منظومة التوبة والاستغفار


تاب – أناب – آب – أسف – رجع – انتهى - فاء


كل كلمة في هذه المنظومة تمثّل نوعاً من أنواع الرجوع عن نوع من أنواع الخطايا.

إستغفر: الإستغفار هو بداية السالكين إلى الله تعالى لذا يأتي الاستغفار دائماً قبل التوبة. والإستغفار يعني طلب التوبة والمغفرة.

تاب : تأتي بعد الاستغفار فبعد أن نستغفر نتعهد الى الله تعالى بأنّا مذنبون ونادمون فإذا غفر الله لنا لن نعود للمعصية مع الإقرار بالذنب. ومراحل التوبة هي: أولاً يأتي الإعتراف بالذنب ثم الندم عليه ثم العزم على عدم العودة للذنب ولذا جاء في قوله تعالى (غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ) سورة غافر آية 3 ، فالمغفرة تأتي قبل التوبة، والتوبة هي الأسباب الموجبة لطلب المغفرة. والتوبة عكس الإعتذار فالمعتذر يبرر خطأه ويقدم العذر أما التائب يقول لا عذر لي يعترف بأنه مذنب ذنباً مطلقاً وفيه تسليم كامل لأن فيه ذلاً من العبد لله رب العالمين.

أناب: الإنابة هي السرعة في التوبة. وكل منيب تائب وليس كل تائب منيباً. المنيب هو الذي يذنب الذنب فيسارع في التوبة ومنها جاءت كلمة النوبة القلبية لأنها تصيب الإنسان بسرعة. والمنيب سريع التذكّر (‏‏وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ‏)سورة غافر آية 13، كلما أذنب أعقبها توبة سريعة.


آب: الأوبة والإياب: وأوّاب هو الرجوع في القضايا الفكرية. كان له فكر معيّن ثم أثّر عليه قوم آخرون بفكر جديد فيرجع إلى فكره الأول يقال له يؤوب (وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ )سورة ص آية 30. الإياب هو الرجوع إلى نقطة الإنطلاق وإلى نفس المكان الذي كان فيه وهو عكس الذهاب.

أفاء: الفيء: هو خاص بالحركات التي تعتبر من الفتن ومن ضمنها البغي (فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ )سورة الحجرات آية 9 ، وهو التمرن على الشرعية. وفتنة أخذت قوماً من الفيء (الظلال). والفيء هو كل ما جاء للبلاد من غنائم من غير قتال. والفيء هو أن تعود لوضعك الصحيح الأصلي الذي كنت عليه.


انتهى: الإنتهاء هو إستقامة العقل. العقل يقول أنه خطأ وكل عقل (النهى) هو الذي ينهى صاحبه عن الخطأ. ولهذا سُمي العقل نهى. (قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف) سورة الأنفال آية 38 ، (إن في ذلك لآيات لأولي النهى) سورة طه آية 54 ، عقلهم ينهاهم عما هم فيه من خطأ.

أسِف: الأسف تقال للجماعة وهي تعني التوبة الجماعية بمعنى أن ترجع إلى الله عن فعل الآخرين. (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا )الأعراف 150

والتسلسل في مراحل التوبة كما أسلفنا هو على النحو التالي:
مستغفر – تائب – منيب – أواب – يفيء – منتهي – آسف.