الــــفــــصـــل الأوّل
جعل الرومان حلال ( كوشير)

شاول الطرسوسي ــ شاهد ليسوع ؟
نـعـلـم من سفر أعـمال الـرسل أن مـوقـف الـقـديـس بـول في بدايته كان " شاول مضطهد المسيحيين " . مع ذلك , إذا كان شاول حقا حارسا للعقيدة اليهودية أثناء مقتل إسطفانوس رجما بالحجارة ( سفر اعمال الرسل7 : 58 , 8 : 3 ) , ثـم صـار رئيس المضطهدين للمسيحيين ـــ فلا أقـل من أن نتساءل : أين كان شاول , قبل ذلك بفترة وجيزة ,حين كان يهوديّ راديكاليّ إسمه يسوع يهـيـّج قرى و مدنا كاملة ؟

لا يبدو شاول قد بدأ ينشط في لعب دور البوليس الديني إلا بعد مـوت الإله البشري بوقت قليل . لكن هذا في حد ذاته يدعونا إلى التفكير في أن يسوع الناصري لم يكن له تأثير يذكر . بعد كل شيء كان شاول معاصرا ليسوع في الزمان و المكان ؛ تربى في أورشليم ( عند رجلي غمالائيل ـ أعمال الرسل 22 : 3 ) و تحديدا في الفترة التي كان يسوع يقلب فيها موائد الصيارفة داخل المعبد , و يستفز اليهود الفرّيسيين و الصدوقيين بوجه عام .

و حيث أن شاول كان شابا يهوديا متدينا حاد الطباع ( زيلوطي = شديد الغيرة على تقاليد الآباء , انظر رسالته إلى غلاطيه 1 : 14 ) ؛ هل لم ينضم إلى تلك الجموع التي كانت تضايق يسوع الناصري نفسه و تتهجم عليه ؟ هل شاول لم يكن شاهدا متحمسا أما م المجلس اليهودي الأعلى ( السنهدرين ) على تجديف يسوع ؟ و أين كان شاول خلال أسبوع الفصح ذاك , من المؤكد أنه في اورشليم يحتفل مع زيلوطيين آخرين بأقدس الأعياد اليهودية ؟ و مع ذلك لماذا لم يذكر كلمة واحدة عن حادثة صلب يسوع ؟

إن بول , أيها السادة , " شاهد آخر ليسوع " لم يسمع و لم ير أي شيء !


إثنـان بول ـــ و وهم واحد

لم يذكر المبشر المسيحي المتميز و الرسول , القديس بول , على الإطلاق من قبل المؤرخين الدنيويين لحقبته تلك ( لا تاسيتوس , و لا بليني , و لا يوسيفوس فلافيوس ..و لا غيرهم) و رغم ان بول كان يخالط حكام المقاطعات و كانت له مقابلات مع ملوك و أباطرة , إلا أنه لا يوجد كاتب واحد رأى أن تلك الأعمال تستحق الذكر !

إن الصورة الشعبية للقديس بول مستخلصة على نحو إنتقائي إنطلاقا من مصدرين : سفر اعمال الرسل , و الرسائل التي تحمل إسمه . لكن المصدرين يقدمان شخصين مختلفين جذريا و روايتين متباعدتين كل التباعد .

المتخصوصون في دراسة الكتاب المقدس متآلفون تماما مع المشكلة المحيرة و المربكة في ان قصة بول عن نفسه التي يمكن تجميع معلوماتها من الرسائل تتناقض و تتضارب مع القصة التي يرويها سفر اعمال الرسل , لكنهم يعزون ذلك إلى " سـرّ إلهي " و يقمعون فكرة إمكانية الإنزلاق إلى الإعتراف بأن كل الحكاية هي مجرد عمل ديني خيالي .


ســفــر أعــمــال الــرســل

بول في سفر أعمال الرسل هو مجرد فرد ضمن فريق . و تحوله إلى الديانة المسيحية , و هو في طريقه إلى دمشق , مهم لدرجة انه يذكر ثلاث مرات ( صوت و ضؤ ) , فمن حالة إنسان من الخطاة ( حين كان شاول المضطهد اليهودي) يحمل إلى إلإعتناق بحب للكنيسة حديثة الولادة .

