا السيطرة على المغرب و انتهى أمرهم سنة 1269 م وقضى عليهم المرينيون نهائياً.
بنو غانية
بنو غانية: سلالة بربرية من ملوك الطوائف في الأندلس، حكمت في ميورقة مابين 1126-1203 م. ثم في نواحي متفرقة على سواحل غربي الجزائر وتونس حتى سنة 1236 م.
يرجع أصل بنو غانية إلى قبيلة صنهاجة البربرية، مؤسس السلالة علي بن يوسف المسوفي كان من رجال دولة المرابطين، زوجه يوسف بن تاشفين من امرأة من أهل بيته تدعى "غانية"، كما تولى بنفسه تربية أولاده بنفسه، ثم عقد لكل منهم على إمارة خاصة عند بلوغهم. ولي محمد بن علي بن يوسف (ابن غانية) على الجزائر الشرقية (ميورقة ومنورقة واليابسة)، فيما تولى أخوه يحي ولاية قرطبة. بعد سقوط دولة المرابطين استقل أبناء محمد بن غانية بإمارة الجزر الشرقية.
قرر بنو غانية أن يعيدوا مجد دولة المرابطين (أخوالهم) وأن يستردوا ما أمكن من المناطق من أيدي الموحدين. قام اثنين من أفراد هذه الأسرة وهما علي بن اسحاق ح (1184-1185 م) ثم يحي بن إسحاق (1187-1203 م) من بعده بالاستيلاء على العديد من المدن في شرق الجزائر ومقاومة النفوذ الموحدين فيها، استطاعا الصمود لأكثر من عشريتين في وجه حملات الجيوش الموحدية. دامت المرحلة الأولى والتي عرفت سيطرت بني غانية على مناطق شرقي الجزائر حتى مقتل على بن إسحاق سنة 1227 م. تابع يحي بن إسحاق جهود أخيه حتى وفاته سنة 1236 م.
كان الموحدون قد قضوا على فرع بني غانية في ميورقة سنة 1203 م، وولوا الأمراء عليها، استمر حالهم حتى قدوم جيوش "يوحنا الأول" ملك أرغونة، فسقطت الجزائر الشرقية في أيدي النصارى سنة 1287 م.
الحفصيون الزيانيون والمرينيون
الحفصيون
الحفصيون: سلالة بربرية حكمت في تونس، شرق الجزائر و طرابلس مابين 1229-1574 م.
المقر: تونس.
ينتمي الحفصيون إلى قبيلة مصمودة البربرية، ومساكنها في جبال الأطلس. استمدت التسمية من أبو حفص عمر (1174-1195 م) أحد أجداد الأسرة ومن رجالات ابن تومرت الأوفياء. أصبح ابنه من بعده من عمال الموحدين على تونس. قام ابنه من بعده الأمير أبو زكريا يحي (1228-1249 م) بالاستيلاء على السلطة و أعلن استقلاله واستطاع أن يؤسس دولة استخلفت الدولة الموحدية في المنطقة. قضى ابنه المستنصر (1249-1277 م) على الحملة الصليبية السابعة، ثم اتخذ لقب أمير المؤمنين. بعد وفاته تنازع أولاده الحكم. و جرت حروب طاحنة بينهم.
في أواخر القرن الـ13 م انشق عن الأسرة فرعين، حكم أحدهما في بجاية و الآخر في قسنطينة. في منتصف القرن الـ14 م استولى المرينيون على البلاد. بعده جلاء المرينيين استعادت الدولة الحفصية حيوتها و نشاطها مع حكم كل من أبو العباس أحمد (1370-1394 م)، أبو فارس عبد العزيز (1394-1434 م) ثم أبو عمر يحي (1435-1488 م). عرفت هذه الفترة الاستقرار و عم الأمن أرجاء الدولة. أصبحت العاصمة تونس مركزا تجاريا مهماً.
