الـــفــصـــل الأوّل



تمهيد الأرضية للمسيحية في العالم القديم


نــــقِِّ و اخــلــط !




مــــصـــــر الـــرومــــانـــيـــّة : بـوتــقــة إنــصــهــار قــديــمــة

بعد ضمّ مصر إلى روما سنة 30 ق.م. فقد اليونانيون ( الإغريق) موقعهم كطبقة حاكمة للبلاد و صاروا رعايا .
الآن و بعد أن صار اليونانيون موظفي دولة ( بيروقراطيين ) و ليس حكّـاما إبتدؤوا في تبني أعراف و تقاليد المصريين المحليين .
كان المصريون المحليون دائما في أسفل السلّم الإجتماعي , بل حتى أن الرومان كانوا يفرضون عليهم ضرائب أكثر مما يفرضونها على اليونانيين . الأسوأ من ذلك , أن البلد رغم تحوله إلى إقطاعية لملك غائب يدعى " قيصر" فإن ذلك حرم السكان المحليين من إلاههم الملك الفرعوني . و لما كانوا شديدي التدين , فقدوا وجدوا انفسهم مجبرين على الإنخراط في تحريفية دينية لإيجاد إله رئيس للاهوتهم القديم .
دخل اليهود في المزيج المسكر , و هم أقلية قلقة عبر قرون , و خاصة في الأسكندرية .
إندمج اليهود كمهاجرين بعد سقوط المعبد سنة 70 م ,لكن جميع اليهود تعرضوا للتنكيل بعد تمردهم بين سنتي 115ــ117 , و تلى ذلك فيما بعد قدوم موجة جديدة من العبيد و المهاجرين اليهود إلى مصر بعد حرب سنة 132 ــ135 م .
بين كل هذه الطوائف المتشردة و التائهة كان يتحرك وكلاء ثقافات و " ديانات غامضة " متنوعة يتنافسون فيما بينهم لكسب اعضاء جدد كما يتنافسون في سرقة الأفكار من بعضهم البعض . و كانت أنجح ديانة من بينها ــــ و أعظم مثال على التوافقيّة ــ هي المسيحية .


اليونانيون يخلقون ألها عالميا : سيرابيس


أول فرعون يوناني كان يريد إلها مركبا واحدا لكي يجمع رعاياه على تنوعهم في وحدة واحدة ,. و في مثال تقليدي على عملية السينكريتيزم ( التوفيقية ) تم جمع شخصيات و صفات عدة آلهة قديمة في إله واحد , الإله سيرابيس .
أصبحت عبادة الرب سيرابيس ديانة الدولة الرسمية في كل مصر . و مع الإحتلال الروماني إنتشرت العبادة في كل الأمبراطورية .
الجذور الوثنية للديانة المسيحية
أوزيريسOsiris
كان أوزيريس كبير الآلهة المصرية و ملك العالم السفلي .
و أخذ صفة إله الزراعة و الطبيعة خلال حكم الأسرة الخامسة ( 2465 ــ 2323 ق م )

الجذور الوثنية للديانة المسيحية
هاديس
إله العالم السفلي اليوناني

الجذور الوثنية للديانة المسيحية
ديونيسيوس
إله الزراعة و الخمر اليوناني
الجذور الوثنية للديانة المسيحية
سيرابيس
النسخة المصريةـــ اليونانية عن زيوس
" دخل هذا الغاصب المحظوظ إلى العرش و إلى سرير اوزيريس " ( جيبون )
الجذور الوثنية للديانة المسيحية
السلّة على رأسه تشير إلى المحاصيل الوفيرة .

الجذور الوثنية للديانة المسيحية
أبيس
أختير ثور كعلامات مميزة في جسمه و كان يعتبر مولودا من بقرة عذراء حملت من الإله الخالق المحلي باث
الثالوث المحلي هو : باث ــ سوكر ــ أوزيريس
أبيس

الجذور الوثنية للديانة المسيحية


سيرابيس

يجسد الرب الجديد المظاهر لعديد من الالهة القديمة , بما في ذلك أوزيريس و آبيس المصريين, و ديونيسيوس و هاديس اليونانيين . كان البطالمة ( البطالسة ) يرغبون في أن ينال الإله الجديد إقبالا في بلاد تزداد عالميتها بإضطراد . و نتيجة لذلك كان سيرابيس يملك اكثر من مئتي أسم محلي بما في ذلك ( طبقا لمراسلات الإمبراطور هدريان !!) المسيح
بنيت المعابد الكبرى لهذا الإله في السكندرية و ممفيس . و كان الــSarapeum في الأسكندرية أكبر صرح في الحضارة الوثنية . و هذا البناء المركب الضخم يخلط "" العملقة " المصرية بالجمال والنعمة اليونانية .
من بين كل الآلهة المصرية اليونانية ظل سيرابيس ناجيا فترة طويلة بالإضافة إلى العصر الروماني .
بصهر صفات الكثيرمن الالهة القديمة في الإله سيرابيس فإن ممارسة التوحيد كانت قد تأسست في السكندرية عبر عدة مئات من السنين .

hg[`,v hg,ekdm gg]dhkm hglsdpdm