و الآن كفرد من افراد الأخوية ( يدخل و يخرج معهم من اورشليم ــ 9 : 28 ) , يستخدم من طرف المشايخ .
" حمله " التلاميذ من دمشق ( 9 : 25 ) , و برنابا "أحضره" إلى الرسل ( 9 : 27) . " احضروه إلى "القيصرية" ثم " أرسلوه" إلى طرسوس . برنابا "أرجعه"إلى أنطاكية (11 : 26) , ثم " أرسل " مع برنابا إلى أورشليم بمؤن لتخفيف المجاعة ( 11 : 30 ) ( و كما حدث , زيارة لأورشليم غير المعروفة إطلاقا لبول نفسه )

في نهاية المطاف" أرسلت" الأخوية بول في أول رحلة تبشيرية , و كمبشر كان بول مجرد فرد من الإرسالية الجماعية :
{ واذ كانوا يجتازون في المدن كانوا يسلمونهم القضايا التي حكم بها الرسل والمشايخ الذين في اورشليم ليحفظوها. 5 فكانت الكنائس تتشدد في الايمان وتزداد في العدد كل يوم.}

من سالونيك " أرسل " بول بعيدا إلى بيريا من طرف الأخوية ( 7 : 10 ) . و " أرسل أيضا " عن طريق البحر إلى أثينا ( 7 : 14-15) , و في كنخريا وفـّى بول بنذر يهودي و حلق رأسه ( 18 : 18 ) .

رغم ان إسم بول يذكر 177 مرة , إلا أنه لم يرد قط مسبوقا باللقب التشريفي " رسول " . وإن أقرب ما منح سفر اعمال الرسل هذا اللقب لبول كان في الإصحاح 14عدد14 حيث يأتي إسمه بعد إسم برنابا و يستخدم اللقب في صيغة الجمع . و في جميع الأحوال الأخرى يظهر إسم بول كشخص معزول بالكامل و خاضع ضمنيا للرسل .
إن هذا التجاهل صادم إذا ما اخذنا في الإعتبار أن كاتبه ليس إلا لوقا رفيق بول و أحد المعجبين به .

الــرسـائــل

في تباين مطلق يظهر بول في رسائله كشخص إختط لنفسه مسلكا مستقلا على نحو منمّـق طنّـان , لا يمثل أحدا سوى نفسه , و ليس خاضعا لأوامر أحد . إن بول هنا هو الذي يحمل عصا القيادة .
يطرق بول إلى الأعماق تكرارا , و هو مملؤ بأهمية ذاته , أنه رسول , و ان تعيينه أتى مباشرة من السماء . و "برهانه " على ذلك هو النجاح الشخصي الذي احرزه كمبشر ( أنظر مثلا رسالته الثانية إلى كورنثوس2, 3)ــ و هي حجة ذات جدارة مريبة تستخدمها الكنيسة إلى الآن : أنظر إلى نجاحنا ! .. لابد أننا على حق !
لا يذكر بول قصة تحوله إلى المسيحية " في طريق دمشق" و لا أصله من مدينة طرسوس ( جيرونيمو يذكر ان بول من الجليل!) و لا يذكر قبرص و معركته مع ساحر خصم , و لا يشير إلى الأوامر الصادرة من يعقوب عن تحريمات الأطعمة و الزنا .
يظهر بول كأنه لا يدين بشيء لأي شخص . و كمستأسد سيء الطباع لا يخسر قليلا من الود على أولئك الذين لا يقبلون وجهة نظره . فهكذا حين فقد دعم بطرس و برنابا له حول مشاركة الوثنيين الطعام , و بـّـخ بطرس علنا و كتب أنه جحد لأنه كان خائفا , و ان برنابا إنقاد ببلاهة ( غلاطية 2 : 12-13)