ابتداء من سنة 1494 م بدأت مرحلة السقوط السريع، استقلت العديد من المدن و المناطق. منذ 1505 م سيطر الأتراك عن طريق قادتهم عروج و خير الدين بربروسة على المنطقة. حاصر الإمبراطور الجرماني كارل الخامس (و ملك إسبانيا باسم كارلوس الأول) تونس سنة 1535 م. آخر الحفصيين وقع بين الضغط المتزايد من القادة الأتراك، والذين استقروا في الجزائر من جهة، والأسبان من جهة أخرى. سنة 1574 م يفلح حاكم الجزائر في دخول تونس، تم خلع آخر السلاطين الحفصيين ودخلت بذلك تونس تحت سلطة العثمانيين
الزيانيون
الزيانيون، بنو زيَان، بنو عبد الواد: سلالة بربرية حكمت في غرب الجزائر سنوات 1236-1554 م.
المقر: تلمسان.
يرجع أصل بنو عبد الواد أو بنو زياد إلى قبيلة زناتة البربرية التي استقرت شمال الصحراء الكبرى ثم هاجرت في حدود القرن الحادي عشر إلى شمال الجزائر.
كان بنو عبد الواد من أنصار الموحدين، نقل هؤلاء إليهم إدارة مدينة تلمسان. بعد سقوط الموحدين استقل أبو يحي يغمراسن بن زيان (1236-1283 م) بالحكم تمكن بعدها من وضع قواعد لدولة قوية، في عهده ثم خلفاءه من بعده أصبحت تلمسان مركزاً لنشر الثقافة و مركزاً تجاريا أيضاًً. تأرجح بنو عبد الواد بعد ذلك بين وصاية المرينيين أصحاب المغرب تارة ثم الحفصيين أصحاب تونس تارة أخرى، والذين أجبروهم مرات عدة في القرنين الـ13 و الـ14 م على التنحي. ثم انتهى بهم الحال إلى أن وقعوا تحت سيطرة المرينيين.
أعيد إحياء سلطة الدولة و بلغت الثقافة أعلى درجاتها في عهد أبو حمو الثاني (1359-1389 م)، قبل أن يقعوا مرة أخرى تحت سيطرة الحفصيين. منذ 1510 م و بسبب التهديد الإسباني وضع بنو عبد الواد أنفسهم تحت حماية الأتراك (الذين استولوا على مدينة الجزائر عام 1516 م بأيدي عروج بربروسة). سنوات 1552-1554 م يستولي الأتراك على غرب الجزائر بعد عزل آخر سلاطين بني عبد الواد.
المرينيون
المرينوين، بنو مرين: سلالة بربرية تولت الحكم في المغرب 1244-1465 م.
المقر: فاس.
ينحدر المرينيون من قبيلة زناتة البربرية والتي استوطنت المناطق الشرقية على الحدود مع الصحراء. نزح هؤلاء إلى المغرب مطلع القرن الـ12 م واستقروا في المناطق الشرقية و الجنوب شرقية. بعد صولات وجولات مع الموحدين استطاع المرينيون في عهد الأخوين أبو يحي عبد الحق (1244-1258 م) ثم أبو يوسف (1258-1286 م) أن يستولوا على العديد من المدن، مكناس: 1244 م، فاس: 1248م. مع حلول سنة 1269 م استطاعوا التخلص من آخر الأمراء الموحدين في مراكش، بدؤوا بعدها في تنظيم جيش قوي للحفاظ على المناطق التي انتزعوها. خاضوا عدة حروب على أرض الأندلس في عهد أبو يعقوب يوسف (1286-1307 م)، توسعوا إلى الجزائر (الاستيلاء على وهران و مدينة الجزائر).
عرفت دولتهم أوجها السياسي أثناء عهدي أبي الحسن علي (1331-1351 م) ثم أبي عنان فارس (1351-1358 م) وازدهرت حركة فيها العمران. استطاع الأخير صد سلاطين عبد الواد (الزيانيون) والاستيلاء على عاصمتهم تلمسان، ثم واصل في غزواته حتى بلغ تونس واحتلها على حساب الحفصيين.
