الحق أني بعد أن وضعت ردي السابق ، انتظرت أحد أمرين :
فإما اعترافاً بحق ، وإما جدالاً بحُجة .. وأقر بأنني لا ذلك منك أخذت ، ولا ذاك فيك رأيت .

حجتي قدمتها في اول مشاركة حوارية..وحضرتك لم تنفها..واقررتني عليها..!! فلم ار داعيا للاضافة عليها..ولكن سيحصل ان كان ذلك مطلبك..
اما قولك اني لم ارد على اكثر مداخلتك فهو ليس بالدقيق..ففي مداخلتي رددت على كلامك ولكني لم اقتبسه كله منعا للتكرار..
وثانياً : تغالط مرة أخرى وتتهمنا جزافاً بأنا ننسب الشر إلى الله - معاذ الله ، وقد رددنا عليك أيضاً لكنك تضطرنا إلى الإعادة ، والله المستعان .

جزافاً؟ الست بلسانك قلت ان الله يسير البعض على الشر كونا؟
اوليس ذلك شر؟ اوليس التسيير خلاف ما اتيت به بنفسك من ايات التخيير من ذات قرانك عزيزي؟ فكيف يجتمع النقيضان عند الله ؟
فاما هو مخير للكل او مسير للكل...او انه ظالم لانه يجمع بينهما فيسير احدهم على خير (كما في عصمة الانبياء عندكم من الكبائر) فيذهبون الجنة رغما عن انوفهم مسيرين..او يسير على الضلال..كما ساسرد قريبا عليك بعض الادلة..التي طلبتها! واعتقد اني فعلاً اخطأت بعدم ذكري السابق لها..لا حل اخر عند غير هذه الثلاثة
..
تعال معي نرى امثلة قرانية عن الشر والله بالاضافة لحديث مهم
وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ..
فهنا يريد زيادة اثمهم ! يل يملي عليهم ليزيدهم اثما!
ترويج للشر من الله! يشجعهم على الشر باطالة اعمارهم وخيرهم! لكي يعاقبهم في النهاية عقابا اشد!! !!!!!!
زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكْرُهُمْ وَصُدُّواْ عَنِ السَّبِيلِ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ
يعني انا كافر..الهك يزين لي كُفري ومَكري..ثم يضلني بسبب ذلك! ولا هاد لي..واخيرا يرميني جهنم عقابا على ضلالي وعدم عبادتي له! قمة العدل صح؟؟ شر؟ طيب ما رأيك لو تخيلنا معا الشيطان مثلا وهل كان ليريد حدوث ذلك ام لا؟ ستجد ان الجواب قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ..فنرى هنا ان الشيطان عدو..لانه مضلل! ولكن في نفس الوقت..الاله الذي يفترض ان يكون قدوسا وعادلا..تنسبون له اضلال الناس..ذات الشر الذي تعادون الشيطان لاجله!! شايفين المنطق الرائع؟؟
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ
الله يجعل المجرمين لينشروا الشر..ملاحضين يا جماعة؟ شايف يا مسلم كيف انكم تنسبون الشر لله؟
تعال معي لوقفة في حديث هو الاكثر طعنا في عدل الله عندي!
وهو في صحيح مسلم وغيره!
دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنازة صبي من الأنصار . فقلت : يا رسول الله ! طوبى لهذا . عصفور من عصافير الجنة ! لم يعمل السوء ولم يدركه . قال " أو غير ذلك ، يا عائشة ! إن الله خلق للجنة أهلا . خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم . وخلق للنار أهلا . خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم
فعجبي ممن يقول بعدالة اله يخلق للنار اهلاً!! وللجنة اهلاً!! هذا الحديث معضلة فعلاً..
وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ
زادهم ماذا الله؟؟ رجساً!!!! وفي محل اخر..زادهم مرضا!! اي كفراً وشكاً!! لكي يهلكون ويرميهم جهنم!!
كل هذا الشر وتقول لي انكم لا تنسبون لله شراً؟؟
ومن هذا الذي لا يشك؟ الا تعلمون ان الشك هو اساس التعلم والتطور؟ وعدم التشكيك هو عدم التفكير! وان من لا يشك مطلقا هو "مؤمن اعمى"؟ عموماً..هي الايات كثيرة والكلام كثير..ولكني اختصاراً..ساكتفي هنا في هذا الموضع..لاعتقادي بان الاطالة ستكون غير ذي فائدة..خاصة واننا لا نتفق على معنى الشر اساسا!
فقلت إنه يسمح به ، فقلنا : كيف يسمح بشيء لا يشاءه ؟! فهو في هذا السماح للشر إما قاهراً وإما مقهوراً ، فإن كان سماحه عن قهر منه وغلبة له فلا يكون إلا بمشيئته ، وإن كان عن غير مشيئته - كما تزعم - فلا يكون ذلك إلا وهو مقهور مغلوب - سبحانه وتعالى !
وهكذا فلا يخرج أمرك إلا إلى شرك أو نسبة نقص لله تعالى !

