أساليب الرسول صلى الله عليه وسلم في التربية ..

[سمير صيام]

متابع للتعلم
ذادك الله من فضله

[عزتي بديني]

بارك الله فيكم ونفع بكم

يسعدني متابعتكم رضى الله عنكم وارضاكم

شكرا لدعائك الطيب ولكم مثله وزياده

[عزتي بديني]

*مصارحة وتوجيه

عن أبي أمامة رضي الله عنه : أن فتى شاباً أتي النبي صلى الله عليه وسلم _ فقال : يا رسول الله ائذن لي بالزنا فأقبل القوم عليه فزجروه و قالوا مَهْ مَهْ .
فقال : ادن , فدنا منه قريباً .
قال : اجلس فجلس .
فقال : أتحبه لأمك ؟
قال : لا والله , جعلني الله فداءك .
قال : ولا الناس يحبونه لأمهاتهم .
قال : أتحبه لأختك ؟
قال : لا والله , جعلني الله فداءك .
قال : ولا الناس يحبونه لأخواتهم .
قال : أتحبه لعمتك ؟
قال : لا والله , جعلني الله فداءك .

قال : ولا الناس يحبونه لعماتهم .
قال : أتحبه لخالتك ؟
قال : لا والله , جعلني الله فداءك .
قال : ولا الناس يحبونه لخالاتهم .
فوضع يده عليه وقال : " اللهم اعفر ذنبه , وطهر قلبه , وأحصن فرجه "
فلم يكن الفتى بعد ذلك يلتفت إلى شيء .(مسند الإمام أحمد )

الفوائد التربوية :

1- المصارحة تقطع شوطاً كبيراً في حل كثير من المشكلات التي تصادف التلميذ .

2- يحب على المربي أن يعايش الواقع , فلا يعيش في برج عاجي فيربي ويظن من يربيهم قد وصلوا إلى مرتبة الملائكة , بل هم بشر وخاصة إذا كانوا في سن المراهقة . و أكبر مشاكل المراهقين هي الشهوة .

3- فإذا عرفت هذه الحقيقة فهناك حقيقة أخرى هي التعامل مع المشكلة , بالعقل لا بالفورة العصبية والانفعال والزجر والتأنيب .

4- النبي صلى الله عليه وسلم طلب من الشاب أن يدنو منه فهذا السلوك أعطى الشاب ثقة وقرباً من النبي صلى الله عليه وسلم بأنه سيتحدث معه ويتفهم مشكلته وأنه يريد مصلحته ولا يريد أن يعنفه أو يزجره .

5- الشاب عادة ما يقتنع بالحوار وبالأدلة المنطقية فلهذا نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أسهب في الحوار معه , لأن طبيعة الشاب لا يقتنع بسرعة ولكن بعد حوار ومناقشة .

6- أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم أمثلة وردوداً واقعية من أهله وعشيرته وأقرب الناس إليه .

7- من الناس فطرتهم سليمة كهذا الشاب فلهذا نجده دائماً يردد : لا والله , جعلني الله فداءك .

فهؤلاء لهم معاملة حسنة حتى تكسبهم إلى الهداية والرشاد بدلاً من الجفوة والعناد .

8- وضع اليد على الصدر فيها لمسة من حنان المربي على تلميذه , بأن يشفيه الله من هذا الداء .

9- الدعاء سلاح فتاك يغفل عنه المربي في كثير من الأحيان , فتجده يخطو لحل مشكلة من المشاكل ويضع لها الكثير من الوسائل , وينسى الوسيلة الإيمانية التربوية السهلة الميسرة .

10- وسيلة مهمة يجب أن يتنبه إليها كل شاب وهي إشغال الوقت فيما يفيد وينفع , وبذلك تستطيع أن تقطع مداخل الشيطان , وتقطع التفكير بهذه الشهوة .

مازال للحديث بقية بعون الله ,,,

[عزتي بديني]

*المؤمن للمؤمن كالبنيان

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا- وشبَّك بين أصابعه " رواه البخاري

الفوائد التربوية :

1- من الوسائل التربوية الناجحة الاستعانة بالحركة , لأن الحركة مع الكلام تعطي الكلام معنى خاصاً وتجعله أكثر رسوخاً في النفس .

