زعيـم عصابة يستأجر قوّادا لكتابة الكتاب المقدس !

فاز دامسوس الأول بعرش البابوية في ظروف لا يرغب المسيحيون بالأحرى في الحديث عنها . كانت مدينة روما قد فقدت بحلول النصف الثاني من القرن الرابع الكثير من عظمتها الأمبراطورية , و كان الكنسيون المتنافسون " يحمون" مناطق نفوذهم في المدينة . و عندما مات البابا ليبيريوس سنة 366 م , كان هناك قسيسا طموحا إسمه دامسوس يضع عينه على العرش البابوي . لسؤ حظ دامسوس , كان هناك قسيس منافس آخر يدعى أورسينوس قد سبقه و كان أتباعه قد اعلنوا إنتخابه حبرا أعظما . دامسوس , و هو ليس من الذين يستسلمون بسهولة , أعلن عن نفسه بابا بعد أسبوع من ذلك , و بدأت المشاحنات و المنازعات بين الفرقتين المتنافستين .

واتت الفرصة دامسوس حين حاصرت عصابته عصابة اورسينيوس في كنيسة مريم الكبيرة . و لما لم يستطيعوا الإقتحام , فقد تسلقوا إلى سقف المبنى , و حفروا فيه فتحة و بدأوا في إمطار الحجارة على رؤوس منافسيهم . و حين طلبت عصابة أورسينيوس الهدنة بعد ثلاثة ايام , أخرج من الكنيسة المحطمة 177 شخص بين قتيل و محتضر . و هكذا برز حبر أعظم حقيقي . مع ذلك أورسينيوس نفسه لم يؤخذ و سيستمر الخصام بين العصابتين لمدة 15 سنة اخرى , مما كان يستدعي تحكيم حاكم المدينة الوثني من وقت لآخر , كما صار دامسوس مجبرا على التحرك في المدينة تواكبه مجموعة من المصارعين المسلحين كحرس شخصي .
إن تهمة القتل ظلت معلقة فوق رأس دامسوس لسنين طويلة , فيما سوّد سمعته في أعين الكثيرين تخليه عن زوجته و عائلته , لكي يكون مثالا على العفة الكنسية إفتراضا , و لكن أيضا لإدارة مواخير الدعارة في مدينة روما !! و نال دامسوس المغازل لقب " قرط النسوان" .
'matronarum auriscalpius'
في مدينة ميلان إنزعج الأمبراطور فالينتيان الغضوب من
عمليات الإختلاس للأموال الموروثة التي تؤدي إلى طبقة النبلاء القديمة , فأصدر قانونا لدامسوس شخصيا . هذا القانون الذي امر الإمبراطور بقرائته في جميع الكنائس , يمنع رجال الكنيسة من التردد على بيوت " الأرامل و الأيتام " أو قبول المزيد من الهدايا او التركات