كم مرة يجب ان اعيد كلامي؟ ساعيده مره اخرى

كل ما هو ضد الله وتعاليمه ...شر! فهذا تعريف الشر عندي...فالشر ليس موجود بذاته وليس الله خالق للشر فذلك تجديف بحق الله وجدح وضرب بقداسته..فالشر ليس مخلوق...انما هو كل ما يخالف الله...
فان قسنا الان قولك بان الله "يشاء الشر" على قاعدة تعريفنا السابق..سنكون بذلك نسبنا التناقض لله..لاننا عندها سنقول مثلا
ان الله الكامل المحبة(عندي على الاقل) يشاء ما هو ضدها اي الكراهية..فنكون نسبنا له النقيض!
وان الله الكامل العدل يشاء الظلم ! وهذا تناقض بين
فكيف يكون الله خير مطلق..وفي نفس الوقت يريد الشر ويبغاه (يشاءه)؟؟ والامران نقيضان...الشر نقيض الله!!
وان كان مصدر الشر الله ايضا فلما يحاسبنا عليه حسب نظريتكم الغريبة من ان الله يشاء الشر ؟
.......
.........
ناتي لسؤالك..كيف يسمح بشيء لا يشاءه...وساجيبه بشيء من التفصيل حسب رؤيتي لنظرة الكتاب المقدس..(والكلام لتبيين رأيي وتوثيقه لا اكثر(عن طلبك)..وليس من الضروري ان ترد على اقتباساتي من الكتاب المقدس..لان ذلك ليس موضوعنا..)
المشيئة الارادة وحاشا لله ان يريد شراً !!
سماح الله لنا بمعصيته (الشر) هو كمال قداسته..حيث بدونها نكون مسيرين على الخير..الامر الجارح بعدل الله! بل عنده لن تكون فائدة من وجودنا..
هل سماح الله هذا عن ضعف؟ بالتاكيد لا..فذلك استنقاص من قدرة الله..الامر الذي ينفي الالوهية من اساسها..ونحن بالطبع لا نقول بان الله يسمع بمعصيته عن ضعف فالله كلي القدرة
ففي سفر الخروج: يَمِينُكَ يَا رَبُّ مُعْتَزَّةٌ بِالْقُدْرَةِ. يَمِينُكَ يَا رَبُّ تُحَطِّمُ الْعَدُوَّ.
ويقول المرنم في المزامير: بِقُوَّتِهِ الْمُتَنَطِّقُ بِالْقُدْرَةِ
وفي بشارة القديس مرقس: وَمَحَبَّتُهُ مِنْ كُلِّ الْقَلْبِ وَمِنْ كُلِّ الْفَهْمِ وَمِنْ كُلِّ النَّفْسِ وَمِنْ كُلِّ الْقُدْرَةِ وَمَحَبَّةُ الْقَرِيبِ كَالنَّفْسِ هِيَ أَفْضَلُ مِنْ جَمِيعِ الْمُحْرَقَاتِ وَالذَّبَائِحِ».
وفي رسالة يهوذا: اَلإِلَهُ الْحَكِيمُ الْوَحِيدُ مُخَلِّصُنَا، لَهُ الْمَجْدُ وَالْعَظَمَةُ وَالْقُدْرَةُ وَالسُّلْطَانُ، الآنَ وَإِلَى كُلِّ الدُّهُورِ. آمِينَ.