بول غير المعقول:
من الغريب أن كتابات الحاخامات في القرنين الأول و الثاني لا تذكر شيئا على الإطلاق عن تلميذ عاص جحود من تلامذة غمالائيل .
بعد ان درس على يد المعلم الكبير , ثم تشدد في فرض الديانة اليهودية في صورتها الأورثوذكسية باسم كبار الكهنة , تعرض لرؤية غيرت حياته . و لا كلمة واحدة ذكرها الحاخامات عن تلميذ متقدم " ضاع و فسد " و صار هرطيقا يحتقر حفظ يوم السبت , و يلح على أتباعه في تجاهل القواعد اليهودية عن أنواع الأطعمة , و يعلن أن الناموس و الختان قد أبطلا !
من المؤكد فعلا أن مثل هذا الجاحد المتمرد لا يمكن أن يهرب بالكامل من إنتباه الكتبة .

ما مدى إمكانية صحة أن بول درس حـقـّا على يد الفـّريسي الكبير ( أعمال الرسل 22 : 3 ) ؟ بول كانت لديه مشكلة بصورة واضحة مع اللغة العبرية : فجميع إشاراته الكتابية مأخوذة من الترجمة اليونانية للعهد القديم المعروفة باسم النسخة السبعينية .

ما مدى إمكانية صحة أن الشاب بول ــ المفترض أنه مواطن روماني من يهود الشتات الذين صاروا ذوي ثقافة يونانية ــ يتم تعيينه رئيسا بوليسيا للأرثذوكسية اليهودية المتطرفة في أورشليم ؟ و إذا كان بول حـقـّا قد وصل إلى هذا المنصب , فلا بد أن هناك أمورا أكثر أهمية يجب الإلتفات لها بدلا من الإهتمام بمجموعة صغيرة من "أتباع يسوع" في دمشق ... يقول سفر أعمال الرسل إن الرسل استمروا في كرازتهم في اورشليم حتى بعد مقتل إسطفان :
{ وكان شاول راضيا بقتله.وحدث في ذلك اليوم اضطهاد عظيم على الكنيسة التي في اورشليم فتشتت الجميع في كور اليهودية والسامرة ما عدا الرسل. 2 وحمل رجال اتقياء استفانوس وعملوا عليه مناحة عظيمة.}( أعمال الرسل 8 : 1-2) , و عليه : لماذا لم يلاحق القادة الذين كانوا في متناول يده ؟

""" لا شيء في رسائل بول يقترح أنه كان يتولى منصبا رسميا في تعامله مع المسيحيين ... و على ذلك , و بعكس ما عبر عنه لـوقا , لم يكن بول قادرا على القبض و السجن و التعذيب بهدف إجبار المسيحيين على الإعتراف بأنهم كانوا مخدوعين "" ( Morphy O'Connor , Paul,His History , p 19)

وبالنظر إلى ان المجلس اليهودي الأعلى ( السنهدرين ) لم يكن له من السلطة ما يخوله السماح لصائد هراطقة بالعمل في مدينة دمشق المستقلة , فإن رحلة بول عبر الطريق إلى دمشق أيضا أكثر قابلية لعدم التصديق ....

هــــوامـــش البنود السابقة :

السادة المتصفحون رحلات بولس شاول الفرّيسي)
هنا سأكتب بعض الملحقات التي وردت على هامش النص الرئيس , رأيت إضافتها أولا بأول
لأهميتها , من جهة , و لأنها كثيرة جدا , بحيث يجب أن تواكب فقرات النص الرئيس حتى لا تفقد الغرض منها ... بعد ذلك سوف أواصل تقديم النص الرئيس .. مع الشكر
شاهد على إعدام :قديس مسيحي يبدأ بداية ذات صدى

رحلات بولس شاول الفرّيسي)
{{
واخرجوه خارج المدينة ورجموه.والشهود خلعوا ثيابهم عند رجلي شاب يقال له شاول. ...... وكان شاول راضيا بقتله... }} ( أعمال الرسل 7: 58 , 8 : 1 )

{{ 10
وفعلت ذلك ايضا في اورشليم فحبست في سجون كثيرين من القديسين آخذا السلطان من قبل رؤساء الكهنة.ولما كانوا يقتلون ألقيت قرعة بذلك. 11 وفي كل المجامع كنت اعاقبهم مرارا كثيرة واضطرهم الى التجديف.واذ افرط حنقي عليهم كنت اطردهم الى المدن التي في الخارج }} ( أعمال الرسل 26 : 10 - 11 )
حــــزّر , أي نوع من المتعصبين نتعامل معه .!