منذ 1358 م بدأت الدولة المرينية تتهاوى سريعا. تولى الحكم سلاطين دون سن الرشد (1358-1374 م ثم 1393-1458 م) كانوا هؤلاء بلا رأي، تم وضعهم تحت وصاية أقربائهم من الوطاسيين، كما قام أصحاب غرناطة بدور الوصاية في فترات أخرى (من 1373-1393 م). استطاع آخر السلاطين عبد الحق (1421-1465 م) أن يتخلص من أقربائه الوطاسيين بعد أن أقام لهم مذبحة كبيرة سنة 1458 م. إلا أن الأمور لم تعمر طويلا وقام سكان فاس بثورة على المرينيين ثم صار أمر المغرب بعدهم في أيدي الوطاسي
الوطاسين
الوطاسيون، بنو الوطاس: سلالة بربرية حكمت في المغرب سنوات 1472-1552 م.
المقر: فاس.
ينحدر الوطاسيون من إحدى فروع قبيلة زناتة البربرية. كانت مواطنهم في الأجزاء الشمالية من الصحراء المغربية. في القرن الـ13 م نزحوا إلى شرق المغرب و عمروا منطقة الريف. بدأ شأنهم يعلو أثناء حكم أقرباءهم من بني مرين. تولوا سنوات (1358-1375 م) ثم (1393-1458 م) الوزارة والحجابة عندما كان يتولى الحكم سلاطين لم يكونوا قد بلغوا سن الرشد بعد (كانوا أطفالا). سنة 1458 م قضا أكثرهم في مذبحة دبرها لهم المرينيون. لم ينج من المذبحة إلا أخوان اثنان. أحد الناجين محمد الشيخ المهدي (1472-1505 م) والذي استقر منذ 1465 م في أرزيلة، استطاع أن يستولي على الحكم عندما دخل فاس سنة 1472 م.
بعد أن وطد الوطاسيون دعائم دولتهم الجديدة، كان عليهم أن يخوضوا معارك حاسمة أمام الحركات الصوفية في الصحراء (والتي أصبح خطرها في تزايد) من جهة، و بعض المدن والمناطق التي أخذت تنزع إلى الاستقلال عن المملكة من جهة أخرى.
أثناء فترة حكم محمد البرتقالي (1505-1524 م) ثم أبو العباس أحمد (1524-1550 م) واجه المغرب ضغوطا كبيرة أمام حملات البرتغاليين والأسبان، فقد المغرب نتيجتها العديد من المناطق الساحلية. إلا أن الخطر الحقيقي على الوطاسيين كان يمثله السعديون والذين بدؤوا في شن حملاتهم انطلاقا من الصحراء. سقط آخر السلاطين الوطاسيين سنة 1545 م أثناء إحدى معاركه معهم.
السعديون
السعديون: سلالة من الأشراف حكمت في المغرب سنوات 1554-1659 م.
المقر: مراكش وفاس.
نزح أجداد السعديين (ينتسبون إلى سيدنا الحسن السبط) مطلع القرن الـ14 م من الحجاز نحو منطقة الذراع (جنوب المغرب). بدأ السعديون في نشر دعوتهم عن طريق الفرق الصوفية في جنوب المغرب. حاربوا حكام المغرب الوطاسيين ثم قادوا حركة المقاومة ضد الوجود البرتغالي في البلاد، استولوا على مراكش سنة 1525 م ثم أغادير (أكادير) سنة 1441 م بعد طرد البرتغاليين منها وأخيرا دخلوا فاس سنة 1549 م. قام محمد الشيخ (54/1549-1557 م) بالقضاء على الوطاسيين سنة 1554 م. قام بعدها بتوطيد دعائم ملكه، أمن البلاد ثم استولى على تلمسان. قاوم ابنه مولاي عبد الله نفوذ العثمانيين ومحاولاتهم التغلغل إلى داخل البلاد (1557-1574 م). كان مُلك المغرب يتنازعه عدة أدعياء. قضا السعديون على التواجد البرتغالي في البلاد بعد انتصارهم في معركة "القصر الكبير" سنة 1578 م.