ففي الامر الكثير والكثير من الايات..فهذه امثلة بسيطة جدا..فحاشا الله ان يُنسب له اي نوع من نقص المقدرة...فذلك تجديف عليه لا يجوز بحال!
وننزه الله من الشر كلياً..على عكسكم:
رسالة يعقوب الأصحاح 1 العدد 13 لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ، لأَنَّ اللَّهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَداً.
والشر هنا هو المخالف لوصية الله..وليس ما قد يظنه البشر شرا مثل موت شخص وما الى ذلك..فالله كامل القداسة عندنا..لا يضلل بشرا..ولا يزيدهم شرا ولا رجسا..
ما مشيئة الله وارادته للبشر؟ يجيبنا الكتاب المقدس 1تيموثاوس 2:
3 لأَنَّ هَذَا حَسَنٌ وَمَقْبُولٌ لَدَى مُخَلِّصِنَا اللهِ،
4 الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ.
وفي 1 تسالونيكي 4

3 لأَنَّ هَذِهِ هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: قَدَاسَتُكُمْ. أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ الزِّنَا،
4 أَنْ يَعْرِفَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ أَنْ يَقْتَنِيَ إِنَاءَهُ بِقَدَاسَةٍ وَكَرَامَةٍ،
هل يسيرنا الله على هذا؟ بالطبع لا..
تثنية30: 19 أُشْهِدُ عَليْكُمُ اليَوْمَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ. قَدْ جَعَلتُ قُدَّامَكَ الحَيَاةَ وَالمَوْتَ. البَرَكَةَ وَاللعْنَةَ. فَاخْتَرِ الحَيَاةَ لِتَحْيَا أَنْتَ وَنَسْلُكَ
فالله يسمح بالشر قاهرا..ولكن سماحه لا يلزم مشيئته الشر..فمشيئته الشر تتناقض ومفهوم الله كما وضحت..وتتناقض وكل من عدل الله وقداسته الكاملين
ما هو سبب سماح الله بالشر؟ انه كمال عدله وقداسته..واضافة لذلك:
رسالة يعقوب 1: 2 اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَّوِعَةٍ، 3عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْراً.

فالله يريدنا ان نختار اتباعه وعدم الانصياع للشر..وجهادنا هذا نكافأ عليه..والتجارب التي نمر بها تزيدنا صبرا وايمانا..تزيد المؤمن الحقيقي فرحاً..
فالله يشاء ان نخلص جميعنا..ويستطيع ان يسير الامر هكذا بقدرته..
ولكن ذلك جارح به من عدة جوانب..
اما ما شرحته لك من ايماني..فهو التوفيق بين قوة الله وعدله وقداسته وقدرته..
أما عن زعمك أننا ننسب الشر لله فمنكر من القول وزور ، تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً ، فهو القائل - جل شأنه - : ﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .

واين نفي نسبة الشر لله في الاية؟

تعال معي افتح مصحفك وانظر لسورة مريم الاية الثالثة والثمانين..سنجد
{ أَلَمْ تَرَ أَنَّآ أَرْسَلْنَا ٱلشَّيَاطِينَ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً }
تاملت كثيرا في هذه الاية حقيقة...لان وبصراحة اخذت وقتا حتى هضمتها ...بالاحرى لا زلت في حيرة في بعض اجزائها من امر الله للشياطين واتباعهم له! الامر الغير منطقي اطلاقاً..
يقول امام المفسرين الطبري في اول تفسيره للاية:
يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم: ألـم تر يا مـحمد أنا أرسلنا الشياطين علـى أهل الكفر بـالله { تَوزُّهُمْ } يقول: تـحرّكهم بـالإغواء والإضلال، فتزعجهم إلـى معاصي الله، وتغريهم بها حتـى يواقعوها { أزّاً } إزعاجاً وإغواء. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل.
واصدقك القول...اول مرة قرأت فيها التفسير..تعجبت..وقلت في نفسي كيف يمكن لبشر ان يؤمن بهكذا شيء...ان يقرا هكذا كلام ثم يصدق انه كلام الله وان هذه صفة اله...!! لم اصل لجواب..قلت عل الخطأ في الطبري..فذهبت للقرطبي..فوجدت اول جملة:
قوله تعالى: { أَلَمْ تَرَ أَنَّآ أَرْسَلْنَا ٱلشَّيَاطِينَ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } أي سلطناهم عليهم بالإغواء، وذلك حين قال لإبليس:
{ وَٱسْتَفْزِزْ مَنِ ٱسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ }
[الإسراء: 64].
وبعدها ذهب لان يقول بان هناك من قال بان كلمة ارسل معناها اخلى...الخ..
فيا عزيزي مسلم...تنزه الله عن الشر..ولكن في نفس الوقت تؤمن بانه يامر جيش الشياطين ويسلطهم ضد البشر لتدميرهم بالشر؟ عظيم اذن!
والشر ما كان شراً إلا لانقطاع نسبته وإضافته إليه ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بدعاء الاستفتاح كما في صحيح مسلم عن على بن أبي طالب رضي الله عنه : " لبيك وسعديك ، والخير كله في يديك ، والشر ليس إليك " ، فهكذا دأبك - للأسف - زميلي الكريم في هذه النقطة ، فإما مغالطة وإما اتهام ، وكلاهما عن غير دليل !

ارسي على بر اخي..
اما الشر مشيئة الله...وبالتالي اليه هو!
او انه ليس مشيئته...وبالتالي ليس اليه!
لا يمكن جمع النقيضين معاً!! فمشيئة الله واحدة..خاصة ان كنت تؤمن بانها واجبة الحدوث!
فما زلت تغالط ، وما زلت تخلط بين مشيئة الله وبين إرادته الشرعية ! ما يصيبني بالإحباط حقيقة بعد كل هذا الشرح مني في مداخلتي الفائتة !

انا لا اغالط...ولكني لا اقبل بجعلكم مشيئتين متعارضتين لله!! كلاهما واجبتا الحدوث حسب ايمانكم!! وبذلك نسبتكم التعارض لله والشر له..وقبلها بكم سطر تقول لي ان الشر ليس من الله!
أن يشاء الله شيئاً سوى أن يحبه أو يرضاه أو أن يأمر به ، لا تلازم بين مشيئته ورضاه ، فأن يشاء ضلال بعض البشر ليس معناه مطلقاً أنه يرضاه منهم أو يأمرهم به

لو تأملت في هذه الجملة فصدقني ستجد انها ليست من المنطق في شيء بتاتاً!!
كيف يريد الله شيئا مخالفا لطبيعته؟ هذا نقض لقداسة الله...هذا اكبر تجديف يمكن ان يقال بحق الله..
اما قولك مشيئته ضلال بعضهم لا يدل على امرهم به فهو مخالف لظاهر ايات القران..التي تدل على "تسيير" على الشر..الذي يتعدى مرحلة الامر..فهو فعلا ليس امر..فليس للانسان هنا خيار بعد! فالهه ثبته على الضلال وليس له من مرشد ولا هادِ
النساء88 فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلا
الاعراف186 مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ
الجاثية23 أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ
ولو لاحضنا الاية الاخيرة..الله لم يكتفي فقط بان اضل هذا الكافر الزنديق..بل انه اعمى كل حواسه عن الحق!! الامر الذي لا يقدر عليه حتى الشيطان من تسيير على الشر....(الا ان كان لك رأي اخر لا اعلم به!)
وجوابك هذا يحمل اعترافاً ضمنياً بنسبة النقص إلى الله ،