مــش معقــول !

من غير المعقول ان فــرّيسيا بارزا , أو أي فــرّيسي في الواقع , يدخل في إرتباط وثيق مع رئيس الكهنة , مثلما سجّل شاول انه كان يفعل .
إن شاول مجرد مسخ , و فـرّيسي بعبع , لا يمكن على الإطلاق فهم دوافعه .
Hyam Maccoby, The Myth Maker, p58.

أبو راس كبيره ,أنا إللي فيكم و الباقي ركش

رحلات بولس شاول الفرّيسي)

{{ 1
3 فاني اقول لكم ايها الامم.بما اني انا رسول للامم امجد خدمتي.... ......

ولكن بنعمة الله انا ما انا ونعمته المعطاة لي لم تكن باطلة بل انا تعبت اكثر منهم جميعهم...............
حق المسيح فيّ.ان هذا الافتخار لا يسد عني في اقاليم اخائية .........
كان ينبغي ان امدح منكم اذ لم انقص شيئا عن فائقي الرسل }}
رسالته إلى رومية 11 : 13
رسالته الأولى إلى كورنثوس 15 : 10
رسالته الثانية إلى كورنثوس 11 : 10
رسالته الثانية إلى كورنثوس 12 : 11
تـتـرع رسائل بول بأشاراته إلى نفسه , و نصف الــ37 مرة التي كتب فيها كلمة رسول كانت الكلمة تشير إليه شخصيا !


عــمى مـؤقت
يسوع يلقي إليه بالتحية

رحلات بولس شاول الفرّيسي)

{{
3 وفي ذهابه حدث انه اقترب الى دمشق فبغتة ابرق حوله نور من السماء. 4 فسقط على الارض وسمع صوتا قائلا له شاول شاول لماذا تضطهدني. }} أعمال الرسل 9 : 3-4

صــوت و ضؤ
فكر بإنتباه حول ما يأتي : من كان في الضؤ , من سمع , من رأى , من سقط على الأرض , ومن يكذب ؟

{{3 وفي ذهابه حدث انه اقترب الى دمشق فبغتة ابرق حوله نور من السماء. 4 فسقط على الارض وسمع صوتا قائلا له شاول شاول لماذا تضطهدني. }} أعمال الرسل 9: 3 -4

{{ واما الرجال المسافرون معه فوقفوا صامتين يسمعون الصوت ولا ينظرون احدا. }} أعمال الرسل 9 : 7

{{ 9 والذين كانوا معي نظروا النور وارتعبوا ولكنهم لم يسمعوا صوت الذي كلمني. }}
أعمال الرسل 22 : 9

{{ 12 ولما كنت ذاهبا في ذلك الى دمشق بسلطان ووصية من رؤساء الكهنة 13 رأيت في نصف النهار في الطريق ايها الملك نورا من السماء افضل من لمعان الشمس قد ابرق حولي وحول الذاهبين معي. 14 فلما سقطنا جميعنا على الارض سمعت صوتا يكلمني ويقول باللغة العبرانية شاول شاول لماذا تضطهدني.صعب عليك ان ترفس مناخس }}
أعمال الرسل 26 : 13 - 14


إنتهت الهوامش , و عودة إلى النص الرئيس
ـــــــــــــــ

مـــهـــتـــد ؟

ما مدى إمكانية صحة أن بول /شاول قد إهتدى إلى المسيحية في ظرف سنة أو سنتين من الــصلب ( إريناوس يقول 18 شهرا ) ؟ إذا كان هو حقـّا زيلوطيا ( غيورا ) ناضج العقل على الديانة اليهودية , و كان غير متاثر عاطفيا و بمنأى عن كرازات وتجوالات الإله البشري و أعماله الإعجازية ـــ تنقصه "معجزة " العمى ـــ فلماذا يعتنق عن طيب خاطر الهرطقة , من بين كل الناس ؟ إن الأناجيل الأربعة لاتذكر, بل و لا حتى توحي باسم رسول من الرواد الأوائل يدعى بول .
هناك أيضا تواز غريب بين خطاب الإضطهاد المزعوم من يسوع السماوي إلى بول الأعمى (" شاول .... شاول .. لماذا تضطهدني.صعب عليك ان ترفس مناخس " ) و بين إضطهاد ديونيسيوس الذي نجده في أعمال أيوريبديس "The Bacchae " و كلاهما يستخدم كلمة " مناخس " .

