اتفقنا على الصدق فأريد رأيك في هذا الرجل


رجل يعيش حياة شريفة عفيفة لم يرى قومه منه سوء طوال أربعين سنة .. رجل خلت سيرته من خبائث الجاهلية وجرائم المشركين

رجل هو أفضل شباب قومه حلماً وخلقاً ومروءة وصدقاً وأمانة

إستأمنته سيدة من أشراف مكة على مالها وتزوجت منه بعد ذلك وكان يدير كل تجارتها وما كان منه يوم إلا الأمانة والصدق والحفاظ على العهد .

ما سجد لصنم قط أو تمسح به

ما شرب خمراً وما سكر قط ولا فعل فاحشة ولا لعب الميسر ولا صاحب الأشرار ولا جرى وراء النساء برغم ما كان عليه من قوة وشباب وشرف وجمال وعزة قبلية ذو مكانة عالية بين القبائل

ولما عرف عنه من صدق وأمانة واتزان ورجاحة عقل استشارته قريش لفض النزاع حول وضع الحجر الأسود بعد أن كاد النزاع يقع بين القبائل

فأي رجل هذا الذي يأمر القبائل كلها فتُنفّذ؟

لقد كان أشهر من عُرف بالأمانة والصدق وما كذبه قومه قط يوماً طوال أربعين سنة

عمل راعياً للغنم وكان يتشرف بهذه المهنة وبالرزق الحلال الذي يجنيه منها

فما كان قاطع طريق أو لص أو عالة على غيره

بل عاش من كد يديه

وبرغم فقر عمه إلا أنه كان سيد قومه لأمانته ورزانته ورجاحة عقله

وكانت السيادة حملاً ثقيلاً على صاحبها فقد كان يتحمل استضافة القادمين وغرم الغارمين

كان خير الشباب جميل الصفات والمكارم

وكان هذا مما دفع السيدة خديجة رضي الله عنها إليه ليعمل بتجارتها لأمانته وصدقه وكرم أخلاقه

فقد كانت سيدة تاجرة ذات شرف ومال وتجارة إلى الشام وتستأجر الرجال ليعملوا في تجارتها ولهم نصيب من الربح

فاستأمنته على كل هذا ولم تبالي


وكل هذا تتفق عليه الكتب والأحاديث الشريفة ووصلتنا هذه الأخبار بالتواتر أي حملها الأجداد جيل بعد جيل حتى وصلتنا بأسانيد لا يمكن تكذيبها وشهد له المسلم والكافر على ذلك

أريد منك أن تقول لي

ما رأيك في هذا الرجل ؟

هل هو طفرة حصلت في ذلك الوقت ؟ أي هل هو حالة فريدة في ذلك الزمن ؟

وهل أخلاق هذا الرجل طوال أربعين سنة شهادة له بشرفه ونبله ام لا ؟

ملاحظة / كل حرف كتبته له أدلة لم أسوقها خشية الإطالة