رددت هذا ولن اعيد..ولن اكرر فقد وضحت كفاية ان كلامي ليس فيه اي قول بنقص لله حاشا له من اي نقص..
إن كان الله يستطيع أن يمنع الشر ، وبرغم ذلك نراه في كونه وننفي أن يكون قد شاءه فيه فليس ذلك إلا نسبة للعجز له ! إذ كيف لا يكون من مشيئته ثم هو يستطيع التصرف فيه ؟! سؤال حِدت عنه ولم تجبه ضيفي الكريم .

قدرة الله كلية..كما سبق واوردت لك الايات..لكن منعه الشر هو ضد طبيعتنا..طبيعة التخيير التي هو خلقنا عليها...فمنع الشر سيكون في تلك الحالة ناقضا لعدله وتناقضا في العلم الالهي..الامر الغير ممكن بطبيعة الحال لاي مؤمن!
الفرق بيني وبينك...هو انك تعتبر ان كل شيء في الكون هو مشيئة الله...وهي واجبة الحدوث..وكل ما يحدث هو مشيئة الله بما ذلك الشر..الامر المتناقض مع الله كما وضحت في عدة مواضح تفصيلاً...اما انا فاعتقد ان ما يحدث على الارض ليس مكتوبا..وليس قضاءا..وانما هو ناتج عن خياراتنا التي نقوم بها..ومشيئة الله هو ما يريده لنا...وهي تحدث ان امنا به وتبعناه..ارادة الله بخلاصنا لا تعني انه سيسيرنا على ذلك الطريق..
ومن هذا الاختلاف الجذري انقسم رأيانا اخي مسلم .. فلو نظرت شرحي..لعرفت جيداً ان كلامي هو عين العقل والمنطق..هو ضمان عدم المساس بكمال الله..وضمان التوفيق السليم بين صفاته الكاملة ..اما عندك..فالتناقضات وصلت حدا كبيرا! وهذا واضحٌ من تخبطك في الاجابة مرة شمالا ومرة يمينا..وكلامك ضد المنطق والعقل ومتضارب بشكل ظاهر لاي قارئ يفهم ما نتكلم فيه! وانا اوضحت واسهبت في الكلام عن مواضع التضارب هذا..
فهو يضل من عباده من سبقت له سابقة الشقاء لما علم الله في قلبه من الزيغ والعصيان ، كما     : ﴿ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ فإضلال الله تعالى لمن يضل من عباده قائم على العدل والحكمة، ومجازاته بما يستحقه ، وهذا هو تمام العدل ، فإن أعدل العدل هو وضع الشيء في الموضع الذي يليق به .

ما العدل عزيزي في تسيير البشر على الشر؟ ما العدل في ان لا يكون للبشر خيار في الدنيا التي خلقنا فيها احرارا لكي نختار!
سأحتفظ برأيي عن بقية هذا المحور..لان له علاقة بالنقطة المقبلة ان شاء الله..
وبيان الله لذلك هو من رحمته جل وعلا بعباده حتى يجتنبوا تلك الأسباب، ولذلك تجد المؤمنين معظمين لأوامر ربهم ونواهيه، يخافون من ارتكاب أسباب سخطه وعقابه.

