بسم العليّ القدير الكامل القداسة والعدل..الاله الواحد الاوحد الذي لا مثيل له..نبدأ نقطتنا الثانية..
..
في هذه النقطة سنتناول امراً بسيطا وعميقا في آن واحد..
..
فسنطرح نصا وتعليما..ونناقش صلاحه او بطلانه..هل هو التعليم المثالي الذي يمثل كمال وقداسة الله..ام لا..وسنقارن المبدأ هذا بالمبدأ المسيحي المقابل له..ونرى ايهما اكمل واصلح للبشر..وايهما يمثل كمال الله وقداسته...
...
...
الشورى 40
وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ
..هنا يسمح الله للمسلم بارتكاب السيئة مثل السيئة التي تلقاها في رد السيئة..والخيار الثاني الذي يقدمه هو التسامح..
وبما ان السيئة شر! فهنا يامر الله بارتكاب الشر في رد الشر..
ومن الايات الاخرى المشابهة في المعنى
-الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ
-وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنْفَ بِالأَنْفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْـزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ
...
...
بينما يعلمنا الكتاب المقدس:
رومية الأصحاح 12 العدد 17 لاَ تُجَازُوا أَحَداً عَنْ شَرٍّ بِشَرٍّ. مُعْتَنِينَ بِأُمُورٍ حَسَنَةٍ قُدَّامَ جَمِيعِ النَّاسِ.
رومية الأصحاح 12 العدد 21 لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ.
تسالونيكي 1 الأصحاح 5 العدد 15 انْظُرُوا أَنْ لاَ يُجَازِيَ أَحَدٌ أَحَداً عَنْ شَرٍّ بِشَرٍّ، بَلْ كُلَّ حِينٍ اتَّبِعُوا الْخَيْرَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ وَلِلْجَمِيعِ.
..

فاحب ان اسألك يا اخي البخاري..ايهما اصلح للبشر
-ارتكاب الشر..في رد الشر..فَنُساهِم في نشر الشر وزيادته..ونتيجة الشر لا يمكن ان تكون خيرا..ونحاول اطفاء النار بنار مثلها؟
مع العلم ان من يرتكب الشر مرة..سيجعله هينا في عينه ويشجعه على تكرار ارتكاب الشر
-ام رد الشر بالخير..فنطمر الشر وندوسه..رافضين اياه والتعامل به..ونطفأ النار بالماء..
وهنا قد نساعد الخاطئ بحقنا ان يعود للخير..ويندم..بدلا من ان نكون مثله في شره ونجازيه بالمثل!
...
ايهما تظن عزيزي البخاري تناسب قداسة الله الكاملة وبعده عن الشر ابتعادا كلياً وتوضح سمو تعاليمه الحقّة المثالية التي تمثل كمال صلاحه..
- ان يأمر بارتكاب الشر..وان يسمح بذلك..ويشجع عليه..وهو الذي نؤمن (او انا على الاقل) انه قدوس ليس شرير ولا يريد الشر في العالم بل يريدنا جميعا ان نكون اخيارا في كل حين لنخلص ...
- ام ان يامر بعدم ارتكاب الشر في اي حالة...
فالشر شر مهما كان..
كما ان الكذب كله كذب وليس الواناً ابيض واسود..الخ
وبذلك هو خطيئة والله لا يامرنا بالخطيئة بل يعاقبنا عليها..بل يتجاوز منعنا الرد بالشر الى امرنا بالرد بالخير..اي ان لا نسكت بل نقاوم ولكن بدل الشر(كما عندكم) بالخير نقاوم..؟؟
..
..
اوليس التسامح فضيلة عظيمة؟ لماذا لم يأمركم الله بها بدل من امركم وسماحه لكم بارتكاب الشر في المقابل؟
يقول الكتاب المقدس:
مرقس الأصحاح 11 العدد 25 وَمَتَى وَقَفْتُمْ تُصَلُّونَ فَاغْفِرُوا إِنْ كَانَ لَكُمْ عَلَى أَحَدٍ شَيْءٌ لِكَيْ يَغْفِرَ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ زَلاَّتِكُمْ.

أفسس الأصحاح 4 العدد 32 وَكُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، شَفُوقِينَ مُتَسَامِحِينَ كَمَا سَامَحَكُمُ اللهُ أَيْضاً فِي الْمَسِيحِ.

كولوسي الأصحاح 3 العدد 13 مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً، وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً انْ كَانَ لأَحَدٍ عَلَى احَدٍ شَكْوَى. كَمَا غَفَرَ لَكُمُ الْمَسِيحُ هَكَذَا انْتُمْ ايْضاً.
..
تحية وسلام