كتاب "الام المسيح ... رؤية نقدية إسلامية " قرأته وأحببت أن أنقل لكم شيئا من الذي ورد فيه ، الكتاب للأستاذ ياسر أنور وقد قدم له الدكتور عبد العظيم المطعني .سنبدأ بمقدمة الموضوع...



تأبى الحقيقة دائما إلا أن يكون لها وجه واحد ، إنها لا تجيد ارتداء الأقنعة , كما أنه ليس من أهدافها أن تضلل البشر ، إنها واضحة كالشمس ، ناصعة البياض كالثلج ، تقف على قارعة الطريق المستقيم تنادى على بنى البشر ،ولكن - وياللأسف – قليلون هم الذين يلتفتون إليها . والأكثرون يواصلون السعى دون أن يتحسسوا مواضع أقدامهم ، وكلما لاح بارق حق , أسدلوا ستار العمى فوق أعينهم ، وكلما هتف هاتف صدق ، هشموا أحرفه بحجارة اللامبالاة ، فتناثر صوته في غياهب المجهول . سقط الكثيرون فى هوة التيه ، ولكنهم يصرون على أنهم يمتلكون الحقيقة

"وما كان الله ليظلمهم ، ولكن كانوا أنفسهم يظلمون" . سورة العنكبوت آية 40

إننى فى هذا الكتاب أحاول أن أخلع بعض الغمام من الآفاق ، ذلك الغمام الذى تم تثبيته بمسامير الوهم , ليخفى وجه الحقيقة الملائكى . إننى أحاول أن أقترب من "الآخر" قليلا ، أحاول أن أمد له يدى لنسير معا فى طريق النور, كما أننى أتفهم جيدا كل التراكمات التاريخية والبيئية والنفسية ، تلك التى حالت بينه وبين التعرف على ذاته ، وإن أسوأ ما يمكن أن يواجهه الإنسان هو أن يجهل ذاته . لا صوت يعلو فوق صوت الحوار , هذا هو شعار عصر العولمة , حوار السياسات والأديان , لقد بدأت جبال الجليد في الذوبان , و ها هي الأسوار الشائكة تلفظ أنفاسها .

تمثل الكتب المقدسة معينا لا ينضب من الأفكار والتصاوير والمعاني والدلالات , ولا يوجد مثقف ولا كاتب ولا شاعر لم يستمتع بالإبحار في الكتب المقدسة , وكذلك روائع الأدب العالمي , باعتبارها ميراثا مشتركا لكل البشر .

إنني في هذه القراءة الجديدة لنصوص التوراة والإنجيل , أحاول أن ألملم شتات بعض الدلالات الجديدة التي تتخفى حينا وتتبدى أحايين , تلوح وتتوارى , تبوح وتصمت , تلمح وتصرح من خلال نصوص ساحرة وربما مراوغة .

إن نصوص العهد القديم والجديد تتميز بثراء الدلالات , ولقد طالب القرآن بتحكيم التوراة والإنجيل , فما المانع إذن من إعادة قراءة الكتب "المقدسة "للوصول إلى دلالات تتفق في مضمونها مع حقائق القرآن؟ , وبذلك نقلل من مساحات الخلاف مع الآخر, ونمد جسور التقارب والتفاهم .

"قل يا أهل الكتاب لستم على شئ حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم" سورة المائدة آية 68
"وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون" .سورة المائدة آية 47




الحقائق التي ذكرها القرآن فيما يتعلق بالمسيح عليه السلام :

1- عيسى عليه السلام ولد من عذراء, فماذا قال الإنجيل ؟
2-المسيح لم يصلب ؟ فهل أشار الإنجيل إلى ذلك ؟ .
3- المسيح دعا إلى عبادة الله الواحد , هل ذكر الإنجيل هذا الأمر؟
4- ماذا قال المسيح عن محمد صلى الله عليه وسلم ؟


منهج البحث:

1-الاعتماد على نصوص العهد القديم والجديد .
2-تفسير مصطلحات الإنجيل وفق معطياتها التاريخية والعقدية , أي من منظور العهد القديم .
3-عند تعارض نصين من الإنجيل لا يمكن الجمع بينهما , سنختار النص الذي اتفق على روايته العدد الأكبر من الأناجيل , أي ثلاثة ضد واحد أو اثنين ضد واحد .
4-عند استشكال أي لفظ من الإنجيل وغموض مدلوله ,سنحاول تأويله من خلال معرفة دلالته في موضع آخر . أي إن صح فهمه بطريقة ما في أحد المواضع , فسيكون هذا الفهم ملزما في موضع الاستشكال .
5-الألفاظ ذات الدلالات المتعددة , سنغترف منها يؤيد رؤيتنا , وخاصة أن أية دلالة ليست بأولى من الأخرى .



يتبع....

Hghl hglsdp