من الرحمة؟؟ من الرحمة ان تسير واحدا على الشر ثم ترميه جهنم عقايا على الشر؟؟ منطق ثاقب هذا لا استطيع ان ارده..حقيقة...لاني لا اعرف كيف اجيب هكذا منطق!
ذكرتني باحد الـ........ الذين رايتهم مرة في بغداد..كنا نتكلم عن القاعدة وما شاكلها من تنظيمات وكيف انكم يذبحون وينحرون كل من يظنوه كافرا..فاذا به يقول لي...ذلك رحمة به اي بالقتيل!! الجواب الذي لم اعرف كيف اجيبه..تماما كما في موقفنا الان. ولكن علت وجهي ابتسامة..وفي قلبي اشفقت على الرجل وحزنت لاجل تفكيره هذا..!
    : ﴿ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً فهذا شرط العلم، وضده الجهل .. ، وقال : ﴿ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا وهذا دليل عدم المؤاخذة بالخطأ والنسيان.
وقال : ﴿ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وقال: ﴿لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا ، فهذا دليل عدم مؤاخذة المكره ومن لا يقدر على فعل ما أمر به.


كل هذا لا دخل له بموضوعنا...فانا لا اناقش مَن الذين يضلهم الله...
انا اناقش الصفة الالهية..ولهذا السبب..اسمح لي ان لا اعلق على هذا الجزء من كلامك!
............
.............
.........
الان نأتي لجزء تطرقك للكتاب المقدس..وانا سارد عليك..ولكن لغرض درء الشبهة ..وليس لغرض تحويل النقاش حول الكتاب المقدس..فارجو ان لا تستغل ردي لاجل تحويل الموضوع ومناقشة الكتاب المقدس ومعاني اياته في مشاركتك القادمة خاصة وانها ستكون المشاركة الاخيرة في النقطة..ونحن اتفقنا على هذا وانت وافقت عليه في مشاركتك المرقمة 12.. عموماً
نبدأ باسم الرب له كل مجد:
سفر الخروج 7: 3 (( وَلكِنِّي أُقَسِّي قَلْبَ فِرْعَوْنَ ))

تعال نرى العدد (الاية) كاملاً:
3 وَلَكِنِّي اقَسِّي قَلْبَ فِرْعَوْنَ وَاكَثِّرُ ايَاتِي وَعَجَائِبِي فِي ارْضِ مِصْرَ.
هل عرفنا كيف سيقسي قلب فرعون ؟؟ الرب سيكثر اياته وعجابئه في مصر..الامر الذي سيؤدي لزيادة قسوة فرعون..وليس الله هنا يامر بشر ابدا كما قد يتخيل القارئ المحترم لما يرى النص مبتوراً ..!

سفر اشعياء الاصحاح 63 العدد 17
17 لماذا أضللتنا يا رب عن طريقك وقسيت قلوبنا عن مخافتك. إرجع إلينا من أجل عبيدك ، من أجل أسباط يعقوب خاصتك

يقول الاب انطونيوس فكري في تفسيره:
الله لا يضل أحد ولكن هم بحريتهم ضلوا بعيداً عنه وربما تشير للسبي الذي يحكم به الله. وقد تشير أن الله تركهم وتخلى عنهم بسبب خطاياهم فضلوا
وفي تفسير القمص يعقوب ملطي يقول:
واضح هنا أن التائب لا يعني إلقاء اللوم على الله، إنما بعدما اكتشف أبوة الله في الحال يُعاتبه، بأنه كان ينتظر أن نعمته تسنده. حقًا لقد أخطأ وتمادى في الخطأ فأسلمه الله لذهنه المرفوض، وتركه لقساوة قلبه (رو 1: 28)، الآن يطلب نعمته حتى لا يضل عن طريق الرب ولا يبقى في قساوة القلب. هذا ما عناه المرتل بقوله: "بكل قلبي طلبتك، لا تضلني عن وصاياك" (مز 119: 10).
....
باختصار..الله لم يضلل التائب هذا..ولكنه تركه لقساوة قلبه..! والتائب في صلاته يعاتب ابوه السماوي معبرا عن ذلك بكلمة اضللتني ولكن الله لا يضل احدا...
فشبهتك يكفي ان تقرا التفاسير لتعرف بطلانها وضعفها عزيزي..
الرسالة الثانية الى تسالونيكي إ 2 ع 10
وبكل خديعة الإثم، في الهالكين، لأنهم لم يقبلوا محبة الحق حتى يخلصوا.. ترجمة : الفانديك


2Thes / الرسالة الثانية الى تسالونيكي إ 2 ع 11
ولأجل هذا سيرسل إليهم الله عمل الضلال، حتى يصدقوا الكذب،. ترجمة : الفانديك .