إذا كان بول ( شاول ) حـقـّا قد كفر إلى درجة أنه إنضم ( أو أسس ) مذهبا جذريا جديدا , فكيف لم يلعن( أناثيما ) كهنة اليهود إسمه ؟ و للتأكد, فإن اليهود المسيحيين ( الإيبونيين ) قد أدانوا فعلا بول , و فعلوا ذلك بأشد الكلام خشونة ــ بل وقالوا إنه في الحقيقة متحول يوناني متذمر , قوبل تحـّرقه بالرفض من قبل إبنت رئيس الكهنة ! ( إيبيفانيوس , باناريون 16 ) . لكن ذلك حدث في القرن الثاني , بعد حياة و موت بول الرسول بفترة طويلة .
إن " الإضطهاد " الباكر للكنيسة حديثة الولادة يبدو غير محتمل على نحو بارز لأنه ما أن تحول شاول ( مدمر القديسين ) إلى الرسول بول , و إقتادته الأخوية في أمان إلى القيصرية ثم إلى وطنه طرسوس , حتى توقف الإضطهاد على نحو مفاجيء . إن " الإضطهاد " هو بالكامل سيرك ذو مهرج واحد .

{{ 31
واما الكنائس في جميع اليهودية والجليل والسامرة فكان لها سلام وكانت تبنى وتسير في خوف الرب وبتعزية الروح القدس كانت تتكاثر }} ( أعمال الرسل 9 : 31 )

إن " شاول مضطهد الكنيسة " قبل المسيحية بأكمله لا معنى له كتاريخ ــ لكن له معنى لاهوتيا . " يهودي زيلوطي ( غيور ) يرى نور يسوع , و يصبح مسيحيا " إن الغرض اللاهوتى واضح وضوح زيف المقالة كتاريخ .

يـهـود قـتـلـة فـي دمـشـق
ما مدى إمكانية صحة هروب بول " في سلة " من مدينة دمشق ( أعمال الرسل 9 : 25 ) ؟؟ تستخدم السلة المربوطة بحبل في العادة لشراء خبز من الباعة المتجولين , تدلى السلة و بها النقود ثم ترفع بعد ذلك و بها الخبز . و لكن سلة بحجم رجل ؟! لماذا لم يستطع بول أن يستمسك ببساطة بالحبل و يهبط كأي شخص عادي ؟
و ممن كان يهرب بول ؟ ..طبقا لشاهدته " نفسه " , ( رسالته الثانية إلى كورينثوس 11: 32 - 33 ) كان يهرب من " الحاكم تحت إمرة الملك الحارث ," الحارث الرابع كان ملكا نبطيا إمتد ملكه على مساحة واسعة من عاصمته البطراء , غير ان بول لا يذكر لنا لماذا كان يطارده .
لكن سفر أعمال الرسل المتماسك في عدوانيته للــ"يهود " يقول لنا أن اليهود نووا إغتياله ( أعمال الرسل 9 : 23- 24) . لماذا كان اليهود ينوون قتلة ؟ .. إن أي سمعة يمكن أن يكون بول قد نالها بين يهود دمشق هي أنه فارض للديانة اليهودية بالقوة , و ليس كهرطيق من المسيحيين .
إن التفسير الضعيف الذي يقدمه سفر اعمال الرسل هو أن بول اربك اليهود في المعبد بيسوعه .
و هذا ظاهريا يبدو سببا كافيا لهم لكي ينظموا محاولة إغتيال و مراقبة بوابات المدينة " ليلا و نهارا " ( كانت هناك سبع بوابات على الأقل ), و هو عمل يستدعي توظيف عدد غير قليل من المستعدين للقتل .
يطرح أوكنور OConnor سؤالا منطقيا و معقولا :
"" لماذا كان على اليهود أن يراقبوا مخارج المدينة بينما كان من السهل عليهم جدا إيجاد أين يقيم بول و تدبير" حادثة " له هناك ؟؟ "" OConnor , A Critical Life, p6.