بلغت الدولة أوجها السياسي في عهد أحمد منصور (1578-1603 م)، والذي أمَن رخاء البلاد من خلال تحكمه في اقتصاد الدولة كما استُحدِث في عهده نظام إدارة جديد، والذي أطلق عليه اسم "المخزن". بعد سنة 1603 م قسمت المملكة وبدأت معها مرحلة التقهقر. حكم فرع السعديين في فاس مابين سنوات 1610-1626 م. قتل آخر السلاطين السعديين في مراكش سنة 1659 م وأصبح أمر الغرب في أيدي الأسرة العلوية (الفيلاليون)
العلويون
العلويون، الفيلاليون: سلالة من الأشراف تحكم المغرب منذ 1666 م.
المقر: فاس: 1666-1672 ثم 1727-1912، مكناس: 1672-1727، الرباط: منذ 1912.
يرجع أصل العلويين إلى الحسن السبط (عن طريق محمد النفس الزكية). جاءوا حوالي القرن الـ13 م إلى المغرب وسكنوا جنوب جبال الأطلس في واحة تافيلالت (بالقرب من سجلماسة). بمساعدة من الفرق الصوفية، والتي كانت تنشط في المنطقة حينذاك، أصبح مولاي الرشيد (1664-1672 م) سيداً على منطقة تافيلالت و الواحات، استطاع بعد ذلك أن يستولى عام 1666 م على فاس (على حساب السعديين) ثم على باقي المملكة، وتابع جهوده بعد ذلك بأن وطد دعائم ملكه. أكمل ابنه مولاي إسماعيل (1672-1727 م) إعادة تنظيم المملكة، كما جعل للدولة اقتصادا قوياً (اعتمد على التجارة الصحراوية)، ثم وسع مدينة مكناس و جعلها من أهم مدن المغرب و استرجع بعضاً من المدن (طنجة عام 1684 م، أرزيلة 1691 م) من الأسبان و البرتغاليين. بعد وفاته عرفت البلاد مرحلة اضطرابات (1727-1757 م) بسبب تنافس أولاده على الحكم. انتهت مرحلة الفوضى مع تولى حفيده سيدي محمد (1757-1790 م)، و الذي أعاد تنظيم اقتصاد البلاد (إبرام عقود تجارية مع القوى الغربية).
منذ مطلع القرن الـ19 م بدأ المغرب يتوجه نحو اعتماد كلي في اقتصاده على القوى الأوروبية. مني المغرب بهزائم عسكرية عديدة أمام الفرنسيين والاسبانيين، بعد ذلك عقدت معاهدة وصاية مع فرنسا عام 1863 م (اتفاقيات بيكلار). حاول مولاي الحسن (1873-1894 م) أن يقوم بإصلاحات على الطريقة الأوروبية، بعد ذلك و حتى عام 1927 أصبح السلطان يحكم و لكن تحت السيادة الفرنسية، منذ 1912 قامت في المغرب منطقتان الأولى تحت الوصاية الفرنسية و الثانية تحت الوصاية الإسبانية. اجتمعت كل القوى الوطنية المتنامية حول السلطان سيدي محمد (1927-1961 م)، والذي أعلن في مارس 1956 م استقلال المغرب و اتخذ لقب محمد الخامس. ابنه الحسن الثاني (1961-1999 م) الذي حكم البلاد بطريقة مطلقة تخلص من بقايا الاستعمار و أرسى قواعد مؤسسات ديمقراطية (نسبية)، رغم سياساته الخارجية التي امتازت بالمرونة (مع الغرب، حيث يعتبر المغرب وسيطاً مهماً)، واجه الملك محاولات انقلابية عدة. استولى سنة 1975-1976 م على الصحراء الغربية، ثم قام بالمسيرة الخضراء (1979 م). في يوليو 1999 م خلفه ابنه محمد السادس.
المفضلات