اما العدد 10 فهو عمل الشيطان وليس الله..وذلك واضح لو قرات العدد الذي سبقه..والذي نصه الَّذِي مَجِيئُهُ بِعَمَلِ الشَّيْطَانِ، بِكُلِّ قُوَّةٍ، وَبِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ كَاذِبَةٍ،
اما العدد 11..فيقول القمص تادرس يعقوب الملطي في تفسيره:
يقدم الرسول بولس تعليلاً لظهور إنسان الخطية قبل مجيء السيد الأخير. إذ يقول: "وبكل خديعة الإثم في الهالكين، لأنهم لم يقبلوا محبة الحق حتى يخلصوا، لأجل هذا سيرسل إليهم اللَّه عمل الضلال حتى يصدقوا الكذب، لكي يُدان جميع الذين لم يصدقوا الحق، بل سرّوا بالإثم" [10، 11]. لقد سبق فجاء الحق متجسدًا ولم يعد للإنسان عذر في جهالته، ومع ذلك فقد وُجد أناس لا يصدقوا بل يفرحوا بالإثم. هؤلاء أسلموا أنفسهم للجهل والظلمة، فيسمح اللَّه بإرسال المضلل لا ليضلهم، وإنما ليفضح أعماقهم الشريرة، ويمتلئ كأسهم. وكما يقول الرسول بولس: "وكما لم يستحسنوا أن يبقوا اللَّه في معرفتهم أسلمهم اللَّه إلى ذهن مرفوض" (رو 1: 28). وكأن مجيء إنسان الخطية لا يحطم مجيء الحق إنما يزيدهم تزكية وبهاء. إنه يحطم من حطموا أنفسهم برفضهم الحق وسرورهم بالإثم. بهذا يتحقق قول السيد: "لأن كل من له يعطى فيزداد، ومن ليس له فالذي عنده يؤخذ منه" (مت 25: 29).
فالامر هنا مشابه لقولك بان الله يضل الكفار..ما عدا فرق هائل هو ان الله ليس من يضلهم..وانما الشرير القادم هذا الذي تتكلم النبوءة عنه
سفر حزقيال (14 :9 ) (( والنبي إذا ضل وتكلم بكلام فأنا الرب أضللت ذلك النبي وأمد يدي عليه وأهلكه من بين شعبي إسرائيل ))

يقول الاب انطونيوس فكري في تفسيره وهو كافي (كالعادة) لاجابة جبهتك
هنا يتكلم الله عن ماذا سوف يحدث لو ذهب إنسان مرائى يسأل نبى كذاب، لأن النبى الحقيقى رفض أن يجيبه لعدم إستحقاقه. فهذا المرائى كان يجب أن يقدم توبة، ولكنه وجد أن الأسهل أن يذهب لأحد الأنبياء الكذبة. هنا يقول الرب أنه يضل هذا النبى الكذاب = أى أن الله سمح لهؤلاء الأنبياء الكذبة أن يفعلوا ذلك ويقسوا الأشرار فى طريقهم التى قرروها. والله طبعاً ليس مصدراً للشر، ولكنه يستخدم شريراً ليعاقب أو يدمر شرير آخر، ويستخدم شريراً ليخدع شرير آخر، فكلاهما خاطئ وكلاهما سيعاقب = ويحملون إثمهم. إن حالة الضلال التى عليها هذا النبى الكاذب سببها حقيقة إنحراف قلبه، ولكن لأن عواقب الخطية هى من ترتيب الله لذلك يقال أن الله أضل هذا النبى، أى سمح الله بهذا لينال عقابه.