بعد ان واجه بول عداء من إخوانه في الدين السابقين ., ما مدى إمكانية صحة أنه و هو لتوه جرب تحولا غيّـر حياته , ذهب إلى " العربية " لمدة ثلاث سنوات ــــ العربية التي طاردته من دمشق ــ, بدلا من الإلتحاق بالرفاق الأرضيين لربه المكتسب الجديد ؟؟
أليس من المفروض انه كان سيسعى للأمان مع المسيحيين ؟ أليس من المفروض انه كان سيرغب في التحدث مع أم مخلّـصه التي لا زالت على قيد الحياة , و ان يزور الأماكن التي كرز فيها يسوع و فعل معجزاته , و يسير على طريق الجلجثة , و يتامل في البقعة التي عانى فيها ربه الجديد آلامه ؟ ( هل من الممكن ان بول لم يقم بشيء من هذه الأشياء لأن الميلاد العجائبي , و الأعمال الإعجازية , و عملية الصلب , لم تضف بعد إلى القصة ؟؟!!


هوامش البنود السابقة :
ــــــــــــــــــــ

هل كان يجلس مرتاحا ؟

رحلات بولس شاول الفرّيسي)
يهبط بول هبوطا مريحا من سور دمشق . و بالطبع كان في دمشق سلال بحجم رجل , معدة للهروب السريع !
و من الجدير بالملاحظة أن المسيحيين الأولين إذا كانوا قد هربوا و لجأوا بالتحديد إلى دمشق فذلك منطقيا بسبب أنها كانت تشكل ملاذا آمنا بعيدا عن متناول رئيس الكهنة .
رحلات بولس شاول الفرّيسي)
باب كيسان من دمشق القديمة ( الآن أبرشية أرثوذكسية يونانية ) يـّدعي شرف هبوط بول الليلي في سلة ( أعمال الرسل 9 : 25 , رسالته الثانية إلى كورنثوس 11 : 32 )
ما الذي كنت ستختار , سـلّـة أم مجرد حبل ؟

من أين يلطشون أفكارهم ؟

رحلات بولس شاول الفرّيسي)
الزلزال حقيقي ـــ يفعل على الأرجح أكثر من " فك القيود و فتح الأبواب "

يوسيفوس فلافيوس يتعرض لخيانة من " يوحنا " فيختار حليفا إسمه " سيلا " و يهرب هروبا إعجازيا !

و لما أتي يوحنا ( من جيكالا ) إلى مدينة طبرية , أغرى الرجال بنقض ولائهم لي .
......
و قد أتى رسول من سيلا الذي كنت قد عينته حاكما على طبرية ....
........
و عند وصول هذه الرسالة جمعت مائتي رجل معي و سافرنا طوال الليل ...
...
وقد رفض الحراس الذين كانوا حولي, باستثناء واحد , و عشرة من رجاله المسلحين , حاولت إلقاء خطبة للجموع ..... و لكن قبل أن ابدأ في الكلام ...
و من اجل سلامتي الشخصية , و الهرب من الأعداء هناك ..
......
حملت على ظهر واحد هيرود الطبري , الذي قادني إلى البحيرة , حيث استوليت على مركب , و دخلت فيه , و هربت من اعدائي على نحو مفاجيء , و حضرت إلى تاريتشس ."