2- وقد تعبَّر الحركة عن معانٍ لا تستطيع الكلمة التعبير عنها .( دراسة تحليلة لشخصية الرسول : د. محمد رواس قلعجي / 285 )

3- استخدام أسلوب التشبيه في الكلام يقرب المعنى ويثبته في ذهن السامع .

يتبع بإذن الله .,,

[عزتي بديني]

*فيما أحببت وكرهت


قال محمد بن سعد : ( أتى واثلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فصلى معه الصبح , وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى وانصرف تصفح أصحابه , فلما دنا من واثلة قال : من أنت , فأخبره .
فقال : ما جاء بك .
قال : جئت أبايع
فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم : فيما أحببت وكرهت .
قال : نعم فأسلم وبايعه . ( صفوة الصفوة 1/ 674 )



الفوائد التربوية :

1- المربي الناجح يتفقد أحوال تلامذته ويسأل عنهم .

2- استغلال التجمعات الإيمانية , ففي مثل هذه الأماكن تكون النفوس مهيأة للتلقي والاستقبال والإنصات ولقبول النصيحة .


3- سرعة التعرف على الغريب وخاصة في مثل هذه الأماكن الإيمانية كالمسجد فربما لا تحصل فرصة أخرى للتعرف عليه , وربما تخطفه منك شياطين الإنس والجن فتكون هذه أول وآخر صلاة له . فإذا قمت بالتعرف عليه والسؤال عنه كان هذا له أثر طيب في جذبه للمسجد وبالتالي هدايته والتزامه بإذن الله .

ما يزال الحديث مستمراً ,,, بعون الله

[عزتي بديني]

* هذا مالكم وهذا هدية

عن أبي حميد الساعدي قال : ( استعمل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – رجلاً على صدقات بني سليم يدعى ابن الأتبية , فلما جاء حاسبه قال :

هذا مالكم وهذا هدية .
فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فهلا جلست في بيت أبيك وأمك حتى تأتيك هديتك إن كنت صادقاً .
ثم خطبنا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد فإني أستعمل الرجل منكم على العمل مما ولاني الله ,
فيأتي فيقول : هذا مالكم وهذا هدية لي , أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديته والله لا يأخذ أحد منكم شيئاً بغير حقه إلا لقي الله يحمله يوم القيامة , فلأعرفن أحداً منكم لقي الله يحمل بعيراً له رغاء , أو بقرة لها خوار , أو شاة تيعر . ثم رفع يديه حتى رؤي بياض إبطيه يقول :
اللهم هل بلغت ؟
بَصرَ عيني و سْمَع أذني . فتح الباري 12 / 348


الفوائد التربوية :

1-التربية بالموقف من الوسائل المهمة التي يستخدمها المربي تجاه تلاميذه مما له أثر كبير في غرس المفهوم في حينه .

2-مصارحة المربي لتلميذه وعدم استخدام المداراة وخاصة إذا كان ثمة أمر شرعي يؤثر على دينه .

3-المربي الناجح هو الذي يحاسب أفراده ويتابعهم بعد التكليف حتى لا يحدث نوع من الفوضى والمزاجية .

4-في تصحيح بعض المفاهيم لا بد من ذكرها للعموم حتى ولو كان المخطئ أحد الحضور .

5-عدم ذكر اسم المخطئ في المجلس العام من الصفات التي تميز بها المربي الناجح حتى لا يؤثر على نفسية المخطئ .

6-تبيان عظم هذا الأمر ومدى خطورته بأن رفع النبي – صلى الله عليه وسلم – يديه ودعا الله سبحانه وقال اللهم هل بلغت .

7-لا بد لولي الأمر أن يشرف على أعمال موظفيه وأن يتابعهم ويراقب أعمالهم مراقبة يُقصد منها الاطمئنان على قيامهم بواجبهم .

8-محاسبة من قصر في عمله أو اعتدى على غير حقه أو تجاوز حدود وظيفته لأن مسؤولية ولي الأمر لا تنقطع بإسناد الأمور إلى الأكفاء .