عرفت عن اي نوع من الانبياء تتكلم الاية؟ ام ستكرر مرة اخرى قولك"إن الضيف يؤمن بإله يضل الأنبياء ، الأنبياء ، لا أقول الصالحين ، بل الأنبياء أنفسهم الذين اصطفاهم من عباده برسالاته"
ملوك أول : 22

19 فقالَ ميخا إسمَعْ كلامَ الرّبِّ. رأيتُ الرّبَّ جالساً على عرشِهِ وجميعُ ملائِكةِ السَّماءِ وُقوفٌ لدَيهِ، على يمينِهِ وشِمالِهِ.
20 فسألَهُمُ الرّبُّ مَنْ يُغوي أخابَ بِالصُّعودِ لِلحربِ فيموتَ في راموثَ جلعادَ فأجابَ هذا بِشيءٍ، وذاكَ بِشيءٍ آخَرَ.
21 وأخيراً خرَجَ روحٌ ووَقَفَ أمامَ الرّبِّ وقالَ أنا أُغويهِ. فسألَهُ الرّبُّ بِماذا
22 فأجابَ أجعَلُ جميعَ أنبِيائِهِ يَنطِقونَ الكذِبَ. فقالَ لَه الرّبُّ أنتَ تَقدِرُ أنْ تُغوِيَهُ، فا‏فعَلْ هكذا.
23 ثُمَّ قالَ ميخا لِلمَلِكِ الرّبُّ قصَدَ لكَ الشَّرَّ، لكِنَّهُ جعَلَ روحَ الكَذِبِ في أفواهِ أنْبِيائِكَ هؤلاءِ، فما نطَقوا بِالصِّدقِ.

ايضا من تفسير ابونا انطونيوس:
وقوات الشر لا تتحرك سوى بسماح منه ومع أنه لا يوافق على شرهم إنما هو يسمح لهم ببعض التصرفات لتأديب شعبه وتنفيذ أغراضه. من يغوى أخاب الله لا يغوى أحد لكنه جزاء ضلاله يستحق العقاب وهو يرفض أن يسمع كلام الله ولأنبياء الله بل يصغى للأنبياء الكذبة والله أعطاه حسب قلبه (مز 4:20) فسمح لروح مضل (شيطان) أن يضله فهو يريد هذا ويريد أن يسمع هذا الكلام وإذا سمع صوت الرب رفضه فتركه الله لقلبه ثم خرج الروح = أى روح الضلال من مخدع إلى مخدع = ربما حدث هذا فعلا وطاردته إيزابل أو جنود الجيش المهزوم العائد إذ إكتشفوا كذبه.

فمرة اخرى اذن..الله لم يضل احدا..ولم يصدر عنه شر! فالله ليس شريراً..

فها هنا تناقض آخر ، لكنه تناقض في أصل دعواه ، إذ ما فتيء الضيف يخرج علينا بكلام لا يقره العقل ولا تقره الفطرة ، ولا يقره لا الإسلام الذي يكفر به ، ولا المسيحية التي يؤمن بها ، ولا حول ولا قوة إلا بالله !

لا تناقض في دعواي..دعواك هي المتناقضة ومتشابكة متضاربة من كل نواحيها..
..
والان اتمنى ان اكون قد رددت بشكل مفصل الى حد ما على كلامك...وبينت لك وللقراء وجهة نظري بشكل واضح..واعتذر مرة اخرى عن تاخيري وتقصيري...ولكني قضيت الاربع ساعات الاخيرة هذه اكتب الرد هذا..املا في ان يعوض ذلك تاخيري..
مشاركتك القادمة ستكون ختام نقطتنا هذه..