– Josephus, Life 17

قارن فكرة النص أعلاه بفكرة هذه الأعداد من الإصحاح 15 لأعمال الرسل

38واما بولس فكان يستحسن ان الذي فارقهما من بمفيلية ولم يذهب معهما للعمل لا يأخذانه معهما.
39 فحصل بينهما مشاجرة حتى فارق احدهما الآخر.وبرنابا اخذ مرقس وسافر في البحر الى قبرس.
40 واما بولس فاختار سيلا وخرج مستودعا من الاخوة الى نعمة الله
( أعمال الرسل 15 : 38 - 40 )
ونحو نصف الليل كان بولس وسيلا يصلّيان ويسبحان الله والمسجونون يسمعونهما.
26 فحدث بغتة زلزلة عظيمة حتى تزعزعت اساسات السجن.فانفتحت في الحال الابواب كلها وانفكت قيود الجميع.
27 ولما استيقظ حافظ السجن ورأى ابواب السجن مفتوحة استل سيفه وكان مزمعا ان يقتل نفسه ظانا ان المسجونين قد هربوا.
28 فنادى بولس بصوت عظيم قائلا لا تفعل بنفسك شيئا رديّا لان جميعنا ههنا.
29 فطلب ضوءا واندفع الى داخل وخرّ لبولس وسيلا وهو مرتعد .
( اعمال الرسل 16 : 25 -29 )

نواصل , من اين يلطشون افكارهم ؟

و كانت خاتمة امره منقلبا سيئا لان الحارث زعيم العرب طرده فجعل يفر من مدينة الى مدينة والجميع ينبذونه ويبغضونه بغضة من ارتد عن الشريعة ويمقتونه مقت من هو قتال لاهل وطنه حتى دحر الى مصر

هل الكلام عن بول ؟ لا ... إنه عن رئيس الكهنة جاسون , مثلما يرد في سفر المكابيين الثاني 8 : 5 . و كان ذلك في سنة 172 قبل الميلاد !

بول الملائكي

رحلات بولس شاول الفرّيسي)

لا نعرف شيئا عن ملامح بول أكثر من معرفتنا لملامح الإله البشري , لكن الأبوكريفا تاتي لإسعافنا .. ضئيل الحجم , اصلع الرأس , مقرون الحاجبين , مقوس الساقين , ذو أنف كبير مقوس أحمر .
Onesiphorus ، اعمال بول وثيكلا (القرن الثاني). يواصل القول مضيفا إن بول يظهر بوجه رجل ثم ينتحول إلى وجه ملائكة .

بينما نجد رأي معاصريه طبقا لكلامه في رسالته الثانية إلى كورنثوس الإصحاح 10, انه قوي الأسلوب كتابة , و شخصية ضعيفة الحضور, و متحدث فدم عيي !!

: 10 لانه يقول الرسائل ثقيلة و قوية و اما حضور الجسد فضعيف و الكلام حقير

مــجــمــع أورشـلـيـم ؟

يقـول الإصحاح 15 من سفر أعمال الرسل إن إقامة بول الطويلة في انطاكية ,التي تلت رحلته التبشيرية الأولى , قد إنقطعت بسبب " المشـرّعين " في إقليم اليهودية الذين كانوا يصـّرون على أن الخلاص يقتضي الإختتان . قرع ناقوس الخطر , و أختير بول و برنابا لترأس وفد إلى أورشليم لمقابلة الرسل و الشيوخ . المقابلة هي " مجمع أورشليم " الشهير.
يؤرخ تقليديا بين سنة 48 و سنة 52 , و يسجل سفر أعمال الرسل ان الاجتماع ساده التوافق و الوئام , مع حل المسالة ودّيا و بطيب خاطر . يمــتّـع بول الأخوة هناك بحكايات عن "معجزات و أعاجيب" بين الوثنيين ( 15 : 12 ) و يصدر يعقوب قرارا فيما يتعلق بختان الوثنيين بأن : " لا نثقل عليهم "( 15 : 19 ). و عند الرجوع إلى أنطاكية " فرحت " الأخويّـة ( 15:32 ) .

لكن ما يسجله بول نفسه عن الإجتماع مع " أولئك الذين يبدون ألأكثر ثباتا " مختلف جدّا .
فهو يذهب لأورشليم كنتيجة لــ"ــرؤية " أعلنت له ( رسالته إلى غلاطية 2 : 2 ) و يتحدث في الواقع عن مواجهة و صدام .

