وقــــت الــحــفــلـــة :

بفضل شفاعة مارسيا و وساطتها سرعان ما أفرج عن كاليستوس , و بعد رجوعه من المعتقل إلى روما أرسله البابا فيكتور إلى الجنوب لإدارة عملية مدينة أنتيوم ( انزيو) للمجنبات المالية الشهرية . و مع وفاة فيكتور و انتخاب زيفيرينيوس , تم استدعاء كاليستوس لكي يعود للعمل في العاصمة من قبل رب العمل الجديد , و تم تعيينه لإدارة قطعة أرض للدفن كانت الكنيسة قد حصلت عليها . و طبقا لما يرد في الموسوعة الكاثوليكية " حصل كاليستوس على تأثير عظيم على زيفيرينيوس الأمي الجاهل الطمـّاع بواسطة الرشاوي " و مع وفاة زيفيرينيوس تحرك كاليستوس نحو مقعد الرئاسة .
تزامنت فترة مكوث كاليستوس في منصب البابا ( 217 ــ 222 ) بالضبط مع عهد أشد الأباطرة في غرابة الأطوار , و هو الأمبراطور السوري إلاجابالوس .
كان عمر المتخنث السوري 14 سنة عندما جاء إلى العرش , و كان يجمع مع ثنائيته الجنسية الشنيعة تعصبا دينيا . كان تابعا عاطفيا لوالدته ( التي كان له معها علاقة جنسية ) , و تزوج في تتابع سريع ثلاث نساء مسنات ( بمن فيهن راهبة عذراء من كاهنات الربة فيستا ) و تزوج من ذكر سائق عربة حربية . و مثل كاليغولا و نيرون من قبله نهل إلاجابالوس من التجارة الخام في شوارع روما , بل و التمس " الحيل " داخل اروقة القصر الإمبراطوري نفسه .
أحاط إلاجابالوس نفسه بحاشية من المتخنثين , وقلد المفضلين جنسيا لديه مناصب رفيعة , و من بينهم ,ممثل ( قائد للحرس البريتوري) , و سائس بغال( المأمور الأمبراطوري لجباية الضرائب ) و حلاق,
كان إلاجابالوس مثل كاليستوس كاهنا أكبر . و في حالته لعبادة حجرا أسود ( من المؤكد تقريبا أنه من نيزك ساقط ) كان قد جلبه معه في حلية مرصعة بالجواهر من حمص إلى روما . لكنه كان يؤمن أيضا أنه هو ذاك الإله , اله الشمس المتجسد بشرا . و فرض موكبا سنويا يطوف بشوارع روما و فيه يركض إلاجابالوس إلى الوراء أمام عربة تحمل إلاجابالوس الحجر . و كان يرتدي ملابس حريرية و غالبا ما يكون يضع شعرا أشقرا مستعارا ( باروكة ) . إن غرابة ثنائيته أثبتت لجماهير العامة أن إلاجابالوس ليس مجرد إنسان فان فقط .
لم تكن الحروب و الضرائب الجشعة من شؤون إلاجابالوس . كان همـّه الأول هو تحويل روما متعددة الأرباب إلى روما ذات رب واحد بالقسر و الإجبار . و كان كاليستوس يشاطره الهدف . و تمشيا مع روح العصر كان ملحوظا أيضا تبني كاليستوس لسياسة " الباب المفتوح " مع الفسق .
لمزيد من إشمئزاز هيبوليتوس و تيرتوليان الزاهد القرطاجي ( الذي كتب هجوما لاذعا
pudicitia') ضم كاليستوس الزناة و القتلة إلى الكنيسة , مقابل الطلب منهم لبيان "الندم " فقط .
كاليستوس مثل إلاجابالوس لاقى نهاية مفاجئة : فقد قتل على ما يبدو في احداث الشغب و هي ربما نفسها احداث الشغب في مارس / آذار 222 التي أعقبت إغتيال ألاجابالوس . فبعد قتله و سحل جثته في الشوارع توجه غضب الجموع نحو أتباعه و حاشيته " فلاقى عدد كبير من انصاره و مؤيديه موتا عنيفا " .
هناك كاتب واحد فقط أشار إلى أن كاليستوس قتل على يد غوغائي وثني غاضب من توسع المسيحية في منطقة تراستيفيرا (Duffy, Saints and Sinners, p14: دوفي : قديسون و آثمون ص 14 ) و وفقا للأسطورة ألقيت جثة كاليستوس في بئر .

واصل هيبوليتوس شن هجماته على الفصيل المسيطر ( باعتباره البابا المنافس ) ـــ على أوربان الأول ( 222 ـ 230 ) ثم على بونتيانوس ( 230 ـ 235 ) ـــ إلى ان وصل إلى الحكم أمبراطور جديد ليس صديقا لأي فرقة مسيحية و هو الإمبراطور ماكسيموس ثراكس , فأرسل هيبوليتوس ( و بونتيانوس ) إلى معتقل مناجم الفضة في سردينيا , حيث مات المنظر اللاهوتي العجوز هناك .

هـــامـــش :
ــــــــــــــــــــ
أصدقاء مهمين للبابا كاليستوس

كومودوس ــ المصارع الأصيل .




..........ألاجابالوس ــ حاجه زي كده