9-ليس المراد من إشراف ولي الأمر ومراقبته ومحاسبته عماله أن يتدخل في كل صغيرة وكبيرة أو يضايق ولاته , بالتجسس عليهم , أو يؤنبهم في كل ما قد يحصل منهم من خطأ عن اجتهاد وحسن نية . ( الكفاءة الإدارية – د. عبدالله قادري / 119 )

يتبع بإذن الله

[سمير صيام]

متابع

[عزتي بديني]

جزاكم ربي كل خير ونفع بكم

يسعدني متابعتكم

بارك الله فيكم

[عزتي بديني]

*أتدرون ما الغيبة ؟

قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ لأصحابه ذات مرة :
أتدرون ما الغيبة ؟
قالوا : الله ورسوله أعلم .
قال : ذكرك أخاك بما يكره .
قيل : أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟
قال : إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته , وإن لم يكن فيه فقد بهته . ( مختصر صحيح مسلم للألباني _ حديث رقم 1806 )

الفوائد التربوية :

1-السؤال فيه إثارة نفسية لتقوية الانتباه لتقبل المعلومات وهذا أسلوب من أساليب التربية التي استخدمها رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ مع أصحابه .

2-الأفكار حين تلقى دائماً بأسلوب تلقائي , قد يتقبلها السامع أحياناً بغفلة أو شرود ذهني , لذا كانت إحدى وسائل التمهيد في المحاضرات والمناقشات إيراد طائفة من الأسئلة كخطوات تمهيدية لتهيئة النفوس وإصغائها . ( الرسول العربي المربي _ ص 239 )

3- والسؤال يميز تفاوت القدرات من الذكاء بين التلاميذ , فيعرف المربي قدرات تلاميذه الاستيعابية من وسائل كثيرة ومنها السؤال .

4-إثارة السؤال يوجد التجاوب والتفاعل بين المربي وتلاميذه فيحس المربي باستجابة تلاميذه أنهم متفاعلون معه .

يتبع بعون الله ومشيئته ؛؛

[عزتي بديني]

* قل سبحان ربي هل كنت إلا بشراً رسولاً

عن عبدالله بن عباس قال : ( بت ليلة عند النبي _ صلى الله عليه وسلم _ فلما استيقظ من منامه أتى طهوره , فأخذ سواكه فاستاك , ثم تلا هذه الآيات :
" إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب " – آل عمران : 190-
حتى قارب يختم السورة أو ختمها , ثم توضأ , فأتى مصلاّه , فصلى ركعتين , ثم رجع إلى فراشه , فنام ما شاء الله , ثم استيقظ ففعل مثل ذلك , ثم رجع فراشه فنام , ثم استيقظ ففعل مثل ذلك : كل ذلك يستاك ويصلي ركعتين , ثم أوتر " ( عون المعبود في شرح سنن أبي داود 6/44 )


الفوائد التربوية :

1-من الوسائل التربوية الناجحة التي يستخدمها المربي مع تلاميذه التربية العملية , فهنا النبي _ صلى الله علبه وسلم _ لم يوقظ ابن عباس ويأمره بأن يقوم الليل معه , لكن التلميذ رأى قدوة عمليه أبلغ من الموعظة والأمر .

2-يجب على القدوة أن يأخذ بعزائم الأمور , ومن هذه العزائم قيام الليل فهو مدرسة يتربى على يديها القدوات حتى يؤثروا بمن معهم في سمتهم وحركتهم وإيمانهم .

3-المعايشة بين التلميذ والمربي لها تأثير كبير في التربية , وبهذه المعايشة يعرف المربي أسراراً كثيرة من تلاميذه , كذلك تلاميذه يعرفون أسراراً من المربي وهذه المعايشة من الأمور التي تساعد على تربية الفرد بشكل أفضل خاصة في جانب معرفة السلبيات ومعالجتها ومعرفة الإيجابيات والقدرات وتنميتها .

4-عدم إجهاد النفس بالعبادة وإنما الأخذ من العبادة بقدر المستطاع مع ترك فترة راحة للجسد .