إذا كان هناك حقـّا " مجمع اورشليم " الذي ربح فيه بول قضية أن الوثنيين لا يحتاجون إلى الختان , فلماذا قام بول شخصيا , بعد ذلك بقليل , بختان تيموثاوس , التلميذ الذي وجده في ليسترا ؟ ( 16 : 3 ) . للتأكد , يقال لنا إن تيموثاوس نصف يهودي لذا فالحجة الدفاعية هي أن ختانه تـمّ " لكسب قبول " يهود المنطقة , لكن مثل هذه الحجة تفترض مشاهدة علنية عامة لمذاكير تيموثاوس المسكين .( ليس هناك حتى ما يوحي بأن تيموثاوس سوئل عن شعوره نحو ذلك ) . و لكن الأكثر إثارة للتعجب و الإستغراب هو ما يقوله بول نفسه . فهو يعلن على نحو محدد ان , ليس تيموثاوس , بل تابعه اليوناني الآخر تيتوس الذي كان غير مختتن !

{{ 3 لكن لم يضطر ولا تيطس الذي كان معي وهو يوناني ان يختتن. 4 ولكن بسبب الاخوة الكذبة المدخلين خفية الذين دخلوا اختلاسا ليتجسسوا حريتنا التي لنا في المسيح كي يستعبدونا }} ( رسالته إلى غلاطية 2 : 3-4 )

" إخوة كذبة " , " جواسيس " , يحاولون جعل بول و حاشيته " عبيدا " ؟!
مثل هذه المحبة , مثل الزمالة المسيحية .

مــؤسـس كـنـائــس ؟

الكثير من التعجب و الإستغراب هنا . من المفترض أن بول أسـس كنيسة أفسس ( أعمال الرسل 18 : 18 ؛ 19 : 5 -7 ) و أنه انفق وقتا مع إخوانه في الدين في هذه المدينة أكثر مما انفق في اي مكان آخر ( ثلاثة شهور خلال رحلته التبشرية الثانية , و ثلاث سنوات خلال الرحلة الثالثة ) . و يتم تحفيزنا على الإعتقاد بأن رسالتي بول إلى
" كورنثوس " قد كتبتا في افسس , و أنه هناك حيث إستقبل مندوبين مضطربين من كورينثوس , و ترأس أول حرق مسيحي للكتب ( أعمال الرسل 19 : 19 ) .

مع ذلك , كان يوحنا الرسول المقيم في افسس بعد حادثة الصلب , الذي يشار إليه دائما كمؤسس لكنيسة افسس . و برغبة من يسوع نفسه , وضعت مريم العذراء تحت رعاية يوحنا , و يبدو انهما سافرا إلى افسس هناك بنى يوحنا بيديه " بيت مريم " ــ و هو بيت موجود إلى هذه اللحظة !!

يقال لنا ايضا ان يوحنا كان معلما للأسقف بوليكربو الموقـّر , في مدينة ازمير القريبة .
فيما لم يجر الحلم بقدر مريم العذراء النهائي لقرون , يذكر إريناوس في القرن الثاني ( الذي إقتبس من أوسيبيوس 23 ) أن يوحنا بقي في افسس حتى زمن الأمبراطور تراجان (98 م ــ 117 م ) و طبقا لديونيسوس في القرن الثالث كان له , ليس قبرا واحدا , بل قبران في افسس .
و هكذا فالقصة تصرح بأن يوحنا الرسول عاش وقتا طويلا في المدينة التي بشـرها بول في رحلته الثانية و التي يفترض " شعبيا " انها بدأت في سنة 49 م .

مع ذلك , و بالنظر إلى لتداخل في الزمان و المكان
, لم يتعرف بول أبدا إلى مريم , و لم يتشاور أبدا مع زميله يوحنا الرسول . . . غريب فعلا !, هذا أقل ما يمكن ان يقال .

ما يحدث هنا هو بالضبط
: تجاهل متبادل , فظاظة , و عداء ــــ في قلـب كنيسة المـحـبّـة ؟











vpghj lu f,gs ( ah,g hgtv~dsd)